id
int64
0
123
content
stringlengths
162
5.1k
title
stringclasses
3 values
era
stringclasses
11 values
100
استغلال الزوايا: توظيف بعض الزوايا لخدمة المصالح الفرنسية، والعمل على شل مراكز الإشعاع الديني والفكري ومحاربة رموز الثقافة العربية الإسلامية. تدمير المساجد وتحويلها: تحويل بعض المساجد إلى كنائس وإسطبلات ومخازن، مثل تحويل جامع كتشاوة إلى كاتدرائية القديس فيليب، ومسجد محمد الهواري إلى مخزن للسلاح، ومسجد عين البيضاء إلى مخزن للحبوب.
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 2: السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر و مظاهرها
101
إلحاق شؤون العبادة الإسلامية بالإدارة الفرنسية: تم إسناد شؤون العبادة الإسلامية إلى موظفين في أدنى السلم الإداري تحت رقابة القيادة العسكرية. فرض قيود على الحج: اعتباره من أسباب التعصب الديني وعدم الطاعة، مما أدى إلى إخضاعه لرخصة مسبقة وإجراءات معقدة. النفي والإبعاد: نفي وإبعاد الأئمة الذين رفضوا الخضوع، مثل محمد محمود العنابي ومصطفى الكبابطي. الاستعمار الفرنسي والمقاومة الوطنية (18301954) من أبرز مظاهر الاستعمار الفرنسي محاولاته القضاء على الهوية الجزائرية ونشر المسيحية. الكاردينال شارل لافيجري: لعب دوراً كبيراً في التبشير بالمسيحية، حيث قام بجولة في الجزائر (حاملاً الصليب في يمينه والخبز في شماله) وجمع حوالي 1500 يتيم ورباهم تحت إشراف الكنيسة. كتب للحكومة الفرنسية قائلاً: "إن إدخال الأهالي في الديانة المسيحية واجب مقدس. ينبغي أن نرقي هذا الشعب، وأول ما يجب علينا هو إبعادهم عن القرآن وملء عقولهم بتعاليم جديدة، ألا وهي تعاليم المسيحية."
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 2: السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر و مظاهرها
102
استغلال المجاعات: استغلت السلطات الفرنسية المجاعات التي اجتاحت الجزائر لجذب الأهالي إلى المسيحية وإضعاف مقاومتهم. انتهاكات الاستعمار الفرنسي للمساجد والأوقاف في بدايات الاحتلال، وضعت الحكومة الفرنسية يدها على مساجد المسلمين وأوقافهم، وأخضعتها لسلطتها باسم نظام جائر. زعمت السلطات احترام الإسلام ومعابده، لكن الواقع أظهر عكس ذلك، حيث تعرض الأئمة والعلماء للسجن والتعذيب بسبب مطالبهم بحرية الدين. د. عبد الحميد زوزو: "محطات في تاريخ الجزائر."
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 2: السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر و مظاهرها
103
الاستعمار الفرنسي في الجزائر والمقاومة الوطنية (18301954) آثار السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر: زوال الكيان الجزائري: تحول الجزائر إلى مقاطعة فرنسية. زرع الخراب والدمار: تدمير شامل في جميع أنحاء الجزائر عبر الحملات العسكرية وسياسة الأرض المحروقة. تفكيك البنية الاقتصادية: إلحاق الاقتصاد الجزائري بالاقتصاد الفرنسي ضمن تقسيم العمل الرأسمالي. تفكيك البنية الاجتماعية: تدمير العائلات الكبرى من خلال قوانين مصادرة الأراضي. صمود الفلاح الجزائري وتمسكه بالأرض رغم الهجرة الناتجة عن الفقر والمجاعة. تراجع النمو الديمغرافي نتيجة ظروف قاسية فرضها الاستعمار. فرض قوانين الحالة المدنية: تأثير نفسي واجتماعي سلبي على الجزائريين. انتشار الجهل والأمية: تقليص التعليم إلى الحد الأدنى. استمرار التعليم في السر بعيدًا عن أعين الإدارة الاستعمارية. تضييق على القضاء الجزائري: إحلال القوانين الفرنسية محل القضاء الإسلامي. محاولات فرنسة المحيط الجزائري: القضاء على الثقافة الوطنية الجزائرية. دمج الجزائر في المجتمع الفرنسي بالقوة: فرض قوانين الاستيعاب على الشعب الجزائري. موقف الشعب الجزائري: الشعب رفض الاستعمار بشدة، مما أدى إلى تزايد حالة الاحتقان وتشكيل مقاومة وطنية شملت جميع أنحاء البلاد. التغييرات في بنية القبائل الجزائرية تحت الاستعمار التقسيم الإداري للقبائل: تقسيم القبائل إلى "دواوير"، وأحيانًا خضوع أجزاء من نفس القبيلة لسلطات إدارية مختلفة. تفجير الوحدة الإقليمية والإدارية للقبائل، مما أدى إلى تفكك الروابط القبلية التقليدية باستثناء الروابط العاطفية بين الأفراد. مثال على المقاومة: في عام 1911، قرر 800 شخص من أهالي تلمسان الهجرة إلى دمشق احتجاجًا على:
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
104
قانون التجنيد الإجباري تحت راية الصليب. مصادرة أملاك الوقف. التمييز العنصري وغياب العدالة. المقاومة الوطنية الجزائرية (18301954) أهداف المقاومة: تحرير الوطن واستعادة السيادة الوطنية. جلاء الجيش الفرنسي. إفشال المخططات الاستيطانية والاندماجية. الحفاظ على الهوية الوطنية الجزائرية واستمرارية الدولة. أساليب المقاومة: المقاومة المسلحة الرسمية: بدأت بمعركة سطاوالي عام 1830، حيث واجهت القوات الجزائرية الجيش الفرنسي الغازي. استمرار المقاومة بقيادة أحمد باي في قسنطينة حتى سقوط المدينة عام 1837، ثم مواصلة النضال في الأوراس والزيبان حتى عام 1848. المقاومة الشعبية: تصاعدت أشكال المقاومة الشعبية عبر مختلف أنحاء الوطن، واختلفت أساليبها ولكن اتفقت أهدافها في التخلص من الاستعمار. معاهدة الاستسلام وبداية المقاومة الشعبية (1830) إن استسلام حسين باشا وتوقيع معاهدة الاستسلام والخضوع لفرنسا يوم 5 جويلية 1830م لم تكن نهاية المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي للجزائر، بل كانت بداية لمقاومة شعبية حقيقية من أبناء الجزائر.
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
105
بدأت المقاومة في الريف، حيث تصدى رجال البادية لقوات الاحتلال. في سهل متيجة حاول "ابن زعمون" وعدة قبائل أخرى منع "ديبورمون" وجيشه من التقدم نحو المدن الجزائرية. وفي يوم 26 نوفمبر 1830م، هاجم "ابن زعمون" الجيش الفرنسي المتواجد في مدينة البليدة، مما أجبر الجنرال "كلوزيل" على سحب جيشه المتكون من 2000 جندي إلى مدينة الجزائر. انضم إلى "ابن زعمون" زعيم آخر هو "المرابط الحاج سيدي السعدي"، الذي حث الناس على حمل السلاح والجهاد في سبيل الله والوطن. المصدر: د. عمار بوحوش، التاريخ السياسي للجزائر من البداية إلى غاية 1962 المقاومة ضد التوسع الفرنسي
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
106
كان قادة الحملة الفرنسية يعتقدون أنه من السهل الاستيلاء على كل المدن الساحلية الجزائرية كما حدث للعاصمة. لكن الأهالي قاوموا التوسع الفرنسي بعنف، خاصة عبر عدم تموين جيش الاحتلال وقطع طرق المواصلات داخل البلاد. المصدر: مجلة سيرتا، العدد 03، سنة 1980 جذور المقاومة الجزائرية
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
107
لم تكن مقاومة الجزائريين مجرد رد فعل على وحشية الفرنسيين، بل كانت نابعة من إيمانهم بدينهم الإسلامي وتمسكهم بأرضهم. قاد المقاومة شخصيات بارزة مثل الأمير عبد القادر، أحمد باي في قسنطينة، الشيخ الحداد، والمقراني. المصدر: بسام العسلي، الأمير الخالد الهاشمي الجزائري المقاومة الشعبية المسلحة أبرز المقاومات: مقاومة الأمير عبد القادر المدى: 18321847 المنطقة: الغرب الجزائري القيادة: الأمير عبد القادر الطابع: الطريقة القادرية، جهاد ضد الاحتلال مقاومة أحمد باي المدى: 18371848 المنطقة: قسنطينة (بايلك الشرق) القيادة: أحمد باي مقاومة بن ناصر بن شهرة المدى: 18501875 المنطقة: الصحراء الجزائرية، شرقها وغربها القيادة: بن ناصر بن شهرة مقاومة بوشوشة المدى: 18751881 المنطقة: قبائل الشعانبة والتوارق القيادة: محمد بن التومي بوشوشة مقاومة الشيخ الحداد والمقراني المدى: 18711872 المنطقة: منطقة القبائل (بجاية، سطيف، العلمة) القيادة: المقراني، الشيخ الحداد السمات: القيادة الجماعية لبعض المقاومات (مثل بوشوشة وبن ناصر بن شهرة) الديمومة والتداخل الزمني والتقاطع الجغرافي تركيزها على الروح الثورية وترسيخ معاني الجهاد واحة العامري الزيبان قبيلة لبوازيد الشيخ محمد بن يد العمري (29/04/1871م) مقاومة الأوراس (الخماك) أولاد شاغة، أولاد داود، بني محمد أمزيان
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
108
المناطق: بوَسليمان، بتي وحائة، لاه. المقاومة تشمل مناطق: قارنة رسماقة، عين الصفراء، تيارت، فرندة، سعيدة، أدرار، بوعمامة، الشراقة، عين صالح، توات، قورارة، بني عباس. مقاومة التوارق (إقليم الهقار والتاسيلي) المناطق: الهوقار، تمنراست، جانت، إيليزي، عين صالح. الشيخ محمد سبكة مقاومة مليانة قبيلة ريغة المناطق: مليانة، معسكر، سيدي دخو، بني شقران. الشيخ أحمد سلطان (1901م) مقاومة تاغيت تاجموت تندوف المناطق: تاغيت، تاجموت، تندوف، الهقار، جانت. (1916م) مقاومة الأوراس (سبتمبر 1916م) المناطق: عين مليلة، باتنة، عين فكرون، خنشلة، بريكة. الشيخ بن علي بن نوي، أولاد عورف، مروانة، عين التوتة، مقدم زغانة. إنتفاضة 8 مايو 1945م المناطق: وهران، الجزائر العاصمة، سطيف، عين الكبيرة، خراطة، قالمة، عنابة، أوقاس، زيامة منصورية، الأغلبية الجزائرية. إنتفاضة برج سيدي برج منايل المناطق: برج منايل، جرجرة، سكان برج منايل، علي بوننباب وجرجرة. ثورة المقراني 1871 د. يحيى بوعزيز "تواصل المقاومة وترابطها يعني أنه ليس صحيحاً أن الثورات والانتفاضات كانت متعزلة عن بعضها، رغم صعوبة المواصلات وقلة وسائل الإعلام ورغم البطش الاستعماري. من الممكن القول بأنه لولا تعاون بعض المرتزقة الجزائريين مع الجيش الاستعماري والإدارة، لما نجح الفرنسيون في الاحتلال، رغم فرض العزلة على الجزائريين. فقد تبين أن هناك علاقات متواصلة مع المشرق العربي والإسلامي." محمد المقراني قائد ثورة 1871 د. أبو القاسم سعد الله "يبدو من تتبع المقاومة الوطنية التي استمرت أكثر من قرن من الزمان أن كل الانتفاضات المسلحة منذ سقوط زمالة 'الأمير عبد القادر' سنة 1843م إلى ثورة أول نوفمبر 1954م كانت في الأساس صراعاً حضارياً. فقد كان الكأس يفيض كلما أمعن المحتل الأجنبي في انتهاك الهوية الوطنية المتمثلة في العقيدة الإسلامية، واللغة، والتمسك بالحرية والعدالة." الاحتجاجات الأولية ضد الاحتلال الفرنسي "جاءت ردود الأفعال الأولية على جرائم الاحتلال الفرنسي على شكل عرائض احتجاجية ورسائل مقدمة، من بينها رسالة إلى الجنرال بيرتيزين 1831م، تطالب باحترام الاتفاق بين حسين باشا و'ديبورمون'، واحتجاج على الاستيلاء على أملاك المسلمين دون اليهود. كما أرسل حمدان خوجة رسالة إلى ملك فرنسا 'لويس فيليب' في 10 جويلية 1833م، يدعوه فيها إلى التدخل من أجل منح الجزائريين حق التمتع بالحرية التي تتمتع بها الأم الأوروبية." إلحاق قسنطينة بالدولة العثمانية من حضرة الدولة العثمانية إلى الجزائر: "فتحناها ومهدنا أوطانها وحكمنا فيها بالعدل والكمال. وما نأخذ من وطنها إلا الشيء الحلال الذي هو مثل الزكاة الواجب إخراجها من الأموال والأنعام والمزروعات على نمط الشريعة والطريقة المستقيمة. ثم قدمنا إلى قسنطينة كذلك، ويكون حكمنا فيها بالعدل كما هو هنالك. ونجعل عليها حاكماً تختارونه منكم يكون كبيراً عليكم ومتولياً أمركم." د. محمد المهدي بن علي شغيب، "أم الحواضر في الماضي والحاضر" جواب باشا الجزائر إلى الشيخ محمد بن عبد الكريم الفقون بعد دخول الأتراك لمدينة قسنطينة "الحمد لله، إلى مقام العالم المشهور، الخير المبرور، معدن الفضل المصون سيدي الشيخ بن الفقون. أما الخاصة والعامة، السلام عليكم، والسؤال عنكم. لقد بلغنا أنك عملت عملاً جيداً وتدبيراً لائقاً صحيحاً، ونحن نتمى إليكم ونسعد بانتسابنا إلى جانبكم. كما بلغنا أنك سلمت بلاد قسنطينة إلى الترك من غير اعتراض، وقد أشرت على ناس قسنطينة بالتدبير المفيد والرأي الصائب الرشيد. فكان في ذلك حقن دمائهم وزوال الخلاف والهرج بينهم. فجزاك الله بأحسن الجزاء وضاعف لك الخير والثناء. وما أنت إلا حبيبنا وصديقنا، وذلك لأنك تسعى في الخير والصلاح وترشد العباد للفلاح والنجاح. ثم نلتمس منكم دعاء الخير في كل خطبة وزمان، وكل ركب. وكن ببال من أولادك الترك. والسلام." الرسالة إلى اللجنة الإفريقية 1833 "إني حين أفكر بأن اليونانيين مديونون باستقلالهم إلى الفرنسيين وأن البلجيكيين مدينون بحريتهم إليهم. وإن كل الشعوب الفخورة والمنكوبة قد وجدت دائماً منهم أعظم عاطفة كريمة، فإني أهنئ نفسي على الخطوة الشريفة التي خطوتها. أيها السادة، إن الجزائريين لا يستحقون أن يرمى بهم خارج المجموعة العالمية؛ إنهم جزء من العائلة الإنسانية وأن الدم الذي يجري في عروقهم، أيها السادة له نفس الحرارة التي في دمكم. فهل ستشفقون على حالتهم؟ ليس هناك أي حل سوى تغيير الوضع لاستعادة النظام وميلاد ثقة جديدة في الجزائر؛ إن مساعدتكم المتنورة قد أصبحت ضرورية وأن الجزائريين واضعون كل ثقتهم فيكم. لذلك أرجو أن تحققوا أمانيهم التي هي أيضاً أمانيكم." د. أبو القاسم سعد الله / "الحركة الوطنية الجزائرية" ج 2 الحركة الثقافية والفكرية في الجزائر "إن تفاعل العوامل الداخلية والتأثيرات الخارجية المتمثلة في حرب القرم 1856م والمشاركة الجزائرية بها، والهجرة الجزائرية إلى العالم الإسلامي ثم أوروبا، والحرب البروسية الفرنسية، والصراعات الأوروبية حول مناطق النفوذ العربية، أدى إلى قيام حركة ثقافية وفكرية نبغت عنها توجهات فكرية قادتها نخب منها: أ نخبة المحافظين: نشطت ببادرات فردية لعدة علماء مثقفين مثل عبد القادر المجاوي، عيبل الحليم بن سماية، حمدان لونيسي، عمر راسم، سعيد بن زكري... وكانت تنشد إصلاح المجتمع بالعمل على إعادة الاعتبار لقيمه العربية الإسلامية، والحفاظ عليها من المسخ، ونشر التعليم العربي الإسلامي، وتنبيه الجزائريين إلى الأخطار التي قد تلحق بهم وبأمتهم نتيجة سياسة الإلحاق والإدماج." د. أبو القاسم سعد الله / "الحركة الوطنية الجزائرية" ج 2 النخبة الليبرالية "المجددة" "تخرجت عن المدارس الفرنسية والتي تنشد إصلاح هذا الوضع عبر السعي لإلحاق الشعب الجزائري بإدماجهم في المجتمع الفرنسي. كما شملت مطالبهم إلغاء قانون الأهالي وكل الإجراءات الأخرى التعسفية، وقبول التجنيد الإجباري، واسترجاع العمل بالشرع الإسلامي، واحترام وإصلاح وسائل التعليم العربية، من القوانين الفرنسية نفسها والمطالبة بعدم تطبيقها." د. أبو القاسم سعد الله / "الحركة الوطنية الجزائرية" ج 2 الصحافة والجمعيات في الجزائر
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
109
"في أواخر القرن 19م ظهرت العديد من الجمعيات والنوادِ مثل الجمعية الراشدية (1894م)، الجمعية التوفيقية، ودادية العلوم الجديدة، نادي التقدم، نادي الشباب الجزائري، جمعية الهلال، نادي الاتحاد، نادي صالح باي، ونادي... كانت الصحافة تلعب دوراً أساسياً في نشر الوعي الثقافي والسياسي لدى الشعب الجزائري رغم التضييقات الاستعمارية. كان الهدف من هذه الجمعيات نشر التعليم والتوعية، والعمل على تحرير الجماهير الجزائريّة، كما ساهمت الصحف مثل "الجزائر" 1908م، "الغاروق" 1913م، "الإقدام" 1913م، "الأمة" 1929م، وغيرها في تنشيط الشباب وحمايته من الانحراف وحثه على العمل الخيري." د. عبد الكريم بوالصفصاف / "جمعية العلماء المسلمين" 1. حركة الإصلاح
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
110
تعود حركة الإصلاح إلى سنة 1919 على يد الأمير خالد الذي عبر عن مطالبه من خلال الرسالة الموجهة إلى الرئيس الأمريكي ولسن، بالإضافة إلى التجمعات الشعبية والصحف، حيث هاجم الاستعمار وطالب بضرورة الاستقلال وإصلاح أحوال المجتمع من خلال برنامج حزب الإخاء الجزائري سنة 1922م. نُفي الأمير خالد عام 1923، إلا أن أفكاره استمرت من خلال حزب شمال إفريقيا. الاتجاه الغوري الاستقلالي
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
111
قاد مصالي الحاج تجمّع شمال إفريقيا عام 1926، وهو أول اتجاه يدعو إلى الاستقلال التام. عند تأسيسه، ضمّ عمال شمال إفريقيا، وأعلن عن الأمير خالد رئيسًا شرفيًا له كونَه يحمل نفس الأفكار الاستقلالية. في سنة 1927 أصبح التنظيم جزائريًا خالصًا هدفه تحقيق استقلال الجزائر. تعرض الحزب للحل في العديد من المرات وأُعيد بناؤه باسم "حزب الشعب الجزائري" في 11 مارس 1937م، ثم تحول إلى "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" في 1946م التي أنشأت جناحًا عسكريًا عُرف بالمنظمة الخاصة في فبراير 1947م. وقد تعرض الحزب إلى أزمة خطيرة ما بين 1950م 1953م كانت السبب المباشر للثورة التحريرية الكبرى في نوفمبر 1954م. فدرالية النواب المسلمين الجزائريين (1927)
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
112
من رموزها بن حميدة بن تهامي، محمد الصالح بن جلول، وفرحات عباس. وقد ظهر اختلاف بين قيادتها حول فكرة التجنيس مما أدى إلى انقسامها بعد انعقاد المؤتمر الإسلامي في 1936. تبع ذلك التجمع الفرنسي الإسلامي الجزائري الذي تزعمه بن جلول، و"اتحاد الشعب الجزائري" بقيادة فرحات عباس.
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
113
وخلال الحرب العالمية الثانية، لعب فرحات عباس دورًا بارزًا في قيادة اتجاهات الحركة الوطنية الجزائرية باعتباره الشخصية التي لم تقيد حريتها من خلال مبادرته الإيجابية في إطار بيان 10 فيفري 1943 وجمعية "البيان والحرية" في 14 مارس 1944م. وبعد مجازر 8 مايو 1945م، تطورت مطالبه من الإدماج الكلي إلى إقامة دولة جزائرية مرتبطة فدراليًا بفرنسا وعرضها عبر حزب "الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري" في 17 أفريل 1946م واستمر إلى غاية انضمامه إلى الثورة. 2. المطالب الأساسية
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
114
المساواة بين الفرنسيين والجزائريين دون التخلي عن الأحوال الشخصية الإسلامية. وقف الصلاحيات الخاصة التي أعطيت لحكام البلديات المختلطة. إنشاء جامعة جزائرية. التعليم الإجباري بالعربية والفرنسية. تطبيق القانون العام على كل سكان الجزائر دون تمييز. الاستقلال الكامل للجزائر. فصل الدين عن الدولة والعفو العام. جلاء الجيش الفرنسي. مصادرة الأملاك الزراعية الكبيرة للكولون والشركات الإقطاعية. احترام الممتلكات المتوسطة والصغيرة. حرية الصحافة والاجتماع والتجمع. تطبيق تقرير المصير على جميع الشعوب. منح الجزائر دستورها الخاص. العفو العام عن الجزائريين المسجونين. إنشاء جلس وطني جزائري منتخب. تطبيق جميع القوانين الاجتماعية الفرنسية. 3. جمعية العلماء المسلمين تأسست جمعية العلماء المسلمين في 5 مايو 1931م بالعاصمة في نادي الترقي من طرف نخبة من العلماء، يتزعمهم الشيخ عبد الحميد بن باديس. اهتمت الجمعية ببناء أجيال من الشباب تصبو من خلالهم إلى بعث نهضة فكرية وعلمية، ومحاربة البدع والخرافات التي علقت بالدين الإسلامي عن طريق التربية والتعليم للخروج من التخلف والسيطرة. ورغم مظهرها الإصلاحي، فإنها تحمل أبعادًا سياسية في دعوة الشيخ ابن باديس إلى الإسلام الجزائري. تعرضت الجمعية للملاحقة والضغوط الاستعمارية، كما تمت مصادرة صحفها مثل "الشهاب" و"البصائر".
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
115
واستمرت الجمعية في دورها الحضاري أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان لها تأثير كبير في الحركة الوطنية الجزائرية. جهود وأعمال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين توحيد أبناء الشعب الجزائري تحت راية العروبة والإسلام. توعية الشباب الجزائري بالشخصية الجزائرية وتهيئته للنضال في المستقبل. إقامة جسور للتعاون بين الجزائر وبقية الدول العربية والإسلامية. الدعوة إلى توحيد العمل المشترك مع أبناء تونس والمغرب. نشر التعليم العربي المستوحى من الوحدة العربية الإسلامية. د. عمار بوحوش / "التاريخ السياسي للجزائر من البداية لغاية 1962م" صحف ساهمت في الحركة الإصلاحية النجاح: أسبوعية صدرت في 13 أوت 1920 ثم تحولت إلى يومية سنة 1930. المنتقد: صدرت في 2 يوليو 1925. السنة النبوية: أسبوعية صدرت في 1925 ثم توقفت في 1933. الشريعة: صدرت في 17 يوليو 1933. الصراط النبوي: صدرت في 9 نوفمبر 1933. البصائر: صدرت في 27 ديسمبر 1935 وتوقفت في 1939 ثم عادت إلى الصدور في 25 يوليو 1947. الجيلالي صاري والمجموعة / "الجزائر في التاريخ المقاومة السياسية 1900 1954" قرارات المؤتمر الإسلامي الجزائري (7 يونيو 1946)
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
116
إلغاء جميع القوانين الاستثنائية. منح المسلمين جميع الحقوق التي للفرنسيين مع التمتع الكامل بالميزات الإسلامية وإدخال إصلاحات عليها. منح الجزائريين حق التوظيف في الإدارة الفرنسية. انتخاب مشترك بين المسلمين والفرنسيين. اللغة العربية كالفرنسية لغة رسمية. كيف تحررت الجزائر / منشورات وزارة الإعلام والثقافة الصحافة الجزائرية ودورها في الكفاح السياسي رغم كون الصحافة الجزائرية قد ظهرت متأخرة ومحدودة من حيث العدد والانتشار، فقد لعبت دورًا هامًا في نقل صوت الشعب الجزائري ومقاومته للاستعمار الفرنسي. وقد شهدت الصحافة تطورًا كبيرًا خاصة في الفترة الثانية عندما بدأت الصحافة بالفرنسية تعبر عن قضايا الجزائريين. الجيلالي صاري والمجموعة / "الجزائر في التاريخ المقاومة السياسية 1900 1954" المسرح والفن الوطني
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
117
كما أن مجموعة من الجزائريين قد أسست مسرحًا وطنيًا مستفيدة من التجربة الفرنسية. هؤلاء الفنانون ساهموا في الحفاظ على اللغة والموسيقى الشعبية، وأثروا في التنوير الفكري من خلال معالجتهم للمشاكل الاجتماعية بطريقة ساخرة وترجمتهم لبعض الأعمال الأوروبية إلى اللغة الوطنية. د. أبو القاسم سعد الله / "الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الثاني" النهضة الجزائرية ودور الأندية والجمعيات
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
118
ساهم كل من نادي صالح باي، الراشيدية، والجمعية التوفيقية مساهمة فعالة في يقظة الجزائر خلال هذه الفترة، حيث عمل زعماؤها على التركيز على التعليم والتقدم والتحرر. وقد حاولوا تطوير المجتمع الجزائري وجعله مجتمعًا حديثًا ومتنورًا. كما أن الأفكار الأوروبية ساهمت في النهضة الجزائرية من خلال الأندية والجمعيات. د. أبو القاسم سعد الله / "تاريخ الجزائر الثقافي الجزء الثاني" بيان فيفري 1943م
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
119
في شهر فبراير 1943م، صادق جميع النواب الجزائريين على نص البيان، ممثلين الشعب الجزائري الحقيقي. هذا الميثاق الجديد أثار دهشة الإدارة الاستعمارية خاصة موقف بعض النواب الجزائريين الذين كانوا عملاء للاستعمار، ثم انقلبوا إلى دعم الحركة الوطنية. فرحات عباس / "ليل الاستعمار" حزب الشعب الجزائري ومظاهرات 1 ماي 1945
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
120
أعطى حزب الشعب الجزائري في 1 مايو 1945 أمره بالتظاهر في مواكب كبيرة، وتزامن ذلك مع مواقف المطالبة بحقوق الشعب الجزائري والضغط على السلطات الفرنسية. وقد جرت تظاهرات في عدة مدن وكان أكثرها عنفًا في الجزائر العاصمة. د. صالح فركوس / "المختصر في تاريخ الجزائر" تدريب المناضلين الثوريين
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
121
المنظمة الثورية الجزائرية عملت على تطوير كوادرها من خلال تكوين مزدوج، سياسيًا وعسكريًا. حيث تعلم المناضلون استخدام الأسلحة، ودرسوا القوانين العسكرية، وتدربوا على حرب العصابات. في أقل من سنة، أصبح لديهم تكوين سياسي وعسكري متين. الجيلالي صاري والمجموعة / "الجزائر في التاريخ المقاومة السياسية 1900 1954" نتائج المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي قد أثمرت المقاومة الشعبية بشقيها العسكري والسياسي النتائج التالية:
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
122
استمرار الرفض الشعبي من خلال مقاومة الاحتلال في المناطق المختلفة. رفض المجتمع الجزائري قبول التغيير والاستسلام للاحتلال الفرنسي. بالرغم من المجازر والتضحيات، ظل الشعب الجزائري موحدًا. كما تجسد ذلك في مجموعة من الأحداث مثل المؤتمر الإسلامي 6ه وبيان فيفري 1943م، وجمعية أحباب البيان 1944م، والجبهة المشتركة للدفاع عن الحرية. مجازر 08 ماي 1945م كانت جزءًا من محاولة الاحتلال الفرنسي لإبقاء الجزائر ضمن حدودها الاستعمارية، ولكن رغم تلك المحاولات، ظلت الجزائر متمسكة بوحدتها الترابية والجغرافية. السياسة القمعية ومحاولات الاحتلال الفرنسي للتأثير على الشعب الجزائري واجهت سياسة الاحتلال الفرنسي القمعية مقاومة عنيفة من الشعب الجزائري، مما أربك الاحتلال وأوقعه في تناقضات. على إثر ذلك، لجأ الاحتلال إلى سلسلة من الإصلاحات لتخفيف غضب الشعب الجزائري:
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
123
قانون 4 فيفري 1919م: أصدرت الحكومة الفرنسية هذا القانون ومنحت بعض الحقوق لفئات معينة من الجزائريين، إلا أنه اعتبر مجحفًا من قبل العديد من النواب الفرنسيين. مشاريع الإصلاح الفرنسية: مثل مشروع "قسنطينة" الذي أعلن عنه ديغول في خطابه، الذي تضمن إصلاحات اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقديم بعض الحقوق للمواطنين الجزائريين. رغم هذه المحاولات للتهدئة، فإنها لم تؤثر على عزيمة الشعب الجزائري، بل زادت من إصراره على نيل الحرية والاستقلال. مجازر 8 ماي 1945م في محاولة لتهدئة الوضع واحتواء الحركة الوطنية الجزائرية، استهدفت السلطات الفرنسية الشعب الجزائري بمجازر دموية، ولكن ذلك لم يزد الشعب إلا تمسكًا بحقه في الاستقلال. الفهرس الوحدة 1: الاستعمار الأوروبي في افريقيا و اسيا و مقاومته الوضعية 1: الحركة الاستعمارية ( الظروف الأسباب و الأهداف) الوضعية 2:السياسة الاستعمارية في افريقيا و اسي الوضعية 3: الكفاح التحرري في افريقيا و اسيا الوضعية 4:الحركات التحررية الوحدة 2:العلاقات الأوروبية/الأوروبية و انعكاساتها القارية و العالمية الوضعية 1: طبيعة العلاقات الأوروبيةالأوروبية ومظاهرها الوضعية 2: المواجهة العسكرية الأوروبية الأولى 19181914 الوضعية 3: المواجهة العسكرية الأوروبية الثانية 19451939 الوضعية 4: تطور العالم عقب المواجهة العسكرية الثانية الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954 الوضعية 1: ظروف و أسباب وأهداف الاستعمار الفرنسي للجزائر الوضعية 2: السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر و مظاهرها الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري
الوحدة 3: الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المقاومة الوطنية 18301954
الوضعية 3: انعكاسات السياسة الاستعمارية على المجتمع الجزائري