Question Title
stringlengths 9
112
| Question
stringlengths 26
20.6k
| Answer
stringlengths 233
15.1k
| Doctor Name
stringclasses 66
values | Consultation Number
int64 316
2.55M
| Date of Answer
stringlengths 8
10
| Hierarchical Diagnosis
stringclasses 123
values |
---|---|---|---|---|---|---|
أعاني من مشكلة نفسية.. فهل أستخدم أدوية من غير استشارة طبيب؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا سيدة متزوجة وأم، عمري 22 سنة، تعرضت في طفولتي للتحرش مرتين من الأقارب، كذلك كنت أتعرض للضرب المبرح من أخي وأبي وأمي العصبية القاسية.
في أول متوسط تعرضت لصدمة وهي التلاعب بمشاعري، ومن بعدها تدهورت صحتي النفسية، ودراستي، صرت أختلي بنفسي متعمدة، وأتكلم مع أشخاص موجودين في حياتي بصوت غير مسموع، وأرفع صوتي مع الوقت، أو إذا كنت متأكدة أن الباب مقفول، مواضيع عادية، انتقام، دفاع، محاسبة، تخطيط، حركاتي انفعالية، أبكي، أضحك، أضيع وقتي ولم أنجز أعمالي، من اهتمام بنفسي، علاقاتي الاجتماعية، دراستي.
كل خططي فشلت، ولم أتقدم في حياتي الدراسية.
أتخيل وجهي يتشوه، أو ابنتي تصبح معاقة، أو زوجي يموت.
حالياً أعيش في ضائقة مالية، حاولت عمل مشاريع، وحاولت العمل، وكل محاولاتي باءت بالفشل، فدائماً هناك عائق.
أعيش في بيت أهل زوجي، ومنبوذة منهم بسبب المشاكل.
حاولت الخروج مما أنا فيه بالقراءة والعبادة، وفشلت.
أريد علاجا متوفراً في السعودية، ورخيص الثمن.
سؤالي: هل آخذ أدوية من الصيدلية من غير وصفة طبية؟ وهل يصلح استخدامه فترة الحمل؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا أعتقد أن كل الذي بك هو نوع من عدم الاستقرار النفسي الذي أدى إلى ما يمكن أن نسميه بـ (الاكتئاب القلقي) من الدرجة البسيطة، وفي ذات الوقت لديك بعض الأفكار الوسواسية، ولا شك أن الفكر التشاؤمي هو الذي عرقلك كثيرًا فيما يخص مسيرة حياتك.
الانقطاع للذات والانزواء والإكثار من حديث النفس وأحلام اليقظة، سمة عادية لدى بعض الناس، لكن قطعًا إذا كان فوق المعدل الطبيعي يعتبر حالة أو ظاهرة مرضية مرتبطة بالقلق النفسي.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة أن تقيمي ذاتك بصورة أفضل، وتقييم الذات ليس صعبًا، انظري إلى الأشياء الإيجابية في حياتك، سوف تجدينها كثيرة جدًّا، أنت بفضل الله - تعالى - متزوجة، وقطعًا هنالك أشياء جميلة كثيرة في حياتك.
ما حدث في الماضي نحن لا نقلل من شأنه، جراحات الطفولة لها أثرها السلبي، لكن الإنسان بعد أن ينتشل نفسه نفسيًا واجتماعيًا، ويطور مهاراته، ويكون في وضعك كزوجة، هنا يجب عليه أن يُترك الماضي ويتم التعامل معه كخبرة سالبة يمكن الاستفادة منها في المستقبل بصورة إيجابية.
إذًا تقييم الذات مهم وضروري جدًّا، ويجب أن تفهمي مشاعرك، إذا فهمت مشاعرك بصورة صحيحة وقبلت ما هو إيجابي منها ورفضت ما هو سلبي منها، وحاولت أن تطوري نفسك، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا.
لا تنظري للعيش مع أهل زوجك بتشاؤمية، على العكس تمامًا من السهل العون بالزوج في هذا الموضوع، وكوني متسامحة، كوني أنت الشخص المحبوب والمفضل بين الجميع، هذا ليس صعبًا - أيتها الابنة الكريمة - .
ذكرتِ أنك حاولت أن تعالجي نفسك بقضاء الوقت بالقراءة والعبادة وفشلت، لا، لا يمكن للإنسان أن يقضي وقته في القراءة والعبادة يفشل أبدًا، هذه دعائم وركائز ترفع من المهارات الاجتماعية والنفسية عند الإنسان، ربما لا تستشعرين فائدتها؛ لأن المفاهيم السلبية عندك هي المسيطرة، لأنه لديك الخوف من الفشل دائمًا، لذا تحسين أنك لن تستفيدي لا من العبادة ولا من القراءة، لا على العكس تمامًا، أنا أشجعك على هذا المسار، وهو مسار جميل جدًّا.
عدم التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب ناتج من الحالة النفسية الاكتئابية البسيطة التي تعانين منها. نظمي وقتك، أديري وقتك بصورة جيدة، حاولي أن تلجئي إلى النوم المبكر، مارسي أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، هذا كله سوف يعود عليك بخير كثير ويتحسن التركيز لديك.
أنا أعتقد أنك في حاجة لأحد مضادات القلق والاكتئاب البسيطة جدًّا، عقار مثل (زولفت Zoloft) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لوسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون دواءً جيدًا بالنسبة لك، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجرامًا - أي نصف حبة – يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك حبة كاملة، يتم تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
الدواء ليس بالمكلف، لكن لستُ متأكدًا هل يحتاج لوصفة طبية أم لا، وأنا أفضل أن تعرضي أمرك على زوجك أيضًا، هذا أمر جيد، وليس فيه إضعاف لموقفك أبدًا، احكي له أعراضك، ستجدين منه المساندة، كوني لطيفة، كوني متفائلة، كوني إيجابية، ويمكن أن يذهب معك زوجك إلى الطبيب، تقابلين الطبيب مرة أو مرتين، و- إن شاء الله تعالى - ينتهي الأمر على خير.
الأدوية عامة لا نشجع استعمالها في أثناء الحمل خاصة في الأربعة الأشهر الأولى - مرحلة تكوين الأجنة -، في بعض الأحيان تضطر المرأة لتناول الدواء مع الحمل، وهذا له ترتيبات معينة نقوم بها، أي لا بد أن تكون مقابلة الإنسان مباشرة مع الطبيب وليس من خلال الاستفادة من مثل هذه الاستشارات التي قُصد بها مساعدة الناس الذين لا يستطيعون التواصل مع أطبائهم، أو لديهم خوف من الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالطب النفسي والناتجة من مفاهيم خاطئة وسط بعض الناس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,194,317 |
2013-11-04
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيف أحد من الخيالات السلوكية والنفسية؟
|
السلام عليكم
أنا طالب جامعي, أتتني حالة نفسية تدريجية سلوكية, وهي أنني عندما أبدأ بالدراسة من أول النهار تبدأ الأحلام والخيالات تراودني, وأتخيل أمورا مضحكة جدا, وقد أمثلها واقعا في الغرفة التي أجلس فيها وحيدا, كأن أتخيل مثلا أن نجلس أنا وأصدقائنا ونتكلم كلاما مضحكا ونضحك مع بعض, وهكذا من الخيالات.
المشكلة ليس في الخيالات التي أتخيلها, وإنما في تطورها -يا دكتور- حتى أصبحت مشكلة متلازمة تمنعني من الدراسة, بحيث لو فرضا أني بدأت الدراسة؛ فتأتيني الخيالات فلا أستطيع أن أقاومها, ومن ثم أندمج وأنسجم معها, ولا أستطيع الدراسة, وإن رجعت وحاولت أن أدرس تأتيني الخيالات من جديد؛ لتمنعني مرة أخرى من الدراسة, وأحس بثقل شديد عند العودة للكتاب, وأرتاح لما أندمج مع هذه الخيالات, ماذا أفعل لها ولحلها؟
أرجوكم ساعدوني.
وشكرا جزيلا لكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخيالات وأحلام اليقظة هي أمر طبيعي جدًّا، في حالتك المشكلة هي التوقيت لهذه الخيالات والأفكار الواهية، وهي دائمًا تأتيك بصورة مكثفة حين تبدأ في المذاكرة, أنت هنا محتاج لما يسمى بالاستبدال المعرفي، يعني أن تستشعر أهمية المذاكرة بصورة أفضل، وتضعها على رأس أسبقياتك وتقول لنفسك (لن يكون لي أي نشاط أو أي أفعال أخرى أو حتى أي أفكار أخرى في هذه اللحظات التي أود أن أذاكر فيها).
قطعًا يجب أن تكون هناك قناعات ويقين قوي حول هذا الأمر، تبديل الأسبقيات يجعلنا نهتم أكثر بما هو مهم، ونقلل شأن ما ليس مهمًّا، هذا الاستبدال المعرفي ضروري وضروري جدًّا، وهي الطريقة الوحيدة التي أراها سوف تساعدك.
الشيء الآخر: هذا النوع من الخيالات التي تحمل أيضًا الجانب الوسواسي يستجيب كثيرًا لتمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية، فارجع استشارة موقعنا تحت الرقم: (2136015) وطبق التمارين الواردة وسوف تجد فيها منفعة كبيرة جدًّا.
الخطوة الأخرى هي أن تخصص وقتًا لهذه الأحلام التي تراودك، قل لنفسك (أنا ما بين الساعة كذا والساعة كذا سوف أتفرغ تمامًا لخيالاتي ولأحلامي) هذا التمرين في ظاهره مُضحك بعض الشيء، لكنه ذو جدوى علمية، وهو قائم على ممارسات بحثية ثابتة.
توزيع الوقت ضروري في حالتك، وتوزيع الوقت لا نقصد به أن تتفرغ للدراسة أبدًا، هو أن تعطي كل شيء حقه في الوقت المناسب بالصورة المناسبة وللمدة الزمنية المناسبة، والنوم المبكر ضروري جدًّا في حياتك، كما أن الرياضة -كما ذكرت لك– أعتبرها أمرًا ضروريًا، يجب أن تشارك أيضًا أسرتك في الأنشطة الأسرية والمنزلية، وأن تكون لك علاقات اجتماعية راشدة، كما أن الدراسة الجماعية سوف تفيدك، مثلاً أن تتفق مع بعض أصدقائك أن تدرسوا مع بعضكم البعض مرة أو مرتين في الأسبوع.
المذاكرة بعد صلاة الفجر لها وقع إيجابي عظيم على النفس وعلى طريقة التفكير، فخصص ساعة إلى ساعة ونصف للدراسة بعد صلاة الفجر وقبل أن تذهب إلى الكلية.
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,193,978 |
2013-11-04
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
هل أحلام اليقظة التي أشعر أنها هي حياتي الحقيقية تعتبر مشكلة؟
|
السلام عليكم.
لدي مشكلة: هي الحديث مع نفسي أو ما يسمى بأحلام اليقظة، أرى أنها شيء رائع، ومطلوب لكل شخص حتى يلخص حياته بعيداً عن ضوضاء الغير، لكن الموضوع أصبح في زيادة، كل أموري أصبحت حديث نفس، أحلامي، ذكرياتي، صراعي، خيالي، أسير على قدمي وأتحدث لنفسي بقضية أريد حلها، وكيف أصل إليها، أو أتحدث بحلم أتمنى تحقيقه، وكيف سيكون؟ وماذا سوف أواجه؟ وأتخيل أشخاصاً معينين في هذه القضية، أو أسير في خيالاتي لدرجة أني إذا ذهبت عند أحد، ولم أعد لمنزلي إلا متأخرة، لا أستطيع النوم حتى أتحدث لنفسي ولو خمس دقائق حتى أشعر بالراحة، وحينما نغيب عن منزلنا لأيام أنسى هذا الأمر، لكن ما إن يأتي الليل حتى أشعر أني فقدت شيئاً حقيقياً وليس خيالاً، وأريد فعلاً التحدث، لكن المكان لا يتيح لي ذلك فأنام.
والغريب في الموضوع أني أشعر أن حياتي الحقيقية هذه وليست التي في الواقع، لدرجة أخشى أن أتواجه مع أحد في موضوع، وأقول له شيء ويستغرب متى حصل ذلك، وهو يكون حصل بيني وبين نفسي، أخشى أن أدخل الأمور في بعضها، لكن إلى الآن أنا متحكمة كثيراً في هذا الأمر، وآخذه من باب الحرية المطلقة التي يحكمها عقلي، لكن الواقع لم يتحها لي سواء من نقاش، أو أمنية، أو أناس مختلفين، أريد مشورتك، هل هذا أمر طبيعي أم لا؟ هل يشكل خطراً على حياتي ومن حولي بالمستقبل؟
شكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حديث النفس وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة، فالعقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.
أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول، أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر، والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية، وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة، فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال، فيحدث ما حدث لك -أختي الكريمة-، فتسألين الآخرين كأنهم يسبحون معك في بحر الخيال، -والحمد لله- أنك ما زلت تتحكمين في ذلك، فنرشدك لتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وحاولي الاستعانة بالله أولاً، ثم الآخرين، واعرضي عليهم آرائك ومقترحاتك، وناقشيهم في آرائهم ومقترحاتهم، فستخرجين -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.
نسأل الله لك التوفيق.
|
د. على أحمد التهامي
| 2,188,401 |
2013-09-23
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
هل أحلام اليقظة تغضب الله؟ وكيف أخفف منها؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي أفادني، ومما لا شك فيه أنه أفاد إخواني وأخواتي أيضاً، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من غير حساب، ولا سابق عذاب.
أنا فتاة عمري 17 عاما، مشكلتي أني أعاني كثيراً من أحلام اليقظة، فأنا لا أنفك أحلم وأتخيل، والغريب أن هذه الأحلام تراودني أكثر عندما أهم بالخلود إلى النوم، فأنا أتخيل مثلاً فتى من نسج خيالي، وأتخيل أنه يحبني أو أننا تشاجرنا مثلاً، هذا الشيء يؤرقني كثيراً، ولا أعلم إن كان يرضي الله أم لا، أنا حائرة ولا أريد أن أكون هكذا، أريد أن يمتلئ قلبي بحب الله، ولا أريد أن يغضب الله عليّ.
آسفة للإطالة عليكم، أتمنى أن تجيبوني، وجزاكم الله كل خير، ونفع بكم الأمة الإسلامية.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك في دنياك وآخرتك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة–، فإن أحلام اليقظة في مرحلتك السنية هذه أمر طبيعي، هذه المرحلة من مراحل الشباب تتسع فيها دائرة أحلام اليقظة جدًّا، حتى إنها لتكاد أن تصل إلى استغراق الوقت كله، وجود أحلام اليقظة علامة صحية، أما الإكثار منها فيحتاج إلى نوع من المقاومة، لأنها قد تضيع عمرك كله فيما لا يعود عليك بالنفع لا في أمر دينك ولا دنياك، فبعض الناس قد يستمر لساعات طوال وهو مستغرق في أحلام اليقظة، وبعد أن ينتهي منها يشعر بأنه مستريح، لأنه حقق في نومه ما لا يستطيع أن يحققه في اليقظة والحقيقة، ومن هنا فإن أحلام اليقظة هي كما ذكرت هي نوع من التنفيس عن نفسية الإنسان، خاصة إذا كانت لديه أمور لا يستطيع أن يحققها في الواقع، فإنه يلجأ إلى أحلام اليقظة ليحقق ما يريده وما يتمناه بسهولة ويسر.
بعض هذه الأحلام قد تتحول إلى واقع، وقد تتحول إلى حقيقة، ولعل كثير من العلماء العباقرة بدأت عبقريتهم بنوع من أحلام اليقظة الذي صار واقعًا، وأصبح نافعًا للناس جميعًا، فمعظم المخترعين الكبار كانوا يعيشون أحلامًا يقظة موسّعة، ولكنها كانت مفيدة وهادفة.
أما الذي أنت تتكلمين عنه الآن فهو نوع من أنواع التلبيس، فإنك الآن تنسجين من خيالك فتىً تحبينه ويحبك، ويحدث بينك وبينه ما يحدث في الحياة العادية من المحبة والمودة، والقرب والبعد والخلاف وغير ذلك، وهذا في الغالب يكون متناسبًا مع سنك، إلا أني أتمنى ألا تستمري في هذه الأحلام كثيرًا، لأنها قد تضر بمستقبلك، وفعلاً قد تؤثر على علاقتك بالله تعالى، لأنك تقضين أوقاتًا في غير ما فائدة، المهم أنك كأنك تتخاطبين مع نفسك وتعيشين في داخل نفسك حياة وردية بعيدًا عن المشاكل، ثم بعد ذلك تصطدمين بالواقع، لتجدي أن ساعات طوال قد مرت من حياتك دون أي فائدة تُذكر، ولذلك أقول: لا مانع من وجود أحلام اليقظة، ولكن ينبغي أن تُحددي لها حدًّا معينًا، بمعنى أن تكون ساعة أو ساعتين، أما أن تستمر أكثر من ذلك فأرى أن ذلك خطرًا، وأن تكون في أشياء هادفة مفيدة.
وعليك للتخلص من الآثار المترتبة عليها خاصة عند النوم –كما ذكرتِ–، فعليك بالمحافظة على الوضوء قبل النوم، كذلك المحافظة على أذكار النوم، وأن تنامي على شقك الأيمن، وأن تظلي تذكرين الله تبارك وتعالى حتى تغيبين عن الوعي، بذلك -إن شاء الله تعالى– سوف تجدين نوعًا من السكينة، ونوعًا من الطمأنينة في نومك، وأيضًا ستكونين أكثر على مقاومة تلك الأحلام في اليقظة، فهي قد تتحول إلى حالة مرضية إذا أطلقنا لها العنان ولم نقف في وجهها، هي مفيدة عندما يعاني الإنسان من بعض الكبت في واقع الحياة، أو عندما يعجز عن تحقيق بعض الأمور، أما لو زادت عن حدها فإنها تعتبر حالة مرضية، خاصة وأنها تضيع بعض العبادات والطاعات.
فيما يتعلق بالحل والحرمة، فهي ليست حرامًا، لأنها نوع من حديث النفس، ولكن الحرام فيها إنما هو تضييع الوقت بلا أي فائدة، وقد يكون هذا وقت صلاة، أو كان من الممكن أن نستغل هذا الوقت في شيء نافع في قراءة القرآن، أو الأذكار أو الدراسة أو المذاكرة أو غير ذلك، أو طلب العلم الشرعي، أو التركيز على التميز العلمي، فهي في هذه الحالة قد يكون هذا خطرها، أما كونها هل هي حرام أو حلال؟ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (لا يؤاخذكم الله بما حدثتم به أنفسكم) وهذه نوع من حديث النفس، فليس فيها شيء من ناحية الحرمة، ولكن كما ذكرتُ خطرها أنها تشغلك عن ذكر الله تعالى، وعن الصلاة، وعن الأشياء المهمة التي أنت في حاجة إليها.
إذًا -بارك الله فيك– أتمنى أن تضيقي مساحتها، وأنت قادرة على ذلك، لأنها فقط تحتاج إلى قرار، وحاولي، في الأول قد يكون الأمر فيه بعض المشقة، ولكن مع تكرار المقاومة -بإذن الله تعالى– سوف تتحسن حالتك، وسوف تضيقينها إلى أبعد حد، حتى لا تعطل حياتك، ولا تؤثر على علاقتك مع الله تعالى، أو علاقتك مع نفسك، أو المجتمع.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
|
الشيخ / موافي عزب
| 2,187,834 |
2013-09-22
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أخشى أن أضيع مستقبلي ودراستي بسبب خيالي الواسع
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة كبيرة تلازمني منذ صغري، ولم أجد لها حلا، ألا وهي أحلام اليقظة.
أكاد أموت من هذه المشكلة أحس أني نائم طوال يومي، غارق في الأحلام المختلفة والظنون اللعينة والتهيئات التي جعلتني أكلم نفسي كالمجنون، هذه المشكلة معي منذ صغري وتطورت إلى الآن.
أبلغ من العمر 17 عاما عشتها جميعا في أحلام اليقظة اللعينة، ولكنها أيضا أحلام جميلة، ومنها أيضا أحلام وتخيلات سيئة جدا، يكاد عقلي أن ينفجر، تأتي عليّ أيام لا أحلم وأنا نائم، وأستيقظ مفتحا عيني كأني أحلم.
كدت أن أصطدم بالسيارات وأنا أسير في الشارع مرات عديدة لولا حفظ الله، سأكون في الصف الثالث الثانوي قريبا، وأحتاج إلى كل ذرة في كياني لكي أفهم كل ما في دراستي.
أريد أن ألغي أحلام اليقظة من عقلي؛ لأني أحلم بأشياء أتمناها طوال الوقت، ولكنها لا تحدث، أشياء جميع المسلمون يتمنونها وأنتم تعلمونها.
أحتاج سنة واحدة من عمري بعيداً عن تلك الأحلام، هذه السنة ستحدد مستقبلي أريد أن أركز في دروسي.
أخاف أن يكون هذا المرض سبب موتي، أريد أن أستفيق للحياة، لم أر في حياتي مرضا كهذا، جسمي لا يوجد فيه مرض واحد -ولله الحمد-، لم أر زميلا لي عنده هذا المرض مثلي، لقد أثر هذا المرض كثيرا على ذاكرتي، وأصبحت أستوعب أقل مما كنت سابقا، حتى أصبح ظاهرا للناس كأني غبي جدا.
أنا أبكي وأنا أكتب لكم كلامي هذا، مع أن خيالي الواسع ينسج لي أحلامي الجميلة بطريقة جميلة، ولكني أريد أن أفقد هذا الخيال، لأني لا أرى الجميل منه، ولا السيء منه حتى.
يا إخواني الكرام: يا من رأى هذا الكلام.. أطلب منكم العلاج، وسأدعو لمن يساعدني، ويجيب عن سؤالي بجنة الفردوس خالدا فيها، يرى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم كل يوم، وجميع الأنبياء وأطهر خلق الله ويتمتع بالجنة ونعيمها.
أنقذوني إخواني؛ لأني فعلا سأموت من الحزن والألم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أحلام اليقظة تصنف ضمن وسائل الدفاع النفسي، أو الحيل النفسية للتغلب على مشاعر القلق والتوتر والإحباط الناتجة عن عدم إشباع الدوافع بالطرق الواقعية، فقد تكون أمنيات لم تتحقق في الواقع، أو استحالة تحقيقها في الواقع، فيكون الخيال هو البديل، والوسيلة السهلة والمناسبة لتحقيقها، ويلجأ كثير من الناس إلى أحلام اليقظة، ولكن سرعان ما يعود البعض للواقع، ويستجيب له، أما الذين يستغرقون فيها بشدة، فيصعب عليهم التمييز بين الواقع والخيال، وبالتالي تكون بشكل عصابي مرضي.
وللمساعدة في التخلص منها أو تخفيفها نرشدك بالآتي:
- أشغل فكرك بتدبر آيات القرآن الكريم على الأقل نصف ساعة في اليوم.
- عود نفسك على قراءة الكتب الثقافية وسير النبلاء والعظماء، وتعلم من قصصهم كيف استطاعوا التغلب على المشكلات، وكيف حققوا النجاحات.
- قم بوضع أهدافك في هذه الحياة في قائمة يمكن رؤيتها ومراجعتها يومياً، وضع أمام كل هدف الوسائل الواقعية التي تحققها مع الاستعانة بالله تعالى أولاً، ثم رأي ذوي الخبرة والتجربة في المجال.
- بما أنك صاحب خيال واسع قم بكتابة هذه الأحلام في شكل قصص خيالية تصلح للقراءة والنشر، واستعن في ذلك بقراءة طرق وأساليب وضوابط كتابة القصة القصيرة.
- قم بملء فراغك بنشاطات مفيدة كالرياضة والأعمال الطوعية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية بفاعلية.
- قم بتصميم آلية للتنبيه بعدم الاسترسال في الأحلام لفترات طويلة وتدرب على ذلك.
والله الموفق.
|
د. على أحمد التهامي
| 2,187,501 |
2013-09-18
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعاني من أحلام اليقظة، وأكلم نفسي، فهل سأصاب بالجنون؟
|
السلام عليكم..
عمري 15 سنة، أعاني من صداع دائم، وكذلك أعاني من أحلام اليقظة منذ الصغر، وأكلم نفسي خاصة عندما أكون حزينة، ودائما أفكر في مواقفي في الماضي، فأتألم عندما أتذكر شيئا غير لطيف، أو كلمة قلتها وليست في محلها، حتى لو كانت مؤلمة، وشخصيتي ضعيفة، وأغار بشدة ممن هم أفضل مني، ولا أستطيع المواجهة، وأخاف من التحدث في التجمعات الكبيرة، رغم أني أحاول، ولكني لا أستطيع أحيانا.
ولقد حاولت أن أحل هذه المشكلة، فذهبت إلى أخصائي اجتماعي لمدة سنتين ولكن دون أي فائدة، وكان يقول لي بأني انطوائية، ولكني لا أشعر بذلك.
سؤالي:
ما هو علاج حالتي؟، وهل أحتاج إلى أن أذهب إلى دكتور نفساني مرة أخرى؟، وهل ستأتي علي مرحلة أصاب بها بالجنون أو الهلوسة؟، وإذا ذهبت إلى الدكتور ما هي الخطوات التي سيتبعها لعلاجي؟
وشكرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أحلام اليقظة التي تأتي في شكل أفكارٍ متداخلة ومكثفة وغير مترابطة في أثناء اليقظة؛ هي ظاهرة طبيعية إلى حدٍّ كبير في مراحل الطفولة المتأخرة واليفاعة وما بعد البلوغ، وحتى في فترة الشباب الأولى.
وأحلام اليقظة إذا كانت مزعجة، أو مضيعة للوقت، أو تخل بخيال الإنسان وطريقة تفكيره؛ هنا لا بد أن يُحدّ منها، وهذا ليس بالصعب.
أولاً: بالنسبة للأفكار التي تأتيك، ويكون فيها مبالغة وغير مرتبطة بالواقع: فهذه منذ البداية يجب أن تصرفي انتباهك عنها، وتفكري في أمر آخر، أو تقومي بالانخراط في نشاط يشغلك عن هذه الأفكار، ويصرف انتباهك بعيدًا عنها.
ثانيًا: أحلام اليقظة التي تأتي في شكل قصص درامية، وتكون نهاياتها سيئة، هنا يمكن أن تبدلي نهايتها بنهاية سعيدة، يعني أن تقومي أنت بإضافات جديدة، مع حذف النهاية السيئة للقصة، أو الدراما الفكرية التي مررت بها، وهذه طريقة أيضًا جيدة جدًّا، بمعنى أن الإنسان يمكن أن يبني نهايات سعيدة ليزيل أو يهدم النهايات السيئة للأفكار التي تأتيه من خلال أحلام اليقظة.
ثالثًا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تقلل كثيرًا من أحلام اليقظة، كما أن أحد الجوانب التي تُثيرها هي القلق النفسي الداخلي، وهذا القلق يكون قلقًا مقنعًا - أي محتقنًا وليس ظاهرًا -، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 2136015، أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها من تمارين.
رابعًا: قراءة القرآن الكريم بتمعن وتدبر وتركيز، فهذا سيساعدك كثيرًا في التخلص من أحلام اليقظة القلقية المتشبعة - أي الكثيرة والكثيفة - والتي تسبب لك القلق.
هذا بالنسبة لأحلام اليقظة.
أما بالنسبة لمفهومك حول أن شخصيتك ضعيفة:
أعتقد أن هذا المفهوم ليس صحيحًا، وكثيرًا من الناس تأتيهم أفكار واعتقادات، بل ويصلون إلى قناعات حول ذواتهم وأنفسهم، وتكون هذه القناعات خاطئة، ولا تقوم على أي أساس، فأرجو أن يكون هنالك نوع من التحدي لهذه الأفكار السلبية.
من الذي قال لك أن شخصيتك ضعيفة؟! هذا الكلام ليس صحيحًا، وعليك أن تقومي بتطبيق عملي من خلال التواصل الاجتماعي مع صديقاتك، كوني نشطة داخل المنزل، كوني بارة بوالديك، احسبي إنجازاتك، نظمي وقتك، وهذا سيعطيك شعورًا تامًا بأنك لست ضعيفة الشخصية.
كما أرجو ألا تخافي من الفشل، فأنت في بدايات الحياة الحقيقية، والآن لديك طاقات نفسية وجسدية كثيرة جدًّا، فيجب أن تستفيدي منها، ولابد أن يكون لك أسبقيات، ما هي الأشياء التي تودين إنجازها؟، قطعًا تزودي بسلاح العلم وسلاح الدين، وأن تكوني شخصية معتبرة ومحترمة، وأن تُكثري من الاطلاع ومن القراءة، وأن ترفهي على نفسك بما هو طيب وجيد، فهذا سيجعلك أكثر ثقة في نفسك.
الموضوع لا أعتقد أنه يتطلب الذهاب إلى دكتور نفسي أو أخصائي نفسي، فمراحل العلاج واضحة جدًّا في حالتك، وهي: أن تغيري مفاهيمك السلبية عن نفسك، وتطبقي ما ذكرته لك.
أما إن أردت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا لا بأس به أيضًا، وقد تكون مقابلة أو مقابلتين تعطيك شيئا من الطمأنينة، وشيئا من الدفع النفسي الإيجابي.
أنا لا أرى أنك في حاجة إلى دواء، ولا أرى أن هنالك أي مرض عقلي أو هلوسة أو شيء من هذا القبيل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,185,218 |
2013-09-09
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
لدي أحلام يقظة كثيرة.. هل أنا مريضة، وكيف أتخلص منها؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني مع نفسي إذ أحلامي وطموحاتي حتى أشياء تافهة أقوم بتمثيلها مع نفسي، وأتخيل الناس محيطين بي، وأنا أتحدث معهم، وأتفاعل معهم، وأحس أنني شخص مهم، وهم يهتمون بي، وأقوم بهذا أكثر من 5 مرات في اليوم.
وغالبا ما يكون تمثيلي في المرحاض، المهم مكان أكون فيه وحدي، وأعاني من آلام في الرأس من كثرة التفاعل والتفكير، أستحي من نفسي كثيرا، وأعتقد أنني لا أستطيع التخلص منه، عانيت كثيرا منه هذه السنة، وأقول دائما إن أي شيء أمثله لن يتحقق على أرض الواقع.
هل أنا مريضة؟ هل سيغضب الله مني؟ كيف أتخلص من هذا؟
جزاك الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lili حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنت لم تذكري عمرك، لكن أتخيل أنك في سن الشباب أو اليفاعة، وفي هذه السن يعرف أن أحلام اليقظة واختلاط الواقع بالخيال والحقيقة بما هو ليس حقيقة يكثر عند الناس، إذن التفكير الخيالي النمطي، والذي قد تنتج عنه أفعال تمثيلية ويلعب أدورًا معينة في أماكن غريبة مثل الحمامات – كما ذكرت – هذا معروف.
هذه الحالات – أيتها الفاضلة الكريمة – عابرة وعرضية -إن شاء الله تعالى-، المطلوب منك هو الآن أن تنظمي وقتك بصورة أفضل، هذا هو الذي سوف يفيدك، لا بد أن تخصصي وقتًا لدراستك، تخصصي وقتًا لراحتك، وعليك بالاطلاعات (القراءة)، القراءة دائمًا هي خير بديل لأحلام اليقظة، تساعد الإنسان كثيرًا على تطوير خصوبة دماغه وتفكيره، وهذا سوف يساعدك لتطوير مهاراتك.
من المهم جدًّا أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها، وموقعنا لديه استشارة خاصة في هذا الخصوص تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتتبعيها، قطعًا سوف تساعدك في تقليل هذه الأحلام، وفي ذات الوقت الآلام الجسدية من صداع وخلافه - والتي هي ناتجة أصلاً من التوتر العضلي – سوف تقل، بل سوف تختفي تمامًا.
التفكير المتجذر وذو الطابع الخيالي – كما ذكرنا – ليس كله سيئًا، خاصة أن أفكارك هذه مرتبطة ببعض الأحلام والطموحات، إذن يمكن اتخاذ بعض هذه الأفكار طريقًا ووسيلة وآلية إيجابية جدًّا للنجاح والتفاعل الإيجابي، أحلام اليقظة ليست كلها سيئة أبدًا.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك مريضة أبدًا، هذه مجرد ظاهرة، وظاهرة عرضية جدًّا، وتتخلصين منها حسب ما ذكرنا لك بحسن إدارة الوقت وتحقير هذه الأفكار، ويمكنك أن تتخيري منها موضوعا أو موضوعين، هذه المواضيع يجب أن تكون ملامسة لأرض الواقع، ويمكن تحقيقها، وتحقيقها في زمن محدد، هذه أيضًا طريقة جيدة جدًّا تفيد في الاستفادة من أحلام اليقظة.
بالنسبة لموضوع هل هذا سوف يُغضب الله؟ نسأل الله تعالى لنا ولك اللطف، والإنسان لا يحاسب أبدًا على مشاعره حسب ما ذكر العلماء الأفاضل ما لم يتلفظ أو يفعل، فكوني في جنب الله، وكوني في معية الله، وأكثري من الاستغفار، واحرصي على صلواتك وأذكارك، نحن الآن في شهر رمضان، في شهر الطاعات، هذه فرصة عظيمة للإنسان أن يتزود بخير زاد، -وإن شاء الله تعالى- أنت حريصة على ذلك.
ومن أهم الأشياء التي أود أن أنصحك بها هي بر الوالدين، بر الوالدين يعود عليك بخير كثير، براحة الضمير، شعور بالسعادة، استقرار نفسي، -وإن شاء الله- تجدين خيري الدنيا والآخرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,182,199 |
2013-07-25
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الكلام مع النفس: هل هو هلاوس أم مرض نفسي آخر؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت عمري 13 سنة، صرت أكلم نفسي طوال الوقت بصوت صغير أو أحرك شفتي وأتخيل أني أكلم شخصا عزيزا علي كثيرا، وأحب الوحدة، لكن لا أكون وحدي في البيت؛ لأني أخاف كثيرا، وأحيانا أتخيل أني أكلم شخصا عزيزا علي، وأتخيله بعقلي، وأظل أكلم نفسي، فهل هذا مرض الهلوسة أم التوهم أم ما الذي فيّ؟ هل أنا مريضة نفسيا؟
أرجوك ساعدني وأكون ممتنة كثيرا لك، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ emey حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تحزني - أيتها الفاضلة الكريمة – فأنت الحمد لله تعالى في سن اليفاعة، و-إن شاء الله تعالى- أمامك أيام طيبة.
الظاهرة التي تعانين منها – وهي ظاهرة الانفراد بالذات والتحدث معها والخيالات الكثيرة والمسرفة – هذا أمر يعتبر طبيعيًا لدرجة كبيرة جدًّا في مثل عمرك، فهنالك تغيرات نفسية وبيولوجية وهرمونية تؤدي إلى مثل هذا النوع من الخيال والتفكير، والبعض يدخل فيما يسمى بأحلام اليقظة، يبني آمالاً – وكما قالوا: يبني قصورًا – ثم لا يجد حتى الركام.
فالظاهرة هي ظاهرة طبيعية وظاهرة عابرة – يعني أنها لن تستمر كثيرًا – فأرجو أن تقتنعي بما ذكرته لك، ولا تحزني لهذا الأمر تمامًا، ولا بد أن تُدخلي مدخلات جديدة على حياتك، بمعنى أن تستفيدي من وقتك بصورة طيبة، لا تتركي للفراغ أي مجال؛ لأن الفراغ يأتي بمثل هذه الوسوسة، والشيطان يُحزن الإنسان ويسعى لذلك دائمًا، خاصة إذا انفرد الإنسان بنفسه ومال للوحدة. بل على العكس يجب أن تكوني نشيطة، تتفاعلي مع أسرتك، تتفاعلي مع زميلاتك في الدراسة، اجتهدي، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، نمّي هواياتك ومواهبك... أمامك أشياء طيبة وجميلة جدًّا، فاستبدال هذا التفكير النمطي الوسواسي الخيالي يتم من خلال أن تكوني أكثر فعالية - كما ذكرت لك -.
قطعًا أنت لا تعانين من هلوسة ولا مرض نفسي ولا توهم، هذه - كما ذكرت لك – ظاهرة عابرة قلقية طبيعية، وسوف تنتهي - إن شاء الله تعالى – لكن ساعدي نفسك بأن تطبقي برامج الفعاليات التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,180,999 |
2013-07-12
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعاني من التخيل وأحلام اليقظة ولا أدري كيف أتخلص منها!
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة أو لا أدري أهو ذنب أم لا، أتخيل أني أعيش حياة أخرى جميلة مثل عائلة أخرى، أتخيل حياتي اليومية كما يحلو لي، لكني أحياناً أشعر بالملل والضيق وأترك التخيل فترة وأرجع، لكني لا أستطيع أن أترك التخيل تماماً، تبت تماماً عن فعل ذلك منذ شهر وبعده رجعت لذلك، لا أعلم إذا كان هذا الفعل حراما أم مباحا! أنا خائفة أن أموت وأنا على معصية، علماً أني على هذا التخيل منذ 5 سنوات، ما العمل؟
هداني الله للباس الشرعي منذ 9 سنوات تقريباً، وبعد الهداية أمي التزمت باللباس الشرعي بعد أسبوع، وبعد سنوات اهتدى أخواتي -ولله الحمد-، علماً أننا كنا نلبس قبل الهداية الحجاب لكن ليس اللباس الشرعي، ومرة أصابتني حالة من الخوف من الموت، يا الله ما أصعبها!
قبل تخرجي بسنتين كنت أود أن أنام لكن لم أستطع، أتتني أفكار غريبة جداً، أصبحت أفكر بكل كلمة وما معناها؟ وما أصلها وتفاصيلها؟ والقبر وعن الله، كأنني أدخل لمتاهات، وكنت أبكي ويصيبني الشعور بتقلب معدتي، وأذهب للحمام بكثرة، ومن بعد ذلك رأيت داعية في مركز القرآن، ونصحتني أن أرفه عن نفسي بالخروج والنشاطات وغيرها، كانت هذه الأفكار قد تؤدي بي إلى الكفر -والعياذ بالله-، وأصبحت أشاهد قنوات ثقافية غير الدينية مثل nat geographic أبو ظبي، وأشاهد الكرتون الثري دي.
وهكذا أصبحت أخاف أن أتمسك بالدين كثيراً حتى لا ترجع لي الأفكار، -والحمد لله- شفيت لكني ما أزال أخاف أن ترجع لي هذه الأفكار، أخاف مثلاً إذا تخرجت من الجامعة ماذا بعد ذلك؟ وإذا ذهبت إلى القرية عند أقاربي يأتيني ضيق، وأتساءل يا الله كيف يعيشون هنا دون تطور؟! أخاف جداً من ذلك، أي ماذا يفعلون؟ فقط جالسون في المنازل وحياة روتينية! أكره الوحدة، ومرة ذهبت إلى أرض لنا بالقرية على مرتفع -أسكن في المدينة منذ كنت في الصف السابع-، وخفت كثيراً، وأقول في نفسي: يا إلهي كيف يعيشون هنا وفي حياة منعزلة؟ وقررت عدم الرجوع إلى الأرض بسبب الخوف!
ساعدوني أخاف أن ترجع لي هذه الأفكار، علماً أني لم أفكر بهذه الأفكار من قبل.
وقبلها بسنة أصابني مثل المرض فجأة، تصيبني تشنجات ولا أستطيع الوقوف، وأتنفس بصعوبة، بعدما توفيت جدتي بستة أشهر أو أكثر، لا أعلم يبدو من ضجة الناس في عزاء جدتي، لأنهم كانوا كلهم يتكلمون فينا –أنا وأخواتي- والتزامنا، أصبحت أخاف أن أخرج من البيت حتى لا تصيبني الحالة، ومن ثم أمي أخذتني إلى امرأة فقيرة إلى الله، وقرأت عليّ الرقية وأخبرتني أني محسودة، -وسبحان الله- من بعدها شفيت، وأعطتني الرقية أقرؤها لمدة شهر -ولله الحمد-.
لكن مشكلتي الآن هي التخيل، لا أستطيع تركه، مع أني ذهبت عمرة السنة الماضية وما أجملها من عمرة، -والحمد لله- نسيت ذلك وأقدمت على ترك التخيل، لكن بعد بضعة أشهر رجعت الحالة، مع أني -ولله الحمد- ملتزمة وأحرص على ذلك، ما الحل؟
أنا -ولله الحمد- متفوقة، وأعمل الآن وأدرس الماجستير في الفنون التشكيلية، وطموحي -إن شاء الله- بعد الانتهاء من الماجستير أن أذهب لأمريكا لأدرس دكتوراه في الرسوم المتحركة، وفي الجامعة لي صيتي بالتفوق العلمي -والحمد لله-، ووضعنا المادي -الحمد لله- ممتاز وعائلتي متفاهمة، ونعمل في أعمال خيرية لكن قلت بعد تخرجي وتزوج بعض أخواتي، لكننا مستمرون -إن شاء الله-، -ولله الحمد- الله منعم علي بنعم عظيمة جداً، لا أعلم هل خوفي من رجوع الأفكار التي كانت تراودني له دخل في التخيل عن نفسي خصوصاً عند النوم، مثلاً عند امتحانات الماجستير نهاية الفصل قلت جداً.
أرجو الحل لمشكلة التخيل، وهل هو حرام أم لا؟ والحل من خوفي الرجوع لتلك الأفكار وأفكار الروتين، لأن مقاومتها والله صعبة، ولأني أخاف على ديني، وأنا أظل أضع في عقلي أفكارا أني سوف أدرس ماجستير ثم دكتوراه، ومثلاً دورات رياضية للتغيير، لكن أقول: يا رب.
ادعو لي، وجزاكم الله خيراً كثيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية رحمة ربها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذا النوع من الخيال الذي تتحدثين عنه، والذي استحوذ على تفكيرك وجعلك تعيشين في حالة من القلق وعسر من المزاج، وعدم الارتياح نسبة لطبيعة التخيل الذي تحدثت عنه، أنا أود أن أطمئنك تمامًا، هذا النوع من التخيل هو مما يمكن أن نعتبره أحلام يقظة ذات طابع وسواسي.
المحتوى حين يكون وسواسيًا، يطرح أمام الإنسان الكثير من الاستفسارات والأسئلة التي قد لا يجد لها إجابة، ويسرح به الخيال ويتفرع ويتشكل ويتجزأ ويتشتت، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من القلق والوسوسة، وأنت ذكرت أنه في إحدى المرات أصابتك حالة من الخوف من الموت، وهذه أيضًا من صميم قلق المخاوف، إذن كل الذي بك هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وليس أكثر من ذلك.
دخولك في تفاصيل دقيقة حول موضوع الكفر، وتشريحك للأفكار هو الذي يسبب لك المتاعب، العلاج الأساسي للفكر الوسواسي التخويفي هو من خلال تحقيره وتجاهله، ويُصرف عنه الانتباه بأن يدخل الإنسان في أنشطة أخرى، وحسب ما ذكرت الأخت الداعية -جزاها الله خيرًا- فإنه يجب أن تُدخلي على حياتك إدخالات جديدة، وأنشطة وأفكارًا جديدة، وتديري وقتك بصورة صحيحة، هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى– تتجاهلين هذا الفكر الوسواسي.
إذن تجنبي تمامًا الحوارات الوسواسية مع أفكارك، حقّريها وأسقطيها، واستبدليها بما هو أفضل، وهذا لن يتم إلا من خلال تغيير نمط الحياة، وإدخالات إضافات فكرية وأنشطة جديدة.
كثير من الذين يأتيهم مثل هذا النوع من الفكر التخويفي الوسواسي، يتحسنون بتناول الأدوية المضادة للوساوس والقلق، ومن أفضلها دواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين)، فإن شئت أن تتناولي هذا الدواء لا بأس في ذلك، وإن شئت أن تذهبي إلى طبيب نفسي، فهذا أفضل وأجود.
الفافرين دواء سليم جدًّا، وممتاز جدًّا، وليس إدمانيًا، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وجرعته هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وتستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
مشاعرك حول الدراسة، وحول اكتساب المعرفة هي أمنيات طيبة، -وإن شاء الله تعالى- أنت جديرة لأن تصلي لمبتغاك، فقط ركزي أكثر، واتخذي الخطوات العملية في حدود إمكاناتك الفكرية والمعرفية المتوفرة.
موضوع تخوفك حول هذه الأفكار، وإن كنت لا تدرين أنها ذنب أم لا؟ هذا الأمر لا تشغلي به نفسك، أنا قطعًا لستُ من أصحاب الفتيا، لكن الذي أعرفه في معرفتي المتواضعة أن الإنسان ومن رحمة الله به، لا يُحاسب على أفكاره أو مشاعره أبدًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,179,454 |
2013-07-02
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
التخيلات الكثيرة أثرت على دراستي، فساعدوني!
|
السلام عليكم.
أنا مشكلتي أني دائما -وخاصة عند الدراسة- أتخيل أموراً! أتخيل حواراً بين طلاب أو أي مشاجرة حدثت، مع أني ما اشتركت فيها!
المشكلة أني كلما أطردها أعاند نفسي وأرجع للتخيل! أنا دائما أعاند نفسي وكأني شخصان، لكنني لا أريد، ووالله لا أعلم ماذا أقول! حتى الآن دراستي تدمرت ومستواي بقي في الصفر!
أنا مقبل على ثانوية عامة، وهذا الوضع قتلني! أتمنى أن أرجع مثل السابق؛ فأرجوكم ساعدوني!
وأنا لا أقدر أن أذهب لطبيب نفسي؛ لأنه لا يوجد بمنطقتنا، وإمكانيات أهلي متواضعة، فلو هنالك دواء أو شيء قولوا لي إياه، وشكراً!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت في مرحلة عمرية فيها طاقات نفسية وجسدية، وتجدُدات هرمونية كثيرة، وفي هذه الفترة كثيرًا ما يتجاذب بعض الشباب نوعا من عدم الاستقرار النفسي وأحلام اليقظة وكثرة التفكير وتداخله، والإسراف الخيالي، هذا نعتبره شيئًا طبيعيًا جدًا في المرحلة النمائية والتطويرية التي تمر بها.
فيا أيها الفاضل الكريم: من حيث المبدأ لا تنزعج لهذه الظاهرة، وحاول أن تحِدّ منها، وذلك من خلال أن تنظم وقتك، الإسراف في التفكير الخيالي، وأحلام اليقظة، وتداخل الأفكار، يأتي للإنسان الذي لا ينظم وقته بصورة جيدة، فحاول أن تضع برامج يومية تحدد فيها المهام التي يجب أن تقوم بها، وفي هذه البرامج يجب أن تكتب حتى الوقت الذي سوف تنام فيه، الوقت الذي سوف تصلي فيه، الوقت الذي سوف ترفه عن نفسك فيه، الوقت الذي سوف تخرج فيه مع أصدقائك، ما هو الزمن المفروض الذي تدرس فيه (وهكذا) برامج صارمة تُطبق بكل جدية وبكل مصداقية، هذه هي التي سوف تحاصر هذه الحالة – حالة الإسراف في التفكير – من خلال ما نسميه: أحلام اليقظة ذات الطابع الوسواسي.
الأمر الآخر: الرياضة لابد أن تركز عليها، الرياضة مهمة جدًّا، لأنها سوف توجه طاقاتك توجيهًا إيجابيًا.
النقطة الثالثة: تطبيق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتسترشد بها، حيث إنك سوف تجد الكثير من التوجيهات المفيدة في هذه الاستشارة، وعليك بالتطبيق الجيد والملتزم حتى تستفيد منها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أرى أنك في حاجة ماسة للأدوية، كما أنه في مثل عمرك لا أفضل أن أعطي أي نوع من الأدوية النفسية القوية، وذلك بالرغم من وجود أدوية سليمة جدا يمكن استعمالها في عمرك، أريدك أن تجرب الآليات التي ذكرتها لك، وإن لم تتحسن ليس هنالك ما يمنع أن تتناول عقارا يسمى (تفرانيل) واسمه العلمي (إمبرامين)، وهذا معروف حتى لدى الأطباء العموميين، لا يتطلب الأمر طبيبًا نفسيًا أو شيئا من هذا القبيل، يمكن أن تذهب إلى طبيب المركز الصحي أو الأسرة، وتحكي له ما بك من قلق وتوتر، وأننا نصحناك بتناول هذا الدواء لمدة شهرين أو ثلاثة، وجرعته هي خمسة وعشرون مليجرامًا في اليوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,176,077 |
2013-06-09
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة سيطرت على حياتي... فساعدوني على التخلص منها
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 23 ولدي مشاكل نفسية واجتماعية ودينية لا حصر لها، لكن أحلام اليقظة سيطرت على كل دقيقة بحياتي، وزادت الوضع سوءا وجحيما، قرأت عن Faverin و Prozac وأرغب بتجربة الأدوية.
أرجوكم أرشدوني.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً لا بد أن تقابل مشاكلك التي ذكرتها إن كانت نفسية أو اجتماعية أو دينية، وحقيقة لم أتفهم ما تقصده بالمشاكل الدينية، لكن إن كنت تعني عدم حرصك على العبادات فيجب أن تكون حريصًا عليها، وإن كان الأمر يتعلق بالوقوع في الخطايا والمنكرات، فهذا يجب أن تتجنبه، وأسأل الله تعالى أن يوفقك.
أما على النطاق الاجتماعي فيجب أن تكون متواصلاً، أن تكون شخصًا مفيدًا لنفسك ولغيرك، وأن تكون محبوبًا لدى الناس.
أما المشاكل النفسية: فإن كنت تقصد الغضب أو التوتر أو الاكتئاب أو سرعة الانفعال أو الوساوس، فهذا كله يمكن أن يعالج أيضًا.
إذن كل هذه المشاكل التي تراها علاجها ممكن، فقط حاول أن تواجهها بشيء من المنطق والموضوعية والواقعية، وتصل إلى حلول مناسبة لها.
أحلام اليقظة: إن كنت تقصد بها الإسراف في التفكير الخيالي وغير المنطقي فهي ظاهرة في بعض الأحيان تكون عادية جدًّا، وتلقائية، وتختفي - إن شاء الله تعالى – أيضًا تلقائيًا، وفي بعض الأحيان تكون مرتبطة بالقلق النفسي، وعدم الارتياح، هنا أيضًا يمكن للإنسان أن يوجّه تفكيره ويجعله تفكيرًا إيجابيًا بأن يحقق أهدافًا في الحياة، وبالطبع الأهداف لا تتحقق إلا إذا وضعها الإنسان وحددها وبحث في مدخلاتها ومُخرجاتها، وما هو المطلوب منه، هذا كله حلول.
وقبل أن أتحدث عن الدواء أريدك أن تحرص على ممارسة الرياضة، وألا تترك للفراغ مجالاً؛ لأن الفراغ يجعل الإنسان يسترسل في تفكيره بصورة سلبية، وذكرنا التواصل الاجتماعي وأهميته، التطوير الوظائفي من خلال الحرص على العمل واكتساب المعرفة والمهارة فيه، أيضًا هذا فيه خير كثير ومنفعة للإنسان، ويمكن أن تغير نمط حياتك بإدخال هذه الآليات الجديدة كفعاليات إيجابية، وتقلل من السلبيات والنواقص تدريجيًا.
أعتقد أن عقار (بروزاك) سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، فهو سليم وجيد، ويزيل القلق ويقلل من حدة الأفكار الوسواسية وكذلك أحلام اليقظة التي لا جدوى منها.
تناول الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجرامًا – تناولها بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ويجب أن تلتزم بالجرعة، وبعد انقضاء ثلاثة أشهر اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,174,565 |
2013-05-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة حولت حياتي إلى جحيم، فما الحل؟
|
السلام عليكم.
بداية أشكر كل فرد في إسلام ويب، وجزاكم الله خيرا.
أنا عمري 23 سنة، ولدي مشاكل نفسية واجتماعية ودينية وجنسية لا حصر لها، لكن مشكلتي الكبرى هي أحلام اليقظة التي قلبت حياتي إلى جحيم، وعجزت عن القضاء عليها بدون العلاج، الآن أنا محتار بين فافرين وبروزاك أو غيرهما، وهذه أول مرة أجرب فيها علاجا، أرشدوني.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مشاكلك النفسية والاجتماعية والدينية والجنسية كلها يجب أن تواجهها، وكل شيء توجد له حلول -بإذن الله تعالى- لا تنظر للمشاكل كشيء متضخم ومتجسم ويصعب اختراقه، هذا ليس صحيحًا أبدًا، الله تعالى أعطانا المقدرات وأعطانا الآليات التي من خلالها نستطيع أن نواجه الصعوبات الموجودة في الحياة، كما أن بعض المشاكل ليس من الضروري أن يحلها الإنسان، فالإنسان يمكنه أن يتعايش معها، لكن الأمور التي تتعلق بالدين وتتعلق بموضوع الجنس، هذه يجب أن يصل الإنسان فيها إلى حلول، وهي ليست صعبة أبدًا.
أريدك أن تكون متفائلاً -أيها الفاضل الكريم– وأحلام اليقظة كثيرًا ما تكون نتاج القلق، وبعض أحلام اليقظة ليس سيئًا، هنالك أحلام يقظة إيجابية لأنها تحسن الدافعية للإنسان، تجعل الإنسان يقدم على الإنتاج، على اكتساب العلم، على اكتساب المعرفة، حتى يصل إلى أهدافه وآماله، فلا تعتبر هذه الأحلام كلها سيئة، لكن حاول أن تربطها بالواقع، ودعها في حدود المعقول.
ممارسة الرياضة نعتبرها أمرًا ضروريًا ومهمًّا جدًّا للتخفيف من أحلام اليقظة، كما أن التواصل الاجتماعي وعدم إعطاء فرصة للفراغ فيها -إن شاء الله تعالى- فائدة ومنفعة وخير كثير لك.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: الفافرين يعتبر أفضل؛ لأن الفافرين أهدأ من حيث فعاليته، كما أن أحلام اليقظة كثيرًا ما تكون مرتبطة بجوانب وسواسية بسيطة، والفافرين متميز جدًّا في هذا السياق، فإذن ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الجرعة مائة مليجرام ليلاً، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، والدواء من الأدوية السليمة والفاعلة، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
والله الموفق.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,173,824 |
2013-05-14
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تخيلات وأحلام يقظة دائمة وكثيرة.. هل أنا مجنون؟
|
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته..
يقول السائل، قد يكون العنوان مبالغا نوعا ما فيه، لكني حقيقة أشعر نفسي هكذا، فأنا الآن عمري 17 عاما، أعاني من أمراض نفسية منذ صغري تقريبا منذ سن 6 ، أو أقل.
بداية وقبل كل شيء رغم كل ما أعانيه إلا أن الله عز وجل منحني موهبة التفوق الدراسي، حيث إني لا أخرج من الثلاثة الأوائل من كل عام دراسي على المدرسة دون جهد دراسي مبذول، أو حتى دروس خصوصية.
لكن مشكلتي أنني أمتلك الكثير جدا من الأمراض النفسية أهمها أنني في أي لحظة ما أبتكر في خيالي قصة، وأعيش في أجوائها، وأقوم ببذل مجهود جسدي كبير جدا بمعنى مثلا: أتخيل نفسي بطلاً، وأعيش دور البطولة، وأشعر بالفعل أني في معركة، وأتفاعل جدا معها عن طريق الحركة، يعني أجري كثيرا في غرفتي، أو أتخيل أني أكون لاعب كرة، وأشعر بنفسي أني مغوار، ولا يستطيع أحد أخذ الكرة مني، أو رئيساً عادلاً، أو أي شيء أكون فيه بطلاً، أو أي حدث ما، وبالطبع أفراد العائلة دائما ما يسألوني ما الذي أفعله؟ فأرد كاذباً بالطبع بأنني أقوم بتدريبات رياضية (ههههه)، لكن للملحوظة الأشخاص الذين أبتكرهم هم مجرد خيال برأسي، أتفاعل معهم.
لا أستطيع حتما التوقف عن هذه التخيلات، قد أكون في كل ساعتين، أو أقل أتخيل شيئا ما وأعيش فيه، وعادة ما تكون هذه التخيلات مرتبطة بحدث سياسي أو رياضي ما، وأقوم بفعل هذا الشيء عندما أكون منفردا في الغرفة، ليس أمام الناس.
والمشكلة الثانية أنني أشعر بالخجل الشديد في المحادثة، أو التكلم مع أي شخص مباشرة، ويراودني شعور غريب، وأنسى وأتلجلج في كل الكلام، لهذا أفضل أن أكون صامتا في المحادثة، وأشعر أن كل الناس يصفوني بالغبي أو المجنون.
وأشعر بهذا الشعور أمام زملائي بالمدرسة، أو عند معاملة الناس لي، أو عند الشراء؛ لهذا فقد قررت أن لا أخرج من المنزل، وأن أجعل أخي دائماً هو من يقوم بالشراء، لكن للأسف لا أستطيع التوقف عن الذهاب للمدرسة.
لا أعلم قد تكون فعلا تصرفاتي كالمجنون، ولست بالإنسان الطبيعي، علما أني طيب جدا حتى في أخلاقي مع الناس لم أحرج أو أتعرض للأذى لشخص قط طوال عمري، أو حتى إظهار الغرور، وفي المقابل قد أتعرض منهم بذلك كله، والكل يتعجب من درجاتي الدراسية على رغم عدم مذاكرتي الشديدة حتى أهلي يتعجبون من هذا أشعر وكأنني لست كالبشر.
وأريد التوقف عن هذه التصرفات، وأكون كأي إنسان عادي، وأريد حتما أن يتصرف الناس معي كإنسان عادي ليس مجرد شخص غبي.
وأنا الآن بـ17 عشر من العمر، وأتمنى من الله أن يصلح حالي حتى لا أكبر على هذه التصرفات، وراجيا من حضرتك مساعدتي، وشكرا جزيلا لهذا الموقع الرائع الذي جعلني لأول مرة أكتب ما بداخلي حتى لو من وراء الستار.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك لست بمجنون، أنت إنسان فاضل كامل العقل والوعي والشعور، ومدرك ومرتبط بالواقع قطعًا لا شك في ذلك، والذي يحدث لك - أيها الفاضل الكريم – هو نوع من الفورات والتغيرات النفسية التي نعتبرها طبيعية لدرجة كبيرة في مثل عمرك.
أنا أقدر معاناتك مع هذه الظواهر التي تحدثت عنها، لكني أعرف أنها عابرة وأنها محدودة - إن شاء الله تعالى – وسوف تنتهي، أنت لديك خيال ذهني متسع، لديك أحلام يقظة كثيرة، لديك ما نسميه التماهي ما بين أحلام اليقظة وما بين الواقع، وأقصد بذلك أنك (مثلاً) حين تتخيل أنك لاعب كرة كبير، تقوم بتمثيل هذا الدور، هنا يحدث نوعًا من التناسق، أو التماهي ما بين الخيال وما بين الواقع، وهذا بالطبع يؤدي إلى السلوك الذي تحدثتَ عنه.
هذه ظواهر نفسية، وليست أمراضًا نفسية، وهي تنتهي تلقائيًا – أيها الفاضل الكريم - .
بالنسبة للخوف الاجتماعي: يجب أن تعالجه من خلال تحقير فكرة الخوف، أنت لا ينقصك شيء، أنت إنسان ممتاز، إنسان محبوب، لديك كيانك، لديك شخصيتك، والناس هم الناس، لا أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى، فميّز نفسك بالتقوى وسوف تحس أن كفّة الميزان لديك قد رجحت في قبولك للناس وقبول الناس لك.
أنصحك أن تكون بارًا بوالديك، اجتهد في هذا السياق، بر الوالدين يؤدي إلى استقرار نفسي كبير.
تخيل نفسك بعد خمس سنوات من الآن أو ست سنوات، يعني من الضروري أن تضع اعتبارًا للمستقبل، وأن تضع الخطوات التي توصلك - إن شاء الله تعالى – إلى طموحاتك، هذا كله مهم وضروري جدًّا.
أنت محتاج لأن تحرق طاقاتك القلقية - وكذلك الوسواسية - في أن تمارس الرياضة (حقيقة) ليس خيالاً، مارسها مع مجموعة من الشباب، أي نوع من الرياضة متاحة لك، وعليك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) ستجد فيها - إن شاء الله تعالى – خيرًا كثيرًا جدًّا إذا طبقتها بالتزام.
أعتقد أيضًا أنك ربما تحتاج لعلاج دوائي بسيط، عقار مثل (الفافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً سيكون مفيدًا جدًّا لك، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر فقط، لكن لا أريدك أبدًا أن تستعمل هذا الدواء أو غيره إلا بعد أن تذهب، وتقابل أحد الأطباء النفسانيين، وسوف تجد منه - إن شاء الله تعالى – المزيد من التوجيه وكذلك وصف الدواء.
حالتك بسيطة جدًّا، ويمكن التغلب عليها تمامًا من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,172,168 |
2013-05-13
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أتكلم مع نفسي وأتفاعل معها كثيرا.. أرجو الإرشاد
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أتكلم مع نفسي كثيراً، وأتخيل نفسي أني في أماكن وأدوارا أخرى، والمشكلة أني أتفاعل معها ولا أنفر من ذلك، بل أحبه، وأتخيل قصصا خيالية وألعب فيها الدور الرئيسي.
فما العلاج لهذا؟ وإن وقع شيء من الرياء في هذه القصص هل يعتبر رياءً حقيقياً أم لا؟
ساعدوني!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن حديث النفس من هذا النوع والذي يُشرد بخيال الإنسان والذي يكون في شكل قصص وأدوار درامية قد يلعبها الإنسان مع نفسه: هو (حقيقة) جزء من أحلام اليقظة التي تكون مرتبطة ببعض الاكتئاب النفسي البسيط.
أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، بل على العكس تمامًا يعتبر أن بعضها إيجابيًا، لأنه يُعطي الإنسان الفرصة للتفكير الإيجابي الصحيح، أو ما يسمى بالتفكير الإبداعي الذي من خلاله يضع الإنسان أهدافًا، ويُحفز نفسه حتى يصل لتلك الأهداف.
أنا لا أريدك أن تنزعجي حول هذا الموضوع، هو - إن شاء الله تعالى – عابر ومرتبط بالمرحلة التطورية الارتقائية العمرية التي تمرين بها، لكن هذا لا يعني أبدًا أن نترك الأمور كما هي، فهذه الأفكار وهذه الخيالات يجب أن تَحدّي منها، وذلك من خلال: صرف الانتباه عنها، فمتى ما يأتيك قولي لنفسك (أنا لن أتبع هذا التفكير مهما كان) واشغلي نفسك بأمر آخر.
فإذن صرف الانتباه من خلال الدخول في أنشطة أخرى، أو نوع مخالف من التفكير يعتبر جيدًا.
بما أنك لا تقاومين هذه الأفكار، هذا ليس صحيحًا، يجب أن تكون هنالك معقولية، أو نوع من الفلترة لهذه الأفكار، فما ترينه منها خيالي لدرجة خيالية ومبالغ فيها يجب أن ترفضيه، وهذا - إن شاء الله تعالى – تحت إرادتك وتحكمك التام.
أمر آخر أنصحك به، وهو: حسن إدارة الوقت، يجب أن تُخصصي أوقاتًا معينة لأفعالٍ معينة مطلوبة من كل إنسان يريد أن ينجح في حياته، تخصصي وقتًا للدراسة، ووقتًا للقراءة، ووقتًا للمشاركة في الأنشطة المنزلية، ووقتًا للترفيه عن النفس، ووقتًا للتواصل الاجتماعي، ووقتًا للعبادة (وهكذا)، هنا سوف تُملأ الفراغات الزمنية وكذلك الذهنية، وسوف يُحاصر هذا التفكير الخيالي المتشعب، والذي أعتبره نوعًا من أنواع أحلام اليقظة كما ذكرت لك.
لا أرى أن هنالك رياء حقيقي في هذه القصص، فهي من نسيج الخيال، ولا تتخوفي حيالها، لكن كما ذكرت لك يجب أن يكون هنالك نوعًا من الحدّ منها، وذلك من خلال صدها ورفض ما هو متشعب وخيالي منها، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، وذلك من أجل الإغلاق على هذا الفكر السلبي.
أنصحك أيضًا بممارسة تمارين الاسترخاء، فهي تمارين مفيدة جدًّا وتساعد في إزالة هذا النوع من التفكير - إن شاء الله تعالى – ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها، ومحاولة الاسترشاد بمحتوياتها، وأسأل الله تعالى أن يفيدك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,164,070 |
2013-03-20
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعيش حياتي في خيالات ووهم..فهل هذا الشيء طبيعي؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، بدأت مُعاناتي حينما كنت في عمر 6 سنوات، حيث كنت طفلة وحيدة لا أجد من ألعب معه، فكل إخواني أكبر مني بكثير، وخروجنا من المنزل قليل، فقط في العطلة أي مرة واحدة في الأسبوع.
أقضي طوال الوقت ألعب لوحدي، ومن هنا بدأت المُعاناة، حيث كنت أتخيل أطفالا يلعبون معي، وأجد بذلك متعة تعوضني عما فقدته.
أجلس الساعات لوحدي ألعب، كبرت وكبرت أحلامي معي، وكنت وأنا طفلة أتخيل أطفالا يلعبون معي، أما الآن تطورت وأصبحت أتخيل أنني فتاة جميلة جدا، فتاة مشهورة وثرية وصاحبة شخصية قوية، وفارس أحلامي جميل، وكل الناس تحسدني بسبب ذلك، وخيالات أخرى تطول.
مأساتي تزداد يوما بعد يوم، أصبحت أحب الوحدة، وأكره الخروج من المنزل، وأكره المناسبات، بل أكره حتى الاجتماع بالأهل؛ لأنني أفضل أن أكون غارقة في أحلامي وعالمي الذي أرسمه كما أريد.
أرغب بشدة في أن أتخلص من هذه الأحلام والخيالات التي ضيعت وقتي، وتكاد تنهيني وتدمرني، أثرت علي بشكل فضيع حتى في شخصيتي.
أيضا أحس بأنني أرتكب ذنبا عظيما، وأنني أُغضب ربي بهذا؛ لأنني غير راضية بما قدّره الله لي، رافضة للواقع تماما، وغير راضية أبدا، وساخطة على الحياة منذ الصغر.
هذه الأحلام تكاد تقضي على مواهبي، فأنا أمتلك مواهب متعددة: كالرسم، والطبخ، وكل من يشاهد رسوماتي يقول كأنها حقيقة وليست رسومات.
لكن أنا لا أطوّر مواهبي، وأكاد أن أنساها وأفقدها؛ لأنه ليس لدي وقت، فكل وقتي أقضيه في أحلامي وخيالاتي التي لا تنتهي أبدا.
في الآونة الأخيرة أدركت خطورة ذلك، وأصبحت أحاول أن أشغل نفسي، وذلك بمشاهدة التلفاز، أو أساعد أمي وأختي الكبرى بالأشغال المنزلية، وأصبحت أجلس مع أهلي وأخصص وقتا لقراءة وتدبر القرآن وذكر الله، طبعا أنا أرغم نفسي على ذلك.
قلّت نسبة الخيالات عندي، وبدأت ألاحظ تحسنا في شخصيتي، وأصبحت أكثر مرحا من قبل، لكن أنا أريد أن أقضي على هذه الخيالات تماما، وأخشى الانتكاسة بعد هذه المحاولات.
لذلك أطلب منكم مساعدتي بعد الله، وأتمنى أن تعطوني حلولا أستطيع أن أفعلها من غير أن أذهب إلى طبيب نفسي.
وجزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
كيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد؛ كما يقولون.
ولكن وككل شيء آخر، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، ولا شك أن طبيعة طفولتك بالشكل الذي ورد في سؤالك يبرر زيادة الميل إلى هذا الخيال.
لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك.
من الواضح أنك قد انتبهت مؤخرا لمضار الكثير من عالم الخيال، وقد بدأت من نفسك بالخروج من عزلتك والاختلاط أكثر بالناس، وعلى الأقل مع والدتك وأختك الكبرى، وهذا تحسّن ممتاز، وهو بفضل جهودك الخاصة، فاستمري عليه.
وربما وراء هذا الميل للخيال شيء من الخجل أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي أن لا يدفعك هذا للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، فهذا التجنب لا يحل المشكلة, وإنما يعقـّدها لحد قد يصل للخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا.
وكم سررت من إمكاناتك ومواهبك في الرسم وغيره، فاحرصي على هذه الموهبة التي منحك الله إياها، فهي قد تتيح لك فرصة إضافية للقاء الناس والاختلاط بهم.
حفظك الله ورعاك.
|
د. مأمون مبيض
| 2,162,634 |
2013-02-28
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعاني من الرهبة وأحلام اليقظة، فهل من حل؟
|
السلام عليكم..
لم أجد لي منفذا إلا أنتم، وأنشد العلاج، أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر، أعاني من عدة مشكلات:
1- الرهبة من التعامل مع الناس، حتى في عملي، والرهبة مصاحبة لي، فلا أستطيع أن أقول (لا) لأحد، أو أكون حازما في عملي، بالإضافة إلى اللجلجة في الكلام مع الغرباء.
2- أحلام اليقظة: فأنا دائم السرحان، حتى في العمل وفي الشارع، لدي أحلام اليقظة أو تخيل المواقف التي حدثت، والتفكير فيها مرة أخرى، وإكمالها (مثل أنا لو كنت عملت كذا) مما يسبب الأخطاء في العمل نتيجة السرحان، وعدم التركيز، وأيضا تلك التخيلات ترهقني جدا، كما أنها تجعلني أشعر بالإحباط حين العودة للواقع، والحقد للأسف الشديد على غيري.
3- الشك في الجميع، وسوء الظن بكل قريب مني، وفي العمل بشكل لا يطاق.
4 - العصبية الزائدة: وإن كنت لا أستطيع إخراجها في العمل، لكن للأسف أفرغ تلك الشحنة في أصدقائي والعائلة لأتفه الأسباب، لأعوض ما كنت أريد فعله أمام من يستفزوني في العمل، كما أني أستيقظ وفكي يؤلمني، وعلمت من الطبيب أني أطبق بشدة على أسناني أثناء النوم.
5- تقلب المزاج بين السعادة والحزن بشكل سريع جدا، وعدم الثبات على رأي، ساعة متدينا، وساعة متحررا جدا.
6 - العادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية المثلية، وهذا كارثة، وهي أيضا من العوامل التي تصيبني بالكآبة.
أريد حلا، وهل توجد أدويه تنصحونني بها؟ وهل للأدوية النفسية مخاطر؟ وهل تسبب الإدمان وبدونها أنتكس؟ أمامي شهران حتى أزور الطبيب النفسي بسبب عملي في مدينة أخرى، أرجوكم أنا لا أحتمل حياتي بهذا الشكل، فما هو مرضي؟ وهل من علاج تنصحونني به؟ وكيفية تناوله؟ وهل تنصحونني بزيارة طبيب حين عودتي؟
آسف على الإطالة، وأتمنى مساعدتكم بعد الله عز وجل، راجيا أن يضعكم الله سببا في علاجي.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راغد عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن النقاط الستة التي سقتها وعرضت من خلالها الأعراض والسمات النفسية التي تظهر عليك واضحة لدرجة كبيرة، وأقول لك أنك تعاني من قلق المخاوف، مع شيء من تقلب المزاج، والذي يظهر لي أيضًا أن ضوابطك على شخصيتك ليست بالصارمة، لذا تقع في هذه الانزلاقات السلوكية من وقت لآخر، وتقلب المزاج قد يقود الإنسان للقيام بأمور مدمرة لنفسه، على الأقل على النطاق المعنوي والمزاجي، فممارسة العادة السرية التي ذكرتها ومشاهدة الأفلام الجنسية – خاصة الممارسة الجنوسية لأهل الشواذ واللواط – لا شك أن هذا أمر مؤسف وهذا أمر مؤلم جدًّا، ويُدخلك في المزيد من الإحباط.
فيا أخِي الكريم: الحكمة تقول فيما يخص العلل النفسية (يجب أن نزيل الأسباب أولاً إن وجدت) فأعتقد أن هذه الممارسات تعكر صفوك، وتؤدي إلى المزيد من الشعور بالكآبة وتقلب المزاج؛ لأن ما تفعله يتصادم مع قيمك، وأحسبُ أن قيمة الفضيلة لديك متوفرة، بل عالية جدًّا، فأرجو أن تزيل الأسباب، وهذا لا شك أنه يساعدك كثيرًا.
ثانيًا: كن إيجابيًا في تفكيرك، وانظر إلى الأشياء الطيبة والجميلة في حياتك، وحاول أن تقدرها وتقيمها وتسعى دائمًا لتطويرها.
ثالثًا: الرفقة الطيبة دائمًا تقود الإنسان إلى ما هو طيب وخير.
رابعًا: لماذا لا تفكر في الزواج؟
فالزواج رحمة وسكينة ومودة، وفيه استقرار كبير لك.
فيما يخص العلاج الدوائي: أنا أرى أن محسنات المزاج سوف تساعدك، وأرى أن عقار زيروكسات والذي يعرف تجاريًا باسم (باروكستين) سيكون دواءً مناسبًا بالنسبة لك، والجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا – تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً، واستمر عليها حتى تذهب وتقابل الطبيب النفسي.
أنت ذكرت أنك تستطيع أن تقابل الطبيب بعد شهرين من الآن، وهذا جيد جدًّا، لأن مقابلة الطبيب تعطيك مجالاً أكبر وأوسع من أجل الحوار والأخذ والرد، وبعد أن يشرح لك الطبيب الحالة بدقة أكثر سوف يضع لك الآليات العلاجية، ومن جانبك - أخي الكريم الفاضل – اجتهد في نفسك، وأسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك، ومن ناحيتي أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,160,708 |
2013-02-07
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
عندي سرحان وتفكير وخيال وأحيانا فضولي..ماذا أفعل؟
|
السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالب أدرس الطب، وكنت متميزا بين أقراني ولازلت، كما أنني محبوب بينهم، وأثق في نفسي إلى حد كبير، ولكني أمر بالكثير من المشاكل النفسية- وقد دلني الله إلى هذا الموقع القيم- فأرجو منكم بعد الله تعالى مساعدتي في حل مشاكلي.
أولا: أنا كثير التفكير، أفكر في كل شيء، وأتخيل أشياء لم يحدث منها شيء، أحيانا يصفني أصدقائي عندما أحكي لهم بأني خيالي، كثيرا ما فكرت بأنني رئيس للجمهورية، وأنني أدير شأن البلد، وأني أعمل كذا وأترك كذا، حتى أنني خلال هذا الحلم أصف المواقف بالتفصيل، وأكون مستمتعا، لا أريد أن أخرج من الحلم أبداً، وقد يستمر لساعات.
أحيانا عندما أرى أحد فرق الكرة عندنا ينهزم، أتخيل نفسي لاعبا مميزا، وأدخل في تصور المباريات، والتعليق، وأنني أحرزت البطولة، حتى عندما أكون وحدي في الشارع أجري، وأتخيل أنني أركل كرة، وهكذا أتخيل أنني طبيبا ناجحا ومديرا، وفي كل الأمور.
المشكلة أن هذه الأحلام غالبا ما تأتيني عندما أجلس للمذاكرة، وأكون مركزا، أو عندما آتي للنوم، كما أن ما يزعجني أيضا هو خيالاتي الجنسية، أتخيل أنني مع زوجتي، وأفعل كذا وكذا، حتى يحدث لي انتصاب كامل، ولكنه غير مصحوب بمذي، إذ أنني لم أر هذا المذي قط في حياتي، فقط أسمع به رغم أنني أحتلم وأقذف طبيعيا.
ثانيا: أحيانا ينتابني فضول شديد، مثلا عندما أهتم بمعرفة شيء، وأمنع من ذلك، أظل أفكر لأيام ما هذا الشيء؟ وماذا حدث؟ حتى أنني أحس بضيق شديد في صدري، وتزداد دقات قلبي، أكون محبطا إلى حد أنني لا أستطيع الأكل، وكلما حاولت أن أنسى الموضوع يأتي ويتكرر في مخيلتي، ولا ينتهي حتى ينقضي عليه أشهر.
ثالثا: أنا سريعا ما أدخل في الناس، وأنشئ معهم صداقات حميمة، ولكني سرعان ما أبدأ وأغار مما يملكون وأستصغرهم، وأتأثر بالمواقف السلبية التي تحدث لي منهم، فيتحول ذلك الحب الكبير الذي كنت أكنه لهم إلى كره لا أستطيع وصف مداه، وتقل علاقتي معهم، ولا أطيقهم بعده؛ حتى أنني أشك في عقلي وإيماني.
أعتذر للإطالة، وأريد منكم توضيحا لحالتي بالتحديد، وأنا سأتقبل كل ما ستقولونه، وسأعمل بنصائحكم.
وجزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
موضوع التفكير الخيالي، وأحلام اليقظة هي ظاهرة إنسانية مرتبطة بالمرحلة العمرية التي يمر بها الشباب، وهذه الأفكار قد تأخذ أشكالا مختلفة، في بعض الأحيان تكون أمنيات، لكنها أمنيات مبالغ فيها، في بعض الأحيان قد تكون أفكارا متداخلة، لكنها لا تلامس الواقع، وفي بعض الأحيان تكون أحلام اليقظة إيجابية جدًّا، لأنها تمثل الحافز والدافع الذي يجعل الإنسان ويجد ويُثابر من أجل أن يصل إلى مبتغاه.
أنا حقيقة غير منزعج لأحلام اليقظة التي تأتيك، بالرغم من معرفتي التامة بأنها مزعجة لك، وقد تكون مضيعة للوقت، لكنها سوف تنتهي، خاصة إذا عرفت أنها أحلام يقظة، ويجب أن تشغل نفسك بها، ويجب أن تصرف انتباهك إلى ما هو أفضل.
الذي لفت نظري حقيقة هو النقطة الثانية، وهو موضوع الفضول الشديد، ومحاولتك لاستكشاف الأمور بصورة متدققة، والإسراف في التفكير في الأمر، ويظهر أنك تحلل الأمور بصورة تفصيلية، وهذا -أيها الفاضل الكريم- يدل على النمط الوسواسي الذي ربما يكون سمة من سمات شخصيتك، وهذا أيضًا قد يُبرر حقيقة التوسع في الخيال، ووجود أحلام اليقظة بكثرة وكثافة.
نقطتك الثالثة: أيضًا حقيقة تجعلني أكثر قناعة بالجوانب الوسواسية التي لم تصل لمرحلة المرض، لكنها - كما ذكرت لك – صفات في شخصيتك، وهي أنك تُنشئ علاقات طيبة مع الناس، وصداقات حميمة، لكن بعد ذلك لا تستطيع أو تكره الاستمرار في هذه العلاقات؛ لأنك تحسب وتتأثر بالمواقف السلبية من الطرف الآخر للدرجة التي تجعلك تستصغرهم.
هذا النوع من التفكير دائمًا نجده لدى الناس المتدققين، والذين يبحثون عن المثالية، وشيء من الكمال، وهذا أيضًا صفة وسواسية.
مجمل القول أنك شخصية جيدة، بل ممتازة، ولكنك قد تكون حساسًا بعض الشيء، ولديك بعض الميول الوسواسية، هذا أيها -الفاضل الكريم- يعالج من خلال الحرص على تجاهل هذه الأفكار، وتنظيم الوقت بصورة جيدة من أجل صرف الانتباه، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم: (2136015) حاول أن تتبع الإرشادات الموجودة بها، واجعلها نمط حياتك، وسوف تساعدك كثيرا.
النقطة الأخيرة والهامة: دراسات كثيرة جدًّا أشارت إلى أن التطبع والسمات الوسواسية يمكن التصدي لها من خلال تناول مضادات أو كوابح استرجاع السيروتونين انتقائيًا، وهي نوع من الأدوية النفسية المعروفة التي تستعمل في علاج الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس والتوترات.
من هذه الأدوية يوجد دواء مشهور يسمى (فلوكستين) هذا مسماه العلمي، وسوف تجده تحت مسميات تجارية مختلفة في السودان، فيمكن أن تتناول منه كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناول الدواء.
أيضًا سيكون من الجميل إذا تواصلت مع أحد أساتذة الطب النفسي في كلية الطب التي تدرس بها، وأعتقد أنك سوف تجد منه المساندة الكافية.
أرجو أن يكون ما ذكرته لك مفيدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، -وإن شاء الله تعالى- نراك طبيبًا متميزًا في المستقبل.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,157,580 |
2013-01-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعيش أحلام اليقظة وأتكلم مع نفسي فكيف أتخلص من هذه العادة؟
|
أنا شاب بعمر 40 عاماً, أحس كثيراً بالشرود الذهني والنسيان وعدم التركيز، والتغيب عن الواقع، والهروب من المشاكل، والتحدث مع نفسي كثيراً, لقد كانت طفولتي عادية بالرغم أني كنت خجولاً جداً، بسبب أني ألتغ بحرف الراء، حيث أنطقه ياء, ولكني الآن لا أبالي بهذا الموضوع, وكذلك حدثت لي مشكلة بأذني اليمنى، ولا أسمع بها إلى الآن، وأسمع -والحمد لله- بالأذن اليسرى جيداً, كنت أنزعج كثيراً من انتقادات زملائي وأصدقائي لي بسبب عدم اهتمامي واكتراثي بحديثهم معي، ولكني أكون مظلوماً، حيث أكون شارد الذهن، أو مستمتعاً بأحلام اليقظة، ولذلك يظنون أني لا أكترث لحديثهم، أو لا أحسن الاستماع له.
في فترة الثانوية وبعدها كنت أميل إلى الانعزال أحياناً، بل كنت أذهب لزيارة أحد أصدقائي بقرية بعيدة، حتى أستمتع بالمشي على الطريق والسرحان وأحلام اليقظة طيلة الطريق، وأنغمس أكثر وأكثر في أحلام اليقظة، والتي كانت تدور وقتها حول الفتاة التي أتمناها شريكة حياتي، وكذلك أتابع نشرات الأخبار، وأكون أنا الوزير المنقذ، أو رئيس الوزراء، أو الدكتور الذي يشفي من الأمراض الخبيثة، وهكذا ... حتى بدت لي غرفتي المغلقة عند المذاكرة هي المكان الوحيد الذي يشعرني بالسعادة والراحة النفسية لساعات طويلة، رغم الهدوء بالبيت، ووفاة والدي وأنا بالصف الثالث الإعدادي، وأنا أكبر إخوتي, وقد حاولت جاهداً مقاومة هذا الأمر بالتركيز والمحافظة على الصلاة والاستغفار، والتغلب عليه، وتغيير سلوكياتي، وكنت أعتقد أني بعد الزواج سوف يزول هذا الأمر، ولكن مع مرور الوقت تفاقم وازداد الأمر سوءاً بعد ذلك كلما كبرت سناً, بالرغم من زواجي بسيدة أحبها وتحبني، وهي أقرب بل أحسن مما كانت في أحلام يقظتي، رغم أنها عصبية مع الأولاد نوعاً ما، وصوتها مرتفع نسبياً، رغم صدامي معها أحياناً بسبب هذا الأمر، ورزقني الله منها بابنتين وولد.
عند الشرود أقوم بتقليم أظافر يدي باليد الأخرى، ونتف بعض شعيرات الشنب أو الرأس أحياناً بالمناطق الخفيفة الشعر، وليست الكثيفة، رغم الصلع النسبي, والنسيان، وعدم التركيز، والتفكير حتى بأشياء تخص حياتي وأسرتي، والوسوسة من أمور بسيطة أو كبيرة، لدرجة أني أحياناً أخاف من النتائج، فأستشير أخي أو أصدقائي, وأنا منزعج من هذا الأمر، حيث أني أعمل -والحمد لله- وأموري مثل كل الشباب تتعثر أحياناً وتتيسر أحياناً, فأنا أحسن كثيراً من آخرين، لكن هذا يجعلني لا أعرف كيف اتخذ قراراً وأجاهد أمام من حولي لأكون ظاهرياً إنساناً سوياً، وهذا يزعجني كثيراً عندما يستشيرني أحدهم بموضوع، لأني أكبرهم سناً، وأنا أقاوم الشرود والسرحان، وأحياناً أتكلم مع نفسي وأتحاور كثيراً معها ليل نهار، خصوصاً عند الاحتكاك مع صديق، أو حصول مشكلة ما، أو حتى صدام مع زوجتي.
ماذا أفعل بالله عليكم؟ وهل هناك أدوية؟ لأن هذا الأمر يؤثر على عملي كمحاسب، وكذلك حياتي كلها، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
موضوع عدم التركيز والشرود الذهني وتطاير الأفكار وتشتتها - خاصة في مثل عمرك - إما أن يكون له سبب نفسي، أو يكون له سبب عضوي، وأنا لم أتلمس أي أسباب عضوية حقيقة، والمؤشرات والدلائل كلها تشير أن حالتك نفسية وأنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي، حيث إن الاكتئاب كثيرًا لا يُعلن عن نفسه في صورة أحزان وكدر، لكن يظهر في شكل انعزال، افتقاد الفعالية، عدم القدرة على التركيز، ويحس الإنسان كثيرًا أنه مفتقد لطاقاته الجسدية وكذلك النفسية، وموضوع الشرود والسرحان بدأ معك منذ وقت مبكر كجزء من أحلام اليقظة - كما تفضلت وذكرت - لكن أعتقد الآن أن القلق الاكتئابي هو السبب في هذا السرحان.
أيها الفاضل الكريم: ما تعانيه من ظواهر أخرى مثل تقليم الأظافر ونتف الشعر، هذه نسميها بالسمات العُصابية، وهي دليل على وجود القلق خاصة في مثل عمرك.
إذن حالتك بسيطة، يمكن أن نلخصها في وجود قلق اكتئابي بسيط، -والحمد لله تعالى- أنت قاومت وتعيش حياة طيبة وكونت أسرة، ورزقك الله تعالى بالذرية ولديك وظيفة، فإذن هذه المقومات الأساسية للحياة، والتي نعتبرها محركًا إيجابيًا للتخلص من الاكتئاب النفسي أو غيره من الاضطرابات الأخرى المشابهة، فكن إيجابيًا في تفكيرك، كن مثابرًا، كن مجتهدًا فيما يتعلق بعملك وبيتك وتواصلك الاجتماعي، وبالطبع العبادات يجب أن تكون على رأس قائمة اهتماماتك.
نصيحتي الأخرى لك هي: إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن فهنالك أدوية جيدة ممتازة ومفيدة - بإذن الله تعالى – أنا أرى أن عقار مودابكس والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) سيكون دواءً مفيدًا جدًّا لك. ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – استمر على هذه الجرعة التمهيدية أو جرعة البداية لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا من أفضل الأدوية ومن أحسنها وأسلمها، ولا يؤدي إلى التعود أو الإدمان، وإن شاء الله تعالى يفيدك كثيرًا في موضوع القلق والتوتر وعدم الارتياح النفسي العام.
أفضل أيضًا أن تدعم عقار سيرترالين بعقار آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) هذا الدواء سوف يكون داعمًا وليس دواءً أساسيًا، أؤكد لك أيضًا سلامته وأنه غير إدماني أو تعودي، جرعة الدوجماتيل المطلوبة هي أن تبدأ بتناول كبسولة واحدة في الصباح – وقوة الكبسولة هي 50مليجرامًا - تناولها يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن تستمر على المودابكس بنفس الطريقة التي ذكرتها لك.
هذا هو الإرشاد الرئيسي الذي أود أن أوجهه لك، وأرى أنك الحمد لله تعالى سوف تكون على خير، وإيجابياتك كثيرة جدًّا، فلا تدع للسلبيات مجالاً لتسيطر عليك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,154,396 |
2012-11-06
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تعبت من نفسي فكيف أعزز ثقتي بها؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في الصف الثاني متوسط, والحمد لله مجتهدة بدراستي, وعندي أحلام كبيرة أود أن أحققها, وبعد عدة أشهر سيصبح عمري 14 سنة, والله إني تأتيني أحيانًا أفكار لا أعلم من أين تأتي, كما أني أحيانًا أشكك في أمور الدين مع أني أكون على ثقة تامة بأنها صحيحة, ولكن هذه الأفكار تأتي في رأسي فجأة, مع العلم أني لا أؤمن بها, ولا أعيرها أي اهتمام, ولكني أخاف أن يغضب الله علي, هذه مشكلتي الأولى.
مشكلتي الثانية: أني أخاف كثيرًا, لدرجة لا تتصورونها, كما أني أحيانًا أصبح في حالة من الهلع, ولا يوجد سبب, وأخاف من الظلام كثيرًا حتى أنني لا أستطيع النوم بمفردي, وبعض الأحيان أيضًا أتوقع أشياء وتحصل, فأشعر أني أنا سبب حدوثها, فمرة مثلاً توقعت أن أحدًا مات, وفعلاً رن الهاتف ليخبرنا بموت أحدهم!
وأنا أعاني أيضًا من مشكلة كبيرة مع مظهري, ولا أنكر أن ملامحي جميلة جدًّا, وكثيرون قالوا ذلك - والحمد لله - ولكني سمراء جدًّا, وهذه أيضًا ليست مشكلتي, فمشكلتي مع شعري فمهما كنت جميلة جدًّا - وأوقن بذلك - إلا أن شعري ليس ناعمًا, وهذا يجعلني أشكك في نفسي, ولا يجعلني واثقة من نفسي, كما أنني بكلمة واحدة أنهار كليًا, ومؤخرًا انعدمت ثقتي بنفسي تمامًا؛ حتى أني أتوتر وأقلق في بعض المواقف, ولا أستطيع أن أتكلم أمام عدد هائل من الناس, ولا أستطيع التحدث بشكل طبيعي مع شخص أراه أول مرة, أريد أن أعيد ثقتي بنفسي كالسابق, فالثقة ترفع صاحبها لأعلى المنازل, ولا أعلم ما الذي حدث لي حقًّا, ولكني تعبت, والقصص التي تتحدث عن الجن والخيال تثيرني فهل لهذا علاقة؟
أريد أن أصبح طبيبة أعصاب في المستقبل, كما أني أريد أن أصبح أديبة أيضًا, والحمد لله ربي أنعم علي بنعمة القلم, فأستطيع الكتابة والتأليف, وكتاباتي جيدة جدًّا بالنسبة لعمري, وكثيرون قالوا ذلك, فهل ستؤثر مشكلتي علي؟
مرات أفكر أن أطلع بالإذاعة من أجل أن أعزز ثقتي بنفسي من جديد, وفعلاً طلعت, وعندما طلعت بدأت يدي بالارتجاف, وأحسست بحالة من الهلع انتابتني مرة ثانية, وامتنعت من الطلوع ثانية بعدها, مع أني أتمنى ذلك, ولكن ...
كما أني أتخلى عن أشياء كثيرة بسبب حالتي, ولا أحب الخروج مع أهلي إلى الأماكن العامة خوفًا من نفسي.
عندما أتعب أتوجه إلى الله, وأجد عنده ما يسليني, فمنذ طفولتي وأنا متعلقة بربي جدًّا ورسوله صلى الله عليه وسلم, كما أني أبكي أحيانًا شوقًا لهما, وأنا – والحمد لله - محافظة على صلاتي منذ دخلت المتوسطة بشكل جيد, ولكني قد أكون مقصرة في بعض الأحيان, وأيضًا كلما طلبت من ربي شيئًا يحققه لي, وإن لم يحققه أعلم أنه ليس فيه خير لي, مع العلم أني لا أستطيع الذهاب للطبيب, ولا أحد من عائلتي يعلم بحالتي, ولا أستطيع إخبارهم, فما رأيك؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فقد أعجبت برسالتك، وتقولين: إن كثيرين يقولون لك: إن كتاباتك جيدة جدًّا بالنسبة لعمرك، وأنا أقول لك هذا أيضًا, وأؤكده لك، وذلك من خلال اطلاعي على رسالتك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في عمرٍ يعتبر حلقة ضعيفة نسبية من الناحية النفسية، لا أقصد أنك ضعيفة، لكن هذا ينطبق على جميع من في عمرك، هذا هو عمر التغيرات النفسية والفسيولوجية والبيولوجية والوجدانية، فمن الطبيعي جدًّا أن ينتاب الإنسان شيء من أحلام اليقظة تتجاذبه هنا وهناك، وتكون الوساوس أيضًا كثيرة جدًّا في مثل عمرك, وهي واضحة لديك, وتأتيك في أمور الدين، وأنا أعرف أن ذلك مؤلم جدًّا على النفس الطيبة مثل نفسك، لكني أؤكد لك أن هذه الأفكار أفكار عابرة, وسوف تنتهي تمامًا, وأنت تتعاملين معها من خلال التحقير، وهذا هو المبدأ الصحيح.
بالنسبة لموضوع حساسيتك حول مظهرك: فأنا حقيقة استغربتُ لذلك، فأنت بنت لبقة ذكية مؤمنة مقتدرة، فليس من المفترض أبدًا أن تشغلي نفسك بأنك سمراء, أو أن شعرك ليس ناعمًا، فالله تبارك وتعالى خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف, والحكم ليس بالألوان أو بنوعية الشعر، وإنما يحكم على الإنسان من خلال خلقه ودينه ومعرفته، وهذه هي الدعائم التي من خلالها فعلاً يستطيع الإنسان أن يُثبت وجوده.
أرجو أن تحقِّري هذه الفكرة، فليس هنالك ما يدعوك للشعور بالدونية، بل على العكس تمامًا فأنت تحملين مميزات عظيمة: هذا الفكر المتقد، وهذه المقدرات الراقية، فلا تتجاهليها أبدًا، ولا تشغلي نفسك بهذه الأمور البسيطة، ومن خلال تحقيرك لمثل هذه الفكرة فأعتقد أنه سيكون لك المزيد من الثقة بنفسك.
أرجو أن تقدري ذاتك بصورة صحيحة، فأنت متقدة الفكر، ولك تطلعات, ولك آمال.
وبالمناسبة: أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، أبدًا، بل أحلام اليقظة تحسن الدافعية لدى الإنسان، لكنها إذا كانت متداخلة وكثيرة فأرجو أن تحاصريها, وذلك من خلال إسقاط بعضها, والاستفادة مما هو مفيد منها.
أنت تحتاجين لأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وهنالك تمارين نسميها بتمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين قبض العضلات وإطلاقها تدريجيًا، وهي تساعد النفس في الاسترخاء, وإن شاء الله تعالى تزيل عنك عوامل التوتر، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجدينها مفيدة جدًّا حين تطبقينها.
هناك أيضًا كتاب ممتاز جدًّا للدكتور (ديل كارنيجي), وهو كتاب مترجم اسمه (كيف تتخلص من القلق وتبدأ الحياة؟) أرجو أن تحصلي على هذا الكتاب الممتاز، وتطلعي عليه، فهو ذو فوائد إرشادية جمة، ولمحمد الغزالي كتاب بعنوان (جدد حياتك) فاطلعي عليه, وأيضًا هناك كتاب للشيخ عائض القرني – حفظه الله – باسم (لا تحزن) أعتقد أنه من أفضل الكتب في مجال علم النفس السلوكي الإرشادي، فأرجو أن تطلعي عليه أيضًا.
نصيحتي لك أيضًا هي: أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، واسعي دائمًا لبر والديك، فبر الوالدين حافظ للأبناء والبنات، ويؤدي إلى طمأنينة, وإلى استرخاء كبير في النفس, وشاركي أسرتك في قراراتها, وفي كل ما يساعد في نهضة أسرتك واستقرارها.
أما بالنسبة للقصة التي تتحدث عن الجن والخيال وإثارتها لك: نعم, هذه القصص تُثير الفضول, وتثير الخيال، وأنت مسبقًا لديك خيال خصب, ومقدرات عقلية كبيرة؛ فلذا يكون هنالك تأثير ومردود واضح عليك، فأرجو ألا تكثري من مثل هذه الاطلاعات.
أنا أتوقع لك - إن شاء الله تعالى – مستقبل باهر، وتخصصك في طب الأعصاب هذا أنا أقره تمامًا، وأن تكوني كاتبة وأديبة هذا أيضًا - إن شاء الله تعالى – ليس بعيد المنال، وأنا أقول لك: إن دراسة الطب مفيدة للإنسان، وتعلم الإنسان الانضباط، وتعلمه تنظيم الوقت، وهذا سوف يساعدك - إن شاء الله تعالى – في الوصول إلى مبتغاكِ.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,152,358 |
2012-10-09
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تركت العمل، وحياتي مدمرة لفقداني الثقة بنفسي..فما العلاج؟
|
السلام عليكم ورحمة الله
الدكتور محمد عبد العليم جزاك الله خيرا علي ما تقدمه للمسلمين من نفع بما رزقك الله من علم، وأسأل الله التوفيق، والسداد لك، والشفاء لجميع مرضي المسلمين.
أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري، متزوج ولدي ابن، وأعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي تؤثر علي حياتي، وسأحاول إبراز أهمها:
- التخيل الدائم بأني شخص يجتهد في إدارة مشروع صغير يكبر، ويكبر، ثم تصبح مشاريع، وشركات ضخمة تدر أموالا كثيرة، وأتخيل حياتي وقتها وشكل يومي، وماذا عندي، وماذا أفعل بالمال، ومع هذه التخيلات أكون سعيدا جدا.
- أما في الواقع فأنا بوصف بسيط مثال للشخص الفاشل الذي لا يحقق أي شيء، ويهرب دائما من المواجهات، ويحمل أسس الأخطاء علي الظروف أو علي الآخرين حتى لو اعترفت بوقوعي في الخطأ نفسه، فأنا لست السبب الرئيسي.
- في بعض الأوقات أتخيل بأني أحكي لأحد (بصوت مسموع) ما بداخلي، وهو يستمع، أو كأنني أجري لقاءا مع أحد.
- رهاب اجتماعي كان شديدا جدا في الماضي، وأنا صغير، ثم أصبح الآن خفيفا، والحمد لله، وأستطيع التعامل معه، لكن الاضطرابات النفسية التي تحدث لي من وقت لآخر قد تصيبني بالاكتئاب، والابتعاد عن المجتمع، والخوف من رؤية الناس حتى الأصدقاء، لكي أتلاشى نظرات الناس لي علي أني فاشل.
- اهتزاز الثقة بالنفس بدرجة كبيرة، وهذه أكبر مشكلة تؤرقني، وتؤثر علي حياتي، وتصيبني بالاكتئاب، والشعور بالفشل، خصوصا عندما أري من هم أقل مني في القدرات، ويحصلون علي فرص أفضل مني في العمل، وأنا أضيع الفرص الجيدة لأنني أخاف أن أفشل، وأظهر أمام الناس بأني غير كفء، أو لأنني أعتبر نفسي بالفعل غير كفء، ولا أستحق هذا العمل حتى إذا وافق علي أصحاب العمل أنفسهم.
- الآن أنا تركت العمل، وأشعر بالإحباط؛ لأن أمامي الكثير لأتعلمه حتى أصبح علي المستوي المطلوب في نظري، وأرفض فرص العمل التي تأتي لي بحجج قد لا يقتنع بها من حولي، أتلقي المساعدات من الأهل وأشعر بأن حياتي مدمرة.
- تحدث لي رعشة شديدة، وملحوظة عند أي انفعال أو مشادة كلامية... ظننت أنها خوف داخلي، لكنها تحدث عندما أختلف مع بائع حول إرجاع سلعة، أو رجل كبير لا يمكن أن يصل الأمر معه إلى شجار أي في مواقف لا تستدعي خوفاً... بل لو أنني وضعت في أمر سيؤدي إلي شجار فلا تحدث هذه الرعشة!، وكذلك فهي تظل فترة بعد انتهاء الأمر، وتجعلني لا أستطيع الإمساك بأي شيء كالقلم، أو الهاتف مثلا، علماً بأن هذا الأمر لم يكن يحدث لي حتى سن 21 سنة، وظهر بعد ذلك.
فهل هناك سبب واضح لحالتي هذه؟ وما هو علاجها؟
ولي سؤال آخر بخصوص مضادات الاكتئاب، هل هي تزيد الدهون بمنطقة الصدر عند الرجال؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحلام اليقظة التي تنتابك هي رد فعل مباشر نسبة لتصورك السلبي عن ذاتك، فأنت حقيقة من الواضح أنك تقلل من قيمة ذاتك بصورة جلية جدًّا، وكشيء تعويضي قد تأتيك أحلام اليقظة هذه، وهذه ظاهرة نفسية معروفة.
لديك أيضًا طابع وسواسي في التفكير، وما وصفته بالرهاب الاجتماعي هو أحد جزئيات القلق التي نشاهدها في مثل هذه الحالات، وأعتقد أن الأمر كله أدى إلى درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي الثانوي، وهو الذي جعلك تحس بالفشل، وتكون ليس لديك رغبة في العمل، وتدخل في شيء من المقارنات ما بينك وبين الآخرين.
فإذن حالتك هي قلق وسواسي مصحوب بأعراض المخاوف، والاكتئاب الثانوي البسيط.
هذا من الناحية التشخيصية، لا تنزعج أبدًا لهذه المسميات، فهي كلها متداخلة مع بعضها البعض، وأعتقد أنه أمامك فرصة جيدة وممتازة أن تنهض بنفسك، وهذا يتم أساسًا من خلال تقدير نفسك بصورة أفضل، وتقدير النفس بصورة أفضل يعني أن تكون منصفًا مع ذاتك، وأن تنظر إلى الجوانب الإيجابية الموجودة في حياتك، وتحاول أن تنميها، وهذا يقودك إلى فهم ذاتك، وحين تفهمها سوف تسعى لتطورها، هذه هي الوسيلة التي تتخلص من الفكر السلبي التلقي.
أرجو أن تضع برامج يومية، هذه البرامج تحتوي على أنشطة مختلفة، ولابد من الالتزام بها، البرنامج اليومي يجب أن يشمل وقتا للراحة، ووقتا للرياضة، التواصل الاجتماعي، القراءة، العبادة، والعمل، والعمل مهم جدًّا، ويعتبر طريقة مهمة؛ لأن يشعر الإنسان بقيمته، ويطور نفسه، وكذلك مهاراته.
لابد أن تصرف انتباهك من كل هذه السلبيات عن طريق العمل، والتواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي لا شك أنه من أفضل السبل لعلاج الرهاب الاجتماعي، لأن الإنسان إذا تقيد، وتبع الرهاب هذا يجعله محصورًا في ذاته، ويجعله انطوائيًا، وتضعف مهاراته الاجتماعية بالتدريج حتى يجد نفسه أمام معضلة حقيقية، لكن التواصل خاصة التواصل من النوع من المشجع، مثل زيارة الأرحام، الأصدقاء، بر الوالدين، الصلاة مع الجماعة، ممارسة الرياضة الجماعية ... هذا نوع من التواصل الاجتماعي المحبب، والمفضل، والذي من خلاله ينمي المهارات ويُبعد الإنسان عن الرهاب.
أعتقد أيضًا أنك في حاجة إلى أحد مضادات القلق والخوف، والوساوس، وكذلك الاكتئاب، ودواء واحدا وبجرعة بسيطة يمكن أن يؤدي كل هذه الفعاليات - إن شاء الله تعالى – إن استطعت أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا هو الأفضل، وإن لم تستطع فيمكنك أن تتحصل على أحد الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، ومنها عقار (مودابكس) متوفر، وموجود في مصر، وهو دواء سليم، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها يوميًا ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أنصح به وأوصي به، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
بالنسبة لسؤالك حول مضادات الاكتئاب: هل تزيد الدهون بمنطقة الصدر عند الرجال؟ .. بصفة عامة لا، لكن إذا زاد الوزن بصفة عامة لدى الإنسان هذا ربما يجعل منطقة الصدر على وجه الخصوص يترسب فيها بعض الدهنيات، وهذا نشاهده أكثر بعد عمر الأربعين لدى الرجال، لكن هذه الأدوية ليس لها تأثيرات هرمونية تؤدي إلى زيادة معينة في الصدر لدى الرجال.
هنالك مجموعة أخرى من الأدوية تعرف بمضادات الذهان فيها بعض الأدوية تؤثر على إفراز هرمون الحليب، والذي يعرف باسم (برولاكتين) وهذا الهرمون موجود لدى النساء بالطبع، وكذلك لدى الرجال، إفراز هذا الهرمون بدرجات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة الدهون عند الرجل خاصة في منطقة الثديين، وهذا يعرف بالتثدي، أي يحدث نوع من التضخم في الثدي لدى الرجال، وهذا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بتناول بعض الأدوية المضادة للذهان والتي قد تؤدي إلى ارتفاع هذا الهرمون (برولاكتين)، أما بالنسبة لمضادات الاكتئاب فهي ليس لها هذا الأثر على هذا الهرمون.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 - 269678 - 254892)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء، والعافية، والتوفيق، والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,145,420 |
2012-06-29
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أخاف أن تتحول أحلام اليقظة إلى أمر آخر كالانفصام فساعدوني
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر الآن 29 سنة, ومنذ أن كنت في 15من العمر وأحلام اليقظة لا تفارقني,
حتى عندما أكون وسط الناس فإني أشرد بخيالي وأحلم.
في الفترة الأخيرة أصبحت أنسى بشكل ملحوظ.
أنا الآن خائفة كثيرًا أن يتحول حالي من مجرد أحلام إلى انفصام, أو أي شيء آخر
أرجوكم أرشدوني؛ فأنا أصبحت في حالة اكتئاب من شدة الخوف.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الشرود في الخيال والانغماس في أفكار مشتتة ومتواصلة، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأفكار متعلقة بأمنيات مستقبلية فيها ما يمكن أن يتحقق, وفيها ما لا يطابق الواقع, وكل هذه صور من صور أحلام اليقظة, وهي ظاهرة مشاهدة ومعروفة, وتتفاوت في شدتها من إنسان إلى آخر، وتلعب شخصية الإنسان دورًا كبيرًا في تكوين هذه الأحلام, وكذلك مدى ارتباط الإنسان بالواقع, والاستبصار حول ما يدور من أفكار.
إذا أدرك الإنسان بالفعل أنها أحلام يقظة فيجب أن يحاول أن يحدّ منها, ويتجاهلها, ويعرف أنها أمر عابر ومرحلي سوف يتلاشى متى ما هو حاول التحكم فيها.
الذي تعانين منه الآن هو تشتت في الأفكار، أعقبها أحلام اليقظة هذه، وأنت في هذا العمر يجب أن تكوني مرتبطة بالواقع بصورة أفضل, ولا مانع أن يسوق الإنسان نفسه من خلال أفكاره نحو بعض البرامج أو الأمنيات أو المشاريع، فهذا ليس مرفوضًا, وليس كله تحت التحكم الإرادي للإنسان، لكن ما ليس بمعقول وما ليس بممكن وما هو خيالي يمكن أن يتحكم فيه الإنسان ويحدّ منه ويوقفه، وكما ذكرت لك فأنت الآن في عمر يؤهلك لذلك؛ فيجب أن تربطي نفسك بالواقع.
موضوع النسيان الذي يأتيك الآن هو ناتج من القلق، والقلق يعرف أنه في كثير من الأحيان يكون ملازمًا ومرتبطًا بأحلام اليقظة.
ليس هنالك ما يدعوك للخوف، لا علاقة لمرض الفصام بالشرود الذهني من هذا النوع، هو مجرد عملية قلقية.
أنصحك بأن تخصصي موضوعًا واحدًا للتفكير فيه, ووضع الخطط والآليات التي من خلالها يمكنك أن تُنجزي هذا المشروع أو الموضوع، ومن خلال مثل هذه التمرينات – أي أن تركزي على أمر واحد وتحاولي إنجازه – إن شاء الله تعالى سوف تجدين أن شرود الذهن قد قلَّ كثيرًا.
أنصحك أيضًا بالتركيز على القيام بعمليات رياضية بسيطة, فالعمليات الرياضية تروض عقل الإنسان بصورة إيجابية جدًّا، فركزي على هذه العمليات الرياضية, حتى وإن كانت أشياء بسيطة مثل: جداول الضرب والقسمة والجمع والطرح، فهذا - إن شاء الله تعالى – يحسن من تركيزك.
اقرئي القرآن أيضًا بتدبر وتمعن وتفكر، فهذا يحسن من التركيز, ومارسي أي نوع من الرياضة تناسب المرأة، فالرياضة فيها كثير لإزالة القلق والتوتر وتحسين التركيز, كما أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي تبين كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015).
أنت مطالبة أيضًا بأن تجعلي لحياتك معنىً، وهذا يتأتى من خلال وضع برامج يومية وأسبوعية، وتنظرين للمستقبل بتفاؤل, وأن يكون لك تواصل اجتماعي، وأن تتخلصي من الفراغ، وذلك من خلال النشاط اليومي الجاد والمفيد والمتعدد, فهذه كلها وسائل تجعلك - إن شاء الله تعالى – تحسين بالأمان والاطمئنان, ويزول الخوف والاكتئاب، وتجدين أن تفكيرك قد أصبح أكثر واقعية.
إذا كان القلق يسيطر عليك في بعض الأوقات بصورة حادة جدًّا, فلا مانع من أن تتناولي دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول), ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول), والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام (حبة) يتم تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك يمكن التوقف عن تناول هذا الدواء, كما ذكرت لك هو من الأدوية البسيطة جدًّا، ويعتبر مما يسمى بالمطمئنات البسيطة، وليست له آثار جانبية ضارة - إن شاء الله تعالى - .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,142,322 |
2012-05-28
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعيش حياتي في أحلام وخيال دمرني، فكيف أتغير؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت مترددة كثيراً قبل أن أطرح مشكلتي هذه، فأنا لم أشاركها لأحد من قبل، قد يطول الشرح ولكنني راجية من الله سبحانه وتعالى أن يُلهمكم إيجاد حل لمشكلتي، وأنا سعيدة جداً بوجود مثل هكذا موقع يُعين الناس على حل أزماتها، فشكراً جزيلاً لكم.
بدأت مشكلتي منذ أن كنت في سن التاسعة من عمري تقريباً، وأنا الآن عمري 19 سنة، منذ أن كنت صغيرة وأنا أسرح بخيالي وأحلم وأشرد، أقضي معظم وقتي إن لم يكن كله وأنا أسرح بأحلامي، أتخيّل نفسي أمام أضواء الشهرة وبمواقف بطولية عدة، وأنني أنا البطلة وأن أنظار الجميع تلتفت إلي والجميع يتهافتون علي، أحلم بأحلام بعيدة جداً عن الواقع، أحلم بأنني قد أصبحت الأولى على العالم في مجال تخصصي مع أنني في الواقع لا أفتح أي كتاب ولا أدرس، أحلم بأحلام بعيدة أقصى درجات البعد عن التحقق على أرض الواقع فكلها تتمحور على المثالية والكمال.
أمضيت حياتي كلها بالوهم والأحلام، أصبح لدي هواية الأحلام التي لا فائدة تُجنى منها وأصبحت محترفة في ذلك، وعندما كبرت بدأت أحلامي تتمحور على الجانب العاطفي والجنسي، أنا الآن أعاني من كثرة التفكير والحلم بالجنس، أحلم أنني مع زوج مثالي وأتخيل المعاشرة بتفاصيلها ولا أستطيع التوقف عن ذلك.
فالأحلام والتخيل يجعلك تعيش الموقف وتشعر بالسعادة واللذة حتى وإن كانت وهمية، ولكن الشعور جميل، أتمنى أن أتوقف نهائياً عن هذه الأحلام، ولكنني وإن حاولت بشدة، أتوقف قليلاً ثم أعاود الرجوع إليها، المشكلة أنّ هذا الوضع تفاقم جداً فأثّر على دراستي وحياتي كثيراً، حتى أنني أصبحت مهملة في كل شيء حتى في حق نفسي، وأصبح لدي استهتار و(عدم تحمّل للمسؤولية اتجاه أي شيء) مهما كان مهمّاً، ولا أفكّر بالعواقب ولا بالنتائج الوخيمة جرّاء إهمالي لحياتي.
أهلي يعانون الأمرّين حتى يدفعوا لي أقساط الجامعة ويؤمنّون لي ما أحتاجه، إلّا أنني مهملة ولا أكترث لجهودهم مع أنني أقدّرها فلا أدرس ولا أساعدهم، لا أستطيع أن أشعر بالمسؤولية كما أن لدي أنانية واستهتار، حتى أنّ تركيزي للأحداث التي تدور من حولي منخفض لأن الأحلام قد استحوذت عليه .
فشلت بدراستي بسبب ذلك مع أنني فتاة ذكية وحافظة القرآن كاملاً، والله تعالى قد خصني بقدرات رائعة، وحتى أنّ الجميع يقول لي أنني مميزة وأهلي يقولون لي : أنت المفروض أن تكوني ذا شأن كبير، ولكنك أضعت مستقبلك بإهمالك وشرودك وتضييعك للوقت، بالفعل أنا لا أدرس ولا أجلس على النت أو التلفاز ولا أساعد أمي في ترتيب المنزل، كل ما أفعله هو أن أحلم وأتخيّل وأن أُرغم نفسي على النوم.
أصبح لدي إدمان على ذلك، وحتى عندما أبدأ بالدراسة تستحوذ علي الأحلام تلقائياً فأتوقف عن الدراسة، أشعر أنني كمن يتعاطى المخدرات يشعر بالسعادة الوهمية القاتلة، ولكنه لا يستطيع التوقف عنها بالرغم من معرفته بخطرها.
أنا لا أريد أدوية، كل ما أريده أن يشعر أحدهم بحالي ويساعدني لتغيير سلوكي وعادتي هذه، راجية من الله تعالى أن يفرج همكم وكربتكم ويدخلكم الجنة من أوسع أبوابها.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
كثافة أحلام اليقظة والتأملات والتوهمات ظاهرة معروف في حياة الناس وكثيراً ما ترتبط بالمراحل العمرية وغالب وما تنتهي تلقائياً، كثيراً من الناس استفادوا من أحلام اليقظة وجعلها واقع وحقيقة وكانت حافزاً لهم من أجل الإنجاز الوصول إلى غايات يبتغونها في الحياة.
حالتك الآن تحولت من التفكير المسترسل إلى تفكير ذو طابع جنسي ولاشك أنه عامل مزعج بالنسبة لك، وهذا النوع من التفكير هو تفكير وسواسي ، والتفكير الوسواسي من هذا النوع يجب أن يعالج من خلال تحقيره وربطه بنوع من المقززات والمنفرات تربطي هذه التفكير بحدوث كارثة مثل حدوث حادثة سيارة بشع وشيء من هذا القبيل، وهذا الربط مهم جداً لأنه سوف يقلل كثيراً مما يعرف بالارتباط الشرطي.
هنالك تمارين كثيرة لكنها تتطلب التركيز والمثابرة، أجلسي في مكان هادئ جداً وتأملي في هذه الأفكار وبعد ذلك فجاءة خاطبي الفكرة مخاطبة مباشرة قولي لها .. قف.. قف ... قف أنت فكرة حقيرة أنت فكرة حقيرة أنت فكرة حقيرة، رددي هذا عدة مرات ولابد أن تكون هنالك مكاشفة مع النفس، أو ما نسميه بأن يفضح الإنسان نفسه لنفسه، وبعد ذلك يخاطبها هذه المخاطبات القوية المنفرة للفكرة الغير مرغوب فيها، هذا من التمارين الجيدة إذا طبق بصورة صحيحة.
تمارين أخرى وهو أن تسترسلي في هذه الفكرة ذات الطابع الجنسي فجاءة تقوم بالضرب على يديك بقوة وشدة حتى تحسي بالألم، الشعور بالألم أن يربط بالفكرة الجنسية سوف يضعفها ويكرر هذه التمرين عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، تمارين صرف الانتباه أيضاً مهمة وهي أن هذا الفكر حين يأتيك يجب أن تشترطي على نفسك أنك سوف تغيري مكانك وسوف تنخرطي في نشاط أخر، وهذا لابد أن يكون إلتزاماً شخصياً منك، بدون بذلك لا أعتقد أنك سوف تتخلصين من هذا الفكر والمتسلط وذو الطابع الوسواسي.
أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك ذكرت أنك تحفظين كتاب الله العظيم، وهذا شيء عظيم القرآن لابد أن يكون منيراً لطريقك، ولابد أن يكون هادئاً ومرشداً، تأملي في آياته واسألي الله تعالى أن يجعله سبب وسيلة ومعين في هذه المنحة النفسية، لأنها بالفعل أفكار مزعجة وأنا على قناعة بذلك.
أنا أرى أنك أيضاً محتاجة إلى مقابلة الطبيب النفسي وذلك من أجل القيام بإجراء اختبارات للشخصية الذي يظهر لي أن شخصيتك لها سمات ومميزات لابد من التحقق والتدقق في تشخصيها، وهذا لن يتم إلا من خلال مقابلة المختص النفسي، ومن ثم يمكن أن توجه لك الإرشادات اللازمة، أنت ذكرت أنك لا تريدين علاج دوائي ونحن نقدر ذلك تماماً، ولكن لابد أن أذكر أن عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine لديه فعالية ممتازة جداً لتفكيك هذا النوع من الفكر الوسواسي التوهمي المسترسل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,141,142 |
2012-05-17
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحس كأني في حلم ولا أشعر بالدنيا من التفكير! ما توجيهكم؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال: أنا عانيت من آلام في المعدة من 3 شهور، طلب مني الدكتور أعمل منظاراً وعملت منظاراً والحمد لله طلع سليماً فقط التهاب يسير في المعدة وارتجاع مريء، المهم صرف لي علاجاً وجلست لمدة شهر، بعدها طلب مني أن أعمل أشعة مقطعية، وطلعت سليمة واصلت على العلاج، وآلام المعدة والاضطرابات اختفت.
لكن أنا عندي أعراض ثانية، وهي كثرة التفكير، وأحس أني أعيش في حلم ولا أشعر بالدنيا، وعندي ضيقة، واستغراب من الأعراض، أنا قرأت رقية أكثر من عشر مرات، وما عندي أعراض أثناء الرقية، لكن أحس بضيقة خفيفة، وأحس أني أنام واستخدمت الزيت المقري فيه، لكن ما زلت على حالتي.
أرجو إفادتي وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن أعراض الجهاز الهضمي التي كانت لديك من الواضح أنها مرتبطة بحالة التفكير الشديد الذي يأتيك، وأنك تحس أنك عايش في حلم، ولا تشعر بالدنيا، هذا نوع من القلق النفسي، أعراضك هي أعراض قلق نفسي، وليس أكثر من ذلك، وأرجو ألا تنزعج أبدًا لما يأتيك من أعراض، فهي - إن شاء الله – سهلة العلاج، أنت محتاج لعلاج دوائي مضاد للقلق، وآخر محسن للمزاج.
هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) سيكون مفيدًا لك جدًّا، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وأخرى مثلها مساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا (كبسولة واحدة) في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) يمكنك أن تتناوله بجرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
هذه أدوية بسيطة وسليمة وفاعلة، محسنة للمزاج، مزيلة للقلق، وإن شاء الله تعالى سوف تحس بتغير كامل فيما تعانيه من أعراض، فهي سوف تزول بإذن الله تعالى.
أرجو أن تمارس رياضة المشي، فهي مفيدة جدًّا لك، وعليك أن تكون أكثر تركيزًا في دراستك، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، حافظ على الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، وهذا - إن شاء الله – يكفيك تمامًا، وتذكر دائمًا أن الله خير حافظ.
لا أرى أنك في حاجة لأن تقوم بأكثر مما أرشدتك إليه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,140,918 |
2012-05-10
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الخيالات والوساوس المذمومة وطرق التخلص منها
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا امرأة -ولله الحمد والمنة- أعيش حياة مستقرة، فزوجي رجل صالح، ولي أربعة أطفال هم رمز للأدب والأخلاق في مدرستهم، وأنا إن شاء الله تعالى سأتم حفظ القرآن الكريم عن قريب.
مشكلتي تكمن في أنني أعيش في عالم ثان من نسج خيالي، فأنا أختلق شخصيات، وأعيشها في عقلي، وفي بداية الأمر كانت هذه التخيلات جنسية، ولكني استطعت التخلص منها بالدعاء، وبسورة البقرة، ولكني الآن أتخيل أني بصورة حبيبة أو معشوقة لشخص أنا أخترعه وأعيش هذه القصة بكل كياني، ومشاعري، وهي تجتاحني بقوة، وأنا أستمتع بها جدا حتى أنني لا أتحاور مع بناتي، ولا أتحمل أن يقاطعني أي أحد عن الاسترسال في التفكير، ولا أستطيع التركيز في حفظي، ولا بيتي وأغضب بسرعة كبيرة، وينتابني صداع مع طول التفكير.
حاولت مرارًا وتكرارًا أن أتجنبها، ولكني أفشل في كل مرة، وأقول لكم إن هذا ليس نتاجا لفراغ عاطفي؛ لأني أحب زوجي كثيرًا، وهو يحبني ونحن متفاهمان -والحمد لله- وقد صرحت له بهذا الأمر عدة مرات، وكان يقول لي في كل مرة إنه شيء طبيعي، ولكني خيالية زيادة، وأخاف أن يؤثر هذا على بيتي وأسرتي، فأنا أعيش في عذاب وصراع مع نفسي طوال النهار، فدلوني على الحل.
جزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأله تعالى أن يزيدك علمًا وحفظًا لكتابه، وأن تعيشي حياة زوجية مستقرة، وأن يحفظ الله تعالى لك زوجك، وأبنائك ويجعلهم قرة لكما.
مشكلتك التي تتمثل في هذا الفكر المستحوذ عليك، وهي بداية التخيلات الجنسية التي قمت بالتخلص منها، ثم تخيلك أنك معشوقة لشخص ما، وهذا يؤدي إلى شعورك بالراحة والاستمتاع، هذا أيتها الفاضلة الكريمة نوع من الوسواس الذي فرض نفسه عليك، وبالرغم من سُخف الأفكار إلا أنها وجدت القبول لديك، وفي أغلب الظن أن هذا الفكر الوسواسي كان لديك في الصغر وليس من الضروري أن تشعري به في ذاك الوقت.
قد يكون الأمر بدأ في شكل أحلام يقظة، أمنيات تحققت أو لم تتحقق، ومن ثم ظهرت الآن الفكرة، وهي بهذا القبح مما يتصادم مع فطرتك ومبادئك وغرائزك القويمة والسليمة إن شاء الله تعالى.
هذا النوع من التفكير يعالج من خلال التحقير والتحقير الشديد جدًّا، ويجب أن يتم التعامل معه من خلال صرف الانتباه، وأقصد بذلك حين تأتيك هذه الفكرة لا بد أن تستبدليها بفكرة مضادة تمامًا، ويجب أن تغيري مكانك، أو نوعية النشاط الذي كنت تقومين به حين أتتك هذه الفكرة خلال هذا النشاط.
علاج سلوكي آخر بسيط، وهو: أن تجلسي في مكان مريح، وتكون أمامك طاولة صلبة، فكّري في هذه الفكرة، استجلبيها، استرسلي فيها لمدة دقيقة، وأثناء هذا الاسترسال قومي بضرب يدك بشدة وقوة على الطاولة حتى تحسي بالألم، الهدف من هذا التمرين حتى يؤدي نتائجه الرائعة هو أن تربطي ما بين هذه الفكرة وما بين الألم، وقد وجد علماء السلوك أن الألم الذي يوقعه الإنسان على نفسه يضعف تمامًا الفكر الوسواسي، وهذا التمرين يتطلب التركيز، الجدية والتكرار في كل جلسة، يجب أن تكرريه عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء.
التمرين الثالث هو تمرين إيقاف الأفكار: دعي هذه الفكرة تأتيك، ومن ثم وبكل حسم خاطبي الفكرة مباشرة، قولي لها (قفي قفي قفي، أنت الآن تحت أسفل قدمي) وقومي بالفعل بالدوس عليها كأنها مجسد تحت رجلك، وهذا أيضًا تمرين في شكله مضحك، لكن أسسه علمية، وهو فاعل جدًّا.
الجزء الأخير في العلاج هو أن تتناولي علاجا دوائيا مضادا للوساوس، وعقار بروزاك، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) هو من الأدوية الجيدة جدًّا، ابدئي في تناوله بجرعة عشرين مليجرامًا، تناوليها ليلاً لمدة شهر، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، والبروزاك دواء سليم جدًّا وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
وعليك أيتها الفاضلة الكريمة بالدعاء، اسألي الله تعالى أن يخلصك من هذا الفكر القبيح، فالدعاء دائمًا هو سلاح المؤمن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,137,240 |
2012-04-10
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
بلغت الثالثة والعشرين ومازلت أعيش أحلام اليقظة
|
السلام عليكم.
منذ الـ (15) من عمري وأنا أفكر كثيراً بأشخاص معينين, في البداية معلمتي ثم أحد أقربائي, تفكيري دائم بأشياء لم تحصل ولكنها من خيالي, وترتبط بهذا الشخص, أتخيل مواقف, وأتكلم وأضحك مع نفسي, وأغرق في هذا فترة طويلة, ولو رآني أحد لظن أني جننت! لدرجة أني ضيعت وقتي, وتأخرت في دراستي, وحدت من تفكيري, ولكني لم أستطع التوقف, لم أجد عند البحث على الانترنت اسماً لحالتي, قد يبدو تفكيري سخيفاً, ولكنه أتعبني، هل هو مرض نفسي؟ أم أمر طبيعي؟ وكيف أتخلص منه؟ وكيف أسيطر على أفكاري؟
وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإذا كان تفكيرك حول الأشخاص الذين ذكرتهم هي مجرد أفكار سخيفة لا تركز على شيء معين؛ فهذه أفكار وسواسية، وليست أكثر من ذلك, والفكر الوسواسي كثيراً ما يكون مضحكاً، وطريقة العلاج هي أن تحقري هذه الفكرة, وأن تربطيها بالمنفرات، ولتطبيق أحد التمارين السلوكية البسيطة قومي بالجلوس على الكرسي, ثم خذي نفساً عميقاً حتى يأتيك الإحساس بالاسترخاء التام، بعد ذلك تأملي الفكرة الوسواسية, في نفس الوقت قومي بالضرب على يديك بشدة وقوة؛ حتى تحسي بالألم, والربط ما بين الفكرة والوساوس والألم يضعف الفكر الوسواسي, وهذا التمرين يكرر عشر مرات في متتالية.
تمرين آخر: أن تحقري الفكرة, وتخاطبيها مخاطبة مباشرة, وأن تقولي لها (أنت فكرة سخيفة, قفي, قفي, قفي) كرري هذه التمارين عدة مرات وهي سوف تفيدك، ومن المهم جداً أن تصرفي انتباهك لما هو مفيد, وصرف الانتباه لما هو مفيد لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال حسن إدارة الوقت.
ربما يكون أيضاً من المفيد أن تتناولي دواء بسيطاً مزيلاً للألم ومضاداً للوساوس, أنت في حاجة له بجرعة صغيرة, والدواء يعرف باسم (فافرين Faverin) والاسم العلمي هو (فلوفكسمين Fluvoxamine) وأعتقد أن جرعة (50) مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين سوف تكون كافية جداً لحالتك، ومقابلة الطبيب النفسي أفضل, أنت لا تعانين من مرض نفسي حقيقي, وإنما هي مجرد ظاهرة, لكن كان من المفترض أن تختفي في هذا العمر, هذه الأفكار قد تأتي في مراحل اليفاعة كنوع من أحلام اليقظة الوسواسية, ولكن ما دام الأمر مستمراً معك, وأخرك في الدراسة, وضاع وقتك, أعتقد أن العلاج الدوائي مبرر، بل هو مطلوب في مثل هذه الحالة.
وضحنا لك صور التخلص, وسيطرة الأفكار تأتي دائماً من خلال صرف الانتباه نحو ما هو أفيد وأفضل، وتطبيق التمارين التنفيرية سوف يكون مفيداً أيضاً, ولاشك أن الفافرين سوف يكمل الوصفة العلاجية بصورة فاعلة، أسأل الله أن ينفعك به.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,136,310 |
2012-03-25
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تردد وحيرة في بداية شبابي واستمرارها بعد ذلك.. ما الحل؟
|
السلام عليكم
أعاني منذ صغري من التردد الحيرة والنقص والتوتر والاندفاع الشديد في طفولتي، كنت هادئا أثناء الدراسة، وشقيا أثناء الإجازات، إذا وضعت موضوعا معينا في دماغي يصبح كل حياتي، وأتكلم في هذا الموضوع أمام الناس من أجل يؤخذ عني فكرة أني صاحب هذا الموضوع، وأحاول أعمل مثل الناس الذين لهم باع في هذا الموضوع، وأعمل مثلهم.
في نفس الوقت عندي إحساس بالنقص، وأحيانا لا أستطيع التحكم في عواطفي ومشاعري لو وضعت موضوعا بعد فترة أندم بشده على أني ما فكرت في هذا الموضوع من زمان، عندما دخلت الإعدادية وضعت التعليم في دماغي، وأصبح كل حياتي، وأتكلم أمام الناس في التعليم، وأعاند في الطلبة الذين معي، وأحاول أكون مثلهم، وأتأثر جدًا لو أن أحدًا من زملائي أجاب عني، أو حصل على درجة أعلى مني.
بعد الإعدادية رأيت الناس تسافر للخارج، وتأتي بالأموال الكثيرة، وأحسست أن الناس تعجب بهم ،وضعت في دماغي أن أكون مثلهم، ودخلت الثانوية العامة، وفكرت في الناس الذين يسافرون ويأتون بالأموال، واخترت (العلمي) من أجل أن لا يقول زملائي: حسن ما يقدر على القسم العلمي، والسبب الثاني أني أفضل دخول طب لما له من مستقبل مقارنة بالكليات الثانية.
وكنت أذاكر زيادة عن اللزوم، وكنت أقول للناس أنا سأدخل طب بعد الثانوية، ولم أدخل الطب، وكنت أريد دخول حقوق أو الكليات العسكرية.
أخي الكبير أجبرني على دخول كلية آداب، وأنا لا أريد الدخول فيها، فدخلت الكلية، ودخلت آداب قسم فرنسي، وكنت أريد دخول انجليزي، فكنت متضايقا جدًا أني لم أدخل الكلية التي أريدها، فكان عندي إحساس قوى بالنقص.
وعندما وضعت موضوع البنات في دماغي، وتدريجيا أدمنته، وكنت معجبا بالبنات، وكنت أتكلم في موضوع البنات أمام الناس من أجل أخذ فكرة أني صاحب بنات، ولكن لم أستطع الكلام مع أي فتاة، وكنت أخاف وأخجل من أن أتكلم مع أي بنت، وكنت أخشى من عدم السيطرة على مشاعري وأفكاري، وبسبب عدم قدرتي على تكوين علاقة مع البنات؛ كنت أهاجم البنات، وأتكلم عليهم كلاما سيئا.
وكنت دائما مكتئبا، وبعد التخرج من الجامعة لم أعرف نفسي ماذا أريد في التجنيد للجيش، ترشحت ضابطا احتياطيا لثلاث سنوات، كنت مترددا بين الدخول في الجيش، والسفر للخارج اخترت السفر، وسافرت ولكني تعبان، ومتضايق، ولم أجد نفسي في أي عمل! ومتردد بين البقاء في الغربة، والعودة لمصر، والعمل مدرسا للغة الفرنسية، والآن أنا لا أشعر بالتوتر والاندفاع، ولا أتكلم في موضوع معين، وأصبحت أعي أكثر من الأول، ولكني لا أعرف نفسي.
أريد أن أعرف ما الذي عندي؟ ولماذا أنا هكذا؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، وأريد أن أردّ على سؤالك بسؤال!
أنت ماذا تريد؟
فما أعرفه عنك أن عمرك 24 ، وأن لديك مؤهلا عاليا في الأدب الفرنسي، وأنك الآن في الأردن مغترب عن بلدك مصر، وأعرف عنك ما وصفت في سؤالك من بعض تصرفاتك في المرحلة المدرسية الإعدادية والثانوية، وكثيرا مما وصفت هو شيء طبيعي عند معظم الشباب، وخاصة في مرحلة المراهقة وهم يتلمّسون طريقهم في هذه الحياة، حيث ينشغلون في الكثير من المواضيع كالبنات والسفر والدراسة والمستقبل...
كنت أتمنى لو أنك درست الفرع الجامعي الذي تريد، وليس الفرع الذي يريده أخوك الأكبر. وعلى كل حال، فقد أصبح هذا الأمر تاريخا، والمهم الآن أنك خريج جامعي في الأدب الفرنسي، ويبدو أن لديك رغبة في تدريس اللغة الفرنسية، فيا ترى ما الذي يمنعك من اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف.
بالرغم من كل التفاصيل التي ذكرتها عن طفولتك ومراهقتك، فالأمر كما أراه هو أن تقرر ماذا تريد، ومن ثم القيام بالخطوات العملية لتحقيق ما قررت عمله، فإذا كان تدريس الفرنسية، فليكن، وإذا كانت العودة لبلدك مصر، فليكن، فكلاهما هدفان نبيلان.
وما ورد في سؤال من أنك كنت تختار موضوعا ما وتقرأ عنه، وتفكر فيه، ومن ثم تتحدث عنه أمام أصدقائك، فهذا يشير إلى مهارة جيدة، وهي مهارة ستعينك كثيرا في مهنة التعليم والتدريس، وهناك جملة مفيدة لأحد المعلمين يقول فيها أن "التعليم أن تعلم ما تعلمته هذا الصباح، وكأنك تعلم هذا طول حياتك".
وفقك الله، ويسّر لك تحديد المطلوب، واتخاذ القرار، والبعد التردد، ففساد الأمر أن تتردد.
|
د. مأمون مبيض
| 2,135,020 |
2012-03-08
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعيش في وهم وتخيلات وكأنني أعيش مع أشخاص غير موجودين!
|
أنا فتاة عمري 20 سنة, أعاني من التخيلات, فأنا أعيش وهماً, أتحدث مع أشخاص غير موجودين وأتأثر بهم, أتخيل مواقف، ومن المواقف أتأثر, ضحك, حزن, بكاء من كل شيء, وكأن الأشخاص بالفعل موجودون, أصبح الخيال يطاردني في كل الأنحاء, ليس هناك وقت محدد لأتخيل, فأنا أعيش معه طوال الوقت, أصبح لدي أرق شديد يمنعني من النوم من كثرة التفكير, أريد أن أتخلص من هذا الشيء, أتخيل أن هناك حشرة كبيرة تطاردني دائماً, لأنني أخاف منها, أحياناً أصرخ وأتعب من الصراخ, وأقول ليس هناك شيء، ولكن التفكير يكون أقوى, تعبت من هذا التأثير.
أنا شخصية طبيعية أمام الناس, ولكن بداخلي خفايا, والتخيلات ليس فقط عندما أكون وحيدة, بل حتى عندما أكون مع أشخاص, هذا الشيء له سنين طويلة, تعبت من هذا لأني أحس أن تصرفاتي ستصبح واضحة فيما بعد, دائماً أتخيل تلك المواقف والأشخاص, وأعيش معهم وأتأثر بهم, وكأنهم موجودون حقاً, حاولت مراراً وتكراراً أن أقول يكفي, وأنها مجرد خيالات أنا أخترعها, ولكن لا أستطيع.
وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صمت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فسن والمراهقة وبدايات الشباب كثيراً ما تكون مصحوبة بخيالات في ذهن الشاب أو الشابة، هذه الخيالات تكون في شكل آمال، أو في الأحيان تكون مجرد أفكار سخيفة تتسلط عليه, وكثيراً ما تكون مخلوطة بشيء من أحلام اليقظة, فكرة تأتي, وفكرة تذهب، وهكذا.
هذه الحالة تعتبر نوعاً من التطور الطبيعي في تلك المرحلة العمرية, لكن إذا وصل الأمر لدرجة الضحك لوحدك؛ فإن هذه التخيلات كثيرة جداً ومستحوذة على حياتك, وتخيلك وجود أشخاص أدخلتك في نوع من الأرق واضطراب النوم، أرى هنا من الأفضل أن تذهبي وتقابلي طبيباً نفسياً.
هذا الأمر له عدة جوانب: هل هو مجرد أحلام يقظة مكثفة؟ هل هي هلاوس أو ما يعرف بالهلاوس الكاذبة؟ هل هو نوع من الوسواس القهري؟ هذا كله حقيقة واردة كاحتمالات تشخيصية، فإذن مقابلة الطبيب سوف تكون أمراً جيداً، وما يتوصل إليه الطبيب سوف يقوم -إن شاء الله- بتوجيه خطة علاجية سلوكية كانت أو دوائية.
من ناحيتي أنا أميل أنك تعانين من أحلام يقظة وسواسية، الطابع الوسواسي في تفكيرك واضح جداً, وهذه تعالج حقا عن طريق التحقير, وعن طريق صرف الانتباه، وعدم الاهتمام بها، أن تملئي وقتك بما هو أنفع وأفضل, وذلك من خلال ترتيب الوقت, وأن تكوني صارمة في تنفيذ الأنشط اليومية المختلفة، كما أنني أنصحك بالحرص التام على تطبيق تمارين الاسترخاء, هذه التمارين جيدة ومفيدة جداً، ولتعلمها ومعرفة تفاصيلها وتطبيقها أرجو أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح ذلك.
من وجهة نظري أنك بحاجة إلى علاج دوائي بسيط, الأدوية المضادة للوسواس, مثل الفافرين, قد تكون مفيدة في حالتك، لكن سوف أترك هذا الأمر إلى أن تقابلي الطبيب.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,134,832 |
2012-03-08
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تمر علي لحظات أشعر وكأني في حلم رغم أني مستيقظة !
|
السلام عليكم..
لكم جزيل الشكر لما تقدمونه، أنا أعاني من مشكلة لا أعرف إذا كانت وصلت إلى مرحلة المرض أم لا, وهي أنني في بعض الأوقات أشعر وكأنني في حلم لا أستطيع للحظات أن أفرق إذا ما كنت أحلم أو أنه موقف حقيقي، وهذا لا يتكرر كثيراً.
أما النصف الآخر من المشكلة هو أني عندما أتذكر كثيراً من المواقف (قريبة أو بعيدة) لا أستطيع أن أحدد إن كان ما أتذكره حلماً أم حقيقة, وهذا يحدث كثيراً، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
هنالك ظواهر إنسانية كثيرة جداً تحدث لمختلف الناس من وقت لآخر، الإنسان قد يأتيه حديث النفس، أو قد يأتيه ما يسمى بأحلام اليقظة، أو قد يختلط لديه الحقيقي بالخيال، أو قد يحس بشيء من التغرب، أي كأن نفسه منزوعة منه، وهذا يسميه البعض باضطراب الآنية، البعض قد تأتيه وساوس يجد فيها محتويات لا يفرق بينها هل هي حقيقة أو حلم أم خيال، فهذه الظواهر معروفة كتجارب إنسانية.
ما ينتابك هو أمر طبيعي جداً، خاصة أنك تمرين بمرحلة عمرية يعرف فيها أن مسارات الإنسان النفسية والجسدية والبيولوجية والهرمونية تكون في وضع من التأرجح، وربما عدم الاستقرار النسبي، الشعور بالتغرب عن الذات، شعور أحلام اليقظة، اختلاط الحقيقة والواقع بالخيال، بعض المخاوف، شيء من الوساوس, هذه كلها أمور طبيعية جداً.
ما تمرين به هو مرحلة أرجو أن لا تقلقك, سوف تنتهي تماماً -إن شاء الله- وحتى تساعدي نفسك أريدك أن تمارسي بعض التمارين الرياضية البسيطة والتي تناسبك كفتاة مسلمة, وفي نفس الوقت خذي قسطاً كافياً من الراحة، وكوني حريصة على أذكار الصباح والمساء، ففيها خير كثير جداً للإنسان, وحاولي دائماً أن تتذكري الأحداث السعيدة في حياتك, ضعي أهدافاً مستقبلية, ركزي على دراستك, وانظري إلى الأمور بصورة إيجابية, وأريد أن أذكرك أن بر الوالدين هو من أكبر مطمئنات النفس.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,133,164 |
2012-02-05
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
إذا حصل أمر ما أشعر بأنه صار منذ زمن بعيد فما سبب ذلك؟
|
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،
أخي الدكتور محمد عبد العليم: أحب أن أشرح لكم حالتي الغريبة، وأتمنى أن تصفوا لي العلاج لحالتي، أنا إنسانة حساسة، مررت بحياة مضطربة نوعا ما، ولكني الآن متزوجة منذ شهرين، منذ أن كنت صغيرة إذا حصل أمر ما أحس أنه صار منذ زمن بعيد، حتى أني أقوم وأمشي للتأكد من أني على أرض الواقع، وعندما ذهبت إلى بيت زوجي ودخلت غرفة النساء، شعرت أني قد جلست فيها من قبل، مع العلم أنني أول مرة أدخلها.
دائما أحلم وأنا نائمة بأحلام مزعجة، فمثلا أحلم أن كواكبا ونجوما سوف تسقط علينا، مع العلم أني أخاف خوفا شديدا، وأغلق الغرفة وأطفئ الأنوار لأتذكر القبر، وأخاف عندما يذهب زوجي إلى أهله ويتركني وحدي، علما بأنه لا يتأخر إلا ساعة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الشعور بالتأقلم والتعود على مكانٍ غريب أو الشعور بالغرابة في مكان مألوف هي حالة نفسية معروفة ترتبط بنوع معين من القلق النفسي، وتكون هنالك أيضًا سمات وسواسية، وكذلك بعض المخاوف، وهذا هو الذي تعانين منه، وكثرة الأحلام قد تكون أيضًا ناتجة من هذا القلق، إذن حالتك هي حالة ما يعرف بقلق المخاوف الوسواسية، وهي إن شاء الله تعالى حالة بسيطة جدًّا.
أنت انتقلت الآن إلى مرحلة جديدة في الحياة، وهي الحياة الزوجية، والتي يجب أن تكون محفزة لك، كيلا تقلقي، وأن تعيشي حياة طيبة مع زوجك، وأن تهتمي بشؤون بيتك وبشؤون الزوج، واصرفي انتباهك عن هذا الفكر السلبي، تجاهليه تمامًا، والخوف يعالج بالتجاهل، وأن نفعل ما هو ضده، وتذكري دائمًا أنك في معية الله إن كنت في حضور زوجك أو في غيابه، أو كنت في الغرفة لوحدك، يجب أن تحطمي هذه الأفكار، ولا تتبعيها، وتجاوزيها تمامًا.
المخاوف بالنسبة لأسبابها أو العوامل التي يمكن أن تؤدي إليها: لا توجد حقيقة أدلة يقينية وقاطعة حول الأسباب والعوامل، لكن دراسات كثيرة أشارت عن التنشئة والتربية والتعرض للمخاوف في الصغر وشخصية الإنسان ربما تلعب دورًا في أن تكون هي العامل أو السبب في هذه المخاوف، لكن نشاهد بعض الحالات أو معظم الحالات لا نجد أي تاريخ سابق يشير على أن الإنسان كان قد تعرض لخوف أو لظروف تربوية غير مواتية.
فإذن هذا يدعونا لأن نتجاهل الأسباب، وأن يعيش الإنسان حياته بقوة وأن يحقر فكرة الخوف، ويصرف انتباهه إلى ما هو أفضل.
حالتك تتطلب تناول علاج دوائي بسيط مضاد للمخاوف، يمكن أن تتحدثي مع زوجك حول هذا الموضوع، ولا أتصور أنه يوجد أي حرج في هذا السياق.
يفضل أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، فهذا جيد، فإن قبل زوجك أن تتناولي أحد مضادات المخاوف ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) والجرعة المطلوبة بسيطة في حالتك، وهي أن تبدئي بنصف حبة، تناوليها يوميًا بعد الأكل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة، يوميًا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء ممتاز وفاعل وسليم، لكن لا ننصح باستعماله في أثناء الحمل خاصة الشهور الأولى.
نصيحتي لك أيضًا أن تحرصي على التواصل الاجتماعي، زوري أرحامك، كوني أكثر برًّا بوالديك، الانضمام لحلقات تلاوة القرآن مع النساء ففيها خير كثير جدًّا، وتبعث في الإنسان الطمأنينة وتجعله يواجه المخاوف دون قلق أو خوف.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,131,408 |
2012-01-14
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام كثيرة تصدني عن ذكر الله.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أنا لا أدري أمشكلتي نفسية أم دينية.
أنا مثل كل فتاة في عمري تحلم بالزوج الصالح والزواج والفستان الأبيض، واليوم الذي يراني فيه أهلي وأصدقائي عروسا جميلة، وكل هذه الأحلام -من وقت لآخر- تستيقظ بداخلي وأتشوق إليها بشدة، وتبدأ المشكلة -أحلام اليقظة- فأظل أتخيل هذه المواقف كثيرا وتأخذ من وقتي الكثير، وما يساعدني على ذلك أني أجلس بمفردي في غرفتي كثيرا فأكون بحريتي، أتخيل أشخاصا وأتكلم وأبتسم وأضحك كأنني أمثل، وبعدها أجد فتورا كبيرا في قلبي في الصلاة، يقل الخشوع جدا، ولا أكمل أورادي وأهمل في كل شيء؛ لأنني أضيع الوقت بهذه الأحلام، وتجعل قلبي مشغولا بها، وما يؤلمني أني أكون سعيدة بها، ولا ألتفت لما يضيع مني من أوراد وواجبات.
أنا أعلم أن هذا من دنو الهمة، وأن كل هذه الأحلام شهوات، وأحاول أن أجاهد نفسي لكن تبوء محاولتي بالفشل أمام سيل المشاعر التي بداخلي، من شوق لهذا الحلم أن يتحقق.
وأيضا من هذه الأحلام والتخيلات مشكلة أخرى: كنت قد أرسلتها هنا في الموقع من أيام قليلة وهي مشكلة الخجل الزائد -وخاصة مع محفِّظتي- فأتخيل نفسي صديقتها أتكلم معها بطلاقة وبحب، وأحكي لها كل ما أريد، فأنا أحبها حبا جما، وأتمنى لو أصادقها؛ لكن يحجز بيني وبينها خجل وسوء تصرف في المعاملة، وقلة اللباقة وأشياء كثيرة.
أتمنى وأرجو أن تتغير شخصيتي الحالمة تلك، وتكون شخصيتي قوية، وتزيد ثقتي بذاتي ومهاراتي في التعامل والتواصل، وتكون شخصيتي ملائمة لشخصية الداعية إلى الله.
وأرجو أن أتقرب إلى الله، وأسير في الطريق إليه، وأكون ملتزمة حقا في ديني، وهذه الأحلام تعرقل خطواتي، وتثقل أقدامي في الطريق إلى الله، فمن الله الفرج، ومنكم أنتظر الدواء الشافي، والنصيحة الغالية، والدعاء لي.
وجزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على سؤالك الذي ربما له جانب شرعي وآخر نفسي، وهكذا الحياة كلها، فنحن عندما نفصل بين بعض الجوانب عن بعضها الآخر، فهذا من باب التقسيم الفني، بينما الإنسان كلٌ متكامل بكل جوانبه المختلفة.
أحلامنا ربما تلعب دور المرشد لسلوكنا، توجهنا في سلوكنا وتصرفاتنا، وإن من حقك أن تحلمي بما تحلم به من هي في عمرك من الفتيات، وأن ترتاحي لمثل هذه الأحلام، لبعض الوقت، ولكن ربما يفيد أن تسترسلي طويلا في هذه التجربة من الأحلام.
فأقول لك: نعم، احلمي بما ترتاحين له، على أن لا يتعدى هذا الحلم على ما هو مطلوب منك من المهمات والواجبات الأخرى، فكيف نوجد التوازن المطلوب في حياتنا؟ ويمكنك لذلك أن تحددي وقتا قبل بداية الحلم، وتقولي لنفسك سآخذ نصيبي اليوم من بعض الحلم، وحددي الوقت لذلك، وستجدين مع الوقت أنك بدأت تتحكمين أكثر وأكثر في توزيع الأوقات بالشكل المناسب، وستصلين أيضا مع الوقت لتكوني الداعية الموفقة التي يمكن أن يهدي الله على يديك الكثير من الفتيات.
ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى هذه الاستشارات لمعرفة علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938 - 281321)، وعلاج الخجل سلوكيا (419521 - 19762 - 226256 - 285306).
وهناك في هذا الموقع الكثير من النصائح والتوجيهات في التعامل مع "أحلام اليقظة".
وفقك الله ويسّر لك الخير والتوفيق في كل خطواتك.
|
د. مأمون مبيض
| 2,128,914 |
2011-12-22
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أتخيل نفسي رجلا ذا وظيفة مرموقة...فهل يعد هذا من الرياء؟
|
أساتذتي في إسلام ويب.
أنا طالب في الثانوية, وسأنتقل للدراسة في الجامعة السنة القادمة -إن شاء الله- دراستي جيدة, ومعدلي جيد -والحمد لله-.
مشكلتي: أنني غالباً ما أتعب من الدراسة، وأمنِّي نفسي بأنني في يوم من الأيام سأصبح رجلاً محترماً بين الناس و.. و.. و.., أي أنني أتخيل نفسي رجلا ذا وظيفة مرموقة, وعيشة رائعة بين الناس، وأحيانا ما أنجرف وراء الأحلام, وأتخيل القصص والمغامرات التي تحدث معي في وظيفتي وأمام الناس, وأستمتع بهذا.
أريد أن أعرف مدى إيجابية وسلبية ما أفعله.
هل هذا يعد من الرياء الذي يبطل العمل ويخلد صاحبه في النار؟
لحدديث (من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)
إذا كان هذا من الرياء فكيف أبتعد عنه؟
علماً بأنه قد مضى علي مدة ليست بالقصيرة، وأنا أفعل ما أفعله.
بارك الله فيكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسعدنا معدلك ومستواك الجيد، وهذا يحفزنا للمزيد من التشجيع على مستقبلك الجامعي الباهر -إن شاء الله-، وطالما أنك تتخيل نفسك في أماكن مرموقة، ووظيفة كبيرة، فهذا أدعى للسعي لتحقيق هذا الطموح، وما يسميه البعض (أحلام اليقظة) هي في الحقيقة أفكار إبداعية يمكن توظيفها كمحفز ومنشط نحو تحقيق الأهداف الكبيرة!
هذه هي الناحية الإيجابية التي تمارسها أنت، بدليل احتفاظك بمستواك ومعدلك الجيد حتى الآن، أما ما تعتقد كونه ناحية سلبية من جهة شرعية، حول ما تعتقد بأنه رياء؛ فليس ذلك رياء؛ لأن الرياء هو إظهار عمل الآخرة ابتغاء رؤية الناس له، ومدحه على ذلك، أما ما تسعى إليه أنت من مناصب دنيوية كوظيفة, أو أن تصبح مديرا في جهة ما، فهذه أمور دنيوية بحتة ولا يدخلها الرياء من هذه الناحية، ولو كان قصدك رؤية الناس لك فيها فهذا أمر جائز طالما أنها لا تتعلق بعمل الآخرة، ولكن ننصح بأن تكون نيتك في طلبها أن تخدم بها أمتك ومجتمعك، حتى يكتب لك التوفيق فيها وتؤجر على ذلك.
أما الحديث الذي سردته فهو يؤكد ما قلناه لك فطلب العلم هنا، يقصد به علم الشرع والدين، فمن طلب العلم بنية التعالي على الناس, وإظهار نفسه عليهم بالمغالبة والمناظرة فقد ظلم هذا العلم, وتسبب في تشويه الدين فكان ذلك جزاؤه، ولست أنت من هذا النوع.
نسأل الله أن يوفقك ويفتح عيك.
لمزيد من الفائدة طالع التالي:
علاج أحلام اليقظة سلوكيا:( 281321 - 273281 - 280938 - 281321).
والله الموفق.
|
قسم الاستشارات
| 2,129,218 |
2011-12-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيف أتخلص من التخيلات العاطفية؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة قد تكون طبيعية، وربما تكون نفسية، وهي التخيلات العاطفية المستمرة، فبعد عودتي للنوم بعد صلاة الفجر لا يمكنني النوم بأي حال من الأحوال، فأتخيل أن بقربي زوجة افتراضية وأقوم بضمها وتقبيلها، واعذروني على الصراحة.
علماً أني أبلغ من العمر 25 عاما، وغير متزوج، وهذه الحالة تجعلني متعبا، وربما منهكا دائما من الناحية العقلية، وتؤثر على نشاطي في أداء عملي، فدائما أنهض من الفراش صباحاً متعبا، على عكس الحالة التي أكون فيها قد مارست العادة السرية ليلا، فأستيقظ حينها نشيطاً مرحا، فهل تكون العادة السرية (رب ضارة نافعة)؟
كما تعلمون، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصوم في حالة عدم القدرة على الزواج، وبما أني من ذوي البنية النحيفة التي تفقد الوزن بسرعة كبيرة أجد الصوم ذا تأثير سلبي علي الحالة الجسدية والنفسية على حد سواء، فبماذا تنصحوني؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن هذه التهيؤات والتخيلات التي تأتيك، وهي أنك تفترض زوجة بالقرب منك وتقوم بضمها وتقبيلها، هذه الظاهرة ليست نادرة، وهي تحدث لكثير من الناس ومن الشباب في فترات معينة من العمر، وهي تكون عابرة حقيقة، فسّرها البعض بأنها أمنيات لم تتحقق، وفسرها البعض بأنه نوع من الخيال المسترسل الطبيعي، فهي تعتبر ظاهرة لا أقول إنها طبيعية لكنها مفسرة، وأعتقد أن تجاهلها وأن لا تكون وسواسيًا حولها هذا هو أحد أساليب العلاج.
من المهم جدًّا أن يتم التحكم في الخيالات المفرطة، وذلك بتحقيرها، والإنسان لا بد أن يدير خيالاته، وحتى بالنسبة للشهوات، فالشهوات هي أمر غريزي وأمر طبيعي، وليس هناك من ينكر هذا الكلام، لكن الفروقات تأتي في كيفية إدارة الشهوات، الشهوات يجب أن تدار وذلك من خلال الضوابط التي يضعها الإنسان على نفسه.
ما ذكرته حول ممارستك للعادة السرية وأنك تكون مرحًا بعد أن تمارسها في أثناء الليل: لا أعتقد أن هذا الأمر دقيق، أو لا أرى حقيقة علاقة زمنية فيما بين ممارسة العادة السرية وبين النشاط الذي يعتريك، أعتقد أنك تهيئ نفسك لأن تكون نشطًا، وتعتقد أنك سوف تكون نشطًا بعد ممارسة العادة السرية، وكذلك حدث لك نوع من التواؤم الوسواسي في أنك سوف تكون متعبًا ومنهكًا في فترة الصباح.
الأمر الطبيعي هو الطبيعي أخي الكريم، والشيء الغير طبيعي غير طبيعي ولا شك في ذلك، فالعادة السرية لا يمكن أن تكون رُبَّ ضارة نافعة، فهي ضارة وضارة وضارة.
بالنسبة لموضوع الصوم: أنا لا أعتقد أن الصوم يُخل بصحة الإنسان الجسدية، فهذا الكلام ليس صحيحًا، وهذا منافٍ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ولو لم يكن كذلك لما شرعه الله لنا، وقد قيل (صوموا تصحوا)، الصوم فيه الكفاية الذاتية والكفاية الغذائية للإنسان، فقط إذا التزم الإنسان تناول السحور في وقته والإفطار في وقته وحافظ على النظام الغذائي المتوازن لا أعتقد أنه توجد أي إشكالية في ذلك.
أخي الكريم: أنت يمكنك أن تُقدم على الزواج، فليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الزواج، أنت في سن الزواج، وأرجو أن لا تنجر وراء بعض العادات والتقاليد وبعض النظم التي أقرها المجتمع –وهي خاطئة جدًّا – فيما يخص الاستعداد للزواج، فابحث عن ذات الدين والخلق، وسوف تجدها إن شاء الله تعالى.
الحلول الجزئية ليست مفيدة ما دامت الحلول الرئيسية والأصلية موجودة، فأعتقد أن الزواج هو الحل لك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) والباءة هي القدرة المالية والقدرة الجسدية، والزواج استقرار لك وسكن، حتى التخيلات والتهيؤات التي تأتيك في الصباح وكذلك موضوع العادة السرية وموضوع الصوم، هذه المشاغل كلها تُحل حلاً جذريًا من خلال الزواج، وأنت الحمد لله تعالى لديك مهنة فليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الزواج، بل لعلك إن قصرت في ذلك تكون آثمًا؛ لأن الزواج يحصن الفرج وهو أرجى لتقوى الله تعالى، وإن كنت تخشى الفقر فالزواج هو باب من أبواب سعة الرزق.
ولمزيد الفائدة راجع هذه الروابط عن:
أضرار هذه العادة السيئة: (3858 – 24284 – 24312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي لها: (469- 261023 - 24312)
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,128,546 |
2011-12-07
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تراودني أفكار بعيدة عن الواقع وأشعر بالخوف والاضطهاد والرغبة في الانتقام!
|
أنا فتاة في السابع عشر من عمري، أعاني من أفكار عديدة تحيط بي دائما، وهي أفكار بعيدة عن الواقع فمثلا أشعر بالاضطهاد من أقل الأشياء، ومن كل الأشخاص فأشعر دائما أني مختلفة عن كل الناس حولي لا أعرف السبب؟ ولكن أشعر دائما بالاختلاف والاضطهاد والرغبة في الانتقام تسيطر على دائما، فأنا أشعر أنه لا بد أن يأتي اليوم الذي تكون لي القوة والسلطة التي تمكنني من الانتقام من كل من شعرت أنه يكرهني ويسيء معاملتي، ودائما أدعو الله عليهم بالشر، ثم أستغفره على النية السيئة التي لا أستطيع التخلص منها.
أيضا أشعر بالخوف عندما يكون لدي رغبة في الكلام مع من حولي أشعر بالخوف من التحدث خشية أن لا يهتم من أمامي، فأنا كثيرا أتعرض لهذا الموقف أنني أوجه الحديث لشخص لا يهتم بما أقوله، ولا يسمعني أصلا فبمجرد أن أبدأ الحديث يتحدث ويغير الموضوع ويقاطعني فهذا الأمر لا يغضبني فقط بل يجعلني أرغب في الانتقام من هذا الشخص، وانتقامي هو أن أهينه، وأقول له ما يضايقه ويغضبه مثل ما فعل معي، ولكني أيضا أشعر بالندم على هذا الشعور السيئ وأستغفر الله دائما على سوء النية.
ومشكلة أخرى أنني أعاني من أحلام يقظة، وخيال واسع، وأرسم عالما آخر يحيط بي، وشخصيات خيالية، أعيش معها أياما طويلة، ولا أستطيع العيش دون هذا الخيال، فأنا دائما أتخيل نفسي شخصا آخر غيري، وأعيش حياتي اليومية، وأعيش أدق التفاصيل وأنا أتخيل نفسي هذا الشخص، وعادة يتغير الشخص الذي أرسمه في خيالي، وأتقمصه إلى شخص آخر، ولكنه يشارك الشخص الأول في أشياء معينة مثل الحاجة الشديدة إلى حنان الأم والأب.
بالنسبة إلى حنان الأبوين الدائم الذي لا ينقطع هو الذي يجعلني أستمر في حياتي التي لا أجد لها قيمة أو فائدة على الرغم من أن أبي وأمي لا يعطياني القدر الذي أحتاجه من الحنان، وأيضا لا يقسوان عليّ، وعادة الشخص الذي أرسمه في خيالي وأعيش به حياة كاملة دائما يكون ذكرا شابا أو طفلا صغيرا لأني أرى نفسي أميل للذكور، وأفضل أن أكون ذكرا، وأكره أن أعيش كأنثى.
ربما لو وجدت عوامل تساعدني على تقبل نفسي كأنثى سوف أتعايش طبيعيا، ولكني أشعر وأنا وسط أهلي أنني لا يمكن أن أتخيل نفسي أنثى، وأكره كل من يعاملني كأنثى فأنا أريد أن أقول لهم أنا لست أنثى أنا متأكدة أني ولدت ذكرا، ولكني لا أجد دليلا على كلامي، فأنا جسديا أنثى مكتملة لا أعاني أي مشاكل في تحديد جنسي، فالمشكلة نفسية، ولا أستطيع أن أصارح أحدا بما يدور في خيالي وتفكيري فأنا أضع الحدود والحواجز الكثيرة على هذه الأشياء لدرجة أنه لا أحد يشعر أنها موجودة حتى أقرب الناس لي، وهذا جعلني أنفر ممن حولي كالأصدقاء، وأنعزل دائما عن الناس رغم أنني أخاف كثيرا من الوحدة.
أنا متأكدة أن هذه الأفكار ليست طبيعية فربما أني مريضة نفسية فأنا لا أعرف، وأرجو إفادتي!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
رسالتك واضحة بذاتها، وأنا لا أرى أنك مريضة نفسياً؛ لأن المرض النفسي له اشتراطه ومعياره وأسسه التي يشخص من خلالها، لكنك تعانين من ظاهرة نفسية، هذا بالطبع أقل درجة من المرض الذي تعانين منه مرتبط بالشخيصة، وكذلك بالمرحلة العمرية التي تمرين بها، وهي مرحلة التغيرات النفسية والجسدية والفسيولوجية الهرمونية، وكثيرا ما تتقاذف الإنسان أفكار وأحلام اليقظة، وهذه الأفكار تكون مسترسلة ونمطية وفي بعض الأحيان تحمل الطابع الوسواسي كما هو في حالتك.
أنا لست منزعجا كثيراً فهذه المراحل هي مراحل عابرة في حياة الناس، كل المطلوب هو أن يصرف الانتباه عنها، وذلك من خلال أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تحسني معاملة الآخرين، وأن تكون لك صحبة من الفتيات الصالحات والطيبات حيث يتولد عندك الإحساس بالود والاحترام والإحسان والتعاون مع الآخرين، ويجب أن نركز دائماً أن النموذج الطيب في الحياة مطلوب، والإنسان يتعلم من خلال النماذج التي أمامه، ومن خلال ذلك يمكن أن يبنى فكرًا وسلوكاً جديداً ومخالفاً لما تطبع عليه الإنسان.
الأفكار التي تأتيك حول ميول الهوية الجنسية هي أفكار من وجهة نظري وسواسية أيضاً، ولا أعتقد أنه لديك مشكلة رئيسية في الهوية الجنسية، ولكن مثل هذا النوع من الفكر يجب أن تقفي ضده بحسم وعزم وجدية، وتقولي لنفسك هذا فكر سخيف سوف أقهره حتى لا تتطور الأمور أكثر من ذلك.
وعليك أن تكوني أكثر حرصاً لبعض التطبيقات العملية فيما يخص بما نسميه الجندرية الأنثوية، أي أن تعيشي حياة الإناث، وتعيشيها بشيء من الإسراف والتشدد خاصة فيما يخص اللبس طريقة الكلام، الأعمال، مثل الأعمال المنزلية واليدوية ونوعية الثقافة والاطلاعات هذا يساعدك في توجيه هويتك الجنسية بصورة أفضل، واعلمي أن هذا الأمر مذموم قبيح وهو أمر اضطراب الهوية الجنسية، وتصوري نفسك أنك تزوجت في المستقبل إن شاء الله برجل صالح ووجدت عنده كل الاحترام والتقدير والمودة، حولي فكرك الوسواسي هذا والقلقي إلى فكر إيجابي من خلال صرف الانتباه عن ما هو محبط ووسواسي، ابذلي جهدا أكثر في تنظيم الوقت وهذا يفيدك كثيراً، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وهنالك تمارين الاسترخاء التي نعتبرها شيئا أساسياً لتعديل السلوك خاصة في مثل حالتك، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، وذلك من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت أو إذا سمحت لك الظروف لمقابلة أخصائية نفسية، فسوف تقوم بتدريبك على هذه التمارين.
فكري في المستقبل بإيجابية وجدية، الدراسة مهمة جداً، اقتناء العلم مطلوب، وعليك بالدين والصلاة في وقتها ومرافقة الصالحات والطيبات من الفتيات كما ذكرنا لك، بر الوالدين وهذا مهم جداً، ويساعد الإنسان أن يحس بالسعادة والرضى، وأرجو أن لا تصنفي الناس أخيارا وأشرارا، هذا التصنيف خاطئ، هذا التصنيف يجعلك في احتكاكات وتصادمات نفسية داخلية، أحسني الظن بالناس، ومن تخافين شره اسألي الله تعالى أن يصرفه عنك، وأن يحفظك من شروره.
بارك الله فيك وجزاك خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,127,468 |
2011-11-24
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيف أكتم غيظي عندما أكون عصبية ويكثر علي الضغط؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سعيدا جدا بالتواصل معكم، وأحمد الله على هذه النعمة أن يسر لنا العلم، والاستشارات في بيوتنا.
أنا بطبيعتي هادئة كتومة إلي حد ما، فلا أعبر عن مشاعري وحتي إن جرحني أحد أكتمها، ولا أحدث به أحد مخافة أن أغتاب ذلك الشخص، ولا أواجه إن كان من أحد والدي أخاف أن أعقهما، لكن إن تعرضت إلي مشكلة مع إخوتي أو في الخارج وظلمني أحد أكتم في البداية، لكن إن زاد الضغط علي أصبح عصبية فجأة, وقد أصرخ أحيانا، حتى يتفأجأ كل من في البيت من حالتي.
حيث أنهم تعودوا علي أني تلك البنت المطيعة جدا, أنا أعاني من ممارسة أحلام اليقظة إن تعرضت لي أي مشكلة ,فالآن أحس من عدم الاتزان في تصرفاتي (عصبية).
أيضا أنا لا أحب الكلام كثيرا، وهدا يزعج أمي لأنها تحبني أن أتكلم معها، فأنا (أخاف إن تكلمت علي الناس أن أغتاب أحد)، وهي تطرح أسئلة كثيرة،مع العلم أني أدرس برمجة وهذا يتطلب مني الجلوس المطول أمام الكمبيوتر، فتجلس أمي أمامي خاصة إن لم يكن هنالك أحدا في البيت، وتبدأ في الحديث، وتسألني عن كل شيء، أحيانا لا أرد عليها لأني لا أستطيع الكلام معها، والدراسة في أن واحد هل بهذا أكون قد عققتها؟ ماذا أفعل؟
جزاكم الله خير الجزاء.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رونق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأولاً أشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وأقول لك جزاك الله خيرًا على حسن أدبك وذوقك وبرك لوالديك وإلمامك التام بجسامة وضخامة وسوء الغيبة والنميمة.
الذي يحدث في حالتك أنك حساسة، وكما ذكرت لك أنك ذوقية جدًّا، وهذا شيء يُحمد، لكن الحساسية الشديدة، وكذلك الكتمان خوفًا من أن لا تحرجي الآخرين أو يكون هذا نوعا من الغيبة، هذا يؤدي إلى احتقانات نفسية، والاحتقانات النفسية حين تتكاثر على الإنسان تؤدي إلى انفجارات نفسية، هذه الانفجارات - إذا جاز التعبير - تظهر في شكل انفعال عصبي زائد يُخرج الإنسان عن النطاق السوي والسليم فيما يخص التواصل الاجتماعي، كما أن الإنسان الكتوم غالبًا يكون غضوبًا في بعض الأحيان، وتعرفين أن الغضب له ارتداداته ونتائجه السلبية جدًّا.
الذي أرجوه منك هو أن تعبري عن ذاتك في حدود الذوق والأدب والانضباط الشرعي، ومن الواضح أنك تراعين ذلك كثيرًا.
لا تحتقني، لا تكتمي كل شيء، هذا ليس أمرًا جيدًا. وكذلك تدربي على ما نسميه بتمارين الاسترخاء، هي تمارين فاعلة وجيدة جدًّا، يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت للتدرب عليها.
أيضًا أريدك أن تلتزمي بالعلاج النبوي في إدارة الغضب، الغضب يأتي للإنسان وهذه غريزة موجودة لدى كل البشر، وأنا لا أعتقد أن الغضب في حد ذاته مشكلة، لكنّ الإشكالية تأتي من كيفية إدارتنا لغضبنا، ومتى ما اتبعنا ما ورد في السنة المطهرة من استغفار، وأن نطفأ نار الغضب بالوضوء، وأن يغير الإنسان مكانه ووضعه، وأن يتفل ثلاثًا على شقه الأيسر، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، هذه الرزمة العلاجية الكاملة تعدل سلوك الإنسان بصورة واضحة جدًّا، فكوني حريصة على ذلك.
بالنسبة لموضوع والدتك وأنها تحب دائمًا أن تتقرب إليك، وتسألك أسئلة كثيرة ومفصلة: لا تنزعجي لهذا الأمر، لا شك أن هذا من شفقتها عليك، ومحاولتها أن تعرف كل شيء عنك، وفي ذات الوقت ربما تجد السلوى والمتعة حين تتحدث إليك.
لا أعتقد أن هنالك أي نوع من العقوق إذا ذكرت لوالدتك أنك في الوقت الحاضر تريدين أن تنصرفي إلى الدراسة، والتركيز على عملك في الكمبيوتر، ومن ثم بعد ذلك يمكن أن تكون لك جلسة معها.
لا أعتقد أن في هذا أي نوع من الخلل أو العقوق، لكن سوف يقوم أحد المشايخ بإفادتك في ذلك.
بالنسبة لأحلام اليقظة: أحلام اليقظة هي متنفس، هي محبس نفسي مهم للناس خاصة للذين يميلون للكتمان كما هو في مثل حالتك، فأحلام اليقظة ليست كلها سيئة، لكن إذا كانت متسلطة وبإسراف لا شك أنها تسبب القلق، لذا نحن نقول: من تأتيه أحلام يقظة كثيرة يجب أن يركز على موضوع واحد في هذه الأحلام، ويتدارسه مع نفسه، وينظر إن كان بالإمكان أن يحقق من خلاله أهدافٍ معينة، وكثير من الذين نجحوا في حياتهم من الكتّاب والمخترعين وغيرهم كانت تنتابهم أحلام يقظة شديدة جدًّا في فترة اليفاعة والشباب، فهي ليست كلها سيئة.
كما أن تمارين الاسترخاء التي أشرنا إليها تقلل منها كثيرًا، وأن شغل الإنسان نفسه بأشياء تطبيقية، وعملية يدير من خلالها وقته بصورة جيدة، هذا أيضًا يصرف هذه الأحلام عن الإنسان أو على الأقل تكون وظّفت التوظيف الصحيح والإيجابي.
أريدك أن تنظري للأمور عامة بصورة إيجابية. لا أعتقد أنك تعانين من مشكلة أساسية، فقط الأمر يتطلب منك أن توازني ما بين التعبير عن الذات، وتجنب الاحتقان النفسي، وأن تتواصلي مع والدتك بصورة موفقة ومتوازنة أيضًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم الأخصائي النفسي/ تليها إجابة المستشار الشرعي أحمد الفودعي لمزيد فائدة:
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يزيدك توفيقًا، وأن يحللك بأجمل الأخلاق، ووصيتنا لك العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لمن طلب منه الوصية، قال له: (لا تغضب) أي لا تتعاطى الأسباب التي تؤدي بك إلى الغضب، وإذا غضبت لا تسمح للغضب بأن يملي عليك من التصرفات القولية أو الفعلية ما تندم لسببه بعد ذلك.
وأما عن برك لوالدتك، فإن البر بالوالدة واجب، فيجب عليك أن تتحري رضاها بقدر استطاعتك، ولا يجوز لك أن تمتنعي عن الكلام حين تتحدث معك أمك، وبإمكانك أيتها الكريمة أن تصارحي والدتك أنك بجاحة إلى وقت لمذاكرة دروسك، ونحو ذلك، وظننا أن الأم ستتفهم هذا، ولن تغضب إذا طلبت منها مكانا منفصلا لمذاكرة الدروس.
وأما مشاركتها في الغيبة إذا وقعت في الغيبة فإنه لا يجوز، وينبغي لك أن تتلطفي بها برفق ولين وتنصيحها وتذكريها بحرمة الغيبة وعاقبتها الوخيمة، فإذا لم تكف عنها فلا إثم عليك أنت، ولكن لا تشاركيها في ذلك.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
|
د. أحمد سعيد الفودعي
| 2,126,582 |
2011-11-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعاني من أحلام اليقظة....ما نصيحتكم؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
عمري 16عاماً، وأعاني من أحلام اليقظة, وأتخيل أشخاصا غير موجودين بكثرة، لدرجة أنني أفصل النوم لكي أشرد في خيالي، وفي أغلب الأحيان أفيق من نومي، لكي أستكمل خيالي، أرسم فارس أحلامي .
الشيء الذي لا أفتقده في حياتي حنان أبي مثل كل الآباء لأبنائهم، أتخيل أن أبي هو كل شيء وهكذا، وكذلك في المدرسة أعاني من ذلك في الحصص، خصوصاً حصص الانجليزي أذهب في خيالي مما أدى إلى الانفعال الزائد والعصبية، والتلفظ بألفاظ سيئة أثناء عصبيتي مع الناس، وأرى أني سيء التعامل مع الناس، وفي أوقات مذاكرتي لا أستطيع لكثرة أحلام اليقظة، وأعاني من سوء الحفظ والفهم.
هل من علاج؟ أرجو منكم مساعدتي في هذا الأمر.
وشكراً لكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جومانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن هنالك مراحل في حياة الإنسان تزداد لديه الانفعالات النفسية، ويعرف أن المرحلة التي أنت فيها الآن -وهي عمر الستة عشر سنة- هي مرحلة تغيرات نفسية, وبيولوجية، ووجدانية, وفسيولوجية، وكذلك اجتماعية.
الفكر المتدفق, والخيالات المتداخلة هي أمر طبيعي جدًّا في هذه المرحلة، ما لا يستطيع الإنسان أن يعبر عنه قد يظهر لديه في شكل أفكار، أو ما يود أن يحصل عليه مستقبلاً ويتمناه قد يظهر في شكل ما يسمى بأحلام اليقظة.
إذن المرحلة التي تمرين بها هي مرحلة طبيعية جدًّا، لكن هذه الأحلام قد تسيطر أحيانًا على الإنسان, وترفع لديه درجة القلق، مما يؤدي إلى شرود الذهن, وضعف التركيز، وهنا يجب أن تكون هنالك تدخلات معينة من جانب الشخص، فأنا أنصحك أولاً أن تفهمي أن هذه المرحلة مرحلة مؤقتة وعابرة، ولذا يجب أن تقللي اهتمامك بها.
ثانيًا: حاولي أن تركزي على فكرة واحدة، هذه الفكرة يجب أن تكون واقعية بعض الشيء، وقولي لنفسك: (لن أفكر أبدًا في الأفكار الأخرى، وجوهر تفكيري سوف يكون حول هذا الموضوع) مثلاً تخيلي نفسك أنك أستاذة جامعية، هذا لا بأس به أبدًا.
أستاذة جامعية هذا يعني أن تكوني مجتهدة من الآن في دراستك، أن تكوني منظمة لوقتك، أن تتيحي لنفسك السبل التي تجعلك تكتسبين المعارف التي تتطلبها مرحلة الأستاذية, هذا تفكير جيد، تفكير معقول، ويمكن أن يلامس الواقع، والتخيل هذا في حد ذاته سوف يساعدك لأن تكوني أكثر استعدادًا ورغبة وقوة في الإرادة, من أجل الإنجاز الإيجابي، هذه واحدة.
ثانيًا: تمارين الاسترخاء تفيد كثيرًا في تذويب القلق بصفة عامة, وحصر أحلام اليقظة، استلقي على السرير في غرفة هادئة تكون إضاءتها خافتة، ضعي شريطا أو CD القرآن الكريم، استمعي إليه, واجعلي الصوت خافتًا، ثم أغمضي عينيك، وتدبري فيما تستمعين إليه من آيات بينات، ثم قومي بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء - هذا هو الشهيق - بعد ذلك أمسكيه في صدرك لمدة ثانيتين أو ثلاث لتعطي فرصة للأكسجين لينتشر في الجسم، بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.
هذا التمرين يكرر أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح, ومرة في المساء، هذا التمرين ذو فائدة كبيرة جدًّا.
نصيحتي الثالثة هي: أن تطبقي أي تمارين رياضة تناسب الفتاة المسلمة.
رابعًا: نظمي وقتك تنظيمًا دقيقًا، وهذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك في الدراسة, وفي الحفظ وفي إنجاز كل ما تريدين الوصول إليه، وذلك من خلال التنظيم الحسن للوقت.
لا أرى أنك في حاجة أبدًا لأي علاج دوائي.
لمزيد الفائدة تراجع علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938) وعلاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,126,200 |
2011-11-13
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة أثرت على مستواي الدراسي والاجتماعي..فما توجيهكم؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي 22 سنة من فلسطين، بدأت مشكلتي عندما كنت في المدرسة (15سنة) حيث بدأت أعاني من أحلام اليقظة وذلك للهروب من الواقع (مشاكلي مع الطلبة الآخرين) ومع ذلك كنت الأول على صفي.
طبيعة أحلام اليقظة كانت مجرد أفكار تأتيني كثيرا في المدرسة والبيت والشارع، وتؤدي بي إلى سوء التركيز، فكنت أذهب بأفكاري إلى البطولات الوهمية.
استمرت مشكلتي حتى الآن، أنا حاليا في الجامعة وبدأت ألاحظ أن هذه الأحلام أصبحت مصحوبة بالضحك أحيانا وبحركات اليد لمدة تصل إلى ساعات حيث أشعر من خلالها بالراحة النفسية وبالهروب من الواقع.
حتى في ليلة الامتحان وقبل الامتحان بدقائق تأتيني هذه الأحلام، ففي أحد الامتحانات لم أنم الليل ولو لدقيقة! حيث أردت أن أدرس، لكن لم أستطع الخروج منها -أحلام اليقظة- مما انعكس بشكل كبير على أدائي الدراسي.
كما أنه في بعض الامتحانات التي يكون لها عدة أيام للدراسة أشعر بالخوف الغير مبرر، ولا أدرس إلا لفترات قصيرة ومتقطعة تتخللها أحلام اليقظة.
هذه الأحلام يصاحبها نشاط زائد، حيث تنشط بالمشي بشكل كبير وتقل بالجلوس. كما أنها تأتيني أثناء المحاضرات، علما أنني أجلس بالصفوف الأمامية.
كما بدأت ألاحظ مؤخرا نسيان بعض الأشخاص الذين أتعامل معهم كثيرا، وضعف في الذاكرة، وقلق أثناء التحدث مع الآخرين فلا أجد الكلمات المناسبة، وخوف وعدم ثقة من الإجابة عن سؤال أمام الطلبة مع أنه سهل جدا، مثلا: عندما أسأل عن اسمي.
مضمون هذه الأحلام: بطولات خيالية كأن أمتلك قوى سحرية (كما في برامج الأطفال)، أو شخصية قوية في التكلم بطلاقة واللياقة البدنية، كما تتضمن التفكير بكل المواقف: كيف أمشي وكيف أركب السيارة؟! وكأن من حولي يرصدون تحركاتي؟
مشكلتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم أكثر، لدرجة أنني لا أعلم لحظة إلا وأحلام اليقظة تراودني .
أرجو أن تسامحونني على الإطالة، وأرجو من حضرتكم التكرم علي بالجواب الشافي والكامل، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وشكرا لكم .
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن أحلام اليقظة هي أمر طبيعي وعادي جدًّا لدى معظم الشباب، لكنها في بعض الأحيان قد تنجرف من مسارها الطبيعي، وتصبح مزعجة لصاحبها، فقد تتعدد مكوناتها أو تكون غريبة ونمطية، وهنا تأخذ النمط الوسواسي، وهذا هو الذي حدث لك.
إذن نوعية أحلام اليقظة التي تعاني منها والتي ارتبطت ببعض الحركات الجسدية كما تفضلت هي وسواسية الطابع، وهذه قد تضعف التركيز، لأنها قد تزيد من درجة القلق، وهذا هو الذي حدث لك.
أنا أؤكد لك أن هذه المرحلة مرحلة طبيعية جدًّا، وإن شاء الله تعالى هي عابرة وسوف تنتهي تلقائيًا.
عليك أخي الكريم أن تحرك الكوامن الإرادية الداخلية لديك، وذلك بأن تفكر في الفكرة الوسواسية هذه، وفجأة قل لنفسك (قف قف قف) هنا تصرف انتباه نفسك عن الفكر الخيالي وتعود إلى الواقع بإيقافه. خاطب الفكرة مخاطبة مباشرة.
أو مثلاً قم بالضرب على يدك بقوة وشدة؛ فالشعور بالألم حين تكرره وتجعله يتمازج ويختلط بالخيال سوف يضعفه.
هذا نوع من الحيل النفسية البسيطة التي وجد أنها تساعد، وفي ذات الوقت ممارسة تمارين الاسترخاء أيًّا كان نوعها خاصة تمارين التنفس المتدرج تساعد كثيرًا في التحكم في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تحرص على هذه التمارين، وللاطلاع على كيفية تطبيقها أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي تتحدث عن كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
ممارسة الرياضة أيضًا جيدة.
لا تكتم، هذا مهم كذلك، فكثير من أحلام اليقظة والفكر الخيالي المسترسل النمطي الوسواسي يكون ناتجًا من احتقانات داخلية ناتجة من الكتمان، فكن معبرًا عن نفسك، لا تختزن ولا تحتقن داخليًا، كن منفتحًا، تواصل اجتماعيًا، هذا إن شاء الله تعالى يحول كل طاقاتك النفسية هذه إلى طاقات إيجابية.
هنالك دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) وجد أيضًا أنه ذو فائدة جيدة للتخفيف من وطأة هذه الأفكار، ومن أجل تحسين التركيز أيضًا.
جرعة الفافرين المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدًّا، تناولها بمعدل خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل، تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.
ولمزيد الفائدة حول أحلام اليقظة وعلاجها السلوكي يمكنك مراجعة هذه الروابط: 281321 - 273281 - 280938 - 281321
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأرجو أن يكون الجواب الذي ذكرناه لك شافيًا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,125,978 |
2011-11-10
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
التخيل والتفكير لساعات طويلة...هل هو طبيعي؟
|
السلام عليكم.
دائما أعيش مع الخيال, فكثيرا ما أتخيل وأفكر لدرجة قد أصل لساعات, ولكن أفكاري تكون ماذا لو حصل كذا وكذا كيف تكون ردة فعلي، وكيف تكون ردة فعل الآخرين؟ فمثلا أتخيل لو رأيت شخصا ظالما طغى وفسد في الأرض وهو معروف لو رأيته أمامي فماذا سأفعل هل سأقتله أم لا، وإن قتلته أين أذهب ...وهكذا, فمثلا إن أراد شخص إيذائي، فماذا سأفعل، وكيف ستكون ردة فعلي!
كل تخيلاتي وأغلبها تكون في ما هي أو كيف تكون ردة فعلي لو ......, وهكذا.
هل هذه التخيلات تكون طبيعية تأتي لكل إنسان, أم يوجد خلل في شخصيتي لذلك تحدث لي هذا التخيلات؟
وجزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التخيلات والاسترسال فيها، وحديث النفس والتحليلات للأفكار التي قد تصل لدرجة أحلام اليقظة، موجودة لدى كثير من الناس، وهي تتفاوت في درجة شدتها، والبعض يأخذها كشيء عابر، أما بعض الناس فتسبب له الكثير من المشاغل.
الوصف الذي ورد في رسالتك يوضح أن التفكير الذي لديك يحمل الجانب التحليلي ولا يخلو من افتراضات وسواسية.
أنت تبني على فكرة ومن ثم تقولي لو حصل كذا وكذا فماذا سيكون رد فعلي، وتبني على هذا وتسترسلي في الخيال، هذا نوع من التفكير الوسواسي البسيط، ولا نعتبره حالة مرضية، لكن حاولي أن توقفي هذه الأفكار بأن تقنعي نفسك بأنه (لا لزوم لها، وأنها لا تخلو من شيء من السخف فلماذا أنجر وراءها، هنالك ما هو أفيد وأفضل وأحسن أن أقضي فيه وقتي وتفكيري).
هذه الطريقة طريقة جيدة لحجر هذا الفكر التخيلي ذي الطابع الوسواسي.
وهنالك بعض التدريبات في مثل هذه الحالات فمثلاً إذا استحوذت الفكرة على الإنسان عليها أن يستبدلها بفكرة أخرى، فمثلاً فيما قلته إذا رأيت شخصًا أمامي فماذا سأفعل: هل سأقتله أم لا، وإن قتلته أين أذهب؟ وهكذا.. هنالك فرضية أخرى وهو أن هذا الشخص الذي أمامك يمكن أن لا تقومي بأي شيء حياله، تتجنبيه هنا فقط وهذا يكفي، تسلمي عليه أو لا تسلمي عليه، هذا يكفي، ليس من الضروري أن تكون الفكرة الافتراضية دائمًا متدققة ومتسلسلة وتشاؤمية في ذات الوقت. استبدليها بفكرة أخرى، أو حقريها وارفضيها وتجاهليها، هذه هي أيضًا وسائل من وسائل العلاج الجيدة.
إذن ما يأتيك من تخيلات نستطيع أن نقول أنها ظاهرة شبه طبيعية، وهي إن شاء الله مرحلية ووقتية وعابرة، ولا يوجد أي خلل في شخصيتك، أود أن أؤكد لك هذا تمامًا.
استثمري وقتك بصورة أفضل، وانخرطي في أفعال وأعمال تشغلك لتقللي من هذا الفكر التخيلي، وحاولي أن تقرئي كتباً معرفية مفيدة، وإن شئت أن تكتبي أيضًا فقد يكون هذا مخرجًا ومتنفسًا جيدًا للحد من الخيال الواهي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,125,954 |
2011-11-10
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
يصيبني اكتئاب وعضب عندما أتذكر أشخاصا أكرههم وأتخيل أني في شجار معهم
|
لماذا أشعر باكتئاب أو غضب عندما أتذكر أشخاصا أكرههم، وأتخيل أني في شجار معهم حتى أفقد أعصابي، وتسبب لي الإحراج، والمشاكل تزداد خاصة بعد وفاة والدي -رحمه الله- منذ ثلاثة أسابيع، وأحيانا أنسى أنه توفي.
لماذا تأتيني خيالات كثيرة لا أتحكم فيها، أحلم بحياة مختلفة تماما، وأحلم أحلاما مخيفة، وسوف تنتهي، وأتخيل أشياء مستحيلة.
أرجو الإفادة، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيظهر أنك حساس في شخصيتك، وشخصيتك أيضًا تحمل سمات القلق، وهذا هو الذي يجعلك عرضة لنوبات الغضب والانفعال السلبي حين تجتر بعض الذكريات السلبية خاصة حول بعض الأشخاص.
وفاة والدك لا شك أنه حدث كبير، نسأل الله تعالى أن يرحمه، وأقصد أنه حدث كبير في المفهوم النفسي، فحزن الأبناء بعد وفاة الآباء معروف ومثبت، معظم يتخطى هذه المرحلة بسلام وأمان شديد، وقلة قد يعاودهم الاكتئاب أو يلازمهم الكدر لفترات طويلة.
نسيانك أن والدك قد توفي في بعض الأحيان؟
الإنسان ينسى، وما سمي الإنسان إنسانًا إلا لنسيانه، والنسيان يعتبر نعمة، كما أن زيادة القلق تُفقد الإنسان التركيز في بعض الأحيان.
الخيالات التي تأتيك هي نتاج لحالة القلق التي تعيش فيها، وهذه قد يسميها البعض بأحلام اليقظة، وهي تكثر في مثل عمرك، وفي حالات وجود القلق، لكن أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، وهنالك اعتقاد بين الباحثين بأن وجود شيء من أحلام اليقظة يعتبر مفيدًا وإيجابيًا، لأن الإنسان يستطيع أن يبني فكره على ما يتخيله في بعض الأحيان، وكثير من الكتّاب والباحثين كانت تأتيهم خيالات وأحلام يقظة، وقد استفادوا منها ليصبحوا كتّابًا ومؤلفين.
الذي أرجوه منك هو أن لا تكون حساسًا، عبّر عن نفسك، لا تكتم، فالكتمان يؤدي إلى انفعالات نفسية سلبية.
ثانيًا: يجب أن تتدرب على إدارة الغضب؛ وذلك من خلال تطبيق العلاج النبوي، فحين تغضب عليك بأن تستغفر الله تعالى، وأن تغيّر مكانك، وأن تستعذ بالله من الشيطان الريجيم، وأن تغير وضعك، فإذا كنت جالسًا فقم، وإذا كنت واقفًا فاجلس، ثم بعد ذلك اتفل على يسار شقك الأيسر، وذلك لصرف الانتباه، ويا حبذا أيضًا لو توضأت؛ لأن الوضوء يطفئ نار الغضب، وإذا صليت ركعتين تكون قد أكملت علاج إدارة الغضب بصورة ممتازة جدًّا.
من يطبقون هذا العلاج السلوكي الجميل تجدهم لا يحتاجون لتكراره كثيرًا؛ لأن مجرد تذكره حين تأتيهم إشارات الغضب الأولى هذا يجهض نوبة الغضب.
ممارسة الرياضة مطلوبة جدًّا في حالتك، وسوف تفيدك كثيرًا، تطبيق تمارين الاسترخاء دائمًا ننصح بها في حالة الانفعالات السلبية، لأن الاسترخاء يجلب الطمأنينة، والطمأنينة عكس الانفعال.
للتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
في مثل حالتك تناول دواء بسيط مثل عقار تفرانيل، والذي يعرف علميًا باسم «إمبرامين» وهو متوفر في مصر، ولا يحتاج لوصفة طبية، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنصحك بصفة عامة أن توجه طاقاتك نحو الدراسة، وأن تنظم وقتك وتديره بصورة صحيحة، وكما ذكرت لك فإن الرياضة وسيلة لتقوية النفوس والأجساد، فكن حريصًا على ذلك.
حاول أن تتعلم التسامح، فالتسامح نعمة كبيرة جدًّا، وكن مع الأخيار وابن علاقات طيبة وصدقات نافعة، واحرص على الصلاة في وقتها، واحرص على أذكار النوم، هذا -إن شاء الله- يقضي على الأحلام المخيفة، ولا تتناول طعاما العشاء متأخرًا، وبممارسة الرياضة كما ذكرت لك مسبقًا فسوف يتحسن النوم لديك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,125,690 |
2011-11-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيف أعيش واقعي في ظل أحلام اليقظة؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من بداية المراهقة وأنا أجد متعتي في أحلام اليقظة، وأنا على مشارف الثلاثين، لا تفصلني عنها إلا ثلاث سنوات (27 عمري).
ما زلت أحلم وأمضي الساعات الطوال أبتكر قصصا وأعيش أحلام يقظة، لدي مساحة حرة أمارس فيها جنوني وغضبي، وأحلام تهاوت على أرض الواقع، ما لبثت أن دبت فيها الروح في مخيلتي.
أبتكر قصصا وأخترع شخصيات عالم كامل، بمختلف انفعالاته وشخوصه في خيالي! ولا أجد صعوبة في الخروج من شخصية والدخول في أخرى.
حتى إني أحيانا أكذب على الآخرين وأحكي لهم أمورا لم تحدث، ولا أجد مشقة في اختراعها ويصدقها الجميع، أصبحت متمرسة في الكذب لكن ليس الكذب الذي فيه إضرار بالآخرين، بل أقول لهم مثلا: الجمعية الفلانية كرمتني واتصلت علي تثني على إنجازي، وإن خطبني شخص ولم أقبل أجد متعة رائعة في الخيال لا أجدها في واقعي البائس!
أسبغ الله علي نعما كثيرة حمدا لله، لكن الحزن استوطنني فإن لم أوفق بوظيفة ترضي طموحي وتسكت أزيز أمنياتي.
صاحبة طموح عالي جدا، وهذا هو سبب تعاستي، ما زلت العازبة الوحيدة بين صديقاتي، ولدي مشاكل أسرية معقدة، أشعر بنقص شديد إن كان بسبب تأخر زواجي، أو لاعتقادي أني غير جميلة، اعتزلت الناس وبقيت شهورا طويلة في المنزل لا أخرج.
وحدها أحلام اليقظة تسكن جرعات ألمي، ولو أحصيت عدد الساعات التي أمضيها أبحر في خيالي لتراكمت وتحولت إلى سنوات.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أحلام اليقظة ترتبط بالمراحل العمرية لدى الناس، وهي أمر عادي في مراحل اليفاعة والشباب، هذه الأفكار تتفاوت من شخص إلى آخر، وأود أن أقول لك أن أحلام اليقظة ليست كلها شر، فإن هنالك إيجابيات كثيرة في أحلام اليقظة إذا استطاع الإنسان أن يتحكم فيها، وأن يهذبها وأن يتخير منها ما هو معقول، وأن يطبقه وينزله إلى أرض الواقع.
كثير من الذين أفلحوا ونجحوا وأبدعوا كانت تقودهم أفكار أو أحلام يقظة في أول الأمر، بعد ذلك استطاعوا أن ينجزوا إنجازات عظيمة ومنشودة.
نصيحتي لك أن تتخيري واحدا أو اثنين من هذه الأفكار، وكرري نفس الفكرة كل يوم، حاولي أن تستدعي الفكرة إذا لم تحضرك مباشرة، وبعد ذلك ضعي الآليات التي من خلالها تستطيعين أن تحققي هذه الفكرة حتى ولو جزئيًا. هذا أولاً.
ثانيًا: عليك باللجوء إلى الكتابة، فإن كثيرًا من الذين ألفوا وكتبوا كتابات رائعة كانت أيضًا تساورهم أحلام يقظة في بداياتهم، ومنهم من يضع القلم والورقة بالقرب منه دائمًا ليكتب فكرته، وحين يستيقظ من النوم هذا هو وقت الكتابة، فلماذا لا تلجئين إلى هذا الأسلوب، خاصة وأنك بفضل الله تعالى معبّرة ومجيدة، فأرجو أن توجهي طاقاتك هذا الاتجاه.
ثالثًا: التمارين الرياضية تقلل من القلق، ويقال أن أحلام اليقظة كثيرًا ما تكون مرتبطة بالقلق، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء هو أمر مرغوب فيه، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين فائدة منها.
يمكنك تصفح أحد المواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
رابعًا: يجب أن تحسني إدارة الوقت، يمكن أن تخصصي وقتا معينا، تقولين لنفسك (هذه الساعة سوف تكون لأحلامي اليومية وسوف أتعايش معها، لكن لن أعطيها فرصة أبدًا) وفي نفس الوقت ضعي برامج ونشاطات مختلفة تطبقينها أثناء اليوم. هذه طريقة جيدة وتساعد على صرف الانتباه من أحلام اليقظة.
خامسًا: قراءة القرآن الكريم بتركيز تساعد في إزالة القلق وكذلك الفكر المشوش والمشتت.
سادسًا: لا تصفي نفسك بالفاشلة، ولا تصفي نفسك بالتعيسة، هذا ليس صحيحًا، وهذه أحكام قاسية جدًّا، إذا ألصقتها بنفسك فسوف تجدين من الصعوبة أن تطوري ذاتك وأن تفهمي ذاتك وأن تقبلي ذاتك. راجعي نفسك وسوف تجدين أن لديك إيجابيات كثيرة، حاولي أن تطوريها، وإن شاء الله تعالى تجدي فيها ما يلبي رغباتك.
سابعًا: أرجو أن تلجئي إلى الأنشطة الاجتماعية والثقافية كما ذكرنا. التواصل الاجتماعي فيه خير كثير جدًّا للإنسان.
ثامنًا: سلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وهذا يكفي.
تاسعًا: ربما يكون من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، والبعض يعتقد أن أحلام اليقظة المفرطة ربما تكون مرتبطة بشيء من الوساوس البسيطة، لذا أرى أن عقار فافرين والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكمسين) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر سيكون دواءً مناسبًا ليساعدك في هذه الحالة.
يراجع علاج أحلام اليقظة سلوكيا: 281321.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,124,232 |
2011-10-16
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الاكتئاب والشعور بالخمول والفتور وعلاقته بأحلام اليقظة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على موقعكم الكريم.
سؤالي إن أمكن لسعادة الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله مع الشكر والامتنان:
سعادة الدكتور الفاضل الكريم محمد عبد العليم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على كتاباتكم وردودكم الجميلة.
أنا أب لأربعة أبناء أكبرهم عمره 7 سنوات، أدرس الدراسات العليا في اليابان، وأواجه مشكلتين:
المشكلة الأولى: بعض العصبية بسبب إزعاج الأبناء، والتي تجعلني أصرخ عليهم طوال اليوم.
المشكلة الثانية: المكوث في البيت، وعدم الذهاب للجامعة للدراسة اليومية، وعدم الاستعداد الكافي لكتابة الرسالة, فقط أجمع المراجع دون قراءتها، وأعلق ذلك على شماعة زوجتي، وأقول إنها هي السبب، فكلما أخرج خارج البيت وأعود أجد زوجتي عصبية، مع العلم أنه نادرا ما أخرج سواء للنزهة أو للدراسة، وهي معذورة لأنها تدير شؤون المنزل وأربعة أبناء.
عندما صارحت زوجتي أني أضطر للبقاء في المنزل، ولا أذهب للجامعة بسبب عصبيتها عند عودتي من خارج المنزل، ومشاركتي لها في تربية الأبناء ترد وتقول بأني كسول، وأحب النوم، ولا أريد الخروج من المنزل للدراسة.
سعادة الدكتور: لقد تعلمت من كتاباتكم الكثير، وأن الدعاء إلى الله وتنظيم الوقت، وإعطاء وقت للدراسة، ووقت للراحة والأقارب والأصدقاء والرياضة البدنية، والعمل الخيري، والصحبة الصالحة، هو الحل المثالي، وأن الأدوية عامل مساعد.
وبدأت أستوعب أن المشكلة مني أكثر، وهي كسل، وعدم وجود الهمة بسبب أحلام اليقظة.
ومن قراءاتي لكتاباتكم والأدوية التي تنصحون بها، رأيت أنه قد يكون من المناسب أن آخذ جرعة بسيطة من البروزاك 20 غرام حبة صباحا بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم حبة بين يوم ويوم لمدة شهرين، بالإضافة إلى فلوناكسول 0.5 غرام حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين.
لدي مشكلة ثالثة: وهي أنه حينما أتحدث مع الناس أكثر من ساعة أرجع إلى البيت وأعصابي متلفة ومتعقدة، وأن هناك تشنجات نفسية داخلية تأتيني، ولا تذهب مني إلا بعد مرور ثلاث ساعات ونصف ، مع العلم أني قوي الشخصية، ولست خجولا، وأفكاري متزنة وعقلاني.
رابعا وأخيرا دكتوري الكريم الفاضل: لدي حلم (حلم يقظة) وهو أني أمتلك دراجة نارية كلاسيكية من نوع هارلي ديفدسون موديل سنة 1959 ميلادي، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، ثم إن اكمال الدراسة ورعاية الأبناء أولى، إلا أن هذا الحلم يأخذ حيزا كبيرا من عقلي وقلبي وفكري، مما يؤثر على وقتي ودراستي، ونيلي للدرجة العلمية.
بارك الله بوقتكم الكريم، وأرجو أن تساعدوني في الوصفة العلاجية التي ترونها مناسبة، علما أني كل خمس سنوات آخذ حبوب موتفال وكنت أرتاح لها، ولكن هذه المرة يبدو أن الأمر مختلف، وشكرا لكم على الرد مقدما.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فحقيقة أود أن أشكرك كثيرًا وأقول لك جزاك الله خيرًا، ومن قال لأخيه جزاك الله خيرًا فقد أجزل له في الثناء.
من الواضح أنك تتابع ما يقدمه إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بما نقدمه من خلال هذه الشبكة، وأن يجزل الله تعالى القائمين والمنفقين عليها خير الجزاء.
أنت أوضحت رسالتك بصورة واضحة جدًّا حقيقة، وأنا لديَّ قناعات أنه ربما تكون تعاني من درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي.
الاكتئاب النفسي يقلل كثيرًا من طاقات الإنسان، ويقلل من دافعيته، ويجعله يحس بالإحباط، ويعيش في دائرة بسيطة مغلقة حول ذاته، وربما يدخل في نوع من أحلام اليقظة مثل التي دخلت فيها حول هذه الدراجة النارية العتيقة؛ وهذه لا أعتقد أنها مشكلة بالطبع، لكن بالطبع أعتقد أنه نوع من لا أقول النكران أو التبرير لحالة عدم الدافعية التي تعيش فيها، لكنها قطعًا ليست فكرة مهمة حقيقة، هي فكرة فرضت نفسها عليك، أعتقد كنوع من التنفيس النفسي الداخلي، لأنك أصبحت لا تنشغل بما هو أهم، فأصبح يأتيك الفكر الذي يشغلك بما هو أقل أهمية.
عمومًا الحديث في مثل هذه الأمور يطول، وأقول لك مرة أخرى إنني سعدت جدًّا برسالتك.
من ناحية العلاج: أنا أؤيد أن البروزاك هو العلاج الأمثل بالنسبة لحالتك، ولا يوجد أي داعٍ لأن تتناول الموتيفال أو حتى الفلوناكسول. البروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) سوف يكون دواءً مثاليًا جدًّا، لأنه محسن للمزاج محسن للدافعية ويزيل القلق.
ابدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (عشرين مليجرامًا) تناولها بعد الأكل، وبعد شهرين ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم - أي أربعين مليجرامًا – يمكن تناولها كجرعة واحدة، أو تقسمها إلى جرعتين، كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.
هذا أخي الكريم هو أفضل نموذج علاجي دوائي أراه مناسبًا لحالتك، والبروزاك دواء سليم جدًّا، ليس إدمانيًا، ليس تعوديًا، لا يؤدي إلى زيادة في النوم أو زيادة في الوزن، فقط ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة أو القدرة على الإنجاب. هذا من ناحية الدواء.
من ناحية أخرى: كل الوسائل العلاجية السلوكية التي ذكرتها – وهذا أعجبني جدًّا –أرجو أن تأخذ بها وأرجو أن تطبقها أيها الأخ الكريم، فإن شاء الله تعالى تفيدك كثيرًا، وأنا على ثقة تامة أنك بعد تناول الدواء لمدة شهرين أو ثلاثة سوف تحس أن مزاجك قد تحسن جدًّا، وأن الدافعية والإقدام والإقبال، وأخذ المبادرات قد تحسنت عندك، وهذا يجب أن تستغله استغلالاً جيدًا، وبعد أن تتحسن فعاليتك سوف تحس بالرضى، وهذا المردود الإيجابي يؤدي إلى المزيد من الإنجاز والنجاحات إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم: الأبناء نعمة من الله تعالى، هذه الذرية الصالحة الطيبة يجب أن نصبر عليها في الأمور البسيطة كالانفعالات، كالصراخ، كالعناد من الأطفال، انظر إليها دائمًا كنعمة ونعمة عظيمة حرم منها الكثير من الناس، والفاضلة زوجتك أرجو أن تساندها، وأرجو أن تقف بجانبها، وأن تشعرها بما هو جميل في حياتكما، هذا مهم جدًّا.
بقي أن أقول لك: إنك تعيش في اليابان، والشعب الياباني معروف بالدقة والانضباط وحسن الإنجاز، وأعتقد أنك من الضروري جدًّا أن تأخذ من هذا النموذج، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، أنت تعيش في بلد لا يُقبل فيه الإنسان الكسلان، الإنسان الذي لا يبادر، الإنسان الذي لا ينتج، فيا أخي الكريم أرجو أن تأخذ هذا النموذج، وهذا أيضًا يفيدك بإذن الله تعالى، وأرجو أن تجتهد في دراستك وتعود غانماً سالمًا إن شاء الله إلى بلدك، وبارك الله فيك، وأنا سعدت كثيرًا برسالتك، وأسأل الله تعالى أن يحفظك وذريتك وزوجتك، وأن تحقق ما تريد في هذه الحياة الدنيا.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,122,988 |
2011-09-26
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تشتت ذهني من كثرة التفكير والخيالات، فهل من علاج له؟
|
أنا فتاة عمري 18 سنة، قبل سنة من الآن كنت أحاول إشغال نفسي وتفكيري عن أشياء تحزنني وذلك بالخيال والتفكير في أشياء ليس لها وجود وفي شخصيات خيالية (مواقف+حوارات) وكان ذلك لدقائق معدودة حتى تطورت حالتي إلى أني لا أستطيع التوقف عن ذلك حتى وإن حاولت جاهدة السيطرة علي خيالاتي.
لقد تشتت ذهني كثيرا، وضعفت ذاكرتي، وأصبح من الصعب علي التركيز حتى وإن حاولت.
جربت كثيراً الانصراف عن هذا الوضع بإشغال وقت فراغي، وتجنبي الجلوس بمفردي ولكن دون جدوى.
جربت أن أشغل نفسي بالقراءة، ولكن في وسط قراءتي يشرد ذهني، فجربت الجلوس مع جماعات كي لا أنفرد بنفسي وأفكر ولكن دون جدوى، فيشرد ذهني عنهم وأصبح في عالم آخر في حضرتهم، ما الحل؟
أتعبتني حالتي كثيراً، وتراجع مستواي الدراسي أكثر، وكانت ذاكرتي جدا قوية، وكنت سريعة الحفظ، أما الآن فلا، أصبح من الصعب علي الحفظ، ودائما يشرد ذهني.
أرجو منكم إفادتي، ولكم جزيل شكري.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تزاحم الأفكار وكثرة الخيالات في مرحلة المراهقة وما بعدها بالنسبة للذكور وكذلك للإناث هي ظاهرة نفسية معروفة، وتعتبر عابرة وتنتهي تلقائيًا، لكن في بعض الحالات قد يكون الإسراف في التفكير مطبقاً ومشوشاً للتركيز، وينتج عنه قلق، ويشعر الإنسان بأنه منزعج نفسيًا، وأعتقد هذا هو الذي حدث لك.
هذه الحالات تُعالج من خلال ما يُعرف بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي له عدة طرق، منه ما يمكن أن يقوم به الإنسان لوحده، ومنه ما لا يمكن قيامه إلا من خلال مقابلة المختصين، وأعني بذلك الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.
التفريغ النفسي الذاتي يكون من خلال أن يعبر الإنسان عن نفسه، وذلك يتم من خلال تجنب الكتمان، فالأمور التي لا ترضي الإنسان حتى وإن كانت بسيطة يجب أن يعبر عنها، ويكون تعبيره في حدود الذوق وحسب ما يتطلبه الموقف الاجتماعي، هذا أمر جيد ويساعد، وأرجو أن تلجئي إليه.
ثانيًا: التركيز على تمارين الاسترخاء هو أيضًا من الوسائل الجيدة جدًّا، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، وذلك من خلال مقابلة أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك عليها، أو يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو أن تتحصلي على كتيب أو شريط، حيث إن كل هذه الوسائط متوفرة وتوضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
ممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة أيضًا سوف تكون مفيدة جدًّا.
أيضاً يمكن الدخول في أنشطة ذهنية مغايرة وبديلة، فحين تأتيك فكرة حول شخصية خيالية أوقفيها وذلك من خلال الدخول في تفكير مخالف، فمثلاً بدلاً من التفكير في هذه الشخصية الخيالية: لماذا لا أفكر وأتدبر في آية من القرآن الكريم؟ وتأخذي المصحف وتطلعي على هذه الآية وعلى شرحها، هنا تكوني استبدلتِ النشاط الذهني بنشاط آخر مخالف ومفيد في نفس الوقت، وهكذا.
إذن الانخراط في أنشطة فكرية مخالفة ومغايرة وبديلة هي وسيلة طيبة جدًّا من وسائل العلاج.
يجب أن تأخذي أيضًا قسطًا من الراحة، هذا ننصح به ونوصي به.
تجنب تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة أيضًا يقلل من درجة ارتفاع اليقظة لدى الإنسان، وارتفاع اليقظة دائمًا يكون مرتبطًا بزيادة في الخيال وربما شعور بالقلق والتوتر.
توزيع الوقت بصورة جيدة دائمًا هو من الحلول الطيبة، فحددي جدول أسبقياتك: خصصي وقتًا لدراستك، وقتًا لقراءة غير أكاديمية، مشاهدة برامج تلفزيونية مفيدة، زيارة الأهل والأرحام، مشاركة الأسرة في الأعمال المنزلية، هذه كلها بدائل وأنشطة حياتية مهمة جدًّا لا تعطي -إن شاء الله- مجالاً للتفكير والاسترسال في أحلام اليقظة وما شابهها.
في بعض الحالات قد تكون هنالك حاجة لاستعمال بعض الأدوية المضادة للقلق، ولكن في حالتك أعتقد أننا في هذه المرحلة على الأقل لا ننصح بالتسرع في تناول الأدوية، لكن إذا كانت هنالك إمكانية لمقابلة أخصائي نفسي هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، لأن الأخصائي النفسي سوف يعطيك الفرصة للتعبير عن نفسك، ويكون هنالك حوار أكثر تفصيلاً، ويستطيع الأخصائي النفسي أن يحلل طبيعة هذه الأفكار ومحتواها، ومن خلال هذه الآلية وآليات نفسية أخرى -إن شاء الله تعالى- سوف تحسين بالراحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
=========
للفائدة : راجعي هذه الروابط عن علاج عدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,121,702 |
2011-09-12
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
هل الخيال في عمر الطفولة مضر بتفكير وذكاء الإنسان؟
|
عندما كنت صغيرا كنت أتابع الشخصيات الكرتونية وكنت متعلقا بها بعض الشيء، وفي عمر 5 سنوات كنت قبل النوم أتخيل بأنني داخل عالم الكرتون وأنني في عالم الكرتون مع شخصيات كرتونية، فهل هذا له أضرار سلبية؟ وهل له أضرار على الذكاء؟ لاسيما بأنني كنت أتخيل يوميا منذ أن كان عمري 5 سنوات إلى 12 سنة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذه تعتبر تطورات طبيعية جدًّا في حياة الإنسان، وهذا لن يؤثر عليك مستقبلاً، وليس له أي أضرار سلبية ولا يؤثر على مستوى الذكاء أبدًا، بل على العكس ربما يكون فيه فائدة فيما يخص تطور الذكاء، لأن الاسترسال في الخيال هو أحد الوسائل التي تحسن من مهارات الإنسان الفكرية.
التأثر بالشخصيات الكرتونية أمر طبيعي جدًّا في المرحلة العمرية التي تحدثنا عنها، وفي تلك المرحلة يختلط الخيال بالحقيقة لدرجة كبيرة، لذا تجد بعض الأطفال يسترسلون في التفكير الخيالي ويعيشون في عالم من صنعهم، وتكون أحلام اليقظة مكثفة جدًّا بالنسبة لهم.
فلا أرى أبدًا شيئًا في هذه المشاهدات السابقة، لكن الآن أنت وصلت للمرحلة العمرية التي يجب أن تزود نفسك بالمعارف النافعة، وذلك من خلال الاطلاع وقراءة الكتب والمواضيع القيمة، ومشاهدة البرامج التلفزيونية الجادة والمفيدة، وهذا كله إن شاء الله يفيدك، ولا شك أن الحرص في دراستك سيكون أيضًا أمرًا مهمًا ومطلوبًا في هذه المرحلة.
أرجو أن تطمئن تمامًا، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,119,948 |
2011-07-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحب رجلاً متزوجاً وأعيش الخيال... فما الحل؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعيش في حياة وهمية؛ وذلك لأني أحب إنسانا وهو متزوج وصديقتي تحبه أيضا، ولكن كل منا تخفي هذا بداخلها، ولكن صديقتي كذبت عليّ، وقالت لي أنها تعيش قصة حب مع ابن خالتها، وهذه القصة بها العديد من المشاكل فبعد فترة من صداقتنا خفت أن تنتهي صداقتنا؛ لأني كتومة جدا لكل أسراري، فأنا أخاف أن أتحدث إلى أي أحد مهما كان؛ لأني أشعر أنهم سيخونونني، حتى أختي لا أتحدث إليها أبدا، فكذبت على صديقتي وقلت لها أني أعيش قصة حب، وأيضا هذه القصة بها مشاكل عديدة، وعندما أحكي لها عن الإنسان الذي أنا توهمته ورسمته من خيالي أعيش في القصة والمشكلة وكأنها حقيقة، وأتأثر بها، وأحيانا أنسى أنها من خيالي وأحزن جدا لما في القصة من عقبات، فما الحل أرجوكم؟
ولها سؤال آخر:
أنا مشكلتي أني أحب أعيش في أحلام اليقظة، وخاصة قبل النوم؛ لأني أشعر بالراحة عندما أعيش ما أتمناه ولو في حلم من أحلام اليقظة، ولكنني نادرا ما أشعر بالحزن؛ لأن ما أحلم به أعرف أنه مستحيل يتحقق، فما الحل أرجوكم؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك في عمر يكون فيه الإنسان -خاصة الأنثى- سريع التأثر من الناحية الوجدانية والعاطفية، والعيش في حياة وهمية أو حياة افتراضية يقوم في الأساس على شيء من أحلام اليقظة، والآمال التي يتمنى الإنسان مستقبلاً أن تتحقق له.
الذي أريده منك هو أن تجلسي مع نفسك جلسة صادقة، وتقولي لنفسك أن كل ما تتمنينه في هذه الحياة هو أن تكوني خالصة في عقيدتك ودينك، وأن تزودي نفسك بالعلم الصحيح، وأن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح.
ضعي هذه المكونات الثلاثة أمام ناظريك كأهداف أساسية في الحياة، وهي ليست صعبة التطبيق، ولا توجد أبدًا استحالة في تحقيقها إن شاء الله تعالى.
ما ذكرته حول حب هذا الإنسان المتزوج، وما ذكرته صديقتك، وما قمت به أنت أيضًا من ذكره لها، لا أريد أن أقول أن هذا نوع من العبث، لكن حقيقة أمور ليس فيها شيء من الجدية، ليست أمورًا مفيدة.
أنا أقدر مشاعرك جدًّا -أيتها الابنة الكريمة- لكن ما دمت قد تواصلت معنا في إسلام ويب -ونشكرك على ذلك- لا بد أن نوجه لك النصيحة الحقيقية والمخلصة، وهي أن الإنسان يمكن أن يعيش حياة أكبر من عمره، لكن أن يعيش الإنسان حياة أقل من عمره هذه مشكلة كبيرة.
أنا أريدك أن تنتقلي بنفسك لمرحلة من النضوج، وذلك من خلال الجدية، من خلال تحقير هذه الأفكار الواهية، والإنسان يمكن أن يعيش الحقيقة ويلامس الحقيقة وذلك من خلال عدم الاسترسال في أحلام اليقظة، وأن لا يعيش حياة افتراضية وهمية.
أحلام اليقظة بدرجة معقولة لا بأس بها، لأنها تشجع الإنسان وتحفزه لأن يصل إلى أهدافه، لكن الحياة الوهمية وقصص الحب من النوع الذي ذكرته هذا لا خير فيه، وحتى إن قسناها بمقاييس الدنيا لا فائدة لهذا الأمر، ماذا تجنين من حب رجل متزوج؟
هذا حقيقة أمر يجب أن تكبحي نفسك، ويجب أن تكوني صارمة مع ذاتك، وأعتقد لا يحتاج منك لمجهود كبير؛ لأن الأمر أصلاً غير مرتبط بالواقع، ومثل هذا يجب أن يُحقّر.
أنصحك أيضًا بأن تكون لك علاقات مع الصالحات من الفتيات، هنالك فتيات في عمرك أو أكبر منك قليلاً تجدهنَّ في قمة الالتزام وفي قمة النضوج، والبنت التي تحفظ نفسها وتتسم بالوقار والجدية وتسلح نفسها بسلاح الدين والعلم، دائمًا بفضل الله تعالى تجد الزوج الذي يناسبها، وتكون موفقة في كل حياتها.
فأيتها الفاضلة الكريمة: حطمي وحقري هذه الأفكار الوهمية، هذه الأفكار الخيالية، ضعي لنفسك أهدافًا سامية، واجعلي لنفسك النموذج والرفقة الصالحة والطيبة كما ذكرت لك، وأنصحك أيضًا بإدارة الوقت بصورة صحيحة، لأن إدارة الوقت لا تعطي فراغات لمثل هذه الأفكار الوهمية والتي لا فائدة منها، خصصي وقتا للقراءة، خصصي وقتا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، خصصي وقتا للرياضة، وقتا للقراءة غير الأكاديمية، وقتا لزيارة الأرحام وزيارة الصديقات، وقتا للصلاة، وقتا لتلاوة القرآن، وهكذا، وسوف تجدين أن حياتك أصبحت مفيدة ومفعمة بالخير، وهذا إن شاء الله تعالى يحسسك بالرضا تمامًا، وسوف تجدين أن أحلام اليقظة الشاردة والمسترسلة والتي لا خير فيها قد بدأت في الانحسار تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,119,712 |
2011-07-18
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أتكلم مع نفسي وأتخيل أن حولي أصدقائي كما كنت صغيرة، فهل أنا مريضة نفسيا؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي غريبة جدا هي أني أكلم نفسي، منذ زمن في طفولتي كنت لمدة طويلة وحيدة بدون أخوات فكنت ألعب مع عرائسي، وأتحدث إليهم مثل أي طفلة فكل هذا أمر عادي، وبعد فترة أصبح عندي إخوة كان لابد أن أتوقف عن محادثة نفسي ولكن هذا لم يتوقف حتى أصبح عمري 20 عاما وأنا مازلت على حالتي، عندما أكون جالسة لوحدي أتخيل أشخاصا حولي إما زملائي أو أقاربي، وابدأ في التحدث إليهم مع العلم أني لا أفعل هذا الشيء أمام أحد بل فقط عندما أكون لوحدي، وأبدأ في افتعال الروايات وأتعايش معها أو أتخيل موقف كنت أتأمل أن يحدث ولكنه لم يحدث في الواقع فأبدأ في تخيله أنه حدث حتى أكون مبسوطة ولا أحزن لعدم حدوثه.
وأحيانا أتخيل نفسي أشخاصا آخرين في شخصيات مختلفة وأبدأ في معايشة الأحداث وينتهي الموقف بدخول أحد من الأشخاص علي الغرفة، وحاولت مرارا أن أتوقف عن هذا الشيء ولكني أعاوده مرة أخرى كأنه أصبح عادة عندي، مع العلم بملحوظة هامة جدا أني أدرك تماما عندما أتحدث إلى نفسي أنه لا يوجد أحد حولي وأني وحيدة في الغرفة وسمعت من فترة عن امرأة كبيرة في السن وتعيش لوحدها وأصبحت تكلم نفسها وتتخيل أشخاص حولها وقالوا أنها مريضة نفسيا وهذا دعاني أن أتساءل هل أنا مريضة نفسيا؟
أرجو أن أجد عندكم الجواب، ولكم جزيل الشكر.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحديث مع النفس والإسراف في الخيال في مرحلة الطفولة هو مرحلة تطورية عادية جدًّا، وفي مرحلة اليفاعة وبدايات الصبى ربما يتحول هذا النوع من التفكير إلى ما نسميه بأحلام اليقظة، وأحلام اليقظة ليست كلها مرفوضة، لأن أحلام اليقظة وإن كان بعضها شيء خيالي وغير واقعي وصعب المنال، لكن فيها جزئية مهمة جدًّا تحفز الإنسان لأن يثابر ولأن ينجح ولأن يصل إلى أهدافه.
في بعض الأحيان تتطور أحلام اليقظة هذه وتجعل الإنسان يعيش في عالم افتراضي، عالم ليس هو عالمه الحقيقي، والإنسان يُدرك ذلك لكنه يجد متعة في التخيل حول هذا العالم الافتراضي.
الآن هنالك نظريات كثيرة حول هذا النسق من التفكير، وهو أنه ربما يكون مرتبطًا بالوساوس القهرية، أو يرى البعض أنه نوع من الدفاع النفسي الذي يقي الإنسان من الاكتئاب النفسي والأمراض المشابهة، لكن لا توجد أي علاقة بين المرض النفسي وحالتك هذه، فأنت لست مريضة لا مرض عقلي ولا مرض ذهاني ولا يوجد أي دليل يشير على أنك تعانين من أي نوع من الاكتئاب النفسي أو الأمراض المشابهة، ربما توجد فقط نوع من الوسوسة البسيطة، وهذا كما ذكرت لك هو ظاهرة نفسية ولا يعتبر مرضًا نفسيًا.
ويظهر أن التأثير الإيحائي أو ما نسميه بالتأثير من خلال شخصٍ آخر قد أثر عليك وذلك من خلال سماعك بأن هناك امرأة كبيرة في السن وتعيش لوحدها وأصبحت تكلم نفسها. هذا أثر عليك، وأتتك هذه الفكرة أنك ربما تكوني مريضة نفسية، لكن أنا أوضح لك أنه يوجد فرق كبير جدًّا في حالتك وحالة هذه المرأة، هذه المرأة غالبًا تكون قد دخلت في مرحلة من مراحل الخرف، وربما تكون تسمع أصواتًا تستجيب لها لذا تتكلم مع نفسها، لكن في حالتك هذا هو حديث النفس الداخلي، ليس استجابة لأصوات، ليس استجابة لهلاوس، إنما هو نابع من ذاتك، وأنت مرتبطة بالواقع ومستبصرة وتعرفين مصدر هذه الأفكار وهي أنت ذاتك.
إذن العلاج يتمثل:
أولاً: يجب أن تطمئني أنك لست مريضة.
ثانيًا: قللي من هذا العالم الافتراضي واعتبريه أنه بالفعل عالم افتراضي وأنت تريدين أن تعيشي الحقيقة وتريدين أن تعيشي الواقع.
ثالثًا: مارسي أي نوع من التمارين الرياضية.
رابعًا: عليك أن تشغلي نفسك بالقراءة لما هو جيد ولما هو مفيد، هذا يساعدك كثيرًا.
نصيحتي الأخيرة هو أنه لا مانع من أن تتناولي عقار فافرين، حيث إن الفافرين يزيل مثل هذه الأفكار المسترسلة التي يشوبها كما ذكرت بعد سمات الوسواس القهري الأخير، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدًّا من هذا الدواء، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) تناوليه بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وإن شاء الله سوف تجدي فيه نفع كبير جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,118,502 |
2011-06-26
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أتمنى أن أكون متميزة، ولكن أحلام اليقظة أتعبتني.
|
السلام عليكم
أنا عندي طموح كبير وأحلام أتمنى تتحقق وأعاني من أحلام اليقظة، حتى أنني قد أعطل أشياء كثيرة من أجل أتخيل أشياء تفرحني أتمنى تصير بحياتي وأشياء تضايقني مثلا سلبية أخاف تصير وأشوف كيف أتصرف بلحظه؟
أردت أن أسأل إن أردت أن أدخل في عطلة الصيف دورة انجليزي وأهتم بنفسي مثلا وأدخل نادي رياضي لأنني قصرت كثير بحق نفسي.
وأنا الآن بآخر سنة ثانوية عامة وأهلي دائماً يعترضون قبل حتى ما يفكرون بالأمر، ولا يشجعوني وأنا عندي أحلام وأشياء فيها خير كثير، ولكنهم دائمي المعارضة، انصحوني ماذا أفعل؟
لأن أوقات الفراغ سوف تذبحني وقد أرتكب أشياء غير جيدة، وأنا أخاف من الفتنة.
أنا الآن تمر علي أوقات فراغ وألجأ للشات أضيع وقت فقط، وخائفة من عطلة الصيف، ماذا أفعل بها خصوصا أنني آخر سنة وأهلي دائما معارضين دون تفكير، أتمنى أن أطور ذاتي وأكون معتزة بديني وأخلاقي وثقافتي.
انصحوني أتمنى أن أكون متميزة؟
جزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأحلام اليقظة لا تعتبر كلها شر، ودرجة معقولة من هذه الأحلام مهمة، وذلك لسبب واحد وهي أنها تحسن من دافعية الإنسان ومن قابلية الإنسان لأن يكون منتجًا وأن يكون فعالاً وأن يستطيع أن يحقق أهدافه في الحياة.
أحلام اليقظة حين تتكاثر على الإنسان ننصحه بأن يكتبها في ورقة، وبعد ذلك يحاول أن يصنفها: أحلام يمكن أن تتحقق، أحلام لا يمكن أن تتحقق، ومن خلال ذلك على ما يمكن أن يحققه، والقياس لتحقيق الأحلام هو معقوليتها وتيسر الآليات التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يصل إليها، مثلاً أن تكوني طبيبة أو تكوني مهندسة أو تكوني معلمة، هذا حلم وليس وهم ويمكن تحقيقه، فقط يتطلب آليات الاجتهاد والتركيز على الدراسة، وهكذا.
فأنصحك بأن تستفيدي من هذه الطريقة بأن تقسمي الأحلام وأن تجزئيها إلى ما هو معقول وإلى ما هو غير معقول، وارفضي ما هو غير معقول وتجاهليه تمامًا، واربطيه في الشق السلبي، أما ما هو معقول فاربطيه في الشق الإيجابي، وإن شاء الله تعالى يتحقق كل ما تتمنين.
أنت ذكرت أنك تقومي ببعض الأشياء (مو زينة)، الإنسان حين يعرف مشاكله وأخطائه يجب أن يتجنبها، وأنت الوحيدة التي تستطيعين أن تغيري مسارك، وأهم شيء للإنسان هو أن يحب نفسه وأن يقدرها وأن يحترمها، وهذا يتأتى من خلال الأفعال الجيدة والطيبة والراقية، وأفضل شيء هو التمسك بمعايير الأخلاق العالية، وهذه لن يصل إليها الإنسان إلا إذا التزم التزامًا صادقًا بدينه: الصلاة في وقتها، قراءة القرآن، الدعاء، الأذكار، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، مرافقة الصالحات والطيبات من النساء، حضور حلقات الدروس المفيدة وحلق القرآن.
هذه هي الأسس الرئيسية الذي من خلالها يبني الإنسان مهاراته وشخصيته، والحمد لله تعالى هي متاحة في بلداننا وفي بيئتنا، فهذا هو الذي أنصحك به: الصحبة الطيبة، أحلام اليقظة المعقولة، الاجتهاد في الدراسة، الاجتهاد في أمور الدين، وإن شاء الله تعالى تكوني من الموفقين والمتميزين.
النفس قد تحدث الإنسان بكثير من الشرور لكن المؤمن الكيس الفطن يستطيع أن يضع الكوابح أمام هذا الفكر السلبي ويطبق ما هو أفضل وما هو إيجابي وما هو أنفع.
أنصحك أيتها الفاضلة الكريمة بأن لا تتركي للفراغ أي مجال، إدارة الوقت بصورة جيدة هي من أكبر وطرق ووسائل النجاح، وتشعر الإنسان بقيمته وتجعله منتجًا وتجعله راضيًا عن نفسه ومقتدرًا.
خصصي وقتًا للدراسة، ووقت للعبادة، ووقت للتواصل الاجتماعي، ووقت للقراءة غير الأكاديمية، ووقت للترفيه عن النفس بما هو مباح ومتاح، وهكذا.
إذاً إدارة الوقت هي الطريقة الوحيدة السليمة لأن ينجح الإنسان ولأن يهذب نفسه وفي نهاية الأمر يجد أن مهاراته ومقدراته قد تطورت جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,117,524 |
2011-06-08
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
عندما أذاكر دروسي أوسوس وأقوم بمخاطبة نفسي.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتي باختصار هي أني حينما أذاكر دروسي أشعر بوسوسة وأقوم بمخاطبة نفسي، وليس فقط في وقت دروسي بل حتى قبل النوم وفي وقت الفراغ.
كيف أتخلص من الوسوسة؟
وجزاكم الله خيرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
كلمة وسوسة تستعمل كثيراً من جانب الناس لكن المشكلة الكبرى أن المفاهيم حول هذا التعبير أو هذه الكلمة يختلف من إنسان إلى آخر، وهذه إشكالية كبيرة جداً، فالبعض قد يقصد بالوسوسة حديث النفس، والبعض قد يقصد بها نوعاً من القلق الداخلي، وقد تكون وساوس حقيقية.
في مثل عمرك أعتقد أن الأمر يرتبط بحديث النفس أكثر مما هي وساوس حقيقية، وهذه مرتبطة بالقلق النفسي الذي يعتبر ظهوره طبيعي جداً في مثل عمرك وللتخلص من الوسوسة هنالك طرق مهمة جداً كلها تتمركز في كيفية الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وأنت ذكرت أن هذه الوسوسة تأتيك عند المذاكرة وعند أوقات الفراغ، وقبل النوم، وهذا هو الوضع المثالي جداً لأن يكثر حديث النفس، ولأن تأتي أحلام اليقظة الإنسان، ويرسم الإنسان صورة ذهنية مستقبلية، ويفكر فيها بإسراف وشيء من الخيال الغير منضبط.
إذن الحل هو أن تستفيدي من وقتك، وأن ترتبي وقتك بصورة جيدة، وأن تكون هنالك أنشطة مختلفة، وأن تمارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتخصصي وقتا للقراءة، ووقتا للاستمتاع بالبرامج التلفزيونية الجيدة، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وأن تكون لك رفقة طيبة من الفتيات الملتزمات، وأن يكون هنالك تواصل وزيارة الأرحام وهذه كلها نشاطات اجتماعية وذاتية مفيدة جداً تقلل من حديث النفس ومن الوساوس التي تأتي للإنسان كما هو في مثل حالتك.
أهم شيء أن الإنسان إذا رأى أنه بالفعل موسوس عليه أن يحقر هذه الفكرة ذاتها، ويجب أن لا يعتبر نفسه موسوساً، ويجب أن يعتبرها ظاهرة عرضية ويتجاهلها، وسوف تنتهي إن شاء الله تعالى.
الحفاظ على الصلوات في وقتها والأذكار والدعاء، وأن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، هذه مطمئنات كبيرة، وتزيل إن شاء الله الوساوس، وكذلك حديث النفس.
لا بد أن تكون لديك برامج واضحة نحو مستقبلك وبرامج ملزمة، خاصة حول التعليم والعمل من أجل التفوق، وأن تتحصلي على أعلى الدرجات، وهذا يجب أن يشغلك فكرك وإذا اشتغلت بهذا الأمر فسوف تنجزيه إن شاء الله تعالى، وهذا أيضا يقلل من هذه الوساوس.
في مثل هذه الحالات ننصح أيضا بأدوية بسيطة وخفيفة وسليم تقلل حديث النفس والقلق والوساوس، ومن أفضلها أدواء يعرف باسم فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine، لا بأس أبداً أن تتناوليه بجرعة صغيرة وهي (50) مليجرام بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء، وهو لا يتطلب وصفة طبية، كما أنه غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمون النسوية وهو سليم جداً.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي:
منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,115,120 |
2011-05-05
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة تخيفني وتأثر علي سلباً، فما الحل؟
|
السلام عليكم.
قبل سنوات من الآن كنت إذا فكرت في أمر أفكر أن أهلي ماتوا إما بحادث أو بحريق وأبقى بمفردي في الحياة، ثم يأتيني شعور بالبكاء ولا أبكي مع العلم أنه عندما يقسوا علي أبي أو أمي أتمنى والعياذ بالله لهم الموت أعوذ بالله من ذلك، أريد تفسير لهذه الحالة وما علاجها مع العلم أني إن لم يفهموني أهلي انفجر بالبكاء والصراخ عليهم، وفي الوقت الحالي الحمد لله معي وظيفة وأتحمل مسؤولية في البيت ومع ذلك عاد نفس الشعور مع نفس المواقف.
شكرا لكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمشكلتك ليست أحلام يقظة، إنما الذي تعانين منه حسب الصورة التي عرضتها أنه لديك مخاوف وسواسيه، هذا الخوف على الأهل والتفكير الافتراضي أنهم ماتوا بحادث أو بحريق، وأنك سوف تكونين في هذه الحياة وحيدة ويأتيك شعور بالبكاء دون أن تبكي، هذا كله فكر وسواسي، وما ذكرته حول مشاعرك حول الأهل حين يقسوا عليك وهي تمني الموت لهم، هذا شعور سلبي ولكنه على مستوى العقل الباطني. يظهر أنك لا تحبين حين الإساءة إلى أهلك وليس لك المقدرة الكاملة لمواجهتهم، فتكون هذه المواجهات حين يحدث أي نوع من النقاش يحدث لك الانفجار عن طريق البكاء والصراخ كما ذكرتِ، وفي نفس الوقت يأتيك أفكار كراهية نحوهم، وهذا كله يكون في النطاق الوسواسي.
هذا من ناحية التشخيص، وهذه الحالات إن شاء الله بسيطة جدًّا لكن تتطلب إتباع الخطوات الآتية:
1) الفكر الوسواسي والمخاوف التي هي جزء منه يجب أن تعالج عن طريق التحقير وعدم الاهتمام بها وردها وإدخال فكرة مضادة لها، مثلاً: الفكرة أنهم قد ماتوا بحادث، والفكرة المضادة هي أن الأعمار بيد الله وإن شاء الله في حفظ الله وفي حرزه، وأن تسألي الله تعالى لهم طول العمر مع العمل الصالح.
فكرة سلبية تقابلها فكرة مضادة مع السعي لتعزيز الفكرة الإيجابية، وحين تعزز الفكرة الإيجابية سوف تضعف الفكرة الو سواسية.
بالنسبة لتنمني الموت لهم: الآن أفهمناك أن هذا الأمر على مستوى العقل الباطني، ومن خلال التجاهل ومن خلال استبدال ما هو مضاد إن شاء الله سوف تتحسن الأمور جدًّا.
2) اتباع منهج ما نسميه بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يتم من خلال أن يعبر الإنسان عن ذاته وعن مشاعره وعن أفراحه وعن أشجانه بطريقة مناسبة، لا تميلي إلى الكتمان حين يتعرض لك أحد بكلام غير مقبول بالنسبة لك، ولكن الحوار والنقاش يجب أن يكون في حدود الذوق والأدب، وإن شاء الله تعالى أنت ملتزمة بذلك تمامًا.
3) تخيري الأوقات التي يكون فيها مزاجك طيب ومزاج الطرف الآخر أيضًا حسن، وهنا يمكن أن تناقش بعض المواضيع التي يمكن أن ترين من الضروري أن تفصحي عنها وتتحدثي فيها.
4) هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي تمارين جيدة جدًّ وبسيطة جدًّا، أرجو أن تتدربي عليها، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت للتعلم والتدرب على تمارين الاسترخاء.
5) لديك إيجابيات عظيمة في حياتك أرجو دائمًا أن تتذكريها، وأنت الحمد لله لديك العمل ومتحملة للمسئولية ويمكنك أن تطوري نفسك أكاديميًا، فالكيمياء من العلوم المحترمة جدًّا، يمكنك أيضًا الانخراط في الأعمال التطوعية وأعمال الخير، الانضمام لحلق ومراكز تحفيظ القرآن... هذا كله فيه خير كبير وفائدة عظيمة جدًّا لك.
6) أرى أنك سوف تستفيدين كثيرًا من العلاجات الدوائية، وأنت تحتاجين لدواء واحد وليس أكثر من ذلك، والأدوية الحمد لله الآن متوفرة وسليمة جدًّا. الدواء الذي يفيد في حالتك يسمى بروزاك وهذا هو اسمه التجاري، ولكن يمكن أن يسمى باسم تجاري آخر في اليمن، فابحثي عنه تحت مسماه العلمي (فلوكستين). الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم - أي أربعين مليجرامًا - استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
يتميز الفلوكستين بأنه دواء سليم، فعال، وغير إدماني ولا يؤثر مطلقًا على الهرمونات النسوية، كما أن الحصول عليه من الصيدليات في معظم الدول لا يتطلب أي وصفة طبية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أرجو أن تتبعي ما ذكرناه لك من إرشادات وسوف تجدي إن شاء الله في ذلك خيرًا كثيرًا.
ومن الله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,114,390 |
2011-05-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أعاني من كثرة التفكير قبل النوم وأفكاري تتحقق... فما تفسير ذلك؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعاني من كثرة التفكير دائما قبل النوم، وأثناء الجلوس أحيانا، وليست المشكلة فقط في التفكير، بل كل ما أفكر في شيء يحدث معي!
عندما أفكر في فيلم مثلا، أجد أني رأيته هذا اليوم أو شيئا سيحصل وألاقيه حدث معي أو مع أي شخص أراه، وكثيرا ما تحدث معي وتسبب لي القلق.
مثلا أتكلم وأضحك ويأخذ تفكيري في أني سأعيش حياتي مع صديقي، كلها حب وصداقة، ولكن أجد نفسي بعد ذلك قد حدث العكس، لماذا لا أحسد، ولا أفعل أي شيء؟ فلماذا يحدث معي ذلك؟ كثير من المواقف عندما أفكر في شيء يعني في كلمة سمعتها من قبل، ألاقي أي شخص قالها.
كل ما يجول في خاطري يحدث أمام عيني، وخصوصا معي، أي شيء ممكن يخطر في بالي يحدث، لا أدري ما معنى ذلك؟ فأنا لا أعلم الغيب، فما تفسير ذلك؟ وهل أحسد على نفسي؟
أرجو منكم المساعدة والسلام عليكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
حقيقة التفسير الوحيد لهذا الأمر هو أنك تسترسل كثيراً بما نسميه أحلام اليقظة، بعض الناس يكون لديهم تفكير خصب جداً، ويحاولون أن يصلوا إلى بعض التفاصيل الدقيقة، هذا في جزئيته، أيضا يتعلق بتوارد الخواطر أو ما نسميه بالتأثير الإيحائي، وكثير من الناس يتوقع أشياء تحدث، ولكن أشياء كثيرة جداً، يتوقعها الإنسان لا تحدث، العملية الحسابية في هذه الأمور دائماً تقول إن التوقع هو (50% ) من أن يحدث الشيء أو لا يحدث من خلال هذه التأثير الإيحائي، ويتصور لبعض الناس أن كل ما يتصورنه سوف يحدث، وأعتقد أن التفسير لا يفوت أكثر ذلك.
أخي الكريم: لا أحد يعلم الغيب، وتوارد الخواطر موجود، قضايا الحدث، والإلهام والإفهام، هذه أمور يجب أن لا نخوض فيها، لأننا لا نعرف مداها، والله تعالى قد خص بعض الناس بأشياء لا نعلمها، ويجب أن لا نخوض فيها، ويجب أن لا يدعي أحد منا أنه قد أعطي كذا وكذا، وهذا الذي يحدث لك نوع من توارد الخواطر، وهي مجرد أفكار إيحائية يتصورها الإنسان أو الإنسان ربما يتمنى أمرا معينا أو ربما له الرفض شيء ما، وهذا الشيء قد يتحقق، فيا أخي الكريم لا أجد أي تفسير أكثر من ذلك، وعليك أن تعيش حياة طبيعية، وأن تحقر مثل هذه الأفكار، ولا تهتم بها.
كثرة التفكير لا شك أنها أيضا من سمات القلق، والإنسان حين تكثر عليه الأفكار، وتتداخل وتتشتت هذا أيضا سمة من سمات القلق؛ ولذا أود أنصحك حقيقة أن تكثر من تمارين الاسترخاء، وحاول أن تتعلمها من خلال التدريب عليها.
ذلك من خلال أن تتحصل على شريط أو سي دي أو كتيب من أحد المكتبات أو تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وهي مفيدة جداً خاصة في الفترة التي تسبق النوم، وعليك أيضا الحرص على تمارين الرياضة، والرياضة تؤدي إلى تغيرات صحية إيجابية في نفس الإنسان في جسده كذلك.
أيها الفاضل الكريم: حاول أن تقرأ القرآن بتدبر وتمنع، لأنه يحسن من ذاكرة الإنسان، ويقضي على الأفكار المشوهة والمتداخلة، ركز أيضا على دراستك إن كنت ما زلت في مرحلة الدراسة أو على عملك إن كنت تعمل.
لا تهتم أبداً بهذه الظاهرة التي تجول بخاطرك فهي في نظري خاضعة فقط للتأثير الإيحائي الذي يفرضه الشخص على نفسه، ولا أعتقد أنها ذات علاقة بأي ظاهرة غريبة أو أي ظاهرة خارقة، وليس هنالك ما يجعلك تحسد نفسك، هذه الأمور إيحائية كما ذكرت لك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,113,982 |
2011-04-19
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة والتوظيف الإيجابي لها
|
أنا طالبة في السنة الأولى من الجامعة، أعاني من كثرة أحلام اليقظة، وأحياناً أحس أنني لا أستطيع أن أؤدي أي عمل إلا بعد أن أتخيله وأفكر فيه، وهذا يربكني ويزعجني كثيراً، وأراه عدم ثقة بالنفس، ومشكلتي أنني أصبح مضطربة ومنزعجة لحد كبير إذا لم أحلم وأتخيل واقعاً غير الواقع الذي أعيش فيه.
أنا فتاة طموحة جداً، لكنني لا أملك الإرادة لذلك، وإحساسي أنني أملك موهبة ولا أستطيع تحقيقها يقتلني.
أتمنى أن يكون لديكم حل لمشكلتي، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناريمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، بل على العكس تماماً هنالك ما هو مطلوب منها، ويذكر كثيراً أن الذين اخترعوا وأبدعوا وكانت لهم مساهمات كبيرة في التأليف والكتابة، كان في الأصل لديهم الكثير من أحلام اليقظة في فترة الطفولة واليفاعة، فليست أحلام اليقظة كلها سيئة، ولكن أتفق معك أن الإفراط فيها يجعل الإنسان في وضع قلق ومشتت الذهن، وأحلام اليقظة المتكاثرة ربما تكون دليلاً على وجود قلق نفسي وعدم استقرار نفسي.
لذا ننصح بأن تفهمي أنها أحلام يقظة، فما دامت هي أحلام يقظة لماذا أهتم بها، هذا النوع من التفكير يجب أن يكون دائماً في خاطرك، وأنصحك باختيار فكرة واحدة والتركيز عليها، وما يعتريك من أفكار وآمال وأحلام، تخيلي منها فكرة واحدة وقولي سوف أركز عليها، واجعليها مثلاً تتعلق بدراستك وأنك تودين أن تكوني كذا وكذا ... وهذا - إن شاء الله تعالى - يحرك فيك الدوافع الإيجابية.
ثانياً: أنصحك بأن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جداً، وهنالك أنواع كثيرة جداً من هذه التمارين يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط، أو تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
أنصحك أيضاً بقراءة القرآن الكريم بتأمل وتدبر وتمعن، هذا يجعل فكر الإنسان أكثر نضوجاً، وإن شاء الله تعالى ستنحصر هذه الأحلام والشطحات الفكرية التي تسرح بالإنسان.
إذا كان عامل القلق لديك مرتفعاً - وهذا هو الذي أتوقعه - فأنصحك أيضاً بتناول عقار يسمى (ديناكسيد) وهو متوفر في الأردن ولا يحتاج إلى وصفة طبية، تناوليه بجرعة حبة واحدة لمدة شهرين ثم اجعليها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,113,714 |
2011-04-14
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيفية تكوين علاقات اجتماعية وتحقيق النجاح في الحياة عموماً
|
أعاني من أحلام اليقظة بشكل مرعب، أما عن الحياة الاجتماعية فأنا شخص فاشل في معاملتي مع الناس، لا أستطيع تكوين علاقات اجتماعية جيدة، وأيضاً فاشل دراسياً، وأعجز عن التعامل مع الناس والفتيات خصوصاً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الاسترسال في التفكير وتداخل الأفكار وكثرتها أو ما يسمى بأحلام اليقظة هو أمر طبيعي جداً في مثل عمرك، وأحلام اليقظة ليس كلها سيئة، بعض علماء النفس اعتبرها صمام الأمان من أجل تنفيس النفس وإفراغها من الشوائب السلبية، واحلام اليقظة حين تكون بدرجة معقولة تحسن من دافعية الإنسان، وتجعله يقدم ويسعى ويثابر ويجتهد حتى يصل إلى أهداف نبيلة في الحياة.
أيها الابن العزيز: هذه الأفكار حاول أن توجهها نحو المستقبل بأن تتصور نفسك كعالم رفيع مفيد لنفسه ولغيره، شخص يلم ما بين علوم الدنيا وعلوم الدين، تأمل هذه الأفكار واجعلها تسير في هذا المنوال.
وأمر آخر أود أن أنصحك به، وهو أرجو أن لا تصف نفسك بالفشل، لا تحكم على نفسك بكل هذا القسوة؛ فأنت في سن اليفاعة، ولديك الطاقات ولديك القدرة وتكسب المهارات، فلماذا تحكم على نفسك بالفشل، التعامل مع الناس يمكن أن يقوم على أسس بسيطة جداً، خاصة التواصل الاجتماعي، تبسمك في وجه إخوتك صدقة، وأن تحييهم بتحية طيبة صدقة، واحترام أساتذتك هذا نوع من الحياة الاجتماعية، وأن تحترم من هو أكبر منك صدقة، وأن تبر والديك، وهذه أشياء عظيمة وجميلة وتقوي من ثقتك بنفسك، احرص على هذا، صادق الطيبين من الشباب، مارس معهم الرياضة، مثل كرة القدم أو أي رياضة أخرى، حاول أن تشارك الشباب في نشاطاتهم النافعة.
هنالك شباب -بفضل الله تعالى- تجدهم الآن يرتادون حلقات التلاوة، وتجدهم في الكشافة، وتجدهم يساعدون الآخرين، فلماذا لا تكون أحد هؤلاء، هذا هو الذي أنصحك به.
بالنسبة للدراسة تذكر أن العلم نور، وتذكر أن الإنسان يمكن أن يفقد كل شيء في هذه الحياة ما عدا علمه ودينه لا أحد يستطيع أن يأخذ أياً منهم، فزوّد نفسك بالعلم، ورتب وقتك، ودائماً تصور نفسك أنك عالم جليل، وهذا يعطيك الدافعية من أجل المثابرة في الدارسة والعلم، التعامل مع الناس شرحنا لك طريقته، وأنا أنصحك أن تبدأ دائماً تعاملك من المسجد، وابدأ تعاملك مع الصالحين والطيبين من الشباب واحترم أساتذتك، هذا فيه نفع كبير لك.
وبالنسبة للفتيات تذكر دائماً أن الفتاة هي أختك، وهي زوجة المستقبل، ولا تفكر بخلاف ذلك، الأمر الذي يفيد الإنسان هو الجدية، أما الهزل والفوضى فلا فائدة فيها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,110,938 |
2011-03-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة وسرعة النسيان وكثرة التفكير
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أحلام اليقظة، أنا أحب أن أفكر، أحب أن أتخيل، أجلس بالساعات، صرت أنسى بسرعة أي شيء، حتى تأثرت دراستي، سألت فقالوا من أحلام اليقظة هي التي تنسيك.
صراحة أنا قلقة وخائفة لدرجة أنسى أين وضعت أغراضي، أنسى بسرعة، أرشدوني كيف أترك الأحلام؟ وهل النسيان بسرعة بسبب التفكير؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
من الواضح أن مشكلتك الرئيسية هو أن لديك قلقاً نفسياً، هذا القلق النفسي هو السبب في الاسترسال أو الإسراف في التفكير في أمور قد لا يكون هنالك أي داع للانشغال بها، وينتج عن ذلك ضعف في التذكير، والتشويش في الأفكار في بعض الأحيان، إذن الأمر كله مرتبط بالقلق النفسي.
يتفق علماء السلوك أن درجة معقولة من أحلام اليقظة - إن وجدت - قد تكون أمر إيجابياً؛ لأن إبداع الناس وتطور فكرهم تساعد فيه أحلام اليقظة إن كانت بدرجة معقولة، فأرجو أن لا تنزعجي للأمر، ولا تعتقدي أنه كله شر.
من أفضل الطرق لتحسين هذا الوضع هو أولاً توزيع الوقت، وأن تأخذي قسطاً كافياً للراحة، وتخصيص وقت للدراسة، ووقت للعبادة، ووقت للممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا هو خط العلاج الأول.
ثانياً: عليك بالتدريب بما نسميه بتمارين الاسترخاء، وتوجد عدة طرق، ومن أفضلها وأبسطها طريقة تعرف بطريقة جاكبسون، يمكنك التعرف عليها من خلال تصفح أحد المواقع على شبكة الإنترنت، وبعد ذلك قومي بتطبيق الإرشادات التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
هنالك دراسات كثيرة تشير أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تساعد كثيراً في تحسين التركيز.
حاولي أيضاً أن تقرئي مواضيع قصيرة وتكرريها أكثر من مرة، ثم بعد ذلك تسترجعيها وتتذكريها، وهذا أيضاً وجد أنه يساعد.
حاولي أن تدخلي نوعا من الاستشعارات الإضافية على نفسك، مثلاً إذا انخرطتي في هذا التفكير المتواصل الذي نسميه أحلام اليقظة، هنا أنصحك بأن تقومي فجأة بالضرب على يدك، هذا سوف يقطع حبل هذا التفكير، وهو نوع من الاستشعار الداخلي، أو قومي بتذكر أمر مخالف لطريقة التفكير أو موضع التفكير الذي سيطر على كيانك.
بقي أن أنصحك بتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهو من الأدوية السليمة جداً، والدواء يعرف باسم فافرين Faverin وهو الاسم التجاري أم الاسم العلمي فهو فلوفكسمين Fluvoxamine والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جداً 50 مليجرام تناوليه ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,107,538 |
2011-01-05
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
القلق والمخاوف وأثرها على الذهن
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُعاني من القلق المستمر، وفي البداية كنت أخاف من الموت، والآن يأتيني شعور دائم بأني أحلم، وأن الذي أعيشه ليس بواقع، وسيأتي يوم أفيق فيه من الحلم.
لا أريد أدوية؛ لأني أقتنع بالكلام، أدرك أن هذه الأفكار خطأ، ولكن أريد شخصاً يقنعني.
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المفيد.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
حالتك هي حالة من القلق النفسي، وظهر هذا القلق في شكل مخاوف – أي الخوف من الموت- ثم بعد ذلك تحول القلق النفسي إلى ما نسميه بالشعور بالتغرب عن الذات، أو ما يسمى باضطراب الأنية، وهو نوع من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك.
أفضل طريقة للعلاج هي أن تمارسي تمارين الاسترخاء بصورةٍ مستمرة، ولتعلم ممارسة هذه التمارين بصورة صحيحة إما أن تتواصلي مع أخصائية نفسية، أو تصفح أحد المواقع التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو تحصلي على كتيب أو شريط أو سي دي من إحدى المكتبات، ثم تطبيقي هذه التمارين بكل جدية.. هذا أولاً.
ثانياً: عليك ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.
ثالثاً: نظمي وقتك واستفيدي منه، وذلك بأن تكون لك أنشطة مختلفة خلال اليوم، وفي نهاية الأمر قومي بمراجعة ما قمت بإنجازه كذلك، وملاحظة ما لم تنجزيه، وكوني أكثر فعالية في اليوم الثاني مثلاً.
رابعاً: عليك بالرفقة الصالحة والطيبة.
خامساً: ركزي على دراستك.
سادساً: انخرطي في الأنشط الشبابية والطلابية وأعمال الخير.
سابعاً: التحقي بإحدى حلقات تحفيظ القرآن.
هذه هي الخطة العلاجية السلوكية المناسبة، ولا ننسى أيضاً أن نذكرك بأن تغيري نفسك فكرياً، وهذا نسميه بالتغيير المعرفي، وهو أن تحاوري نفسك، وتضعي القلق في قوالب مختلفة -أي أنه طاقة نفسية إيجابية- ويمكن أن نوجهها بصورةٍ أفضل، وقولي لنفسك: أنا سوف أوجه قلقي نحو الدراسة، ونحو إدارة وقتي بصورة طيبة، وبممارسة الرياضة وشيءٍ من هذا القبيل.
أما الخوف من الموت، فالموت حق -أسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في أعمال الخير- وتذكر الموت أمرٌ مطلوب، لكن بهذه الطريقة يعتبر حالة مرضية، فلذلك حقري فكرة الخوف المرضية هذه؛ لأن الخوف الطبيعي من الموت هو الذي يجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، ولكن حين تكون الفكرة مرضية يجب أن تحقر، وذلك بأن تقولي لنفسك: هذا الخوف خوف مرضي وليس خوفاً صحيحاً، ولذا أنا سوف أحقره، وسوف أعمل لما بعد الموت.
كان من الممكن أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، ولكنك ذكرت أنك لا تحبين أي علاج دوائي، وما ذكرناه لك يكفي إذا قمت بتطبيقه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,107,234 |
2011-01-02
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة وتشتت التركيز
|
السلام عليكم.
أشكر الدكتور محمد عبد العليم على استشاراته الطيبة، أما استشارتي التي أرجو أن تجيبوا عليها هي:
أنا طالب جامعي، عمري (25) سنة، مشكلتي بدأت منذ سنوات عديدة من المرحلة الإعدادية، حيث أصبحت أعاني من نقص في التركيز وكثرة التخيلات وأحلام اليقظة، وقد انعكس ذلك على حياتي مع الناس وعلى دراستي، حيث أصبحت أستغرق وقتاً طويلاً في الدراسة، حيث أنني أحس بأن قراءتي صعبة وبطيئة، مع أنني شخص ذكي ـ والحمد لله ـ ولكن مشكلتي هي التركيز وهذه الخيالات.
هذه الأحلام عادةً عن مواقف أكون فيها الأفضل، أو عن مستقبل جميل، أو عن الجنس، وأحياناً عن أشياء حزينة، كنت في مراهقتي كثير الانعزال بحجة الدراسة، وكانت درجاتي عالية بالرغم من هذه الأحلام، لكن شيئاً فشيئاً زاد ضعف التركيز، وبدأ مستواي بالهبوط.
لدي اكتئاب بسبب هذا الفشل، فأنا دائماً أتخيل نفسي قوياً مع الناس وفي دراستي، ولكن عندما أصطدم بالواقع أكتئب، كما أني من النوع الذي أسعى لأن يكون كل شيء عندي كاملاً ومتميزاً، وأضغط على نفسي كثيراً في سبيل هذا.
عانيت من هذه المشكلة (أحلام اليقظة) كثيراً، والتي جعلتني أحس بالغباء وأنني أقل من أقراني، وحاولت كثيراً التخلص من هذه الأحلام، لكن دون جدوى، فما هي مشكلتي؟ وما هو الحل؟
أرجو مساعدتي .. وشكراً لكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمشكلتك تنحصر في أنك تعاني من سمات القلق النفسي، والقلق النفسي كثيراً ما ينتهي بشيء من الإحباط والشعور بالكدر وافتقاد الفعالية.
أولاً: التخيلات وأحلام اليقظة وفقدان التركيز هي مؤشرات رئيسية جداً على أنك تعاني بالفعل من القلق النفسي، وأنصحك بأن تعيد التفكير حول ذاتك وتقييم نفسك بصورة صحيحة، فأنت الحمد لله في عمر يتميز بوجود طاقات نفسية وجسدية ووجدانية عالية، ويجب أن تسأل نفسك لماذا لم أستفد من هذه الطاقات بصورة أفضل؟ لماذا لا أكون منتظماً في أي أمر أريد أن أنجزه؟ لماذا لا تكون لديّ دافعية أفضل؟ وألحق هذا النوع من التفكير ببرامج عملية، تقوم على توزيع الوقت وإدارته بصورة جيدة وملتزمة، لأنك تحتاج فعلاً لأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وهذا أمر مفيد، ويعرف عنه أنه يمثل الحل الرئيسي لمثل هذا النوع من الاضطراب النفسي البسيط الذي تعاني منه.
ثانياً: الذي أنصحك به هو ممارسة الرياضة، والرياضة تجدد الطاقات وتحسن من الدافعية وهي مطلوبة جداً في عمرك.
ثالثاً: عليك بالرفقة الطيبة والقدوة الحسنة، فالإنسان في حاجة لمن يساعده ويرشده نحو أمور دينه ودنياه.
أنت محتاج أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، وتلحق ذلك بممارسة الرياضة كما ذكرت لك، وهاتان الجزئيتان، يجب أن تأخذا اهتماماً خاصة في توزيعك وقتك؛ لأن الراحة مع الرياضة تحسن الدافعية نحو التركيز والقراءة والتحسن في الدراسة إن شاء الله.
أيها الفاضل الكريم- ربما يكون من الجيد بالنسبة لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق الاكتئابي وهنالك أدوية كثيرة جداً منها عقار يعرف باسم زولفت (Zoloft) والاسم العلمي هو سيرترالين (Sertraline) ويمكن تناوله بجرعة 50 مليجرام حبة واحدة ليلاً ومدة العلاج المطلوبة في حالتك هي ستة أشهر.
ويمكنك أن تتواصل مع القسم الطبي النفسي بمؤسسة حمد الطبية، حيث أنه يوجد أطباء متميزون، ويمكنك أن تتحصل على الأدوية من المستشفى وسوف يساهم الأطباء بتوجيهك وإرشادك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,107,198 |
2010-12-30
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
معظم وقتي يذهب في أحلام اليقظة
|
أنا طالبة بالصف الأول الثانوي،أعاني من كثرة أحلام اليقظة، حيث أسرح فيها معظم وقتي ولا أستطيع المذاكرة بسبب ذلك، وأظن أن صلاتي لا تقبل، بسبب التفكير المتواصل فيها، علما بأنها لا تأتيني عندما أكون في المدرسة أو مع أصدقائي، وأصبح لي عالما خاصا بمخي، وأصبحت أظنه هو العالم الحقيقي، وأصبح ليس لي رغبة في المذاكرة وأعشق أفلام الرعب، علما بأنني متفوقة وحصلت على مجموع 292/300 في الصف الثالث الإعدادي، وقد كانت عندي هذه الأحلام وكنت أستطيع السيطرة عليها.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ e حفظها .الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن أحلام اليقظة في المرحلة العمرية التي تمرين بها تعتبر ظاهرة طبيعية، وأحلام اليقظة إن كانت بدرجة معقولة ربما تكون إيجابية لأنها تساعد في تنمية الإنسان فكريًا ومعرفيًا، وتحسن لديه الدافعية من أجل الإنجاز ومن أجل أن يصل إلى ما يصبو إليه، ولكن أتفق معك تمامًا إذا كانت هذه الأحلام تأتي بصورة مسرفة وكثيرة ومسيطرة، وفي جميع الأوقات لا شك أنها سوف تكون ذات عائد سلبي، وفي مثل هذه الحالة يُعتقد أن هذه الأحلام مرتبطة بقلق نفسي لم يُعبر عنه، وأصبح التفكير المتواصل أو ما يسمى بأحلام اليقظة أصبح هو المتنفس للنفس من خلاله تتنفس النفس، ويحدث نوع من التفريغ النفسي؛ لأن وسائل التعبير الأخرى لم تتوفر.
ولذا ننصح بالإكثار من ممارسة التمارين الرياضية، لأن الرياضة فيها شيء من المتنفس النفسي والجسدي كذلك.
حاولي أن تمارسي أي رياضة تناسبك كفتاة، وهنالك أيضًا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة جدًّا، فيمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت لمعرفة كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء وأرجو أن تكوني حريصة عليها جدًّا.
أحلام اليقظة هذه حاولي أن تقسّميها إلى أجزاء، وقولي لنفسك (هذه الفكرة فكرة أفضل من غيرها، سوف أركز على هذه الفكرة وأتجاهل بقية الأفكار) هذا النوع من الاختيار لفكرة معينة يرفع درجة التركيز على هذه الفكرة مما يُسقط الأفكار الأخرى من حساباتك. أعرف أن هذا التمرين ربما يكون ليس بالسهل ولكن لا توجد استحالة في تطبيقه. هذه أحد الوسائل وأحد الطرق التي تساعد.
إدارة الوقت بصورة صحيحة والإصرار على تنفيذ الجدول الزمني اليومي مهما كانت الظروف، وحقيقة إذا الإنسان جعل الصلوات الخمس مرتكزًا يتحرك من خلاله لإدارة وقته بصورة صحيحة يستطيع أن يقلل من هذا التفكير الذي يسيطر عليه والذي هو أحد بواعث القلق كما ذكرت لك، وهو ناشئ أصلاً من القلق. حددي مثلاً وقولي (بعد صلاة المغرب سوف أقوم بعمل كذا، وبعد صلاة الفجر سوف أقوم أتجهز للمدرسة) وهكذا، اجعلي هذه النقاط وهذه الركائز موجودة في حياتك وديري من خلالها الوقت بصورة صحيحة.
أنت الحمد لله متميزة من حيث التحصيل الأكاديمي، وليس هنالك حقيقة ما يقلل من رغبتك في المذاكرة، بل العكس لابد أن يكون لك الدافعية، لابد أن يكون لديك الحماس من أجل التميز، وتذكري قيمة العلم، وضعي صورة لنفسك بعد عشر سنوات من الآن، ضعي هذه الصورة الذهنية أمامك، لا شك أن التميز الأكاديمي سيكون هو المعين الحقيقي لك لتصلي إلى الأهداف التي تودين الوصول إليها.
لا شك أن الإدمان على أفلام الرعب هذه أحد المصائب التي تعطل الإنسان في تفكيره وهي من وسائل إضاعة الوقت، ومن وسائل الاضطراب النفسي كذلك حقيقة، فإن هنالك دراسات كثيرة جدًّا أن انعكاس هذه الأفلام على الإنسان وعلى صحته النفسية يؤدي إلى الكثير من السلبيات، فأنا أنصحك وأنت الحمد لله إنسانة جيدة وذكية ومستبصرة وتستطيعين أن تتحكمي في مشاعرك وفي إرادتك وفي تصرفاتك يجب حقيقة أن تضعي نقطة سوداء في مكان هذه الأفلام وتبتعدي عنها تمامًا، إن أردت أن تشاهدي التلفاز فهنالك أشياء أطيب وأفضل كثيرًا من هذه الأشياء التي هي في الأصل مضيعة للوقت ولها سلبيات كثيرة جدًّا على الإنسان نفسيًا ومعنويًا، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تتخذي هذا القرار وهو الابتعاد عن هذه الأفلام فلا فائدة ولا خير فيها.
بقي أن أقول لك أن للأدوية النفسية المضادة للقلق دور جيد جدًّا في التحكم أحلام اليقظة هذه وكذلك القلق المصاحب لها.
هنالك دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أنا أنصحك بتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناوله.
أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون سببًا إن شاء الله في أن يجعلك في حالة من الاسترخاء المزاجي، وهذا إن شاء الله ينتج عنه اختفاء القلق وكذلك أحلام اليقظة بالصورة التي تسبب لك الإزعاج الآن.
لا أعتقد أنه لديك مشكلة أساسية، وأعتقد أنه باتباع الإرشادات السابقة إن شاء الله سوف تجدين أنك في وضع صحي أفضل.
بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,106,718 |
2010-12-25
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة والتفاعل الجسمي معها
|
السلام عليكم.
منذ سن البلوغ تقريباً ولمدة عشر سنوات، عندما أكون وحيدة أتوهم أشياء ستحصل لي في المستقبل، وأتفاعل معها وأتكلم مع نفسي، فأضحك عندما يكون الموقف الذي أتوهمه مضحكاً، أو أبكي عندما أتوهم موقفاً محزناً وهكذا.. ولكن مع أشخاص معينين، وعندما تحصل لي هذه الحالة لا أستطيع التوقف، أحياناً لمدة ساعة أو أكثر، مما أثر على دراستي، فأصبحت أفكر بالذي سيحصل لي في المستقبل، ولا أفكر بالحاضر.
تعبت من هذه الأفكار التي تأخذ وقتي، حتى بعد الزواج استمرت معي هذه الحالة، إذا رآني أحد سيعتقد أنني مجنونة، لاحظت أن أختي الصغرى أحياناً مثلي.
فهل سبب هذا الوهم المرضي؟ هل هو وراثي أم هو التباس من الجن أم مرض عقلي؟
الرجاء إعطائي أسماء أدوية وحبوب لتساعدني، وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tasneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فلا أعتقد أبداً أن الذي يحدث لك هو نوع من المرض العقلي أو شيء من الجن والله أعلم، أعتقد أن الأمر بدأ معك بنوع من التفكير الذي يحدث في مراحل اليفاعة، ويكون هذا التفكير قائماً على ما يسمى بأحلام اليقظة، وهي أن يسترسل الإنسان في مواضيع مستقبلية، ويدخل في نوع من التفاصيل الغير ضرورية، ويبني فكرة على فكرة، ويشغله هذا النوع من الفكر، حتى ينتهي به إلى شيء من القلق.
أحلام اليقظة بدرجة معقولة لا بأس بها، لأنها تعتبر محركاً للإنسان ووسيلة لزيادة فعاليته واندفاعه نحو المستقبل، بصورة تساعده على النجاح وأن يكون مثابراً، ولكن حين تزيد عن الحد تتحول إلى قلق نفسي وتأخذ الطابع الوسواسي القهري، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، وربما يكون نفس هذا الأمر ينطبق على أختك الصغرى.
العلاج لمثل هذه الحالة هو السعي لتجاهل هذا الوضع الذي أنت فيه، وما دمت أنت مستبصرة ومدركة لهذا الأمر فيجب أن تغيري موضعك حين تتسلط عليك هذه الأفكار، وبتغيير المكان، أو بتغيير الوضع الذي أنت عليه، فإذا كنت جالسة فقومي، وإذا كنت واقفة فاجلسي، وإذا كنت غير منهمكة في نشاط منزلي مثلاً فعليك بأن تقومي بفعل عمل أو نشاط ما، وهكذا.
الإنسان حين ينقل نفسه لنشاط جديد مهما كان مستوى تفكيره وانشغاله بأمر معين فكل طاقاته النفسية سوف تتحول إلى النشاط الجديد الذي بدأه، هذه الطريقة بسيطة أيتها الفاضلة الكريمة، وإن شاء الله تفيدك.
عليك أيضاً أن تنظمي وقتك بصورة صحيحة، فالفراغ كثيراً ما يقود الإنسان إلى مثل هذه الأفكار الوسواسية التي منشأها ومردها هو أحلام اليقظة.
أرجو أن تكوني أكثر حرصاً في صلواتك وتلاوة القرآن والدعاء والذكر والاستغفار، ولا تنسي أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية.
أخيراً يوجد علاج دوائي طيب وممتاز وسليم إن شاء الله تعالى، الدواء يستعمل لعلاج حالات القلق والوساوس، وأنت محتاجة لجرعة صغيرة، ولست في حاجة لجرعات كبيرة، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم جدّا.
الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أرجو أن تحصلي عليه، وفي معظم الدول لا يتطلب وصفة طبية للحصول عليه، ابدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، تناوليه بعد تناول الأكل، وبعد شهر ارفعي هذه الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى ستجدين فائدة كبيرة من هذا الدواء، وعليك بتطبيق الإرشادات التي ذكرناها وتناول الدواء بانتظام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,106,334 |
2010-12-22
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيفية السيطرة على أحلام اليقظة والاهتمام بالحياة
|
أعاني من أحلام اليقظة المستمرة والمسيطرة علي بشكل قهري، وتزيد إذا حاولت الكف عنها، فما هي الأساليب العملية للكف عنها؟
دائماً تراودني الأفكار السلبية عن حياتي وحياة أحبائي كالمرض والموت، ودائماً تسبق الأفكار السلبية أفكاري الإيجابية، فدائماً أتوقع الأسوأ، فماذا أفعل؟
عانيت طويلاً من انتقاد الآخرين لشكلي وشكل ملامحي وطريقة ارتدائي لثيابي وتصرفاتي، مما جعلني أفقد ثقتي بنفسي، لكن الكارثة أنني أصبحت لا أفعل شيئاً إلا إذا تأكدت من أنه سينال استحسان الناس، ففقدت إخلاصي لله وأصبحت لا أفعل شيئاً لله، وهذا يضايقني بشدة، فهل هناك خطوات عملية تجعلني لا أسعي دائماً لجذب انتباه الناس والحصول على استحسانهم الدائم؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kesmat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنوع أحلام اليقظة التي تسيطر عليك هي ناتجة من القلق النفسي، وإذا تمت السيطرة على القلق النفسي فسوف يتم السيطرة على هذه الأفكار المسترسلة، والدليل على أنك تعانين من القلق هو أيضاً الأفكار السلبية التي تراودك وتسيطر عليك، وفي بعض الأحيان حين تسيطر هذه الأفكار السلبية ينتج عن ذلك شعور اكتئابي.
والاكتئاب-وحتى وإن كان بدرجة بسيطة- يشعر الإنسان دائماً بسلبياته وإخفاقاته، وإن لم تكن موجودة في الأصل، فأنا أرى أن كل الأمر يتعلق بالقلق، والذي أنصحك به هو أن تمارس الرياضة بصورة منتظمة، وعليك أيضاً التدرب على تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب من أحد المكتبات مثل مكتبة الأنجلو في القاهرة للتدرب على هذه التمارين وهي جيدة وتزيل إن شاء الله الطاقات السلبية والمتكررة، وأنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية البسيطة، مثل عقار موتيفال وهو دواء جيد جداً لعلاج القلق النفسي تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم توقف عن تناوله.
بالطبع أنت محتاج إلى أن تلجأ إلى التغير المعرفي والتغير المعرفي نعني به أن كل فكرة سلبية تأتيك يجب أن تضع في حسبانك الفكرة الإيجابية المضادة لها، وبشيء من الحوار مع الذات والمنطق والتركيز تستطيع أن تقنع نفسك أن الأخذ بالفكرة الإيجابية هو أفضل بكثير من الفكرة السلبية، وهذا يحتاج في بعض الأحيان لمساعدة من المختص، ولكن المبدأ العام هو أن تحقر الفكرة السلبية أن تتجاهلها وأن تستبدلها بفكرة مضادة لها، وأن تبحث من إيجابيات الموجودة لديك وتحاول أن تجسمها وأن تنظر إليها بوجه أفضل.
عليك -أخي الكريم- أن تبحث عن عمل، العمل يعطيك قيمة عظيمة جداً تحس فيها بقيمة ذاتك ويملئ فراغك، مما يقلل من هذه الأفكار السلبية المسيطرة عليك، وعليك أيضاً بحسن إدارة الوقت، وعليك بالرفقة الطيبة، فالإنسان بحاجة للرفقة الطيبة، وهذا يفيد كثيراً في تطوير الذات وتنميتها.
إذن: أيها الفاضل الكريم! أنت مطالب بأن تتجاهل كل هذه السلبيات، وأن تعيد تقييم نفسك بصورة إيجابية، وأن تفهم نفسك، وأن تقبلها وأن تسعى لتطويرها، وأحد أساليب التطوير المهم في نظري كما ذكرت لك أن تبحث عن عمل.
سوف تجد أفكار اليقظة هذه أو أحلام اليقظة قد انقشعت وقد قلّت كثيراً، ولا مانع أبدأ أن تأتيك بعض أحلام اليقظة فهي متنفس، والبعض يعتبرها دليل النجاح، أو يمكن أن تكون بداية لأن تدفع الإنسان نحو بعض الإنجازات التي يأمل في الوصول إليها والحصول عليها، وهذا أيضاً مفتاح من مفاتيح النجاح.
أخي الكريم! بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,103,428 |
2010-10-05
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
نعاس دائم وأحلام يقظة
|
السلام عليكم.
أكتب لكم مشكلتي، وكلي أمل في إيجاد جواب منكم، أعانكم الله، أنا أبلغ من العمر 21 عاماً، ومشكلتي هي النعاس الدائم والروتين، وأيضاً أعاني من أحلام اليقظة، فأنا دائماً أحلم بأي شيء، أحياناً تكون أحلاماً نافعة، وأحياناً تكون سخيفة.
هزلت كثيراً، وأصبحت أسوّف كل شيء، وتوالى على نفسي الفشل، فأنا فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أهملت دراستي ونفسي، أصبح الجميع يتساءل عن سبب ما أنا فيه، كرهت الاجتماعات، وأصبحت أخاف من الغد، لم تعد عباداتي كالسابق، ولست أنا كالسابق.
أتساءل ما بي؟ وما هو؟ وهل أستطيع علاجه؟ وإذا كان هناك علاج فأرجوكم أخبروني؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو أن تقومي بعمل فحوصات طبية عامة يتم من خلالها التأكد من قوة الدم؛ حيث إن ضعف الدم وانخفاض نسبة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) قد يؤديان إلى النعاس الدائم وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، كما أرجو أن تشمل الفحوصات مستوى هرمون الغدة الدرقية؛ حيث إن اضطراب هذا الهرمون -خاصة لدى الفتيات- قد يؤدي إلى الشعور أيضاً بافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، والشعور بالخمول وعدم اليقظة، والتكاسل الدائم، فأرجو أن تقومي أولاً بهذه الفحوصات وذلك من أجل التأكد.
هذا من الجانب العضوي، أما من الجانب النفسي فالأعراض هي أعراض مماثلة لحالة اكتئاب نفسي من الدرجة البسيطة، والاكتئاب النفسي قد يأتي بهذه الصورة: شعور بالنعاس، والخمول، والملل، والتفكير الزائد الذي قد يكون في شكل أحلام يقظة، مشاعر بالفشل - كما تفضلت وذكرت - افتقاد للطاقات، وعدم الرغبة في التواصل الاجتماعي.
الذي أرجوه منك أن تبذلي جهدا أكبر مع نفسك، فإذا كان هنالك سبب عضوي فسوف يتم علاجه، أي إذا كان هنالك ضعف في الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) أو اضطراب في الغدة الدرقية، هذه بالرغم من أنها احتمالات ضعيفة، ولكن أيضاً إذا وجدت فإن علاجها بسيط جدّاً.
الجانب النفسي ربما يكون هو الجانب المهم، والجانب النفسي يعالج بإعادة تقييم نفسك، فأنت - الحمد لله - في سن صغيرة، وفي بدايات الشباب، وطالبة، وأمامك مسئوليات نحو نفسك، ولابد أنك تريدين مستقبلاً مشرفاً وطيباً، إكمال الدراسة والزواج من الزوج الصالح، وهكذا... هذه آمال واقعية لا تتطلب الكثير، إنما تتطلب فقط تنظيم الوقت بصورة صحيحة، وانضباط الذات، أي الإنسان يكون له قوة وسلطان على ذاته، لا نتبع أنفسنا في التكاسل، هذا أمر مهم جدّاً، وإدارة الوقت تتم من خلال تقسيمه بصورة صحيحة، وفي نهاية اليوم يأتي الإنسان ويجرد ويحسب ما أنجزه وما أخفق فيه، وهكذا، في اليوم الثاني يحاول أن يصحح مساره وينجز ما لم يستطع إنجازه في المرة السابقة، وهذا النوع من التفكير المعرفي تفكير إيجابي وجيد وإن شاء الله نتائجه طيبة.
عليك - أيتها الفاضلة الكريمة - أيضاً بالرموز والقدوات الصالحة من الفتيات، فحاولي أن تتمثلي بهنَّ، حاولي أن تكون صحبتك بينهنَّ؛ لأن الإنسان يحتاج لمن يدفعه ويشجعه، ويسانده، يحتاج لمن يحسن من استبصاره، والحمد لله أنتم مجتمعكم فيه الكثير من الصالحات والداعيات والطالبات المتميزات، فأرجو أن لا تضيعي على نفسك هذه الفرصة.
هنالك علاجات دوائية، وجد أن الأدوية المضادة للاكتئاب تحسن المزاج وتحسن من الدافعية كثيراً، وتزيد من النشاطات الجسدية والنفسية كذلك.
هنالك دواء جيد موجود في الصيدليات يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) لا مانع من تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً، أرجو أن تستمري عليه لمدة أربعة أشهر بمعدل كبسولة واحدة يومياً، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة تعتبر أمراً هاماً وضرورياً.
أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، يقال إن فيها جزئيات تدفع الإنسان وتجعله يكون أكثر استبصاراً وفعالية لتحقيق بعض آماله ومشاريعه المستقبلية، وهي بالطبع دليل على وجود القلق الاكتئابي البسيط إذا كانت هذه الأحلام شديدة.
إن شاء الله باتباعك للإرشاد السابق وتناول الدواء الذي ذكرناه لك سوف تجدين أن حياتك قد أصبحت تسير في المسار الإيجابي.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,103,426 |
2010-10-04
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كثرة التفكير مع الضحك ومحادثة النفس
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن استشيركم بشأن موضوع نفسي حصل لي، وهو أنه حصلت لي مشاكل في حياتي، فأصبح عندي إغراق في الخيال العقلي والتفاعل مع المشاهد الجديدة والقديمة التي في تفكيري، فأصبحت أكلم نفسي، وبعض الأوقات أضحك بصوت مرتفع أمام الناس، وبعض الأوقات يمر علي وقت يتقطب جبيني من موقف حصل قديماً من ذاكرتي أو مشاكل، أصبحت حالتي يرثى لها، وأصبحت أفكر كثيراً حتى أثر على مستوى عملي، وحتى شكوا فيّ وقالوا: إن هذا الرجل يضحك بمفرده فهو مصاب بالجنون، أريد طبيباً نفسانياً بارك الله فيكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ويا أخي إن كثيراً من الناس قد يسترسل تفكيرهم في أحداث حياتية سابقة، وهذه الأفكار حتى وإن كانت بسيطة تقتحم خيال بعض الناس لدرجة وسواسية، ولا شك أن التفكير القلقي يولد كثيراً من القلق، وهذه من طبيعة النفس البشرية، وتحمل الناس يتفاوت ويختلف تماماً في هذا السياق.
نحن نقول لك: حاول بقدر المستطاع أن تحقر هذه الظاهرة، أنت الذي بيدك الأمر وأنت الذي يجب أن تقيّم الحالة ويجب ألا تعطيها أي اعتبار، وهذا يأتي من خلال المحاورة الذاتية النفسية الداخلية، فالإنسان لابد أن يخاطب خياله ولابد أن يخاطب نفسه ولابد أن يخاطب ذاته، وذلك بتحليل ما يعتريها من أفكار أو ما يصدر منه من تصرفات، هذه ضوابط شخصية يستطيع الإنسان أن ينميها حتى يقوّم فكره وتصرفاته.
وبالنسبة للضحك بصوت مرتفع أمام الناس، فلا شك أن هذه ظاهرة غير طبيعية وغير مستحسنة أبداً، وإذا كان الأمر تحت تصرفك فلابد أن تتحكم فيه، وتعرف أن هذا التصرف ليس تصرفاً مقبولاً من الناحية الاجتماعية، هنالك بعض الناس ربما يصدر منهم الضحك بصورة قهرية وغير تحكمية، وهؤلاء غالباً يكون لديهم اضطراب في الفص الصدغي في المخ، وهنا ننصح بإجراء تخطيط للدماغ، وإذا اتضح أن هنالك ظاهرة غير طبيعية فيمكن إعطاء بعض الأدوية التي تنظم الوضع الكهربائي بالنسبة للدماغ عامة وللفص الصدغي خاصة.
هذه حالات نادرة، ولكن ربما يكون من المستحسن أن تقوم بإجراء هذا الفحص، وبعض الناس قد يستجيب أيضاً للأدوية المضادة للقلق؛ لأن الاسترسال في التفكير والانغماس في أحلام اليقظة حتى وإن كانت مبنية على خبرات وتجارب سابقة - أيّاً كانت نوعية هذه التجارب سلبية أو إيجابية – فهي تدل على وجود قلق داخلي يمكن أن نسميه بالقلق المقنع، وهنا قد تكون الأدوية المضادة للقلق جيدة، ونحرص أن يكون هذا الدواء يغطي أيضاً الجانب الوسواسي، لأني كما ذكرت لك في بداية هذه الإجابة أننا لا نستبعد أبداً أن تكون هذه مجرد ظواهر وسواسية تسيطر على كيان الإنسان.
ولذا أرى أن استعمالك لعقار ما يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) سوف يكون جيدّاً، فيمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، ويفضل تناولها بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والفعالة، والتي أسأل الله أن يجعل لك فيه نفعاً كثيراً، وأرجع وأقول لك مرة أخرى: من المستحسن تماماً أن تقابل طبيب الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية، والحمد لله هنالك الكثير من الأطباء المقتدرين حتى يقوموا بإجراء تخطيط للدماغ للتأكد من أنه لا يوجد أي نشاط غير منتظم في الفص الصدغي من المخ.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 294,828 |
2009-08-16
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
مشكلة كثرة الأحلام .. أسبابها وعلاجها
|
السلام عليكم
أشكو هذه الأيام من كثرة الأحلام بشكل متكرر، ويبدأ الحلم فور النوم حتى في حال أخذ غفوة بسيطة، والأحلام عادة تكون مرتبطة بأحداث حياتي اليومية، وفي العادة لا تكون كوابيس، ولكن الأمر أصبح يؤرقني كثيراً، حيث أصحو من النوم غير مرتاح تماماً، فأرشدوني.
وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأحلام قد تكون دليلاً على وجود القلق النفسي، ومن أسبابها أيضاً أنها تعبير عن الحركة والنشاط الجسدي والفكري والذهني للإنسان في وقت اليقظة، أي بمعنى أن الإنسان إذا تحرك كثيراً أو كان مشغولاً وقلقاً ويفكر في أشياء كثيرة ومتشابكة ربما ينعكس ذلك أيضاً في كثرة الأحلام أثناء النوم.
قد وجد أن الإكثار من الطعام والنوم بعد تناول الطعام مباشرة يؤدي أيضاً إلى هذه الأحلام، وهناك من يعتبرها أماني لم تتحقق في الواقع، وانتقلت إلى العقل الباطني وتم التعبير عنها من خلال اللاشعور، وهذا يعتبر نوعاً من المتنفس أو المنفذ الذي يقلل من احتقانات النفس.
لا بد أن نذكر أن الأحلام من الشيطان والرؤى من الرحمن كما ذكر ذلك في الحديث، وعليه فإن الذي ينبغي عمله هو:
أولاً: عدم تناول كميات كبيرة من الطعام ليلاً، ويفضل تناول طعام العشاء مبكراً وأن تكون الوجبة خفيفة وغير دسمة.
ثانياً: ينصح أيضاً بممارسة التمارين الرياضية في أثناء النهار.
ثالثاً: التقليل من تناول الميقظات كالبيبسي والكولا والشكولاتا والشاي والقهوة، أيضاً هو أمر مطلوب.
رابعاً: الراحة الذهنية قبل النوم مهمة، ونحن لدينا أشياء عظيمة في السنة المطهرة، وهي أن الإنسان إذا توضأ وصلى قبل النوم هذا أمر طيب جدّاً، وهذا بالطبع يساعد الإنسان بأن يفصل ما بين النوم وما بين مشاغل الحياة.
الإنسان حين يتوضأ ويصلي ويكون حقيقة قد انسلخ تماماً من مشاغل الدنيا، وهذا يعطي العقل راحة والفكر استقرار مما يقلل أيضاً من هذه الأحلام.
كما أن التأكد والتحتيم على أذكار النوم يعتبر من الأشياء التي يجب أن نكون حريصين عليها.
خامساً: إذا كان هناك قلق حقيقي تعاني منه فلا مانع من أن تتناول أحد الأدوية البسيطة مثل عقار تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين أو ثلاثة ثم تتوقف عن تناول الدواء.
سادساً: تمارين الاسترخاء أيضاً ذكر أنها مفيدة، وحقيقة الذي ننصح به قطعاً هو أن الإنسان يفضل ألا يحكي عن الأحلام كثيراً خاصة إذا كانت غير طيبة المحتوى، وعلى الإنسان أن ينفث على جانبه الأيسر ثلاث مرات، وأن تدعو الله تعالى بخير الأحلام، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتستعيذ بالله من شرها، فهذا هو الذي أود أن أوضحه، وأسأل الله تعالى لك نوما هادئا ورؤى سعيدة.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 293,662 |
2009-06-08
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
لديه طموح لكنه يصطدم بنظرته السلبية لنفسه
|
السلام عليكم.
أنا إنسان أحلم بعالم جديد، وأحب إيجاد حلول للمعضلات والمشاكل وتغيير الأحوال القبيحة في المجتمع إلى أحوال طيبة ومحمودة وأحب الإصلاح والتشييد، ولكني أتساءل: هل يمكن لمثلي أن يفلح في هذه الأمور؟
فأنا لا أملك مالاً، وعشت عمري كله مستضعفاً ومحتقراً لا يؤبه لي!
هل يمكن أن يعطي الله مثل هذه الأمور لتافه مثلي؟
هل ثمة في التاريخ من كان في مثل حالي ثم غيره الله وأعطاه واستعمله في الإصلاح في الأرض؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
إن الأمر الأول الذي أثرته هو أنه لديك نوع من أحلام اليقظة تود من خلالها أن تحل المعضلات، وأن تُصلح أمر الناس وتغير الأحوال القبيحة في المجتمع، هذه مشاعر طيبة ومشاعر جيدة، وحقيقة هي آمال في نفس الوقت تدل على حسن خلقك وأنك تريد الخير لنفسك وللآخرين، ولكن يأتي الإشكال الأساسي في الأمر الثاني، وهو أنك تقلل من قيمة نفسك وتحتقر نفسك لدرجة الازدراء، وهذا ليس أمراً محموداً.
أنا أجد لك العذر في مثل هذه المشاعر لأنها أخذت الطابع الوسواسي، أنت لديك اندفاعات في شكل آمال تريد من خلالها أن تغير الناس والمجتمع إلى ما هو أفضل، ولكن الاندفاعات الأخرى المضادة لها هي أنك تحقر قيمة ذاتك بشكل محزن جدّاً.
فالذي أدعوك إليه أن تنظر إلى الأمور بوسطية، وألا تحقر أبداً من ذاتك، وأن تنظر إلى نفسك بمقاييس جديدة ومسئولية، أعط نفسك حقها، وابدأ بتغيير تفكيرك حيال نفسك.
أنت قلت: إنك عشت كل عمرك مستضعفاً ومحتقراً لا يُعتد بما تقول، ولا يعيرك الآخرون أي اهتمام.
أعتقد أيضاً أنك قد قسوت على نفسك في هذا الحكم، ربما يكون نظرة بعض الناس لك سلبية، ولكن يجب ألا تأبه لهم، يجب ألا تعير حكم الآخرين أي اهتمام، هذه أيضاً أعتقد أنها فكرة لا تخلو من الطابع الوساوسي التصقت بتفكيرك وحاولت أن تجد المبرر لنفسك أنك لا يمكن أن تقوم بأي عمل إيجابي ومفيد.
الذين ساهموا مساهمات فعالة في التاريخ كانوا لا يدركون مقدراتهم الحقيقية، ولكنهم اجتهدوا وثابروا وكانوا مرتبطين بالواقع، فأنت لا شيء يمنعك أن تساهم في إصلاح الناس وفي إصلاح المجتمع، حاول أن تغير الأمور بيدك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً وحسب ما هو متاح، وحاول أن تغير بعض الأمور بلسانك، وحاول أن تغير بعضها بقلبك وهذا هو أضعف الإيمان...هذا هو المبدأ الذي يجب أن تنتهجه.
أنت لست مطالباً بتغيير المجتمع، ولست مطالباً بتغيير الناس وطباعهم وسلوكهم الغير مقبول، ولكنك مطالب بأن تناصح في حدود ما هو ممكن وفي حدود ما هو معقول.
إذن خلاصة الأمر أقول لك: من الضروري أن تغير تفكيرك حول نفسك، واعلم أنه لا توجد استحالة في أن يساهم الإنسان في إصلاح نفسه وإصلاح من حوله. زود نفسك بالعلم الشرعي وعلوم الدنيا ما أتيحت لك فرصة في ذلك، وهذه هي الأسلحة الطيبة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يغير نفسه ويغير الآخرين.
بجانب ما ذكرته لك من آراء بسيطة وقد تكون معلومة بالنسبة لك، ولكني أريدك أن تتمعن فيها عسى أن يكون فيها خير لك، بجانب ذلك أرى أنه سيفيدك أحد الأدوية المضادة للشعور بالإحباط وسيطرة الوساوس، هنالك عقار يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أرى أنه سيساعدك ويجعلك على الأقل في نوع من الاستقرار والتواؤم النفسي الداخلي، وهذا - إن شاء الله تعالى – يرجعك لأن تفكر بصورة فيها واقعية أكثر بعيدة عن سطوة القلق والوساوس. ابدأ على بركة الله في تناول فلوكستين، واسمه التجاري (بروزاك Prozac) - وربما له مسميات تجارية أخرى في تونس، المهم أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي فلوكستين – ابدأ في تناوله بجرعة عشرين مليجراماً ليلاً، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراماً) في اليوم، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أعتقد أن هذا الدواء سوف يساعدك كثيراً -بإذن الله- من أجل أن تبني مشاعر نفسية تكون أكثر إيجابية واستقراراً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. ونسأل الله أن يصلح أمرك وأمرنا وأمر جميع المسلمين.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 431,621 |
2009-02-19
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
علاقتها السلبية مع والدتها جعلتها تهرب لأحلام اليقظة
|
السلام عليكم
أهوى كتابة القصص الخيالية، وبعضها تميل للواقع، لكن مشكلتي في ذلك أن الكتابة أخذت من وقتي الشيء الكثير، وأصبحت غير متفرغة للأشياء الأخرى سوى أن أؤدي واجباتي اليومية بالمنزل والمتطلبات الأخرى وبعدها أعود للكتابة.
وترجع هوايتي إلى حبي للهروب من المشاكل في المنزل (خاصة مع والدتي)، وأصبحت أعيش مع الخيال في حياتي، حتى إذا جلست مع أهلي أجلس معهم وأضحك مجاملة لهم؛ لأن أهلي يتذمرون من قلة جلوسي معهم، وأصبحت أمي تسميني بـ(المنطوية/ المنعزلة)، وأظن أن من أسباب ذلك أن أمي لم تفهمني ولم تشبعني بالحنان، وأعطتني مسئولية أكبر مني لأني ابنتها الكبرى.
وتريد دائماً أن تحكي عن نفسها وعن الناس الذي ظلموها وعن الأقارب وعن أخواتها وعن شراء أثاث البيت، ولم تعطني فرصة أن أبوح بحبي لها أو أتكلم عن مواهبي أو عن ماذا أحب في الحياة، ولو افترضنا أنني حدثتها بشيء في نفسي مما ذكرت أجدها تفشي سري عند والدي أو أختي، فصرت لا أثق في صداقتها كأم مع ابنتها، وصرت أتحاشى الحديث معها، وأصبحت أهرب من الجلوس معها، فاتهمتني بأني بخيلة لا أقدم لها المساعدة بالرأي وأني أمتن بنفسي عليها، لكن كل كلامها عكس ما في نفسي.
ودائماً تشتكيني إلى والدي، وأغلب كلامها معه تفهمه خطأً، فأصبحت أعمل ما يطلبونه مني كترتيب المنزل أو مساعدة والدتي أو الجلوس مع العائلة وأنا مجبورة، لأني إذا لم أفعل ما يريده والداي فسيكون مصيري العتاب، وصارت تأتيني حالة أثناء قيامي بالأعمال المنزلية أو أثناء جلوسي مع العائلة فأتخيل قصصا فكاهية وبعدها أضحك، وقد لاحظت أختي ذلك، وأخاف أن يعلموا بذلك فأنا لم أخبرهم بذلك، فقدموا لي النصيحة المناسبة.
وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن محتوى رسالتك يدل أنه لديك شيئاً من أحلام اليقظة تعبري عنها عن طريق الكتابة، وهذه الكتابة أخذت أيضاً الطابع الوسواسي؛ لأنها أخذت من وقتك الكثير، وهذا نوع من الوساوس القهرية البسيطة القائمة على الإفراط في الخيال والتفكير والميول للانعزال والهروب.
وهذا أمر يمكن علاجه وليس هناك مستحيل أبداً في التحكم بالتفكير الخيالي، فالتفكير الخيالي يجب أن يناقش الإنسان نفسه بأنه مضيعة للوقت وبأنه غير مفيد، وفي ذات الوقت تقومي بوضع برامج يومية تحددي فيها الأوقات والواجبات التي يجب أن تقومي بها وتلزمي نفسك إلزاماً قاطعاً باتباع هذا البرنامج.
وهذه طريقة بسيطة ولكنها مجدية جدّاً؛ لأنها من الوسائل الممتازة لأن يفرض الإنسان نوعاً من القيود على ذاته، وهنا يكون الضابط أو المراقب هو الضمير الذاتي، وهذا أفضل رقيب على الإنسان في مثل هذه الحالات.
ويأتي بعد ذلك علاقتك بوالدتك، فالخلافات توجد بين الناس وبين أفراد الأسرة الواحدة، ونعرف أن ما ذكر في المدرسة التحليلية أن البنت الكبرى قد تكون لها وجهة نظر مختلفة أو عدم توافق مع والدتها وربما تكون أقرب إلى والدها، ومع هذا فإننا لا نستطيع أخذ هذا الكلام على إطلاقه ولكننا نشاهد بعض الحالات التي تنطبق عليها هذه النظرية من وقت لآخر، وأنت ربما يكون لديك شيء من هذا النوع من العلاقة التي ذكرتها المدرسة النفسية التحليلية.
وعموماً أرجو أن لا تنظري إلى علاقتك مع والدتك بسلبية وظلامية، فأنا على ثقة كاملة أنك تعرفين قدر والدتك وأنت مطالبة ببرها ومطالبة بمساعدتها ومطالبة بتعزيز وتوطيد نقاط الاتفاق فيما بينكما وأن تجدي لها العذر في نطاق الخلاف فيما بينكما.
وأؤكد لك أن حب الوالدين (خاصة الأم) لأبنائهم وبناتهم هو حب غريزي وفطري، وهذا أمر لا مناص منه مطلقاً، فوالدتك تحبك وتريدك أن تكوني أفضل منها، ولكن ربما يكون لديها صعوبات في المنهج ولكل إنسان منهجه في التربية وفي التواصل، فافتحي حواراً إيجابياً مع والدتك، وأظهري لها الحب والاحترام والطاعة، وأنا على ثقة تامة أنها سوف تبادلك هذا الحب وسوف تعتز بك.
وأرجو أن لا تكون هناك أي نوع من الحواجز بينك وبين والدتك، كما أرجو أن لا تكوني متحفزة وتعتقدي أن كل تصرف يأتي من جانب والدتك سوف يكون سلبياً، فهذه الأحكام المسبقة تضر كثيراً بالعلاقات، وكثيراً ما تكون لنا أحكام أو قرارات مسبقة حول بعض الأشخاص، ومهما قدموا وأحسنوا وكان أداؤهم متميزاً نحكم عليهم بتصرفاتهم السابقة أو تجاربنا السلبية معهم في الماضي، فأرجو أن تزيلي ذلك تماماً وأرجو أن تنظري في النقاط الإيجابية تجاه والدتك.
ومن الجميل أنك تحاولين الآن المساعدة في عمل المنزل وفي مساعدة والدتك والجلوس مع العائلة فهذا من المهم جدّاً، ويمكنك أيضاً أن تقترحي للأسرة أن تكون هنالك جلسات أسبوعية (نسميه بالمؤتمر الأسري) هذا المؤتمر الأسري فعال جدّاً في مناقشة ما يهم الأسرة وكل القضايا التي تشغل أفراد الأسرة يمكن مناقشتها ويمكن طرحها.
ويمكنك أيضاً أن تدعمي هذا الاقتراح بأن تكون هناك تلاوة للقرآن على سبيل المثال في النصف ساعة الأولى، فندعو الأسرة أن تبدأ بتلاوة القرآن الكريم لمدة نصف ساعة، ثم تكون نصف ساعة أخرى للحوار والنقاش فيما يخص الأسرة، ومن خلال هذا الحوار سوف تخرج الكثير من العواطف والطاقات النفسية السلبية المكتومة، وهذا يسمى (العلاج عن طريق التفريغ النفسي) وهو علاج فعال وجيد، ومن خلال هذه الاجتماعات الأسرية سوف يصل أعضاء الأسرة إلى أن الأمور يجب أن لا تؤخذ بصورة شخصية ولكن يجب العمل على مساعدة الأسرة كلها وجعلها أكثر فعالية، فهذا واحد من الأساليب التي وجد أنها طيبة إذا نفذت بالصورة الصحيحة.
والجانب الآخر وهو أن والدتك تحاول دائماً أن تعكس الجوانب السلبية لوالدك، فأرجو أن تثبتي لوالدك أنك إيجابية وأنك مطيعة وأنك فعالة وأنك عضو مفيد في الأسرة، وهذا سوف يجعله يصدر أحكامه الخاصة عليك والتي أتصور أنها سوف تكون أحكاما مشجعة وأحكاما إيجابية، ولن يبني آراءه حيالك على ما تقوله والدتك.
وما ذكرته من أنه يأتيك نوبات من الضحك وحدك، فهذا مرتبط بأحلام اليقظة والاسترسال في القصص الخيالية ذات الطابع الفكاهي، فانتقلي بجسدك وعواطفك وتفكيرك نحو الأسرة كلها ولا تعزلي نفسك عنهم أبداً.
وفي بعض هذه الحالات – نسبة لوجود الجانب الوسواسي – ننصح أيضاً بتناول أحد الأدوية البسيطة والتي تساعد في علاج هذه الأفكار المسترسلة ذات الطابع الوساوسي ويمكنك محاولة هذه الأدوية، والدواء الذي أنصحك به يعرف باسم (بروزاك) فيمكنك أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر وسوف يساعدك كثيراً إن شاء الله تعالى.
أرجو اتباع الإرشادات السابقة وأرجو أن تنظري في علاقتك مع والدتك بحميمية أكثر وبإيجابية أكثر، وأرجو أن أؤكد لك أن والدتك تحبك حباً مطلقاً وهي مثل كل أم تريدك أن تكوني في أحسن الأحوال وأن تكوني فعالة، ويجب أن تساعدي والدتك حتى تصلي -إن شاء الله تعالى- لهذا المقام.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 284,647 |
2008-06-30
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة وكيفية التخلص منها
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 30 سنة، ومشكلتي أنني أعيش أحلام اليقظة، حيث عندما أنظر لشخصية تكون ناجحة في عملها أو جميلة أظل أتمنى لو كنت مكانها، حتى الأفلام فإنني آخذ موقع البطلة فيها، وأحس بالضياع وأنني لست ناجحة، وأشعر بأنني أعيش في هذه الحياة رغماً عني، وشخصيتي ضعيفة جداً ولا أحب الدخول في نقاش مع الناس، لأنني مسالمة ولا أحسن التحدث، وقد فقدت الأمل في كل شيء، فكيف أتخطى هذه المشكلة؟ وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجعل أحلامك هذه أحلاماً بنَّاءة وهادفة ليست مضيعة للأوقات أو مرهقة للأعصاب.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أنك تعانين من أحلام اليقظة فهذا يدل على أنك تعانين من مشكلة حقيقية، فأحلام اليقظة عبارة عن دوحة خضراء يستظل تحتها الإنسان بعض الوقت حتى تنخفض حرارة الهجير ثم ينهض ويسير في طريقه.
وأحلام اليقظة أيضاً هي مجموعة من الأمنيات والأفكار الجميلة السعيدة التي تعوض الإنسان عن الفشل في الواقع، ولكنها تكون مشكلة إذا تكررت بشكل مستمر وأعاقت عن أداء العمل أو التفاعل الاجتماعي أو أدت بالإنسان إلى العزلة عن الآخرين أو تعطيل الواجبات المطالب بها.
وأحلام اليقظة هي وسيلة من وسائل الهروب الجميل والرائع من الواقع والعيش في عالم آخر بعيداً عن أي تكليف، وخاصة بأن الإنسان في خلال أحلام اليقظة يستطيع أن يحقق ما يعجز عنه في دنيا الواقع، ولذلك فإن أحد أسبابها هو الفراغ الذي تعانين منه والضياع الذي تعانين منه أيضاً وفقدان الأمل الذي ذكرتيه في كل شيء، فإنك عندما تشعرين بأنك لا دور لك وأنك لست مهمة في الحياة وأنك لا تقدمين شيئاً يلجأ عقلك تلقائياً إلى أن تعيشي في جو رائع وجو جميل ومريح وتحققين الأحلام، وكل ذلك يعيشه الفرد لتعويض فشله في إشباع الحاجات والرغبات الواقعية.
وأيضاً قد تكون أحلام اليقظة عبارة عن تعويض لبعض الإعاقات الجسمية أو النفسية، وأيضاً قد تكون بسبب الخجل الذي يحدث للإنسان عندما يواجه الحياة من أنه لا يستطيع أن يواجهها فيلجأ إلى أحلام اليقظة حتى يستطيع من خلالها أن يواجه الحياة وأن يتغلب على الأطراف الأخرى.
وعلاج هذه المشكلة إنما يكون أولاً بأن تشعري أنك مهمة، وأنك لست ضعيفة، وتصورك أن شخصيتك ضعيفة جدّاً فهذا ليس بصحيح، وإنما هذا وهم؛ لأنه في الواقع لا يوجد إنسان بمعنى شخصية ضعيفة هزيلة، وإنما عندما يترك دوره ليقوم به الآخرون فإنه يكون حيّاً على هامش الحياة، وأما لو قام بدوره الذي خلقه الله عز وجل له فإنه قطعاً سيكون مهماً، ولذلك قد يكون الرجل أو المرأة أمام الناس العاديين لا قيمة له ولكنه في داخل بيته في غاية الأهمية، فالمرأة تكون مهمة جدّاً لزوجها حتى وإن كانت لا تملك من الجمال مثقال ذرة، والرجل كذلك يكون مهماً لزوجته حتى وإن كان أيضاً كذلك لا يملك شيئاً من مقومات الحياة ولكنه في داخل بيته يشعر بأن له كيان.
ولو أنك بدأت الآن في الدخول في معترك الحياة وإثبات الكفاءة وأنك تستطيعين أن تؤدي دوراً جيداً في الحياة وبحثت عن أي فرصة للعمل وإن كانت بسيطة ومتواضعة فذلك علاج أولاً لضعف الشخصية وثانياً لمشكلة أحلام اليقظة، ولابد أن يكون عندنا شعور بالرضا بما نحن فيه؛ لأن عدم الشعور بالرضا والسخط على الواقع يؤدي إلى الهروب من المشكلة إلى عالم أحلام اليقظة، ولكن لما أرى أن ما قدره الله فهو كائن وأن قضاء الله خير وأرضى بقسمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فالرضا بتقدير الله تعالى هو أهم عامل من عوامل السعادة، فأنا أشعر بأنني متأقلم مع المجتمع الذي أعيش فيه، ومتأقلم مع ظروفي ولا أعاني من أي نوع من التبرم أو العناد أو الخروج على المألوف، فبذلك لا أكون محتاجا للدخول في أحلام اليقظة.
ومن الأمور التي تعين على علاج مسألة أحلام اليقظة والاستغراق فيها أن نعزز الأعمال التي نؤديها، فإذا كنت تقومين مثلاً بإعداد الطعام فاجتهدي في تنويع أنواع الطعام واجتهدي مثلاً في إعداد الطعام قبل وقت تناوله، واجتهدي أيضاً في ترتيب المطبخ بطريقة صحيحة وجيدة، واجتهدي في ترتيب أدوات الطعام من صحون وملاعق وغير ذلك، فإن ذلك يعتبر نوعا من تعزيز المهارات الجيدة التي تجعلك تشعرين بالرضا من قبل من ينظر إليك، وفي تلك الحال لا تكونين في حاجة إلى أن تعيشي في عالم أحلام اليقظة.
ومن الأمور المهمة جدّاً لعلاج أحلام اليقظة شغل أوقات الفراغ، إما بكتابة بعض القصص الهادف أو الموضوعات الجيدة والاستمرار في الكتابة، ومن الممكن أن تبدئي بالكتابة المتواضعة ولكن ومع تكرار الكتابة تصبحين كاتبة متميزة.
وأيضاً فإن أحلام اليقظة تعطينا فكرة عن الطموح الذي نحن فيه، فلو تحول هذا الطموح إلى واقع وتم فإنه من الممكن أن يستفيد منه الناس بإذن الله تعالى، وفي كل الأحوال تكون أحلام اليقظة مفيدة بدرجات متفاوتة إلا إذا اختلطت بالواقع العملي وأصبحت معيقة للإنسان كما يحدث في حالتك هذه، ولذلك فإن علاجها هو البحث عن فرص عمل وعدم الاستكانة وعدم الخمول، وإنما البحث عن أنشطة تنمي من خلالها مواهبك، وأيضاً تستفيدين فيها الطاقة الموجودة، وشغل أوقات الفراغ بشيء مهم ومفيد كالكتابة وغيرها، وأيضاً تنمية الإحساس بالكفاءة والتأكيد على شعور الرضا بالحياة اليومية وبما قسم الله تبارك وتعالى لك.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، كما أسأله تبارك وتعالى أن يوفقك لكل خير وأن يعينك على فعل ما يرضيه وأن يعافيك من هذه المشكلة، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.
|
الشيخ / موافي عزب
| 283,867 |
2008-06-03
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
مشكلة أحلام اليقظة وعلاجها
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم أن تهتموا بسؤالي وبحل مشكلتي التي طالما أرقتني وأخذت من وقتي وتركيزي الكثير.
مشكلتي هي أحلام اليقظة، فأنا أعاني منها منذ الصغر منذ كنت في الصف الأول الإعدادي؛ حيث بدأت معي برغبة في الجلوس بمفردي، فكنت أترك كل أفراد الأسرة وأدخل إلى غرفتي المظلمة وأستلقي على السرير، وأبدأ في السرحان، وتطور الأمر بعد ذلك فأصبحت أسرح في منتصف الحصة الدراسية، وأثناء المذاكرة وعندما أقوم بعمل ما مثل التنظيف أو الترتيب وسيطرت الأحلام على حياتي فصرت أحلم بكل شيء أراه، فمثلاً إذا رأيت مشهداً أعجبني أو لقطة واحدة من خبر في التلفزيون أو سمعت كلاماً من أحد أقاربنا أو قرأت خبراً أو قصة في جريدة أظل أشعر برغبة ملحة للتفكير في هذا الأمر، ونسج القصص حوله، وأحلام اليقظة غالباً لا تخصني أي لست أنا الشخص المعني فيها.
في البداية كنت أستمتع بهذه الأحلام، ولكن الآن لم أعد أستمتع بها أبداً، فقد تشتت ذهني، وضاع تركيزي، ولم أعد أستطع أركز ربع ساعة على بعضها أثناء المذاكرة، حتى أني ربما أسرح في لا شيء، المهم أني أبغض هذا الأمر كثيراً، ولا أستطيع وقفه، وأصبحت الأفكار تفرض نفسها علي، فمثلاً: الآن يجب أن أسرح في شيء ما من هذه الأحلام حتى وأنا كارهة لذلك، ولا أستمتع به حتى ولو كنت فكرت في هذا الأمر عشرات المرات، ولكن هناك شيء يجبرني على ذلك، وبمجرد أن أسترجع أي قصة من القصص التي أفكر فيها تذهب عني هذه الرغبة وأرتاح، ولكن ليس لفترة طويلة، ذهبت لأكثر من طبيب نفسي ولكن لم يهتم، وقال لي ليس هناك مشكلة والأمر طبيعي، أي أمر هذا الذي يقولون عنه طبيعي؟ فهم لم يعانوا كما أعاني، ولم يتشتت ذهنهم ويضيع تركيزهم في كل شيء.
فأرجو منكم أن تشعروا بمعاناتي وتساعدوني!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً وبالتأكيد قد وجدت رسالتك الاهتمام المطلوب.
أولاً: الأمر بسيط جداً، وهو أنك تعانين من ظاهرة القلق الوسواسي ما يجعلك شاردة الذهن نتيجة للتفكير والاجترار لأفكار معينة، نصيحتي لك هي:
1- حاولي أن تتوقفي فجأة عن هذه الأفكار وذلك بقول: قف...قف...قف..يجب أن تقال بقوة وإصرار.
2- تحقير فكرة الاسترسال في مواضيع وأهية، والتذكر أنه يوجد دائماً ما هو أهم.
3- محاولة قراءة مواضيع قصيرة وتكرارها.
4- تحديد موضوعين أو ثلاثة للنقاش مع نفسك ثم فجأة تتخذين قراراً بأنك سوف تركزين على موضوع واحد فقط مع تجاهل المواضيع الأخرى.
5- قراءة القرآن الكريم بتأمل وتدبر فهو يحسن التركيز ومستوى الانتباه.
6- ممارسة أي نوع من الرياضة.
7- حين الجلوس مع الآخرين يجب الانتباه إلى ما يقولونه بكل تفاصيله.
8- سيكون من المفيد جداً لك تناول أحد الأدوية المضادة للقلق مثل العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.
وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 272,498 |
2007-09-12
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة دمرت تركيزي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا موراد من الجزائر، كتبت لكم رسائل سابقاً وأشكركم على الرد علي.
لدي مشكلة أحلام اليقظة، إذ إنني أستغرق فيها لمدة طويلة جداً، حيث إنها صارت حالة مرضية لدي، فأنا كلما نهضت وخرجت إلى الشارع -أي أنني كلما أبدأ بالمشي- تبدأ هذه الأحلام التي تدوم طويلاً والتي دمرت تركيزي، إذ صرت دائماً شارد الذهن، فعندما يكلمني شخص لا أسمع أحياناً حتى ما يقوله بل أسرح بعيداً عنه، ونفس الشيء في الدراسة، فأنا لا أتمكن من التركيز مع الأستاذ بل أسرح بعيداً عنه.
أرجو أن تقدموا لي نصائح تساعدني.
وشكراً.
والسلام عليكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ موراد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيها الابن الفاضل! أحلام اليقظة أو الإسراف في التفكير الخيالي هي من الأشياء التي نشاهدها كثيراً في فترة اليفاعة والشباب، ويجب أن يقتنع الإنسان أنها أحلام وليست حقيقية...هذا هو الشيء الأول والأساسي.
هنالك عدة طرق تُساعد في القضاء عليها، علماً بأنها سوف تنتهي أيضاً تلقائياً بتطور العمر وتقدمه، أرجو أن تجلس في مكانٍ هادئ، ثم بعد ذلك حاول أن تفكر وتسرح بتفكيرك في خيالاتٍ كثيرة، بعد ذلك قم بالضرب على يدك بشدة وبقوة حتى تحس بالألم، أي حاول أن تقطع حبل التفكير بإدخال هذا الألم عليك، ثم بعد ذلك ابدأ في التفكير مرةً أخرى لمدة خمس دقائق، ثم قم أيضاً بالضرب على يدك بعد ذلك حتى تحس بالألم، ثم فكرة مرةً أخرى، استرسل في أحلام اليقظة لمدة دقيقتين، ثم بعد ذلك قم بالضرب على يدك مرة أخرى، بعد ذلك سوف تلاحظ أن هذه الأحلام بدأت في الانخفاض في حدتها وفي مدتها .
لا شك أن هذا التمرين البسيط يتطلب التكرار يومياً، ويفضل أن يكون صباحاً ومساءً، وأن تجلس وأنت مسترخياً .
الطريقة الثانية هي أنه حين تأتيك فكرة أحلام اليقظة أدخل عليها فكرة مضادة لها تماماً، هذا أيضاً إن شاء الله يقلل منها.
بالنسبة لأحلام اليقظة حين المشي، هذه يمكن التخلص منها بصورةٍ مفيدة وطيبة جداً، وهي أن تعتمد على الأذكار، أنت حين تمشي مع كل خطوة قل: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا إله إلا الله... وهكذا، كرر الاستغفار مع كل خطوة، وصدقني أنك بعد فترة سوف تجد أن هذه الأحلام انقطعت تماماً .
أنا أتحدث معك على تجربة في هذا الأمر، ولدي الكثير من استفاد من هذه الطريقة البسيطة.
إذن: طريقة التسبيح والتحميد هي إن شاء الله تقلل أو تزول أو تجعل هذه الأحلام تختفي وتزول بصفةٍ كاملة، ولك إن شاء الله أجر في ذلك .
الطريقة الثالثة هي: تناول الدواء فأنا أفضل أن تتناول أحد الأدوية البسيطة، هنالك عقار يعرف باسم موتيفال، يمكنك أن تتناول منه حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا إن شاء الله سوف يساعدك كثيراً؛ لأن أحلام اليقظة فيها جانب القلق، وهذا الدواء يعرف أنه يمتص الطاقات القلقية.
إذا لم تجد الموتيفال سيكون الدواء البديل هو فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجراما حبة واحدة يومياً صباحاً أو مساء لمدة ثلاثة أشهر أيضاً.
لا شك أنك أيضاً مطالب بتقسيم وقتك بصورةٍ صحيحة، خصص وقتاً للرياضة، هذا أيضاً يقلل كثيراً من أحلام اليقظة، ووقتاً للنوم، ووقتاً للراحة، ووقتاً للمذاكرة، ووقتاً للترفيه عن النفس، ووقتاً للعبادة، ووقتاً للتواصل.
إدارة الوقت يا أخي أيضاً من الفنون الجميلة والعظيمة جداً، والتي تقلل من هذه الأحلام إن شاء الله تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 270,701 |
2007-07-12
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الخروج من حالة أحلام اليقظة
|
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، وبعد:
أريد أن أخفف وزني وأصل إلى اللياقة البدنية التامة، ولكني لا أحس بأي حافز، وعندما أذكر لنفسي أهمية اللياقة البدنية الصحية كتجنب ضغط الدم ومرض السكري وأضرار البدانة، وكأن نفسي تنتظر أن أصاب بمرض حتى أملك الحافز للتحرك وتخفيف وزني، وسؤالي هو: كيف أستطيع أن أحفز نفسي للتحرك؟!
أيضاً من الناحية العلمية أقارن نفسي مع العلماء وأقول: هل أستطيع أن أكتشف كما يكتشفون وأن أعلم وأفهم كما يفهمون، وأحس بالنقص وانعدام الثقة بالنفس والضعف والتردد والخوف من عدم القدرة، وأعلم أني قادر على أن أكتشف وأن أفهم وأن أبحث وأن أتعلم، ولكن إحساسي يختلف عن فكري، وهذا الشيء يجعلني أحس كأني مجنون، فهناك الكثير من المرات التي تختلف فيها أفكاري عن أحاسيسي، فأنا أخجل من عدم كوني غنياً عندما أكون مع شخص غني، وخاصة في المدرسة، فعندما يزورني أحد لا أُدخله البيت خجلاً من البيت، فكيف أتخلص من هذا الشيء؟!
أريد أن أنجح بشكل كبير من الناحية الأكاديمية، وأريد أن أصبح باحثا أو عالما، وقد فكرت أن أبدأ بقراءة كتب عملية متقدمة من الصغر، أي من الآن لكي أبني نفسي علمياً وأتطور بسرعة كبيرة وأبدأ بالبحث العلمي وأكرس نفسي للعلم والبحث، وهذا الشيء يجعلني قلقا من أنني أضيع حياتي، لأنني لا أقرأ الآن كتبا، وكأن العالم يعتمد علي ليتقدم، فهذا يجعلني أحس بنوع من القلق والخوف من أنني أضيع وقتي وحياتي، وأضيع على العالم فرصة، وبعض الأحيان أحس أن الناس لا يستحقون العمل من أجلهم، بل قليل من الناس من يستحقون أن أفني حياتي وعمري من أجل البحث العلمي لأجلب التطور لهم إذا وفقني الله.
قد ماطلت كثيراً في المدرسة وخسرت الكثير من الوقت والكثير من العلامات، والآن بعد شهر من المدرسة أريد أن أبدأ في المذاكرة والالتزام في المراجعة والاجتهاد، ولكن هل هناك فائدة من العمل بعد الفشل؟ فأنا لا أحس بحافز، خاصة أنني من المفترض أن ابدأ في البداية وليس الوسط، فأنا لا أحس بأي رغبة، وأحس بألم في الداخل وأتمنى أن يعود الزمن.
أيضاً أخجل من أن أساوم في سعر سلعة معينة، وأحس أنه عيب وشيء محرج، وأحس بإحساس غريب عندما أرى شخصاً في مثل عمري يبيع ويشتري، وأجد حرجا من أن اساوم شخصاً من عمري في شيء رخيص، فما هو الحل؟ وهل المساومة عيب؟!
وشكراً لكم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي نود أن نقوله لك أن الكثير من الناس يعيشون نوعاً من أحلام اليقظة ونوعاً من الوساوس والترددات، وهذه الأفكار تتطاير ويستسلم الإنسان لها ويمنِّي نفسه بأشياء قد لا تكون واقعية، وأنت ربما تكون دخلت في هذه الحلقة، ولكن يمكنك الخروج منها، وذلك بالعزيمة والإصرار.
أنت محتاج بأن تعمل وأن لا تقول؛ قل لنفسك: سوف أعمل دون أن أقول: سوف أذهب إلى المدرسة، سوف أدرس، طبق ذلك وخذ الأمور كأنها مفروضة عليك فرضاً، ولا تجعلها كأمور اختيارية، فالإنسان إذا جعل الأمور كأمور اختيارية فهنا قد تسقط منه وقد لا يلزم منه، ولكنه إذا أخذ الأمور كواجبات وكمفروضات عليه يستطيع أن ينفذها، وتذكر دائماً أن هناك الوازع، وتذكر أن هناك الرقابة الذاتية، فكن صارماً مع نفسك، فهذه هي الوسائل.
الشيء الآخر وهو أن تضع برنامجاً يوميّاً بأن تكتب لنفسك خطوات عملية تقوم بها خلال يومك وتلتزم به التزاما قاطعا، وهذا يجعل الإنسان يدير وقته، الذي هو في الحقيقة من متطلبات ومن فنون النجاح، وأفضل مرتكزات لإدارة الوقت هي أوقات الصلوات لأنها محددة ومعروفة، فعلى سبيل المثال: قل سأعمل كذا قبل صلاة الظهر وسوف أفعل كذا بعد صلاة العصر... وهكذا، فاجعل هذه الأوقات (أوقات الصلاة) نقاط ارتكاز أساسية لك من أجل التحرك؛ مثلاً فيما يخص المذاكرة وفيما يخص الزيارات والتواصل... وهكذا، فهنا تكون قد انتقلت من الخيالات وأحلام اليقظة والأفكار المتطايرة والمتداخلة - والتي لا داعي لها مطلقاً - إلى التطبيق العملي الذي يؤدي إلى النجاح.
لست في حاجة لأن تقول أنك سوف تصبح عالما، فأنت لست في حاجة لذلك، أنت تسعى فقط وإن شاء الله توفق لما تريد أن تصل إليه، ولم يتحدث أحد من العلماء مع نفسه في مثل هذا، فالعلوم تأتي بالمثابرة والعمل والتطبيق وليس بالأقوال.
أنت بدأت بداية أنه لديك مشكلة في الوزن وذكرت أنك قد وجدت صعوبة وعدم الحافز في أن تنقص من وزنك، فالأمر بسيط جدّاً؛ قل لنفسك: سوف أنقص وزني بمعدل 2 كيلو كل أسبوعين، فلابد أن يكون هناك هدف، والهدف هنا إنقاص الوزن بمعدل 2 كيلو كل أسبوعين، والطريقة معروفة وهي أن أقلل من طعامي وأن أحسب السعرات الحرارية وأن أمارس الرياضة وأن لا أنام بعد الأكل، فالأمر واضح جدّاً وهنا سوف يكون الحافز، فحين تجد في نهاية الأسبوع أن وزنك قد نقص بمقرر الذي وضعته لنفسك فهذا هو الحافز، فالأمور لا تأتي هكذا والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، فتقدم نحو الأشياء؛ لأن الأشياء لا تأتيك لوحدها، ولا يوجد أي وسيلة لذلك - مهما اطلعت في الكتب ومهما قرأت عن فنيات - العلاج المعرفي والسلوكي وخلافه وما يثار عن الدفع والدافعية - لا توجد طريقة مثلى أكثر من أن تقرر وأن تعمل وهذه هي الطريقة الوحيدة سوف تحفزك.
هناك أمور أخرى تحفز الإنسان مثل ممارسة الرياضة، فقم بممارسة الرياضة وحين تمشي أو تجري وتتحرك لمدة ساعة في اليوم سوف تحس أنك في نهاية الأمر قد أنجزت إنجازاً وأنك قد أصبحت أكثر صحة وأن دورتك الدموية قد تحسنت ونومك قد تحسن، فكل هذه حوافز لابد للإنسان أن يستشعرها.
الشيء الآخر لابد للإنسان أن يظهر على حقيقته، ليس عيباً أن يكون بيتك متواضعاً، فهذا ليس عيباً مطلقاً، ويجب أن تعيش الأمور بحقيقتها، ويجب أن تكون صارما وصادقا مع نفسك، فتحرى الصدق في كل الأمور، فالصدق والحق منجاة، فابن هذه القيم في نفسك، القيم الإسلامية العظيمة البسيطة.
أرجو أن لا تتحسر على الماضي ولا تأسف عليه، فأنت بحمد لله ما زلت في عمر بداية الشباب، وإن شاء الله ما سوف يأتي لك من خير أكثر مما مضى من شر، وعليك أن تعيش هذه الآمال بقوة، فالماضي هو شيء نستفيد منه من أجل أن نطور حاضرنا ومستقبلنا، وأرى أن الكثير قد ضاع منك ولكن لا تضيع من الآن، فكن صارما مع نفسك وحازما، وطبق وضع البرامج – كما ذكرت لك – ولا تمني نفسك أبداً بما لا تستطيع أن تصل إليه، ولا تعش هذه الخيالات.
أما بالنسبة لموضوع المساومة، فالمساومة لا بأس بها إذا كانت قائمة على الصدق؛ لأن الآن في الأسواق أنت لا تستطيع أن تأتمن كل الناس، لا تبخس الناس أشياءهم ولكنك اسأل عن السعر وكن مطلعا على الأسعار وبلغة معقولة وتحاور بشكل طيب حتى تستطيع أن تساوم على أسعار السلع، وهذا لا شيء فيه، بل بالعكس أن تطالب بحقوقك دون أن تبخس الطرف الآخر حقه أو بضاعته، فهذا هو الشيء الذي أراه.
ألاحظ من محتوى رسالتك أن هناك بعض الإحباطات، وألاحظ أن هناك قلقاً وتوتراً وسلبية ونوعاً من الوساوس، وكلها تعالج بأن تغرس في نفسك المضادات لها، فهناك مضادات قوية جدّاً في داخل نفسك؛ قل لنفسك: لماذا لا أستعمل هذه المضادات؟ ولماذا لا أفكر الفكرة المخالفة؟ ولماذا لا أقوم بالفعل المضاد لكل الذي يسيطر عليَّ، هو موجود، فقط عليك بالاستشعار الذاتي لنفسك، وأيضاً الصحبة الطيبة والرفقة الفعّالة سوف تساعدك في الدافعية وفي أن تكون واقعيّاً.
إذن؛ ابحث عن الصحبة والرفقة الطيبة، فهذا التعاضد وهذا التآزر الذي نشاهده بين الشباب الذي يلتزم بدينه ويقوم بواجباته يساندون بعضهم البعض، وإن شاء الله ينتهي الأمر بالتوفيق والنجاح.
لا بأس أبداً أن أصف لك دواء حتى تكتمل الصورة العلاجية، وستستفيد كثيراً من العقار الذي يعرف باسم بروزاك، وبالطبع أنت لست مريضاً ولكن هذه من الظواهر أيضاً، والدواء المضاد للقلق والوساوس والإحباط مثل البروزاك سوف يساعدك ويحسن من دافعيتك ولكن لا تعتمد على الدواء، ليس كل شيء، ومساهمته قد تكون 10 إلى 30% في تحسين حالتك.
أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر، سوف تجد فيه خيراً وتحسين الدافعية.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 266,836 |
2007-03-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام يقظة مصحوبة بضحك وكلام مع النفس
|
عندي أحلام يقظة قهرية منذ 9 سنوات تقريباً، وكذلك أتفوه بكلمات بذيئة وعبارات غير مفهومة المعنى من غير إرادتي، واضطراب مزمن في النوم، وأحلام وكوابيس مزعجة ومفزعة، وأكلم نفسي دائماً، وأضحك مع نفسي حتى في الصلاة، مع العلم أني أقضي وقتاً ممتعاً، خاصة في تجاذب أطراف الحديث مع كثير من المشاهير الذين لديهم طيبة وكرم، وأحس أني أرتاح وأعبر عن كثير من أفكاري، خاصة إذا كنت أحلم أني في مقابلة تلفزيونية وفي مجلات مختلفة، وعادة ما أتكلم عن الإصلاح وعن كثير من الأخطاء التي تمارس في المجتمع.
وأنا أعاني من عدم صعوبة على الفهم والحفظ، خاصة في الفترة الأخيرة، مع العلم أني حصلت على الترتيب الأول على الصف وليس الفصل في خامس وسادس ابتدائي، ومع أن الجميع يقول إن مواهبي كثيرة وأبرزها موهبة الحفظ وقوة الذاكرة، فأنا قاعد في البيت بسبب هذه المشاكل، لي خمس سنوات، وقد طلبت من الوالد زيارة البروفيسور طارق الحبيب استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وقد تعمدت ذكر اسم البرفسور لأنكم تعلمون من هو، ولكنه رفض بحجة أنه غير مقتنع به، وأصلاً الوالد غير مقتنع بالطب النفسي، ولا زال يصر على أن ما بي إنما هو إما من السحر أو من العين، لأني تدهورت في نواحي كثيرة في حياتي، على رأسها قدراتي الذهنية والمعرفية وذكائي انخفض بشكل واضح وفقدت كثيراً من مهاراتي الاجتماعية والفكرية، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأتفق معك تماماً أنك تعاني من الكثير من الأحلام اليقظة، ولديك التخاطب الذاتي الوجداني والانفعالي مرتفع جدّاً، كما أن الطاقات الذهنية الداخلية لك من الواضح أنها أيضاً فيها الكثير من التشوهات، ومن الجائز أيضاً أن أقول الانحراف النفسي الداخلي في هذه الأفكار، ولا نقصد هنا بكلمة الانحراف الانحراف بمعناه المفهوم، ولكن نقصد الخروج عن الجادة وعدم تتطابق الفكر مع الواقع.
أنا أعتقد أيضاً أنه لديك أبعاد في شخصيتك خاصة البعد الوجداني، ربما يكون متأرجحاً وغير منتظم، لا أقول أنك تميل إلى ما يعرف بتهيؤات العظمة ولكن لديك أيضاً اضطراب في بُعْد الشخصية.
أيها الأخ الفاضل! هذه الأشياء تؤدي كثيراً إلى الانشغال وتؤدي إلى تطاير الأفكار حين يأتي الإنسان لواقع الحياة وحين يتواصل مع الآخرين، كما أنها تؤدي إلى الكثير من التشتت الذهني وعدم المقدرة على التركيز، وهذا سوف ينتج عنه نوع من القلق الثانوي؛ حيث أن الإنسان في مثل هذه الحالة يكون لديه ما يعرف بازدواجية التوجه، لديه توجه خاص مع ذاته ولديه توجه آخر مع الآخرين، وهذه الأمور ربما تتداخل وتتشابك مع بعضها البعض.
لا أستطيع أن أقول إن هذه علة مرضية حقيقية ولكنها بالطبع ظاهرة نفسية هامة، وكثيراً ما تختفي وتنقضي هذه الذاكرة بمرور الزمن ومرور الوقت وتقدم وتتطور العمر، ولكن لابد أن تسعى مع نفسك وأن تغير من حالك، فالأمر بيدك في نظري لدرجة كبيرة.
حين تأتيك هذه الأفكار وحين تكون جالساً بمفردك وحين ترى أن الفكرة ليست واقعية وليس من المستحسن الاسترسال أو الاستمرار فيها؛ فعليك أن تقول مع نفسك: قف قف قف، وتقوم –على سبيل المثال– بأي حركة كالضرب على جسم صلب بيدك بقوة.. هذا إن شاء الله يؤدي إلى نوع من الارتباط الشرطي المخالف، وهذا في حد ذاته يساعد كثيراً.
أرجو أن تجري أيضاً نوعاً من الحوارات مع نفسك، هذه الحوارات تكون قائمة على ما هو الواقع، وعليك أيضاً أن تحدد أهدافك وتسعى للوصول لهذه الأهداف، ولابد أن تتسم الأهداف بالواقعية في مضمونها ومفهومها وفي آلياتها.
سيكون من الجميل أيضاً أن تشغل نفسك بالقراءات المفيدة وبالتواصل الاجتماعي وبممارسة الرياضة.
فيما يخص الضحك في أثناء الصلاة، هذا بالطبع أمر لا يمكن السكوت عليه ولابد أن يعالج، ويعالج بالتصميم مع الذات، وعليك أيضاً أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ حيث أن الشيطان ربما يؤدي إلى ذلك في كثير من الأحيان.
ما قاله والدك بخصوص السحر وخلافه، فالسحر موجود، والعلل الطبية أيضاً موجودة في ذات الوقت، وكلها ربما تظهر في أعراض مماثلة ومشابهة، فعليك أخي أن تأخذ بما نصحتك به، ولا بأس من أن ترقي نفسك بنفسك، أو تطلب من أحد الإخوة الراقين المعروفين بعلمهم وتقاهم أن يقرأ عليك، وعليك أيضاً أن تكثر من الأذكار والاستعاذة بالله من الشيطان، وأن تكون حريصاً في عباداتك، وأن تسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.. هذا هو المطلوب، وهناك استشارات عن الرقية وفوائدها وكيفيتها بإمكانك الاطلاع عليها وهي على الأرقام (236492-247326).
أخي أيضاً سوف تستفيد كثيراً من تناول الأدوية البسيطة المضادة للقلق؛ حيث أنها تقاوم هذه الأفكار؛ الأفكار المبعثرة والأفكار المتطايرة والتي تشغلك كثيراً، من الأدوية البسيطة والجميلة جدّاً عقار يعرف باسم موتيفال، يمكنك أيضاً أن تتناوله وهو جيد –كما ذكرت لك– وجرعته هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنها.
سيكون أخي من الجميل أن تناقش الوالد وأن تقنعه بأنك إن شاء الله سوف تحاول أن تغير من طريقة تفكيرك، وإذا وافق على ذهابك للأخ الدكتور طارق الحبيب فهذا حسن، وإذا لم يوافق في نظري يمكنك أن تتبع الإرشادات السابقة، وبالرغم من بساطتها إلا أنها فعّالة جدّاً، وتناول الدواء الذي ذكرته لك، وأنت الحمد لله لديك اهتمام بالمهارات الاجتماعية والفكرية، وهذا بالطبع يتأتى بالممارسة والمثابرة وقوة الإرادة، فأرجو أن تكون حريصاً في ذلك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
ولمزيد فائدة عليك بمراجعة هذه الاستشارات (236492-247326).
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 260,894 |
2006-11-02
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
علاقة أحلام اليقظة بالقلق
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أعزب، عمري 31 سنة، لدي عدة مشاكل نفسية:
1- أنا خجول ولا أستطيع التحدث أمام مجموعة من الناس، حيث أرتبك وأتلعثم.
مثال: كنت في دورة تابعة للعمل حضرها وفود من جهات كثيرة وكان مطلوباً منا في بداية الدورة أن يقوم كل شخص بالتعريف بنفسه وذكر بعض المعلومات عنه، ولما وصلني الدور ذكرت ذلك بصعوبة بالغة ربما لم يلاحظ أحد ذلك، ولكني كنت أتلعثم قليلاً وضاعت الأفكار مني، فلم أقل كل المعلومات وقلت ما استطعت وسلمت الميكرفون لزميلي الذي بعدي على عجل.
2- أنا أتكلم بسرعة كبيرة حتى أنه أحياناً لا يكون كلامي واضحاً ولا ألاحظ ذلك إلا إذا سجلت كلامي بواسطة وسيلة تسجيل وسمعته، أجده سريعاً جداً.
3- إذا تحدثت إلى أي شخص فإني لا أستطيع النظر إلى عينيه بل أنظر إلى شفتيه، وإذا حاولت النظر إلى عينيه، فإني لا أستطيع الاستمرار لحظات حتى أحس باضطراب وأحول نظري إلى شفتيه.
4- لدي وسواس قهري حيث أتضايق من لمس الأشياء التي يستخدمها العامة مثل مقبض الباب، الكمبيوتر، الهاتف، وإذا اضطررت لذلك فإني أغسل يدي بأقرب وقت ممكن- علماً بأن أصدقائي هم من يقول أني مصاب بالوسواس القهري إلا أنني لا أعترف بذلك، حيث يعود ما أحس به إلى تصرفات بعض الناس من هرش رءوسهم ووجوههم وعدم غسل أيديهم بعد تناول الطعام أو الوجبات الخفيفه.
5- أعاني من عدم القدرة على السيطرة على ابتسامتي، حيث أكون مبتسما بدون مناسبة، خاصة عند التعامل مع أشخاص أخجل منهم، مما يشعرني بالحرج ويزيد من الحالة.
6- أعاني من كثرة أحلام اليقظة منذ صغري وحتى الآن، حتى أصبحت أعيش حياة أخرى أرسمها لنفسي وأشعر بالسعادة فيها هرباً من الواقع المملوء بالمشاكل.
7- لدي ضعف بالذاكرة وعدم التركيز، مثلاً أخرج من البيت لعمل بعض الأشغال وجلب بعض الأغراض فأنسى الكثير منها، وأحياناً أبحث عن هاتفي المتنقل وبعد ثواني أتذكر أني أستخدمه وهو على أذني وأنا أتحدث به مع صديق.
8- لا أركز عند الاستماع لمن يحدثني (خاصة إذا كنت أشعر بالخجل) حيث أشعر بالبلادة، ولا أستطيع الفهم بشكل جيد إلا في حالة كون الموضوع مكتوباً أقوم بقراءته حيث أستطيع التركيز بشكل جيد.
9- أقوم بالعبث بأظافري وشعري دائماً.
آسف للإطالة، وأتمنى التكرم بالرد، وأسأل الله أن ينفع بكم ويسدد خطاكم وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الأعراض التي سقتها في رسالتك هي تدل أنك تعاني من حالة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وبقية الأعراض التي ذكرتها حقيقة أنت تعاني من وساوس قهرية ولكنها أيضاً بدرجة بسيطة، ومفهومك أن الآخرين لا يقومون -على سبيل المثال- بغسل أيايديهم، هذا بالطبع فيه الكثير من الصواب، ولكن أعتقد أنه حصل نوع من التجسيم والتضخيم في فكرك نحو هذا الموضوع مما أدى إلى ظهور درجة بسيطة من الوساوس القهرية.
أحلام اليقظة والتوتر العام هي بالطبع ناتجة من القلق، وأنت تعاني من ذلك؛ العبث بالأظافر والشعر كلها من أعراض القلق، وكذلك ضعف التركيز أو عدم القدرة على التركيز والنسيان الذي ينتابك.. هذه أخي كلها مرتبطة بالقلق، لا تعتقد أن حالتك مركبة ومعقدة، حين نذكر لك المخاوف والوساوس والقلق.
أرجو أن أؤكد لك أنها كلها تدور في محور واحد، كلها تأتي تحت طابع القلق الوجداني، وحقيقة هذه الحالات علاجها ليس بالصعب، ولكنه يتطلب إرادة والتزام من جانبك أيها الأخ الفاضل.
عليك – أخي – كخط أولي للعلاج هو أن تواجه كل مصادر مخاوفك وكل الوساوس، أرجو ألا تتجنب، يمكن أن تفكر في الخيال أولاً في مواقف اجتماعية، يتطلب منك الموقف أن تتفاعل معه، على سبيل المثال: إذا كنت في استقبال ضيوف، أو طلب منك أن تصلي بالناس، أرجو أن تعيش هذه الخيالات بقوة وبتركيز، هذا إن شاء الله يفيدك كثيراً.
وعليك بالطبع بالتطبيق، في صلاة الجماعة دائماً كن في الصف الأول، هذا يعطيك إن شاء الله الدافعية ويقلل من الخوف.
حين تكون ذاهباً لمقابلة أصدقاء أو معارف أو خلافه؛ لابد أن تكون قد حضرت بعض المواضيع البسيطة التي سوف تتكلم فيها.
أما سرعة الكلام فهي أيضاً إما أن تكون عادة وطبيعة، أو تكون ناتجة عن القلق وبعض الناس يستطيع أن يركز أكثر إذا تكلم بسرعة، والبعض يركز أكثر إذا تكلم ببطء، والناس تتفاوت في هذا.
أحلام اليقظة لا أعتقد أنها يجب أن تكون مزعجة، فهي جزء من القلق، ودائماً الإنسان حين يسترسل في هذه الأفكار يجب أن يقول لنفسه: أقف أقف أقف، ويرددها في داخل نفسه، وهذا سوف يضعف هذه الأفكار إن شاء الله.
أخي: أنت أيضاً في حاجة للعلاج الدوائي، والعلاج الدوائي سوف يفيدك كثيراً، لن نعطيك أدوية لكل هذه الأعراض، فالحمد لله هنالك دواء واحد يعرف باسم زيروكسات يغطي على علاج كل هذه الأعراض التي تنتابك.
أرجو – أخي الفاضل – أن تبدأ في تناول هذا الدواء بمعدل نصف حبة ليلاً – أي 10 مليجرام – واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة بنفس هذا المعدل – أي نصف حبة زيروكسات - كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم – أي 40 مليجراماً -، هذه الجرعة المناسبة بالنسبة لك.
استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنها.
الزيروكسات من الأدوية الممتازة لعلاج المخاوف الاجتماعية وكذلك الوساوس والتوتر والقلق وعسر المزاج، سوف تجد أخي -إن شاء الله- أن حياتك قد تبدلت وتغيرت تماماً.
الدواء سليم وممتاز وفعّال ولا يسبب أي آثار جانبية، ربما يسبب بعض التأخر في القذف لدى الرجال، ولكن هذا ليس بالتعقيد أو الصعوبة المزعجة بإذن الله تعالى.
أخي الفاضل! أرجو أيضاً أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة خاصة الرياضة الجماعية، سوف تفيدك كثيراً.
عليك أخي بحضور حلقات التلاوة، وأن تكون فعالاً فيها، هي أيضاً تقوي الإنسان في المواجهات الاجتماعية.
وأخيراً: أسأل الله لك التوفيق والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 260,627 |
2006-10-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الاسترسال في أحلام اليقظة
|
أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لكل من يحتاج مساعدة.
أنا في السابعة والعشرين من عمري، لست متزوجة وقد عانيت من الفشل كثيراً في حياتي الدراسية؛ بسبب ما أعانيه! فأنا أعاني من شيء لا أجد له تفسيراً وأرجو المساعدة على فهمه وعلاجه، أنا ألجأ دائماً إلى الاختلاء بنفسي وتخيل أناس أحبهم وأتكلم معهم، ونضحك ونتسامر، حتى أنني أتخيل أنني أدافع عنهم في مواقف ابتدعها عقلي، ودائماً أظهر نفسي في هذه الهواجس أنني كاملة في كل شيء وليس بي عيبُ إطلاقا؛ مما يجعل الكل يحبني.
كل هذا أتخيله وليس به شيء من الحقيقة، مع العلم أن كل من يعرفني يحبني كثيراً، وكل من يتعامل معي يعرف أنني ولله الحمد ذات علم واسع وفي أمور شتى، وأتقن ثلاث لغات ولله الحمد! أيضاً أنا أصلي وأعمل بكل ما أمرنا الله به على قدر استطاعتي، وأنا متحجبة وأتقرب إلى الله بكل الطرق المستطاعة.
إنني أرجو منكم إعلامي بما أعاني منه وطريقة معالجته؛ لأنني خسرت وما زلت أخسر أشياء كثيرة بسبب هذا المرض، ولا أريد أن أذهب إلى طبيب نفسي حتى أتجنب القيل والقال.
جزاكم الله كل خير عني، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيتها الأخت الفاضلة: أرجو أن أؤكد لك أنك لا تعاني من حالة مرضية حقيقية، إنما هي ظاهرة نفسية، هذه الظاهرة التي يختلي فيها الإنسان بنفسه وربما - كما ذكرتِ - تأتيه أفكار وخيالات كثيرة يسترسل فيها، وربما تكون ممتعة جدّاً له في بعض الأحيان، هذه بالتأكيد نوع من أحلام اليقظة.
وهذه ليس من الضروري أن تكون نوعاً من الأماني، إنما هو استرسال في خيال ما، قد يحس الإنسان فيه براحة، وفي بعض الحالات يفسرها العلماء أنها أيضاً نوع من الأمنيات التي يتمناها الإنسان ولم تتحقق له، وكانت مخزونة في عقله الباطني ثم أصبحت تخرج إلى الوعي في لحظات الاختلاء بالنفس.. هذا نوع من التفسير.. وعموماً الظاهرة لا تعتبر ظاهرة مرضية - كما ذكرت لك - ولكنها ربما تسبب بعض الإزعاج للإنسان.
هذه الظاهرة تعالج بالتالي:
أولاً: حين تعتريك أي من هذه الأفكار، أرجو أن تستجلبي الأفكار المضادة لها.. قولي لنفسك: هذه الفكرة فكرة خيالية وليس من المستحسن أن أسترسل في هذه الفكرة، وربما أفكر في فكرة مخالفة لها.. إذن العلاج هو عن طريق الحوار الذاتي بجلب أفكار معاكسة.
والخطوة الثانية: بعد ذلك تقولي لنفسك: يا ليتني لو كنت أفكر بأمر آخر، أمراً يكون أكثر فائدة، على سبيل المثال: أفكر أن أكتب موضوعاً، أن أكتب قصة، أن أكتب رواية... وهكذا؛ أي الهدف هو أن تحاصري الاسترسال في الخيال وتستبدليه بما هو مخالف، وكذلك يمكن استبداله بمادة تكون أكثر حيادية، وقد تكون أكثر نفعاً.
هنالك أيضاً من الحيل النفسية العلاجية التي يمكن ممارستها، هو أنك حين تكونِين في جلسات الخيال هذه مع نفسك، يمكنك أيضاً أن تقومي بالضرب بشدة بيدك على جسم صلب حتى تحسي بالألم، ومع الضرب قولي: قف قف قف، كرري ذلك.. والهدف من ذلك هو أن يحدث نوع من فك الارتباط الشرطي، أي أن يقرن الفكر الاسترسالي بالألم، أو أي استشعار مخالف له.. هذه كلها نوع من التمارين النفسية التي نراها مفيدة.
يمكنك أيضاً أن تبدئي - كما ذكرت لك - في نشاطات أخرى، في اللحظات التي تكوني بمفردك الجئي للكتابة - على سبيل المثال - إذا أتتك أفكار ترين أنها يمكن أن تصاغ صياغة مفيدة وتكون في شكل قصة أو موضوع أو هكذا، فاصنعي منها قصة، ويمكن بذلك أن تنمي نوعا من المواهب والمقدرات وتستفيدي من هذه الخيالات.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، ولا أعتقد أنك مريضة مطلقاً، بل على العكس تماماً أرى أنك إنسانة متسعة المدارك، وكما ذكرت فأنت والحمد لله قد منَّ الله عليك بالتحدث بثلاث لغات، كما أنك حريصة ومحافظة على دينك، وهذا شيء حقيقة نفرح له كثيراً، ونسأل الله أن يثبتنا جميعاً على المحجة البيضاء، وبارك الله فيك، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 260,632 |
2006-10-18
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
حالات القلق التي تنعكس على التركيز والفاعلية وكيفية علاجها
|
أحس بالكسل عند فعل شيء مهم، لا أستطيع القراءة لمدة 20 دقيقة متتالية، وأثناء قراءتي أبدأ بأحلام اليقظة - بمعني أفكر بأشياء ثم فجأة أتذكر أنني كنت أقرأ ثم أبدأ القراءة.
وأعاني من القلق وكثرة النسيان، والعاطفة الكثيرة، أنا واثق من قدراتي لكن ليس لدي خطوات عملية.
هناك مهمات كثيرة تنتظرني تجاه نفسي، وتجاه والدي الذي يريد أن أعمل معه، وليس لدي خبرة ولم أباشر بعد أي عمل من قبل.
وكذلك أحس بالمسئولية تجاه إخواني - بمعني آخر سأكون الساعد الأيمن للأب، أو يريد أن يفوض كل أمور الأسرة إلي، وكذا أريد أن أكون ناجحاً، أنا معني بذلك.
أرجوك النصحية، وأحس بعض المرات بأني عبء للغاية.
شكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه مجرد حالة من حالات القلق التي جعلتك تكون ضعيف التركيز وتحس بالملل وقلة الصبر على القراءة، وأنت من الواضح أنك مهتم جدّاً، ولديك الدافعية ولديك الشعور الداخلي الإيجابي من أجل أن تساعد والدك، ومن أجل أن تكون فعّالاً، ولكن أرجو ألا تصل بتفكيرك إلى درجة القلق، وأرجو أن تحاول أن تكون مسترخياً، وذلك بممارسة بعض تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس، والتي يمكنك أن تمارسها بصفةٍ يومية، استلق في مكانٍ هادئ، وأغمض عينيك، وافتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً، بعد ذلك اقبض الهواء ثم أخرجه بنفس البطء والقوة التي قمت بإدخالها الهواء، كرر هذا التمرين عدة مرات وسوف تجد إن شاء الله أنه قد ساعدك كثيراً.
عليك أيضاً بممارسة الرياضة، وعليك أيضاً بتقسيم وقتك، فهذا شيء ضروري وفعّال.
أنت أيضاً محتاج بالطبع للأدوية المضادة للقلق، وهنالك دواء يعرف باسم موتيفال، وهو من الأدوية البسيطة والفعالة، وأعتقد أنه متوفر في كينيا، ابدأ بتناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباح وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبةٍ واحدة لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم توقف عنه.
إذا لم تجد الموتيفال سيكون الدواء البديل هو التفرانيل، والتفرانيل يُعطى بجرعة 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 25 مليجراما صباح ومساء، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبةٍ واحدة (25 مليجراما) ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنه.
إن شاء الله بهذه الأدوية والإرشادات السابقة والتفكير الإيجابي، سوف تجد أنك في أفضل وأحسن حال.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 256,538 |
2006-08-24
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة في عمر الشباب
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤلي: هو أنني أعاني من التفكير الكثير بغيري حتى أنني أجعلهم أبطالاً، وهم أشخاص خياليون لا وجود لهم، لقد أرهقني هذا الأمر حتى ظهر على رأسي الشيب.
أجيبوني وساعدوني وفقكم الله.
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا بالطبع نوع من أحلام اليقظة التي نراها في عمر اليفاعة والشباب، فإذن هي موجودة ولا تستغربها كثيراً، ولكن لابد أن تحد منها، وتحد منها أولاً بأن تقول لنفسك هذه أفكار سخيفة وهذه أفكار غير حقيقية، كما أن هؤلاء الأبطال الخياليين يجب أن تستبدلهم بأبطال عاديين أو حقيقيين في حياتنا، حين يأتيك خيال بطل تذكر سيدنا خالد ابن الوليد على سبيل المثال.. وهكذا، إذن استبدل هذه الشخصيات الخيالية بشخصيات حقيقية وحاول التمثل بها.
الشيء الثاني هو حين تأتيك هذه الأفكار الكثيرة والمتداخلة، اضرب بيدك بشدة على جسم صلب حتى تحس بالألم، كرر ذلك، ويمكنك أيضاً أن تقول مع نفسك: قف، قف، أوقف هذا التفكير، قف أوقف هذا التفكير، كرر هذا التمرين وإن شاء الله سوف يساعدك كثيراً.
كما أود أن تأخذ دواء بسيطاً مضاداً للقلق، بالذات هذا النوع من القلق المرتبط بأحلام اليقظة، هذا الدواء يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه.
أرجو أيضاً أن تركز على الرياضة، الرياضة الجماعية -إن شاء الله- تقلل من هذه الطاقات النفسية الزائدة والشاردة.
عليك أيضاً بالجلوس مع الجماعة، ويا حبذا لو كان ذلك في حلقات التلاوة؛ لأن ذلك سوف يساعدك في أن تُنزل أفكارك إلى الواقع وتكون أكثر ارتباطاً.
على العموم أطمئنك أيها الابن الفاضل، بأن هذه أفكار هي في الحقيقة نوع من أحلام اليقظة، وهي إن شاء الله حالة مؤقتة وليست مستمرة، ولإيقافها اتبع ما نصحتك به.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 254,915 |
2006-07-23
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
مات أبوها فأصبحت تراه في حياتها
|
بسم الله الرحمن الرحيم
توفي أبي وهو أغلى ما لدي في الوجود! إنني أحس وأشعر به في كل ما أقوم به، إنه يصاحبني في حركاتي وسكناتي، إنني أخاطبه كما لو كان حياً، وأراه في أحلامي كل ليلة سعيداً وأنيقاً كعادته، فهل هذا الإحساس نتيجة لحبي الشديد له؟ أم أنني على مشارف الجنون؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ص ع ر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يحدث لبعض الناس اقتران شديد بمن يحبون، وهذا الاقتران يظل ويستمر حتى بعد وفاة الطرف الذي كان مصدر هذا التعلق والحب، وهذا يكثر بين الأزواج، كما أننا نراه أيضاً يحدث لبعض الأبناء بعد وفاة الآباء والأمهات، الذي أرجوه هو أن تدعي بالرحمة لوالدك.
ثانياً: عليك أن تعرفي أن والدك الآن في الحياة الأبدية، وأن هذه الدنيا هي مرحلة وقتية وهي زائفة، إذن عليك أن تفصلي بين الحياتين، هنالك حياة مؤقتة وهنالك حياة دائمة، وعليك أن تتخيلي أن والدك إن شاء الله في النعيم وأنه إن شاء الله من أهل الجنة.
ثالثاً: ينصح ألا تتجنبي متعلقاته؛ على سبيل المثال: إذا كان هنالك بعض من متعلقاته موجودة في المنزل يمكنك أن تنظري إليها وألا تتجنبيها، ولكن في ذات الوقت تقولي مع نفسك: إن أبي قد ذهب إلى رحمة الله وهذه هي متعلقاته، هذا هو التفكير الصحيح.
بعض الناس لا نقول أنه قد وصل إلى مرحلة الجنون، وأنتِ إن شاء الله لستِ على مشارف الجنون، ولكن هنالك ما يعرف بالهيام بالموتى، وهو نوع من الالتصاق الشديد.
حين كنت أعمل في بريطانيا كانت لي مريضة سيدة توفي زوجها منذ سنتين، ولازالت تقوم بتحضير طعام الإفطار له وتحضير ملابسه، وقد قمنا بمعالجتها عن طريق العلاج السلوكي وعن طريق الأدوية، وفي هذه الحالات نعطي الأدوية المضادة للاكتئاب مع جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان.
ولكن الحمد لله أنت بعيدة من ذلك تماماً؛ لأن ما ورد من تعاليم في ديننا الحنيف يجعلنا نكون أكثر توكلاً وأكثر صبراً وأكثر إيماناً بالقضاء والقدر، هذا هو الذي يجب أن تتوسمي به ويجب أن تتمسكي به.
وأرجوك أن تحافظي على وردك القرآني، وبالطبع أنت حريصة على صلاتك وعلى أذكارك، وإن شاء الله في ذلك إعانة كبيرة لك، وأسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، وإن شاء الله هو في أعلى الجنان.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 253,665 |
2006-06-27
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيفية التعامل مع أحلام اليقظة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تكمن في أنني لا أستطيع التركيز، فدائماً يخونني التركيز، وأحس أن عقلي منشغل بأمور أو أحلام كثيرة متداخلة، وبعض الأحيان أحس بثقل كبير مع سخونة في الرأس من كثرة أحلام اليقظة المتداخلة، وصرت أبذل جهداً كبيراً عن صرف عقلي عن الأحلام فأنجح تارة وأخفق تارة، وبعض الأحيان لا أستطيع أن أنام لصعوبة صرف عقلي عن هذه الأحلام في وقت واحد.
ولهذا السبب صرت بطيئاً في عملي، وفي الآونة الأخيرة بدأت في نسيان أمور كثيرة، لدرجة أني قد أدخل على مديري فيطلب مني شيئاً، وبمجرد خروجي من مكتبه أكون قد نسيت ما طلبه، وفي كثير من الأحيان أقوم من مكتبي طالباً شيئاً، وأنسى هذا الشيء الذي قمت من أجله.
وكما رأيت هذا الداء يسبب لي الكثير من المتاعب، فأرشدوني إلى ما يحل لي هذه الإشكالية.
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فضعف التركيز والنسيان في مثل عمرك وحسب الحالة التي وصفتها، هو في الحقيقة ناتج من أنك تعاني من أعراض القلق النفسي، وهذا القلق ربما تكون لديه أسباب، وربما يكون هو جزء من التكوين النفسي لشخصيتك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم يا دكتور.
لكن لدي تعقيب بسيط :
أولاً : حالات عدم النوم التي أعاني منها نادراً ليست قهراً مني ولكن أحلام اليقظة تأخذ مني الوقت حتى إذا ما انتبهت وجدت أني وصلت مرحلة متأخرة من الليل.
ثانياً : وصفت لي بعض الدواء، فماذا يعالج هذا الدواء؟ هل يعالج حالة النسيان وضعف التركيز لدي؟ ثم إني لا أحب أن أستعمل العقاقير بصورة دائمة، ومنذ وصفك وقد عقدت النية على ألا أستعمل شيئاً خاصة إذا كانت في مجال الصحة النفسية.
ثم إني أخاف أن يكون هذا الدواء من دون وصف دقيق لحالتي التي كلمتك عنها.
ثالثاً : وصلت في الفترة السابقة إلى قلب أحلام اليقظة إلى أفكار، وكلما حلمت بحلم اليقظة قلبتها إلى فكرة ووضعتها ضمن الأفكار التي أريد إنجازها، وهذا سهل علي أشياء كثيرة، فهل هذا ما كنت تقصده في النقطة الأولى؟
ثم جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنا لا أشك مطلقاً أنك تعاني من قلق نفسي، والقلق النفسي يظهر في ألوان وأشكال كثيرة ومختلفة، ليس من الضروري أن يقول الإنسان إني قلق أو متوتر أو عصبي حتى نقول إنه يعاني من قلق نفسي، فقلة من الناس هي التي تأتيك بالأعراض المثالية، ولكن في مثل عمرك هذه الأفكار المتزاحمة المتداخلة والتي تحمل بعض الأماني التي يصعب الوصول إليها؛ هي حقيقة طاقات نفسية زائدة، وهذه الطاقات النفسية مردها القلق، ولا شك في ذلك، حسب ما أجمع كل علماء النفس.
أفكار اليقظة أو أحلام اليقظة؛ على الإنسان أن يحقرها، وأن يؤمن بأنها ليست حقيقة، والبعض يحاول أن يتخير منها ما هو معقول، ثم يركز عليه، وبعض الناس حين يذهب إلى الفراش يعزم عزماً قاطعاً بأنه لن يفكر فيها، وإنما يستبدلها بقراءة شيء من القرآن مثلاً، وهنالك أيضاً من له القدرة على أن يعيد تركيب الفكرة وتحويرها بصورة مختلفة عن الفكرة التي يصعب الوصول إليها، وهذا ما تقوم به أنت، وهذا شيء طيب وجميل.
إذن الإنسان عليه أن يقتنع أولاً أن هذه الأفكار هي ليست أفكار واقعية في معظمها، وأنها ربما تكون صعبة المنال، وأنها أفكار يجب ألا يشغل نفسه بها، وأن يضع أو يحاول أي من الحيل النفسية السابقة الذكر لأن يقضي عليها.
ولكن يا أخي ارجع إلى نقطة الأدوية، الأدوية حقيقة مفهوم الناس أو بعض الناس عن الأدوية النفسية هي مفهوم خاطئ، أرجو أن أؤكد لك أن التطور الذي حصل في الطب النفسي خلال العشرين سنة الأخيرة لم يحدث في أي من مجالات الطب الأخرى.
فهنالك الآن معرفة تامة بالتراكيب البيولوجية لكثير من الأمراض النفسية، وهنالك الآن ما يعرف بالمُوَصِّلات العصبية والناقلات العصبية والتي اتضح أنها تسبب القلق والتوتر والاكتئاب والمخاوف والوساوس وكثير من الأمراض النفسية، وحتى الأمراض العقلية.
إذن يا أخي! ما دام هنالك مكوناً بيولوجيا كيميائياً لهذه الأعراض فلابد أن يعالج ذلك بيولوجياً، وفي هذه الحالة لابد أن يكون العلاج عن طريق الدواء.
من الجميل أن تكون للإنسان إرادة، أن يغير نفسه، وأن يحاول أن يتخلص من أعراضه، ولكن في ذات الوقت لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
يا أخي، هذه الأدوية التي أتت هي نعمة من نعم الله، وهي مفيدة وفعّالة، ونصيحتي لك يا أخي أن تتناولها، ولكن بالتأكيد لا أستطيع أن ألزمك بذلك، ولكن أرجو أن تثق أنها سوف تفيدك، سوف تفيدك وسوف تجد أن النسيان والتركيز عندك قد تحسن كثيراً.
أنت لا تركز؛ لأن أحلام اليقظة تأخذ جل المراكز المهتمة بالذاكرة لديك، أو المراكز التي تسيطر على الذاكرة، وهي أيضاً عن طريق الناقلات العصبية.
إذن يا أخي! هنالك مكون داخلي أساسي هو الذي يجعلك لا تركز كثيراً وتنسى، وهذا هو تطاير الأفكار وتشتتها والانشغال بها، وهي وليدة للقلق، فحين يعالج القلق سوف تخف حدة هذه الأفكار، وسوف تنتهي، ويكون تفكيرك أكثر واقعياً وأكثر انتظاماً، وهذا بالطبع سوف يعطي المجال للموصلات العصبية أن تعمل في محيط الذاكرة والتركيز بصورة أفضل.
وجزاك الله خيراً.
|
د. محمد عبد العليم
| 110,239 |
2006-06-14
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
هل أحلام اليقظة خلل في الشخصية؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أنني فتاة في الثانية والعشرين، إلا أن الحب يمثل لي كل شيء، فدائماً أتخيل أني أعيش في عالم مثالي، الكل يحبني وأرى فيه الشخصيات التي أحبها تحبني بشدة، مما يحزنني أنني وصلت إلى هذا العمر المتقدم ولكن تفكيري في هذه الأمور، فهل هذا نقص في شخصيتي أم ماذا؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ع حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمثل هذا الشعور المتدفق حول الذات، وأن الإنسان يتخيل أنه يعيش في حالة أو في عالم مثالي وأن الكل يحبه؛ هذا يمثل من الناحية النفسية نوعا من الخلل البسيط في الشخصية، والوصف الذي وصفتيه يطابق ما يعرف بالشخصية النرجسية أو ما يسمى باللغة الإنجليزية نارسيستك (NARSSESTIC)، والإنسان النرجسي هو الذي يحب ذاته، ولا شك أن كلاً منا يحب نفسه ويحب ذاته، ولكن هذا لابد أن يكون في حدود المعقول.
الشيء الذي أراه هو أن تحاولي أن تقللي من شأن نفسك فيما يخص الناحية الوجدانية والعاطفية، وأن تعوضي عن ذلك بأن تنظري في جوانب الحياة الأخرى، على سبيل المثال: أن تعطي الدراسة جل وقتك، وأن تحاولي أن تكوني من المتميزين، وأن تجعلي الناس تعجب بك نسبة لعلمك وتفوقك وإنجازك.
هذا التحول في التفكير -إن شاء الله- يساعد كثيراً؛ أي بمعنى أن المطلوب منك استبدال الأفكار النرجسية بأفكار أكثر واقعية وأكثر نفعاً بالنسبة لك؛ لأن هذه الطريقة جيدة للتقليل من حب الذات.
وشيء آخر: أنت ذكرتِ أن الحب يمثل لك كل شيء، الحب شيء جميل؛ ولكن يجب أن نحب الأشياء لذاتها، يجب أن يكون حبنا أولاً لله ورسوله، ولوالدينا ولعباد الله الصالحين، يجب أن يكون حبنا لأوطاننا ولعقيدتنا، هذا هو الحب الذي حين يبنى في داخل الإنسان سوف يزيح أو يزيل كل أنواع الحب الأخرى التي لا معنى لها.
أيتها الأخت الفاضلة، أنا مقدر تماماً مستوى أحاسيسك في هذه السن، ولكن صدقيني أن هذه الطاقات الكامنة والقوية لديك يمكن أن توجهيها فيما هو نافع، كما ذكرت لك: الدراسة، التركيز، حب الخير للآخرين، الالتزام بالعقيدة ومتطلباتها من عبادات.
لابد لك -أيضاً- أن تكوني دائماً مقدمة على مساعدة الآخرين، ويمكنك الانضمام للجمعيات الخيرية ومنظمات الفتاة المسلمة، وكل أنواع العمل التطوعي، من خلالها سوف يتعلم الإنسان الإيثار ومساعدة الآخرين، ويتحول حبه من حب لذاته فقط إلى حب الآخرين أيضاً والعمل على مساعدتهم.
أرجو أن أؤكد لك أنك -الحمد لله- لست مريضة، وهذه مجرد ظاهرة، ولكن يمكن التخلص منها إن شاء الله، عليك أيضاً بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، فالرياضة تحرق الطاقات النفسية العاطفية الداخلية التي لا طائل ولا فائدة منها، مثل الأفكار التي تمر عليك بصورة مستمرة.
أنت -الحمد لله- واعية تماماً ومتنبهة إلى عمرك، وهذا شيء جميل جدّاً، ونقول دائماً أن الإنسان يتعلم من أنداده، عليك أيضاً بمصاحبة الخيرات من الفتيات والتعلم من كل السمات الجميلة التي يحملنها، وأنا في ذات الوقت أثق أن الآخرين سوف يتعلمون أيضاً منك أشياء جميلة هم يفتقدونها، وربما يكونون في أمس الحاجة إليها.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 110,334 |
2006-06-13
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الاستسلام للأمراض النفسية جريمة في حق النفس والأسرة
|
السلام عليكم..
منذ كان عمري 16 عاماً وأنا أعاني من الوحدة، والحزن، نظراً لوضع أسري عشته، ولا زلت أعيشه، وهو الشجار الدائم بين أمي وأبي، هما أبوان صالحان والحمد لله، ولكنهما يعانيان من بعض المشاكل وهي: أن أمي عصبية، وأبي قليل الكلام معنا، ودائماً مشغول.
ومع أن وضعنا المادي سيئ، فأبي يعمل ويرسل لأبناء أهله، وأمي أيضاً دائماً مهمومة بمشاكل أهلها التي ليس لها أي علاقة بهم، نحن انطوائيون جداً، إلى الآن وليس لدي صديقة تزورني وأزورها، أنا كئيبة جداً، ومنذ ذلك العمر وأنا أتمنى أن أضحك من أعماق قلبي، ولكن نفسي أصبحت تستلذ الحزن، والمشاكل، وأصبحت عصبية جداً، لا أتحمل أي غلط حتى أبدأ بالشجار، انطوائية لا أحد يحس بي، أحس كثيراً بعدم القيمة لي، لا أحس بطعم النجاح؛ لأني تعودت أن أدرس لوحدي، وكنت متفوقة، ولكن لا أجد من يقيمني.
في إحدى المرات تعمدت أن أحصل على مستوى متدنٍ، ولكن لم يوبخني أحد، تمنيت لو يضربوني! أريد أن أحس بقيمتي صدقوني أنا الآن بلا طموح، بلا هدف، لا أستطيع تكوين صداقات مع الآخرين، مستواي الدراسي من سيء إلى أسوأ، أصبحت أكره الدراسة، وأتململ منها، وأصبحت كثيرة الرسوب، لا أحس بقيمتي، ومستقبلي، لا أجد من أشتكي إليه.
عندما أشكو لأهلي لا أجد الأذن الصاغية، والقلب الحاضر، فكل له همه، أصبحت أعيش في عالم الأحلام، لدي شخصيات من صنع خيالي، أتحدث إليها، أضحك معها، أسافر معها، أنسج قصصاً، وكلها أحلام.
أنا قلقة على نفسي جداً؛ لأني أصبحت أعاني من القولون العصبي. أرجوكوم ساعدوني؟! وساعدوا أهلي؟! فالعصبية والصمت والكآبة والقلق أصبحت أشباحاً في بيتنا.
وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميسون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يعافيكم جميعاً من هذه الأمراض، وأن يمتعكم بالصحة والعافية والسعادة والمودة والتفاهم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن التربية في الصغر لها بصماتها الواضحة على سلوك الأفراد، حتى لو تقدم بهم السن، وفي أحايين كثيرة يكون من الصعب على الإنسان التخلص من هذه الموروثات حسنة كانت أم سيئة، وهذه الموروثات هي التي تتحكم غالباً في أنماط سلوكنا، وتحدد مدى تقبلنا للآخرين.
ولقد ثبت علمياً أن الأسرة السعيدة المتفاهمة عادة ما يخرج أبناؤها وهم أكثر حيوية وقدرة على التأقلم مع الواقع والانخراط في المجتمع وذلك بحكم نسيجهم الاجتماعي المتآلف الذي عاشوه داخل الأسرة، ولذلك من الصعب جداً الآن أن نقول لوالدتك: تخلي عن العصبية، أقول من الصعب وإن كان ليس مستحيلاً، ولكن من يسمع؟
ومن الصعب كذلك أن نقول لوالدك نفس الشيء؛ لأن هذه الموروثات قد تأصلت في مكنون شخصياتهم، ولابد لنا كأبناء من تقبلهم على هذا الوضع مع إمكانية استغلال بعض الفرص والمناسبات لشرح مدى تأثير سلوكهم على أبنائهم ومطالبتهم ولو بشيء من التغيير البسيط، وهذا في الواقع ليس مستحيلاً؛ لأن الإنسان وحده هو القادر على تغيير نفسه، كما قال الحق جل وعلا: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] وإذا لم يكن في مقدورهم ذلك فلا أقل من أن تبدئي أنت عملية تغيير نفسك وألا تستسلمي لهذا الواقع المؤلم، وهذا ما لابد لك منه؛ لأنه لا خيار أمامك إذا أردت أن تقدمي لهذه الأسرة أو لنفسك شيئاً، لا تعالجي الخطأ بخطأ مثله.
إن استسلامك وعدم رغبتك في التغيير من أعظم الجرائم التي ترتكبيها في حق نفسك وحق الأسرة التي ستكونين عمودها الفقري مستقبلاً، وسوف تحملين معك تلك الموروثات كما حملتها أمك تماماً، ولذلك أنصحك بعدم الركون إلى هذا الواقع وعدم الاستسلام له، بل انهضي وبكل قواك وتحدي هذه الموروثات، وابحثي عن ذاتك وإنسانيتك، واستغلي ما وهبك الله من ذكاء وقدرات في تحسين وصفك، واجعلي على رأس اهتماماتك التفوق العلمي ما دامت لديك القدرة على ذلك، وصدقيني لن يجني ثمرة التفوق إلا أنت، ولن يدفع ثمن الفشل إلا أنت.
وإذا أردت أن تساعدي هذه الأسرة فعلاً، فقاومي هذا الواقع وقفي شامخة أمام هذه التحديات، ولا تنتظري أي كلمة تشجيع أو إطراء من أي شخص؛ لأن الجميع كما ذكرت، قفي على قدميك وخذي قرار التحدي واجعلي على رأس أولوياتك التفوق ولا تلتفتي حولك أو وراءك، وإنما ركزي نظرك على المستقبل المشرق، فكري في أولادك وكيف يمكنك إنقاذهم من هذا الواقع المرير، فكري في نفسك وكيف يمكنك إسعادها، فكري في زوج المستقبل وكيف تجعلينه زوجاً سعيداً حقاً، كل ذلك بمقدورك وفي حدود طاقتك، أطردي هذه الهواجس، فلا اكتئاب ولا توتر ولا انهزامية، بل مسلمة قوية بالله حسنة الظن به، قوية الصلة به، متفوقة حتى تتمكني من إسعاد نفسها والآخرين معها، أهم شيء هو أنت، وأنت وحدك القادرة على ذلك بالدعاء، والأخذ بالأسباب، والرضا بهذا الواقع، وأنا واثق من أنك ستكونين رائعة.
وبالله التوفيق والسداد.
|
الشيخ / موافي عزب
| 252,862 |
2006-05-25
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
ما أعراض القلق النفسي؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تكمن في أنني لا أستطيع التركيز، فدائماً يخونني التركيز، وأحس أن عقلي منشغل بأمور أو أحلام كثيرة متداخلة، وبعض الأحيان أحس بثقل كبير مع سخونة في الرأس من كثرة أحلام اليقظة المتداخلة، وصرت أبذل جهداً كبيراً عن صرف عقلي عن الأحلام فأنجح تارة وأخفق تارة، وبعض الأحيان لا أستطيع أن أنام لصعوبة صرف عقلي عن هذه الأحلام في وقت واحد .
ولهذا السبب صرت بطيئاً في عملي، وفي الآونة الأخيرة بدأت في نسيان أمور كثيرة، لدرجة أني قد أدخل على مديري فيطلب مني شيئاً، وبمجرد خروجي من مكتبه أكون قد نسيت ما طلبه، وفي كثير من الأحيان أقوم من مكتبي طالباً شيئاً، وأنسى هذا الشيء الذي قمت من أجله.
وكم رأيت هذا الداء يسبب لي الكثير من المتاعب، فأرشدوني إلى ما يحل لي هذه الإشكالية.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فضعف التركيز والنسيان في مثل عمرك وحسب الحالة التي وصفتها، هو في الحقيقة ناتج من أنك تعاني من أعراض القلق النفسي، وهذا القلق ربما تكون لديه أسباب، وربما يكون هو جزء من التكوين النفسي لشخصيتك.
إذا كانت هنالك أية أسباب للقلق في محيط العمل أو الأسرة أو حياتك بصفة عامة،أرجو أن تعمل على إزالة هذه الأسباب، أو معالجتها بصورة معقولة،أو التعايش معها على الأقل.
أما الجوانب الأخرى في علاج حالتك، فهي تتمثل في التفكير الإيجابي، يجب ألا تكون سلبياً في تفكيرك، كل فكرة سلبية تطرأ عليك، يجب أن تستبدلها بالفكرة الإيجابية المقابلة لها، هذا أمر ضروري جدّاً لإزالة القلق، ويجعل الإنسان يشعر بارتياح أكثر في تفكيره.
ثانياً: عليك ألا تكتم الأمور التي تكون غير راضٍ عنها، بمعنى أن تفرغ نفسياً وتقلل من أية احتقانات داخلية، عبِّر عن نفسك وما في خاطرك أولاً بأول؛ لأن تراكم الأشياء البسيطة يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، مما ينتج عنها صراع نفسي وقلق وتوتر، وهذا بالطبع يؤدي إلى تشتت الأفكار وتطايرها وعدم القدرة على التركيز.
ثالثاً: أرجو أن تمارس الرياضة؛ فالرياضة اتضح أنها فعالة، خاصة رياضة المشي أو الجري وهي تناسبك جدّاً، فهي ترفع من درجة الصحة النفسية والتركيز واليقظة، كما أنها تمتص القلق.
رابعاً: هنالك علاجات دوائية بسيطة وسليمة سوف تستفيد منها إن شاء الله، من الأدوية البسيطة التي يمكنك استعمالها العقار الذي يعرف باسم موتيفال (Motivel) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ارفعها إلى حبة صباحاً ومساء؛ واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفِّضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين أيضاً، ثم بعد ذلك توقف عن العلاج.
لابد لك أيضاً -أيها الأخ الفاضل- أن تنظم وقتك، وتكون لديك القدرة على إدارة العمل، وكن حريصاً أن تنام أثناء الليل مبكراً بعض الشيء، وتنجب النوم النهاري، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، ولا شك أن تناول الحليب الدافئ يساعد أيضاً في تحسين التركيز وإزالة القلق.
كما أن تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس العميق ببطء والذي يعقبه مسك الهواء لفترة قليلة في الصدر، ثم إخراجه أيضاً بقوة وعمق، وهذا هو الزفير، كرر ذلك وأنت مستلق في مكانٍ هادئ مع غمض العينين وفتح الفم قليلاً.
هذه التمارين تمارين جيدة وطيبة، وتساعد كثيراً في مثل هذه الحالات، ويمكنك أيضاً الحصول على أحد الأشرطة التي توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء بصورة أكثر فاعلية.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 19,513 |
2006-05-22
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
التردد وعلاقته بالقلق النفسي
|
السلام عليكم.
سؤالي هو أنني مترددة، لا أثق بالقرار الذي أتخذه، لا أفهم معنى القضاء والقدر، لا أثق بنفسي، أعاني من أحلام اليقظة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
التردد، وعدم الثقة بالنفس، هي دائماً من سمات الوساوس أو القلق النفسي، وأنتِ ذكرت أنك لا تعرفين معنى القضاء والقدر، وأنا على ثقة تامة أنك تعرفين معنى القضاء والقدر، فهي من المعلومات من الدين بالضرورة، وهي لا يكتمل إيمان الإنسان أبداً إذا لم يؤمن بها، ولكن أعتقد أن التردد وتطاير الأفكار والتشتت والوساوس جعلتك لا تتفهمين هذا المعنى بالصورة الإيمانية المطلوبة.
كما أن أحلام اليقظة في كثيرٍ من الحالات مرتبطة بمثل هذه الحالات، أي حالات الوساوس.
أنتِ إن شاء الله سوف تستفيدين كثيراً من الأدوية المضادة للوساوس، وأفضل علاج لك هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي بجرعة كبسولة واحدة 20 مليجرام في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفعي هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن هذا العلاج.
بالنسبة لاتخاذ القرارات، أرجو أن تدرسي أي أمر أو أي قرار تودين اتخاذه بشيء من التروي والتأني، تقدمي عليه بدون تردد، وهذا شيء يجب أن يدرب ويمرن الإنسان نفسه عليه
أما الإيمان بالقضاء والقدر فهو ركن من أركان الإيمان، وأرجو أن تتطلعي على الكتب الدينية المختلفة التي تتحدث عن معنى القضاء والقدر، أو تتحدثين إلى إحدى الأخوات الفاضلات الداعيات، وسوف تجدين إن شاء الله منها كل استبصار في هذا السياق.
وأخيراً: أنا على ثقة كاملة أن استعمال الدواء المضاد للوساوس والتردد سوف يُساعدك كثيراً إن شاء الله، ويجعلك أكثر تركيزاً، وسوف تنتهي أحلام اليقظة أيضاً، وسوف ينتهي التردد بإذن الله تعالى.
والله الموفق.
|
د. محمد عبد العليم
| 251,832 |
2006-05-02
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أثر العلاقة مع الوالدين على الصحة النفسية المستقبلية
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعتقد أن مشكلتي نفسية بالدرجة الأولى، وهي أني أعاني من الانطوائية منذ صغري، كان والدي دوماً يتهمني بالغباء وقلة الحيلة، وأني لا أتحمل المسئولية، مع أنني كنت وبدون مبالغة أحصل على أعلى الدرجات على مستوى المدرسة، ومنذ كنت في الثانية عشر أحاول قدر المستطاع التخلص من نقد والدي المستمر لي، وذلك بالقيام بأمور عديدة، منها الاهتمام بصيانة المنزل من سباكة وكهرباء، والذهاب إلى البنوك وإصدار الشيكات المصرفية، والقيام بالحوالات البنكية إلى دول العمال الذين يعملون لدى والدي، وأقوم بشراء مستلزمات المنزل لوحدي، إلا أن نقده المستمر سبب لي عقدا نفسية، جعلتني أشعر بأنني لا أصلح لشيء.
وطلاق والدتي عندما كنت في الخامسة عشرة أثر في كثيراً، ولا أنسى ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لأزور والدتي فإذا هي تطردني، وتقول إنها لا تريد رؤيتي طالما عاشت، وازدادت معاملة أبي لي سوءاً ونقده لي أيضاً.
تدهورت درجاتي بعد طلاق والدتي، وتخرجت بنسبة ضئيلة، وعندما التحقت بالعمل بنفس الشركة التي يعمل بها والدي فوجئت بطلب نقلي إلى منطقة بعيدة جداً عن أهلي، وعندما تحدثت إلى والدي عن إمكانية نقلي إلى المنطقة التي يعمل بها وعدني بأن يتكفل بالأمر؛ كونه من كبار إداريي الشركة، واستمريت أنتظر إلى أن جاء طلب النقل، وإذ بي أنتقل إلى منطقة أبعد، وعندما كلمت والدي قال لي: إنه سوف يحاول، وبعد مدة اكتشفت أنه كان هو وراء نقلي إلى منطقة أبعد مما أثر في كثيراً.
ومع الوقت انقطعت اتصالاتهم، فلا يتصل بي ولا يزورني أحد، وكأنهم أرسلوني إلى المنفى، فتولد لدي شعور بأني لا أستحق أن يحبني أحد، مع أنني -دوما وأبدا- أتبع مقولة "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به"، لكن لا حياة لمن تنادي.
تزوجت وكلما حصلت مشكلة مع زوجتي ينتابني خوف شديد جداً من العودة إلى وضعي السابق، وأحياناً يترجم الخوف بتحطيم كل ما يطال تحت يدي من أثاث المنزل أو الأجهزة الموجودة، حتى أنني يوماً سحبت أحد المكيفات من مكانه، وأوقعته على الأرض.
أعيش منطويا على نفسي، أفتقد الثقة بالنفس، لا أخالط أحدا، ولا أتحدث إلا مع المقربين جداً مني، يصيبني التلعثم، وتنهمر الدموع عندما أصاب بتوتر ولو بسيط أثناء الحديث مع غير المقربين.
سلكت طريق الالتزام، إلا أن انتقاد والدي الشديد لالتزامي وتشكيكه في مدى التزامي وكوني اكتشفت مؤخراً أنني عقيم دفعني إلى ترك هذا الطريق، أصبحت أشكك في العقيدة ونصوص الأحاديث.
لدي قدرة كبيرة وسريعة في التعلم، إلا أنني لا أطبق ما تعلمته خوفاً من الفشل، وخوفا من ردود الفعل السلبية، أصبحت غير مبال بالعمل، أقضي وقتي بالتصفح في الإنترنت أو لعب الورق قبل أن أخرج مبكراً من العمل.
في السنوات الأخيرة بدأت أتصور في مخيلتي كيف أكون لو كنت شخصاً آخر، أمضي ساعات طويلة في أحلام اليقظة، أتخيل نفسي جميل المظهر، مليئا بالثقة، لبقا في الكلام، وذا قدرات خارقة، لا أشعر بالسعادة أو راحة البال إلا إذا عشت مع نفسي في تلك الأحلام.
أرجو أن أجد حلاً عندكم، فأنا غير راض عن نفسي.
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن العلاقة مع الوالدين في مرحلة الطفولة والتنشئة بصفةٍ عامة تُعتبر عاملاً أساسياً في الصحة النفسية المستقبلية، فإن كانت هذه العلاقة علاقة قائمة على الهدوء والتوجيه والاحترام والمحبة، فسوف تجعل من الطفل قويّاً وواثقاً بنفسه، وبعيداً عن المشاكل بدرجة كبيرة.
نحن كمعالجين نأخذ الطريق المهني، والذي يقتضي الحيادية، فأنت لديك صعوبات واضحة مع والدك كما ذكرت في رسالتك، ولكن الذي تعجبت له أن والدتك بعد أن طلقت وذهبت لها ردّتك ولا تود أي صلة معك، فهذا أزعجني قليلاً، فهل المشكلة والصعوبات مع الوالد فقط، أم أنك أنت ساهمت في بناء وتطور هذه الصعوبات ولو بدرجة بسيطة؟ على العموم أياً كانت نوعية هذه العلاقة ودرجة مساهمتك فيها إيجاباً أو سلباً، فالشيء الضروري جدّاً هو أن التجارب السابقة مهما كانت سلبية يجب أن يتخذها الإنسان أداة للتطوير المستقبلي، ويجب ألا يعتبرها آلية للحسرة والندم، وأن يجعل كل فشل في حياته المستقبلية نتيجة لتلك التجارب السلبية، هذه أمر مهم جدّاً.
إذن، الماضي يمكن أن نستفيد منه ومن تجاربه، بأن جعلنا نصحح الحاضر ونعيشه بقوة وواقعية؛ لأن ذلك يجعلنا نعيش المستقبل بأمل.
لا شك أنك تُعاني من صعوبات نفسية، فأنت ذكرت أنك أصبحت تشك في العقيدة ونصوص الأحاديث، وأنك تعيش الكثير من الأحلام أو أحلام اليقظة، كما أنك عصبي المزاج وقليل التحمل، للدرجة التي جعلتك تقوم بتحطيم بعض أثاث المنزل.
السبل العلاجية الرئيسية هي:
أولاً: يجب أن تقبل نفسك وتقبل ذاتك، وتحاول أن تطور نفسك، وذلك بالتركيز على الإيجابيات، ومحاولة بنائها، وتجنب السلبيات بقدر المستطاع.
ثانياً: لابد أن تعبر عما بداخل نفسك بصورةٍ مستمرة، أي لا تميل للكتمان؛ خاصة الأشياء البسيطة التي لا تكون راضياً عنها؛ لأن ذلك -أي هذا التعبير- يؤدي إلى ما يُعرف بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يقلل ويزيل الاحتقان ومن ثم يصبح الشخص أقل انفعالاً.
ثالثاً: بما أنك اكتشفت أنك عقيم، فهذا أمر يجب أن تقبله (( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ))[الشورى:50] ونسأل الله أن يعوضك خيراً مما أخذ منك، ولكن لا مانع أبداً أن تبحث في الوسائل العلمية المشروعة، والتي ربما تجد من خلالها نوعاً من العلاج.
رابعاً: سوف تستفيد كثيراً من الأدوية النفسية، خاصة الأدوية المضادة للقلق والتوتر والوساوس، وهنالك عقار يعرف باسم زولفت، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ارفع هذه الجرعة إلى حبتين في اليوم، أي 100 مليجرام، واستمر على ذلك لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنها.
وهنالك نصيحة خامسة وهي: أن تكون فعالاً، وأن تزيد من تواصلك الاجتماعي، وأن تعامل زوجتك بالحسنى، وأن تحاول بقدر المستطاع أن تتقرب لوالدك ووالدتك مهما كانت هنالك معاملة صعبة أو غير لائقة من جانب الوالد، فهو والدك، ولا شك أن بر الوالدين أمرٌ مطلوب، ومن سبل الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 251,826 |
2006-05-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
محادثة النفس بصوت مسموع.. كيف أتخلص من ذلك؟
|
أنا كثير السرحان، فعندما أسرح أتكلم بصوت مسموع، ولا أعرف ماذا أقول، وعندما أفكر أسرح فأتكلم بصوت مسموع، ماذا أفعل للتخلص من هذا الشيء، وشكراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا من قبيل حديث النفس أو أحلام اليقظة، وهي عادة وليست مرضاً حقيقياً، وهو يكثر لدى بعض الناس، ونصيحتنا لهم في مثل هذه الحالات أنه حين تحدث هذه الحالة أن يعض الإنسان على لسانه، ويكرر ذلك عدة مرات، وسوف يجد أن هذه الحالة قد اختفت بالتدريج، وأرجو أن تحاول ذلك حين تكتشف أنك تتكلم بصوت مسموع، عض على لسانك؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي.
كما أنه وُجد أن تناول الأدوية المضادة للقلق ربما يكون مفيداً، وعليه يمكنك تناول الدواء الذي يعرف باسم (فلونكسول) بجرعة حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تتناوله لمدة شهرين أو ثلاثة، وستجد إن شاء الله أنه مفيد بالنسبة لك.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 249,969 |
2006-05-01
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
المرحلة العمرية للاسترسال في الخيال
|
أنا شاب في 18 من عمري لدي مشكلة، وهي أني واسع الخيال، كثيراً أتخيل أشياء هي من سابع المستحيلات أنها تتحقق، وأغلب هذه التخيلات تتعلق بالبنات، وأني أهرب من البيت، وأحياناً تصل إلى درجة البكاء، وأتخيل هذه التخيلات قبل النوم، وأشعر بالقلق، وأحياناً تصل التخيلات إلى أسبوع ولا أنام إلا عندما أتخيل وهكذا كل يوم.
فأرجو الإفادة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الاسترسال في الخيال أو ما يُعرف أحياناً بأحلام اليقظة يكون مصاحباً للمرحلة العمرية التي تمر بها أنت الآن.
حاول أن توجه طاقاتك نحو أمور وأفكار أخرى، ويجب أن تستبدل الأفكار حول البنات بأفكار حول المستقبل، وحال الأمة، والدراسة، وعليك أيضاً أن تقول لنفسك أن هذه الأفكار سخيفة وغير واقعية.
ننصحك أيضاً أن تتوضأ قبل النوم، وتقرأ شيئاً من القرآن، ففي ذلك خير كثيرٌ إن شاء الله.
كذلك أنصحك بتناول دواء يُعرف باسم فافرين (Faverin) بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، حيث أن هناك ما يُشير أنه سوف يجعلك أكثر استرخاءً ويقلل من أحلام اليقظة.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 250,015 |
2006-04-04
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تقمصت شخصية أخرى!
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل، أحببت أن أخبرك عما أعاني منه بالضبط وبكل دقة: أنا فتاة سودانية أبلغ من العمر 15 سنة، عندما كنت في الـ12 سنة كنت أحب الشات حباً جما، وما كنت أعترف بأني فتاة من السودان، بل كنت أقول أني لبنانية، وأجعل الناس يعيشون الوهم، في بداية الأمر كانت تسلية ولعبا، ولكن في الآونة الأخيرة تحولت إلى جد، حتى أنني أحسست بأن الفتاة اللبنانية التي جسدتها لشخصيتي قد سرقتني وسرقت طموحاتي.
نعم إنها سرقت كل ما لديّ، فأنا -والحمد لله- على قدر كبير من الموهبة والذكاء، حتى أنني قد أصبحت أفكر في هذه الفتاة اللبنانية التي جسدتها لشخصيتي طوال اليوم بل اليوم بطوله، وأنا لا أدري إن كنت مصابة بفصام أو لا؟!
فأرجو منك المساعدة كل المساعدة، فإن كنت مصابة بهذا المرض أريد أن أتعافى منه، فأنا لديّ من العمر 15 سنة فقط، أرجو منك المساعدة.
وكذلك فأنا دوماً أقطع شعري، فيدي تلقائياً تتوجه إلى شعري دون التفكير، وحينما أقطع شعري أحس بالاكتئاب والملل، هذه الحالة استمرت معي 4 سنوات، أريد أن أتخلص من كل ما لديّ، وأن أبدأ حياة جديدة لأكون أنا الفتاة السودانية والتي ستظل سودانية.
رجاء -يا دكتور- إن كنت تستطيع الرد على إيميلي الخاص، فأنا أحبذ هذا، هذا مع شكري الخالص لك، وفي انتظار مساعدتك لي.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن مثل هذا النوع من التقمص لشخصية أخرى هو نوع من أحلام اليقظة، خاصةً حين تبدأ في هذا العمر، وأرجو أن أؤكد لك أنه لا علاقة له مطلقاً بمرض الفصام، فالحمد لله أنت لست مصابة بمرض الفصام، ولكن الشيء الذي لابد منه هو أن تحاولي أن تؤمني بسخافة هذه المشاعر، وأن تحاولي أن تتخلصي منها، وأن تعيشي حياتك وواقعك، وتكوني فخورة بذاتك أنت كما أنت كما خلقك الله تعالى.
ومن الأشياء اللافتة للنظر أنك تعانين أيضاً من قطع الشعر، وهذه الحالة تسمى " ترايك " وهي قد شخصت، أو تأتي تحت تشخيص الوساوس القهرية، وهي نوع من العصاب يكثر لدى الناس القلقين، وأنا متفائل جداً أن حالتك سوف تستجيب بصورة فعالة لأحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية.
وفي مثل عمرك وفي مثل هذه الحالة الدواء المرغوب يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام يومياً لمدة أربعة أشهر، وستجدي فيه إن شاء الله فائدة كثيرة، وسوف تجدي أن عادة نتف الشعر أصبحت خفيفة أو انتهت تماماً، كما أن القلق والتوتر، وحتى تقمص الشخصية اللبنانية، بالرغم من أنه أحلام يقظة كما ذكرت، إلا أنه لا يخلو أيضاً من الطابع الوسواسي، لذا سيساعدك البروزاك كثيراً جداً بإذن الله.
وعليك بجانب الدواء كما ذكرت لك سابقاً أن تبذلي الجهد لأن تعيشي حقيقتك، وأنت الحمد لله في بدايات العمر، وأمامك -إن شاء الله- مستقبل طيب وجيد، وركزي على دراستك، خاصةً أن الله قد حباك بكثير من المقدرات، ومنها مقدرة الذكاء.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 249,350 |
2006-03-18
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الخوف وضعف التركيز وقلة الثقة بالنفس
|
السلام عليكم .
أنا شاب جزائري في 17 من عمري، لدي الأعراض التالية:
1- الانعزال.
2- الشكوى الكثيرة.
3- وهن التركيز وشرود الذهن.
4- الخوف الشديد والخجل الكبير أيضاً.
5- القلق الرهيب، وسرعة الغضب لأبسط الأسباب.
6- أتكلم كثيراً، ولا أعمل كثيراً.
7- أمارس وأغرق دوماً في أحلام النهار، ولمدة طويلة.
8- أنا لا أهتم بشيء، (بملابسي ولا بالتنظيم) ولا بشيء آخر، فأنا إنسان بليد.
9 - ضعيف الثقة بالنفس.
10- التوتر الشديد.
11- تصدر مني دائماً تصرفات لا تبت بصلة لشخصيتي.
12- أفتقد الهدف في الحياة، وأفتقد إلى الحافز من أجل العمل.
أتمنى لو تساعدوني على التخلص من هذه المشاكل، لأنها تعيقني عن كل شيء وبسببها أضيع الكثير في الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ازيمو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه الأعراض الإثنا عشر التي وردت في رسالتك تدل على أنك تعاني من اكتئاب نفسي مصحوب بشيء من الخوف والقلق وفقدان الثقة في الذات.
في هذا العمر ربما ينتاب الشاب نوع من الاكتئاب والإحباط، وذلك نسبةً لتحديات المستقبل وقضية الانتماء والهوية أيضاً تمثل هاجساً للكثير من الشباب، عليك أن تتذكر أن حياتك إن شاء الله يجب أن تكون مثمرة، ويجب أن تكون فيه نوع من الدافعية، وعليك أن تستبدل كل فكرة سلبية بفكرة إيجابية لابد أن لا تستكين، ولا تستسلم مطلقاً لكل هذه السلبيات، وأرجو أن تستبدلها بكل ما هو إيجابي.
أنت والحمد لله تملك القوة والطاقة لذلك، عليك أن تحدد هدفاً بسيطاً في حياتك، والهدف في هذه المرحلة هو الدراسة، والدراسة لا شيء غير الدراسة، أرجو أن تضع هذا الهدف، وأن تبحث في آلياته، وأن تحاول الوصول إلى هذا الهدف بما هو متاح.
لا شك أن الأدوية النفسية المضادة للاكتئاب والإحباط والخوف ستكون مفيدة لك جداً، والدواء الأمثل في مثل حالتك يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين.
كما ذكرت لك هذا الدواء فعال جداً وسليم في ذات الوقت، فأرجو الالتزام بتناوله.
أنت في حاجة أيضاً لممارسة الرياضة بصفة مستمرة، فهي توظف طاقات الإنسان بصورة إيجابية، وعليك أيضاً أن تكثر من التواصل الاجتماعي وحضور صلاة الجماعة وحلقات الدروس الدينية والتلاوة فهي مفيدة كثيراً لصحة الإنسان الاجتماعية والنفسية.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 249,204 |
2006-03-18
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
إمكانية تحول أحلام اليقظة إلى وساوس قهرية
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد لاحظت أني كثير الكلام مع نفسي عندما أكون وحيداً، وهذه الحالة بدأت عندما كنت في الثانوية، كانت الوالدة بارك الله فيها تشد علينا في أمور المذاكرة حيث كانت تجعلني أذاكر أقل شيء 4 ساعات يومياً، وعلى كل حال في ذاك الوقت كنت أقفل الباب على نفسي وأدعي المذاكرة، وفي الحقيقة كنت أكثر التفكير والتخيل وأحاول أن أكون قصة بذهني وأتفاعل مع القصة وأستمر على هذا الحال ساعات كثيرة إلى أن أصبحت عادة! فكلما أصبح وحيداً أحدث نفسي، فعلى سبيل المثال: أتخيل أني أصبحت صاحب جاه كبير ولدي زوجة ثم تحصل مشكلة فأتورط، وهكذا القصة تستمر وعندما أتفاعل أتحدث بصوت مسموع! وأحياناً أفكر كيف بي إذا انتحرت الآن والأهوال التي سأراها أو أتخيل أني قتلت ومن هنا تبدأ القصة الخيالية؛ فأجد صعوبة في الإقلاع عن التفكير.
وأحياناً أتخيل أني أتحدث مع امرأة وأذكر لها بعض قصص حياتي الحزينة والمضحكة، وهي تحدثني وتخبرني أشياء وقصصا لم أكن أعرفها؛ فأتحدث بصوت مسموع بشرط أن لا يكون أحد بجانبي، وإلا تحدثت من داخلي، فأحياناً أضحك عندما تكون القصة مضحكة أو أحزن وأحياناً أغازل...إلخ.
والعجيب عندما أريد أن أقلع عن التفكير أجد صعوبة وألما في البداية، وموضع الألم يكون القلب وبجانب الرأس من الجهتين وأشعر بنوع من ضيق التنفس، وفي الحقيقة أشعر بمتعة أثناء الحديث مع نفسي ولكن إلى متى؟ والله كم أحزن عندما أجد كثيراً من وقتي يضيع في هذا الأمر التافه وأقول يا ليتني ذكرت الله بدلا من التفكير، وأعزم على الإقلاع ولكن أعود لا إرادياً.
علاوة على ذلك أصابني وسواس قهري شديد، لقد عانيت الكثير ولكن الحمد لله الآن خف كثيراً، وأنا مستمر على دواء يسمى الأنفرنال حالياً، في بعض الأحيان أعاني من تفكير عدواني حيث تأتيني أفكار مثل أن أقتل شخصاً ما وأعذبه وأتلذذ بتعذيبه أثناء التفكير في ذلك، وغالباً الشخص الذي أتلذذ بتعذيبه هو الشخص الظالم المجرم الذي حارب الله ورسوله (أي شخص له هذه الصفات).
على كل حال أنا مليت من حالي، ولا أدري كيف أترك هذه العادة؟ علماً بأنه إذا معي شخص آخر بجانبي لا أظهرها أمامه ولكن أحياناً أظهرها أمام العاميين الذين لا أعرفهم ولكن ليس بصورة واضحة جداً، فأني فكرت مراراً تكراراً في الزواج، وأنا متيقن أن هذا هو الحل (لكن هل يوجد حل آخر حتى ييسر الله لي الزواج) لأني كثيراً ما أتخيل أني أتحدث مع امرأة أعشقها (مجرد خيال في الحقيقة لا أعشق امرأة) فهل هذه تعتبر زيادة عاطفة أم ماذا!!؟
مع العلم بأني لست شخصاً انطوائيا تماماً ولكني انطوائي عندما أشعر بالرغبة واجتماعي أيضاً أذا أردت أن أخالط الأصحاب، أفكر أحياناً بأن ما لدي هذا من الجنون، وهل المجنون يعرف حاله أنه مجنون!؟ وختاماً أقول هل يوجد حل لهذه المشكلة؟ وهل هذا يعتبر نوعاً من الجنون؟ وهل المجنون يعلم بأنه مجنون؟ وماذا تسمى هذه الحالة؟
وأود تعريفاً بسيطاً جداً عن الفصام، فأني راضٍ تماماً ولله الحمد بالحال الذي أنا فيه، ولكن على المسلم أن يبحث عن ما هو أفضل لدينه ولنفسه، أعلم أني أطلت لكم ولكن أعلم ومتيقن وأثق بأن هذا هو المكان المناسب للاستشارة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ None حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الجزء الأول الذي ورد في رسالتك يوضح بصورةٍ جلية أنك في فترة الصغر كنت تعاني مما يعرف بأحلام اليقظة، وهي الاسترسال في خيالاتٍ غير منطقية، وهي ظاهرة تشاهد لدى الكثير من الناس في هذه الفترة العمرية وتختفي تلقائياً، أما عند البعض فقد يتحول الأمر إلى وساوس قهرية، وهذا هو الذي حدث لك بالضبط.
الوساوس القهرية يمكن علاجها، ولكنها تتطلب التصميم والعزيمة وقوة الإرادة؛ حيث أن العلاج السلوكي يتمثل في أن يحقر الإنسان الفكرة ولا يتبعها، ويحاول أن يطردها، فأرجو القيام بذلك.
ومن الضروري أيضاً أن تجد لكل فكرةٍ وسواسية ما يخالفها من فكرةٍ غير وسواسية، وتحاول أن تستبدل الفكرة الوسواسية بالفكرة الجديدة، هذا بالطبع سوف يؤدي إلى إضعاف الفكرة الوسواسية وتلاشيها، وبناء فكرةٍ جديدة.
هذه الأساليب العلاجية إذا طبقتها بصورةٍ صحيحة ستجد إن شاء الله أنها مفيدة جداً بالنسبة لك.
حقيقةً الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية متوفرة جداً الآن، وقد وُجد أنها فعالة وممتازة، ونصيحتي لك بجانب الإرشاد السلوكي البسيط هي أن تقوم بتعاطي أحد هذه الأدوية، والدواء الجيد والذي لا يحمل آثاراً سلبية كثيرة يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، أي 40 مليجراماً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى كبسولةٍ واحدة لمدة شهرين، وستجد في نهاية الأمر أنك والحمد لله أصبحت أكثر طمأنينةً من أي وساوس أو توتر.
أنت الحمد لله لا تعاني أبداً من مرض الفصام أو أي مرضٍ عقليٍ آخر، ولنعطك فكرة بسيطة عن مرض الفصام، فمرض الفصام هو مرض عقلي رئيسي، وهنالك عدة أنواع من هذا المرض منها الخفيف ومنها الشديد، وأعراض الفصام بصورةٍ بسيطة تتمثل في أن الإنسان يُصاب باضطرابٍ في أفكاره، وربما تنتابه بعض الخيالات والظنون الخاطئة وسوء التأويل، وفي بعض الحالات يسمع الإنسان أصواتاً غير موجودة، وربما تصدر له هذه الأصوات نوعاً من الأوامر التي قد يضطر أن يتبعها.
الفصام أيضاً يؤدي في بعض الحالات إلى تدهور شديد في الشخصية، ويبدأ الإنسان يفقد وظائفه الاجتماعية المطلوبة.
بجانب ذلك يُعاني بعض مرضى الفصام من الانسحاب الاجتماعي والعاطفي، وعدم القدرة على التواصل وفقدان الطموح، وعدم الاهتمام حتى بالنظافة الشديدة.
مرض الفصام الحمد لله الآن يستجيب للعلاج بدرجةٍ معقولة جداً، حيث أن حوالي 50% من مرضى الفصام إما يتم شفاؤهم بصورةٍ ممتازة، أو تتم مساعدتهم عن طريق الأدوية بصورةٍ جيدة جداً، ويظل حوالي 20% يعانون من هذا المرض بصورةٍ مطبقة وشديدة.
وختاماً: أسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 244,169 |
2005-12-15
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تأرجح النفس بين الراحة وعسر المزاج
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فأنا طالب في الثانوية العامة حالياً وأنا مهتم بعلوم الكمبيوتر والإلكترونيات وكنت قبل هذه السنة أجتهد كثيراً في طلب هذه العلوم حتى أنني كنت أحياناً لا أنام الليالي وأنا أدرس وبعد فترة ما يقرب 6 أشهر من دراسة وبحث في فرع معين كانت غالباً تأتيني حالة اكتئاب بعد إكمال البحوث في مشروع معين، وتستمر من أسبوع إلى أسبوعين غالباً حيث لا أرغب فيها بعمل أي شيء وأكون راغباً في الخروج والتمتع وأكون في نفس الوقت حزيناً لعدم قدرتي على بدء بحث جديد من ثم تنتهي وأرجع إلى عملي المعتاد إلا هذه السنة وقبل بدايتها حيث أرهقت نفسي جداً قبل الإجازة الصيفية فلم يأتيني اكتئاب وإنما أحلام يقظة، ولكنها استمرت شهرين بدلاً من أسبوعين.
كنت في تلك المرحلة أرى أحلاماً عجيبة غير محددة المواضيع وإنما على شكل أفلام خيالية ممتعة وكنت أتضايق من عدم قدرتي على التركيز في الدراسة خاصة أن موضوع الدراسة كان مختلفاً ألا وهو دراسة اللغة الإنجليزية كتحضير للجامعة، وكنت أدرس قليلاً ثم يأتيني حلم ويستمر معي ساعات ولكنها خفت والحمد لله منذ ما يقرب الشهرين، ولكنني حتى الآن لم أعد كما كنت.
وأنا لا أحب الدراسة في أيام الدوام وإنما أكتفي بما قبل الامتحانات بيوم أو يومين وقد سمعت من صديق لي أنها تعتبر مرضاً في بعض الحالات، علماً بأني حفظت القرآن ولكنني لا أراجع كثيراً.
أرجو أن تفيدوني في حالتي وإن كانت ضارة أم مجرد فترة راحة عقلية قبل الجامعة التي أنا مشتاق إليها جداً؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
حسب الوصف الذي ورد في رسالتك نستطيع أن نقول أنك تُعاني من حالةٍ بسيطة من تقلّب المزاج، فما وصفته باكتئاب يُعد مرحلة من مراحل عسر المزاج المتقطع، والذي يأتي في شكل نوبات من فترةٍ لأخرى، وما وصفته بأحلام يقظة في رأيي هو نوع من الانشراح البسيط الذي يحدث لك، ومثل هذه الحالات تُعرف بالحالات الوجدانية ثنائية القطبية -أي أن الحالة تتأرجح ما بين الراحة والانشراح البسيط أو في بعض الحالات يكون الانشراح شديداً وبين الاكتئاب النفسي-.
إذاً حالتك هي حالة بسيطة ولم تصل والحمد لله لمرحلةٍ مرضية معقدة، أرى أن تسعى دائماً لأن تكون طموحاً وقوي الإرادة، ولا تستسلم لنوبات الاكتئاب البسيط.
أما في حالات أحلام اليقظة، فإذا رأيت أنها قد استمرت لفترةٍ طويلة، فعليك أن تفكر في نفس اللحظة أنها ليست واقعية وليست حقيقية، وتحاول أن تَستبدلها ببعض الأفكار المخالفة لما يرد في أحلام اليقظة، وأن تكون الأفكار البديلة أفكاراً واقعة.
أرى أن الحالة حتى هذه المرحلة لا تحتاج لعلاجٍ دوائي، ولكن -لا قدر الله- إذا حصل أي نوع من التطور في الحالة أو اشتدت عليك، فربما نصف لك بعض الأدوية، ولكني متفائل جداً أنه بالعزيمة والإصرار والإرادة والتوكل تستطيع أن تتخلص من هذه الحالة، خاصةً بأن الله تعالى قد أنعم عليك بحفظ كتابه الكريم، ولكن لابد أن تراجع وتقوي من حفظك، ففي ذلك خيرٌ كثيرٌ لك في الدنيا والآخرة .
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 245,659 |
2005-12-02
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
ما أسباب النسيان وضعف الذاكرة والتركيز؟
|
السلام عليكم..
أحس أنني أصبحت كثيرة النسيان وضعيفة التركيز، أعيش دائماً في عالم من الخيال أتخيل دائماً أنني إنسانة ناجحة وصلت لأعلى المراتب، لا أستطيع التفكير بواقعية مع العلم أنني آنسة وتخليت عن عملي الذي كنت ناجحة فيه.
أحس أنني أصبحت بدون جدوى حتى الكلام أصبحت عازفة عنه، أحاول أن أتقرب إلى الله سبحانه لكن أحس أنه غير ممكن، أحس أن ذنوبي كبيرة، أحس أن هذا الضياع الذي أعيشه ما هو إلا نتيجة لتهوري وضلالي، أحس بالذنب آلمني، عملت أخطاء وأنا أعلم عز المعرفة أنها محرمة شرعا. أفيدوني رحمكم الله.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النسيان وضعف الذاكرة والتركيز القلق النفسي، والإجهاد الجسدي والذهني، وفي بعض الحالات الاكتئاب النفسي .
من الواضح أنكِ تُعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق النفسي، كما أن أحلام اليقظة والتفكير الغير واقعي تسيطر عليك، وهي ربما تكون مرتبطة بالمرحلة العمرية التي تمرين بها، كما أن أحلام اليقظة في كثير من الناس نراها ملازمة للقلق النفسي، ويلاحظ أيضاً أنك تُعاني من درجة بسيطة من الوساوس، وهي التي أدت إلى عدم الاستقرار وجعلتك تشعرين بالعيش دون هدف.
لا شك أن الشعور بالذنب حيال الأخطاء والذنوب أمرٌ جيد، وهو شرطٌ من شروط التوبة، والإنسان حين يقلع عن الذنب ويستغفر الله ينبغي أن يحسن الظن بالله، فالله غفورٌ رحيم.
أنت محتاجة لعلاج القلق والتوتر الداخلي، ويتم ذلك بممارسة تمارين الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، كما أن ممارسة الرياضة البدنية يُعتبر من الأشياء المفيدة، وتوجد الآن والحمد لله أدوية طيبة وفعالة تعالج القلق والاكتئاب والوساوس في ذات الوقت، والدواء المفضل هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولةٍ واحدة لمدة شهرين.
بجانب الإرشادات النفسية السابقة وتناول العلاج، لابد أن تحددي أهدافاً واضحة في حياتك، وهذه الأهداف لابد أن تكون واقعية مبنية على الإمكانيات المتاحة لك، ثم بعد ذلك تقومي بتفعيل هذه الإمكانيات للوصول إلى هذه الأهداف، فالإنسان حين يعيش ويخطط لهدف واقعي سوف يجد أنه أكثر استقراراً، وأن الكفاءة النفسية لديه قد ارتفعت.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 244,285 |
2005-11-27
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
كيفية التعامل مع أحلام اليقظة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكركم على هذا الموقع الرائع، فجزاكم الله خيراً.
أنا شابٌ أبلغ من العمر24 عاماً، أواجه مشكلة، وهي أنني أحس أن نفسي ذو شخصيتين: إحداهما قوية، والتي تصيبني عندما أكون في أحلام اليقظة، بحيث أنني -مثلاً- إذا أردت أن أعمل أي شيء سواءً كانت مقابلة شخص أو دراسة أو أي عمل، أشعر أني سأملك الدنيا كلها، وسأعمل عملي على أكمل وجه، وأخطط لعملي بشكل جيد، وأرتب أفكاري وأقوالي التي سأقولها، ولكن إذا أتيت إلى الواقع تأتي الشخصية الثانية وهي الشخصية الضعيفة، ويذهب كل شيء هباء منثوراً، فلا أنجز عملي على الوجه المطلوب، ولا أُجيد الحديث مع الشخص كما كنت أتخيل، وتضيع كل أفكاري فلا أستفيد شيئاً، بحيث أنسى كل الكلمات التي رتبتها، وأحياناً يتغير نمط الحديث كاملاً، بحيث أنني إذا كنت أريد أن أقنع شخصاً ما برأي، أفقد الطريق، ويمكن أن أقتنع برأي الطرف الآخر، مع أنني كنت أملك الأفكار، لكن في لحظة المواجهة يضيع كل شيء.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك، ونشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية.
لقد عرض عليّ سؤال مماثل لهذا السؤال منذ فترة، وحقيقة الأمر بالنسبة لما يلاحظه الإنسان في بعض المرات من اختلاف وتُباعد في أبعاد شخصيته وربما تناقض أيضاً، كثيراً ما يكون مرتبط بأحلام اليقظة، حيث أن التفكير الممتزج بالخيال يكون محبباً إلى النفس دون أن يكون للإنسان المقدرات الواقعية للوصول فيما استرسل فيه.
ليست كل أحلام اليقظة سيئة، وهي كثيراً ما تكون مرحلية، وتتقلص بعد مدة من الزمن.
الشيء الذي أود أن أنصحك به هو أن تحاول دائماً تغليب الجانب الواقعي في حياتك، وتحقير الجانب الغير واقعي، دون المساس أو التقليل من قيمة ذاتك، وهذا يتأتي بإجراء الحوار المنطقي مع النفس، ووضع أهداف بسيطة ومعقولة، والوصول إليها بعد أن تضع الآليات التي سوف توصلك إليها، ولابد لهذه الآليات والإمكانات أن تكون موجودة ومتوفرة لك بالفعل.
شيء آخر هو أن تقلل من مراقبتك على ذاتك بقدر المستطاع، وذلك حتى لا تُحاسب نفسك على كل صغيرة وكبيرة، وصدق من قال: إن على الإنسان أن لا يراقب نفسه وذاته إلا في طاعة الله.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 240,538 |
2005-08-15
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
نوبات حزن وتفكير بالانتحار
|
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب في منتصف العشرينات، أعاني من نوبات من حزن شديد، وأيضاً التفكير بالموت، وفي بعض الأحيان بالانتحار، وأيضاً شعور بالخمول والعزلة وفقدان التركيز مما سبب لي مشاكل في العمل وحياتي الأسرية وتأخري في الزواج، وذلك خوفاً من الفشل، وأيضاً الغرق في الوهم وأحلام اليقظة، أفيدوني وجزاكم الله خيراً.
ملاحظة: هذه الحالة مصاب بها منذ الصغر إلا أنها ليست دائمة، بل هي متقطعة خلال السنة ثم أكون فيها طبيعياً ثم أعود إلى الحالة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ.أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الحالة التي وصفتها تدل على إصابتك بنوعٍ متوسط من الاكتئاب النفسي، ولكنه والحمد لله من النوع المتقطع وليس المطبق، وكونك تُعاني منذ الصغر هذا يدل على أن لديك بعض الاستعداد الفطري للمزاج الاكتئابي.
الاكتئاب يمكن علاجه، ويتطلب ذلك تقوية الإرادة، واستبدال كل الأفكار السلبية بما يُقابلها من أفكار إيجابية، وإذا جلست مع نفسك وتأملت قليلاً، فستجد أن لكل فكرةٍ سلبية ما يقابلها من فكرةٍ إيجابية، فالفشل يُقابله النجاح، والتفكير في الانتحار يُقابله الحياة، وأن الانتحار حرامٌ مطلقاً، وأن الله هو الذي خلق وهو الذي يأخذ، ولا تنس أنك في مقتبل العمر، ويمكن أن تغير حياتك وتصوغها بصورةٍ أفضل، فعليك بتنظيم وقتك، ووضع أهداف واقعية في حياتك، والعمل على الوصول لها، كما أن الحرص على التمسك بالعقيدة الإسلامية والتزاماتها، وتلاوة القرآن، والدعاء، وأن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل، كلها من مزيلات الاكتئاب بإذن الله .
الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي ستغير من حياتك -إن شاء الله- نحو الأفضل، وهي كثيرةٌ ومتعددة، ولكنها تتطلب الالتزام بالجرعة، وأخذها بالطريقة الصحيحة حتى تجني ثمارها .
من الأدوية الممتازة والمناسبة لحالتك مضاد الاكتئاب الذي يُعرف باسم (بروزاك) وجرعته هي أن تبدأ بكبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر.
بالتزامك بالإرشادات النفسية السابقة، وتناول الدواء، ستجد إن شاء الله أن كل أفكارك السوداوية والسلبية اختفت.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 237,912 |
2005-06-27
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة وازدواج الشخصية
|
أعيش حياتي بشخصيتين: الأولى واقعية أعيشها مع أسرتي والمجتمع، والثانية خيالية تختلف شخصيتها من فترة لأخرى، أعيشها في أحلام اليقظة، وأجد فيها نفسي أكثر؛ لأني أعيشها كما أريد وأحلم.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sabren حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالنسبة لازدواجية الشخصية أو تعددها، فهي من العلل النفسية المتعلقة بتطور الشخصية، وهي معروفة لدى الكثير من الأطباء النفسيين، ولكن هنالك بعض الخلاف أيضاً حول حقيقة هذا الأمر.
الشيء الذي أود أن أطمئنك عنه، هو أن الشخص الذي يُعاني من تعددٍ حقيقيٍ في شخصيته يصل إلى درجة المرض لا يكون واعياً أو مدركاً لذلك، إنما هي ملاحظة يلاحظها عليه الآخرون، فأرى أن أمركِ أمر بسيط، وعليك أن تسعي لأن تعيشي الواقع، ولا مانع من شيءٍ من أحلام اليقظة والتفكير فيها، إلا أنه في نهاية هذا التفكير يجب أن تحاولي أن تسترجعي نفسك إلى الواقع والحقيقة، وسوف تجدين بعض انقضاء فترة من الوقت أن الفجوة أصبحت تضيق بين الواقع والخيال لديك، وهذا هو الذي يوصلك إلى التفكير الواقعي.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 237,591 |
2005-06-14
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الطريقة الفعالة لتقليل أحلام اليقظة
|
أنا شاب أعاني كثيراً من أفكار ووساوس تتغير بسرعة، وكلما حاولت أن أغير من حياتي، تأتي لي فكرة مزعجة جداً تضايقني وتصيبني بالاكتئاب.
قبل 3 سنوات كنت أخاف من الأمراض والعدوى (السرطان، الأيدز، التهاب الكبد الوبائي...) وهذه الأمراض لا أفكر بها كلها في وقت واحد وإنما كل مرض على حدة، والحمد لله تعالجت عند أحد الأطباء وأعطاني علاجاً وهو الفافرين، وتحسنت حالي كثيراً ولله الحمد، ولكن أنا الآن أنظر إلى الحياة بتشاؤم كبير جداً:
1- أكره الماضي بشدة، وعندما أتذكر أيام الطفولة أحزن وأقول لنفسي لقد كنت يقظاً وهماماً وأنت اليوم إنسان مختلف.
2- عند أي مشروع أتوقع الفشل وعدم النجاح، فأنا متزوج منذ أشهر ولكن حياتي انقلبت وتغيرت فلقد أصبحت أفكر بوجود مشاكل في المستقبل.
3- أصبحت أحلام اليقظة هي شغلي الدائم وهي تأتيني في كل حين حتى في الصلاة.
4- لقد كرهت أصدقائي القدامى وأصبحت أفضل العزلة حتى عن أهلي، مع العلم أني أحب العمل؛ لأنه يخرجني من همومي فأنا أعمل في أحد المصانع ومسؤول فيه.
أرجو أن تردوا على سؤالي.
وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على تواصلك معنا أيها الأخ الكريم.
لا شك أنه من الواضح أن شخصيتك تحمل السمات التي تجعلك أكثر استعداداً للوساوس القهرية والمخاوف وعسر المزاج، وهذا يا أخي إن شاء الله ليس عيباً، ولن ينقصك شيئاً، حيث أن الشخصية يمكن أن تتبدل بمرور الزمن، وتكتمل أبعادها، وتُصبح أكثر توازناً.
النقاط التي ذكرتها تُعبر عن الشعور بالإحباط، والذي هو من المكونات الأساسية للاكتئاب النفسي، وأرجو أن لا تعتقد أنك مصاب بأمراض نفسية كثيرة ومتعددة (اكتئاب، وساوس، مخاوف، قلق) فهي كلها ذات منشأ كيميائي واحد، يتعلق باضطراب بسيط في مادة بالمخ تُعرف باسم (سيروتينين).
من الأشياء التي ستكون لك مفيدة جداً بجانب العلاج الدوائي هو ما يُعرف بالتفكير الإيجابي المعرفي، بمعنى أن تبذل جلَ جهدك في أن تستبدل كل فكرة سلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية، وعليك أيها الأخ العزيز أيضاً أن تعيش الماضي بحكمة، والحاضر بقوة، والمستقبل بأمل، وأن تربط نفسك بالواقع على ضوء أهداف تضعها لنفسك في حياتك، فهذه هي الطريقة الفعّالة للتقليل من أحلام اليقظة، وإن كانت هي من الأمور الطبيعية التي تنتاب الكثير من الناس في مراحل الحياة المختلفة.
أرجو أن تبدأ مرةً أخرى بتناول العلاج الدوائي، والفافرين هو من الأدوية الفعالة والسليمة جداً، وأنت والحمد لله قد استجبت له بصورةٍ فعالة في الماضي، ومن المستحسن في هذه المرة أن تضل على الجرعة العلاجية والتي هي 200 إلى 300 ملغم في اليوم، لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى جرعة وقائية، وهي 100 ملغم في اليوم، وتتناولها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 50 ملغم في اليوم لمدة شهرين.
نسأل الله لك التوفيق وعاجل الشفاء.
|
د. محمد عبد العليم
| 236,310 |
2005-05-19
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الميل للعزلة وأحلام اليقظة
|
السلام عليكم.
لا أعرف من أين أبدأ في شرح معاناتي وضياعي.
أيها الإخوة! إنني مدمر كلياً وأحس بالفشل في حياتي وأحس بالضياع والتعب والهم والكدر، والسبب هو أنني لا أستطيع أن أعيش ولا لحظة بالواقع، لا أستطيع التفكير مطلقاً حتى في أشد الأوقات صعوبة وحساسية.
أيها الإخوة! لقد تعودت العيش في أحلام اليقظة البعيدة جداً من الواقع لا أساس لها من الحقيقة إنما هي من بحور الخيال! حيث إنني قد تعودتها منذ أن كان عمري 13 عاماً، واليوم عمري 23 عاماً، ولقد أثرت في تأثيراً كبيراً جداً حيث إنه يوجد فرق كبير بالمستوى الثقافي والمعرفي بيني وبين زملائي، حيث إنني الآن جاهل في كل شيء، لا أعرف حتى الواقع والبيئة المحيطة بي فضلاً عن الأمور الثقافية والمعرفية الأخرى، والتي تتطلب بحثاً!
كما أثرت في علاقاتي الاجتماعية حيث إنني أميل إلى العزلة للعيش في هذه الأحلام، وأيضاً أثرت في مستواي الدراسي حيث تخرجت بصعوبة بالغة جداً بتسلسل الأخير في كلية الهندسة، مع العلم أني ذكي والجميع يعرف ذلك ولكن اليوم حتى الذكاء والعقل الذي كنت أحس أنه يميزني عن الآخرين قد فقدته بسبب هذه! إني لا أستطيع التفكير، صدقوني! إن حياتي اليوم هي جحيم أقضيها بين الأحلام والنوم الكثير والعزلة عن الناس حتى لا يشعروا بجهلي! أرجوكم ساعدوني في الخلاص منها، وهل من الممكن أن أتخلص منها؟ وهل من الممكن أن أتدارك ما مضى وأن أصبح شخصية مميزة علمياً وثقافياً؟ وكيف ذلك؟
علماً أن عمري الآن 23 عاماً، أنا في الحقيقة أحس أن القطار فاتني، ولا يمكن اللحاق به، كيف اللحاق به وأنا أجهل مهنتي، ولا أتكلم أي لغة أجنبية، ولا أعرف استخدام الحاسوب!؟ صدقني لا أجيد سوى فتح وغلق الجهاز ومعلومات سطحية عنه، بالإضافة إلى جهل بكل أمور الشريعة والثقافة من تاريخ وغيره من العلوم والفنون الأخرى! أرجوكم ساعدوني وأنقذوني من حياة الضياع والتيه والجهل والملل.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
لا شك أن التقييم السلبي للذات هو الذي يُسيطر على كيانك وتصرفاتك، وهذا شيءٌ غير محمود، فالإنسان مُطالب بأن يعرف قيمة ذاته، ويقبلها، ثم يسعى لتطويرها، ولا يمكن أن نطور من ذواتنا إذا لم نضع هدفاً معقولاً لذلك .
الأشياء التي تذكرها من سلبياتٍ -يا أخي- علاجها بيدك، وهو أن تضع هدفاً معقولاً ومقبولاً ووسطياً، ثم تأخذ بالأسباب والسُبل التي يمكن أن توصلك لذلك، فمثلاً إذا أردت أن تعرف عن الشريعة وعن الدين، فالوسائل كثيرةٌ جداً ومتوفرة، وبسهولةٍ شديدة، فيمكن لك أن تجالس العلماء، وتتحصل على الكتب والأشرطة، وتصلي مع الجماعة، ويكون لك وردك القرآني، هذه كلها سبل .
الشيء الآخر، أنت ما دمت قد تخرجت بفضل الله من كلية الهندسة، مهما كان معدلك، فهذا الإنجاز في حد ذاته شيءٌ عظيم وشيءٌ إيجابي يمكن على ضوءه أن تطور من مهاراتك، وتبحث عن العمل الذي من خلاله تستطيع أن تفجّر طاقاتك الجديدة فيه.
عليك -يا أخي- أن لا تركن لنفسك وتتكاسل، فاجتهد وابدأ في التدرج، وسوف تصل إلى هدفك إن شاء الله .
ربما يكون أنك أيضاً مصاب بشيء من الإحباط أو الاكتئاب البسيط، وهنا أود أن أنصح لك بدواء يعرف باسم بروزاك، تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولةٍ واحدة لمدة شهرين أخريين، وسوف تجد بإذن الله تعالى أن هذا الدواء قد حسّن لديك الدافعية والإقدام على فعل الأمور، وقلل أيضاً إن شاء الله من أحلام اليقظة، فقط عليك أن تنهض بنفسك .
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 18,271 |
2005-04-07
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
الانغماس في أحلام اليقظة
|
السلام عليكم.
أنا أحب أن أكون دائماً قياديا وبارزا في معظم الأمور، وأحياناً كثيرة أحب أن أكون وحدي لأتحدث مع نفسي وأتخيل أني رئيس أو زعيم أو محام لامع! حيث إني أحب أن أقول لكم أني طالب في السنة الرابعة في كلية الحقوق وأوصف بأني زعيم الكلية بلا منازع كما يقال!
ولكني لا أحب الدراسة مع أني بحاجتها حيث إني ومن فترة لا أدرس، أبدأ بالحديث إلى نفسي وأنسجم بذلك فوراً، وأخاف من أنني لا أستطيع تحقيق ما أصبو إليه؛ لذلك فقد توجهت إليكم على أمل أن تعملوا على مساعدتي، وأحب أن أضيف بأنني أخاف أن أكون مريضا نفسيا، حتى إني أموت غيظا حينما ينعتني أحد بالمجنون! فأتمنى أن تعملوا على مساعدتي.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبيدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك.
مما سردته في رسالتك نستطيع أن نقول إن ما بك هي ظاهرة نفسية يصفها البعض بالانغماس في أحلام اليقظة المفرطة، ومثل هذه الظواهر توجد لدى بعض الشباب، وفي مراحل اليفاعة، حيث التكوين النفسي والوجداني يكون في قمته.
لا أعتقد أنك مصابٌ بأي نوع من جنون العظمة، وليس لأحد الحق أن ينعتك أو يصفك بالجنون، فأنت إنسانٌ وبفضل الله مستبصر ومرتبط بالواقع، وهي الفوارق الرئيسية ما بين السوية والجنون.
أنصحك أن لا تجلس لوحدك لأوقاتٍ طويلة، بل حاول أن تندمج مع الآخرين، كما أرجو أن تكوّن فكرة مضادة لكل فكرة خيالية أو بعيدة المنال، وتكرّر الفكرة المضادة عدة مرات، وتُخاطب نفسك أيضاً وبتكرار: أنا والحمد لله إنسانٌ واقعي، أنا لست خياليا... وهكذا .
هذه التمارين البسيطة لها دلائلها العلمية، وهي مُفيدةٌ جداً لمن يلتزم بممارستها وتكرارها، حيث أن الهدف هو إعادة صياغة التفكير من خيالي إلى واقعي .
أكرر لك مرةً أخرى بأنك والحمد لله لست بمجنون، إنما أنت كامل الوعي والشعور والوجدان.
وفقك الله.
|
د. محمد عبد العليم
| 18,227 |
2005-04-05
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
من أجل تحقيق الطموح لابد من السير في طريقة الصحيح
|
أنا طالب في السنة الرابعة من كلية الحقوق، بالإضافة إلى ما ذكرته في سؤالي، فإني أضيف بأن ما يزعجني ويقلقني هو ألا أصل إلى تحقيق طموحي، ودائماً أتحدث إلى نفسي فيما يخص طموحي وأتخيله.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحديث مع النفس ظاهرةٌ تحدث لبعض الناس، خاصة في مرحلة اليفاعة والتكوين النفسي، وهي تكون جزءاً من أحلام اليقظة، وتُعتبر ظاهرة طبيعية إلى حدٍ ما، إلا إذا كانت تحدث بصورةٍ مستمرة، ومسيطرة على كيان الإنسان وتفكيره، وأحلام اليقظة دائماً تتسم بالبعد والبون الشاسع بين الحقيقة والواقع ومقدرة الإنسان، وعليه أرجو تحقير كل فكرة تعتريك وتراها غير واقعية أو بعيدة المنال.
أما بالنسبة للوصول لتحقيق الطموح، فلابد لك من أن تضع هدفاً واضحاً، وفي حالتك قطعاً هو التخرج من الجامعة، ونيل شهادة التخرج من الحقوق بامتياز، هذا الهدف ليس بعيد المنال، فقط عليك تنظيم الوقت، وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، والالتفات إلى التغذية الصحيحة والنوم المنتظم، وكذلك ممارسة الرياضة، والمحافظة على الصلاة في جماعة، وتحين فرص المذاكرة المفيدة بعد صلاة الفجر مثلاً.
سأقوم أيها الأخ الفاضل بوصف علاج دوائي لك يساعدك إن شاء الله في التخلص من القلق والإحباط واحلام اليقظة، هذا الدواء يُعرف باسم (موتيفال) أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وستجد إن شاء الله فائدة كبيرة في هذا الدواء، علماً بأنه فعّالٌ وسليم.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 18,025 |
2005-03-30
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة حال العزلة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعبت كثيراً وأنا أبحث عن شبكة تضم مثل هذه الاستشارات، وأنا بحاجة ملحة لها ولكم. سأخبركم بمشكلتي، وأرجوكم أن تخبروني ما الحل؟ فأنا في حيرة من أمري!
قبل 6 سنوات بدأت لدي هلوسات كثيرة: كنت أدخل حجرتي وأتخيل أناساً أعرفهم ولا أعرفهم، وأقوم بالكلام وتخيل المواقف والأحداث بتفاصيلها! وأتحرك كما لو أني في المكان نفسه! واستمرت هذه الحالة واشتدت كثيراً بعد سنتين، وأصبحت لا أغادر حجرتي وإنما فقط للأكل! ولكن بعد سنة خفت كثيراً هذه الحالة، ولكن الآن رجعت وأصبحت أيضاً لا أستطيع مغادرة حجرتي وأقوم بنفس هذه التخيلات! إنني أعيش في جحيم، فلا أستطيع أن أترك هذه التخيلات؛ فإنها أصبحت جزءاً من حياتي.
وأحياناً أتمنى أن يكون هناك من يعذبني ويقيدني! لا أعرف لماذا؟؟! ما هذه الحالة أرجوكم أخبروني!!؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
من الصعب أن نحدد هذه الحالة بالضبط؛ لأنه لابد من إجراء بعض الحوار والأسئلة التخصصية، ولكن على العموم تنحصر حالتك بين أحد أمرين:
الأمر الأول: إما أن تكون نوع من الوساوس المرتبطة بما يُعرف بأحلام اليقظة، وهذه في الغالب تكون حالة عرضية، وتظهر كثيراً في مراحل الشباب، وتختفي بعد ذلك.
الأمر الثاني: إذا كانت هذه الخيالات مكثفة وتظهر في شكل صور أو أصوات أو إشارات سماعية، فهذه في الغالب تكون نتيجة لمرضٍ آخر يُعرف بالأمراض الذهانية.
وعلى العموم فأنا أرجح النظرية الأولى؛ لأنك مدركة لعلتك تماماً؛ حيث أن مرضى الحالات الذهانية في أغلب الظن لا يُدركون ماهية أعراضهم بدقة، إنما يلاحظ الآخرون هذا التغير الذي يحدث لهم .
حالتك تُعالج بأنها حالة وسواسية عصابية، ومن هنا أود أن أنصح لك بعلاج يعرف باسم بروزاك، والجرعة هي كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر .
من الأشياء التي سوف تكون مفيدة لك بإذن الله تعالى: تجنب العزلة، وأن لا تجعلي هذه الأفكار والخيالات تنفرد بك؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى تقويتها وتدعيمها، وأرجو أن تتواصلي مع الآخرين، وتشغلي نفسك، وتمارسي الرياضة، كما أن الالتزام بالعبادات لا شك أنه يعطي دافعاً نفسياً ومعنوياً، ويا حبذا لو شغلت نفسك بالقراءة والانضمام للجمعيات الاجتماعية والخيرية، فهذه ترفع كثيراً من المهارات الاجتماعية، مما يقلل من الطاقات القلقية والوسواسية الغير مرغوب فيها .
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 17,974 |
2005-03-28
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تشتت الأفكار يقضي على تحقيق الهدف
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة، إني أعاني من أحلام اليقظة، حيث إنني أقضي كل وقتي تقريباً في أحلام ليس لها نهاية، ولقد أثرت هذه الحالة في مستواي الدراسي حيث لم أستطع الحصول على معدل يؤهلني لدخول الماجستير ـ علماً أني ذكي ـ كما أثرت في مستواي المعرفي، حيث يوجد فرق كبير بيني وبين أقراني.
علماً أنني أغرق في هذه الأحلام منذ أن كان عمري خمسة عشر عاماً، وإني أريد الخلاص منها لأبدأ في تطوير ذاتي، وتدارك ما فاتني بسبب هذه الأحلام، ولهذا طرقت بابكم؛ لعلي أجد جواباً.
علماً أن لدي أهدافاً جاهزة للتطبيق، لكن هذه الأحلام تقف عائقاً أمامي!
كما أرجو أن تخبرني كيف أصبح مثقفاً!؟ وما هي الكتب التي تنصحونني بقراءتها في سبيل أن أصبح مثقفاً؟ إني أنتظر جوابكم على أحر من الجمر؛ فقد مللت حياة الأحلام، وأريد العيش في الواقع.
وجزاكم الله خيراً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أحمد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريد أن تحقق النجاح وتصعد سلم المجد، ولكن تتشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتار في أمرك ولا تعرف السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلم أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنا بقدراتك، وكلما كنت ملتزماً بها ومثابراً عليها استطعت أن تحقق النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك ـ أخي ـ يتحقق لديك ثلاث مرات:
1- المرة الأولى، وأنت تراه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلم في خيالك.
2- المرة الثانية عندما تكتبه وترسمه على الورق.
3- المرة الثالثة عندما تحققه فعلاً.
وكلما حققت هدفك زاد حماسك؛ فاعمل جاهدا على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ لأننا خلقنا للعبادة والعمل، حاول أن تضع أولوياتك، وارسم خطتك، وحقق هدفك، وارسم صورةً واضحة في ذهنك تستطيع أن تحقق مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.
وأنصحك ـ أخي الفاضل ـ أن توطد علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزم دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمع إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
واحذر ـ أخي ـ لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعاني منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبه، فحاول أن تحصر قواك الذهنية، واكتب مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاول أن تكتب البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيداً لك، وتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة!؟ استخر الله تعالى قبل أن تقدم على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكل على الله، ولا تيأس، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.
أما في ما يخص مطالعة الكتب وإرادتك لأن تكون مثقفا، فهذه إرادة وعزيمة قوية أحييك عليها، فحاول أن تجعل لنفسك منهاجا فرديا تسير عليه، ولا تكون دراستك عشوائية، حاول أن تقسم منهاجك الفردي إلى خطة بحيث تجمع فيها كل أنواع المطالعة والحفظ والفهم، ويكون منهجك مقسما على طيلة أيام الأسبوع كأن تأخذ مثلاً اللغة العربية، والتفسير والتاريخ الإسلامي وحياة الصحابة والواقع الإسلامي، وتأخذ أيضاً شيئاً من السنة النبوية، وكل هذا بحسب وسعك وطاقتك.
ولا مانع أن تقرأ كتباً في الثقافة الإسلامية أو في العلوم الأخرى، والمجال هنا لا يسع لذكر هذه الكتب ولكن أنت تستطيع أن تضع لنفسك منهاجا فرديا تسير عليه، وبإذن الله تعالى سترى الفائدة من وراء ذلك، ويمكن أن أدلك على أحد الكتب تتكلم حول هذا الأسلوب وهو كتاب قيم يمكن أن تقتنيه من المكتبة وعنوانه ( منهج المؤمن بين العلم والتطبيق ) للدكتور عدنان علي رضا النحوي، وهناك كتاب آخر أيضاً اسمه ( لؤلؤة المنهاج الفردي ) لنفس المؤلف، وفيها يذكر أنواع الكتب وكيف تتم دراستها، وطريقة وضع منهاج وخطة لذلك.
وبالله التوفيق.
|
د/ العربي عطاء الله
| 234,128 |
2005-02-20
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
شرود ذهني وعصبية زائدة ومزاج سيء.. أريد حلولا
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاب متعلم وعمري 46 سنة، أحب الصلاة وأدعو أولادي إلى الصلاة في وقتها، ولكن أنا أحس بها ثقيلة علي، وأحاول أن أؤخرها عن موعدها، ولكن أصلي، وعندما أهم بالصلاة، تتشتت أفكاري، ويداهمني الوسواس، والشيطان، وأسرح في أمور الدنيا، وأحاول أن أركز وأعود إلى صلاتي، ولا أدري أحياناً كم صليت، وأحاول أن أدعم صلاتي بالدعاء والاستغفار، وكثيراً وأنا جالس أو ماش أحاول الاستغفار والتسبيح، وأنا في أوج التسبيح والاستغفار أسرح في الدنيا ومشاكل الدنيا، هذا في الصلاة.
أما الأمر الآخر فتراودني أفكار غريبة بأن أحلم بالمال الكثير، وعندما يخطر ببالي أن أقول يا حبيبي يا رسول الله، أبدأ بالتفكير بالمال والعمران والدنيا، ويشل حركتي، ويأخذ مني الوقت الطويل، وعندما أصحو من هذه الغفوة، أستغفر الله وأحمده، وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
والأهم من كل هذا عند أي مشكلة مهما كانت تخصني أو لا يبدأ فكري، وتأخذ أياماً من التفكير، ويدخل الوسواس حتى إن بعض أفكاري تذهب بي إلى حلول إجرامية أو غير منطقية، وأريد أن أوضح أنني حساس، وحساس جداً لكل الأمور.
والغريب أنني عندما أجلس مع جماعة لتدارس أي مشكلة أو حل أي مشكلة، في الغالب يكون رأيي هو الأمثل، فعندما أجلس مع حالي أستغرب من نفسي، وأحيطكم علماً أنني عصبي جداً، وسريع الغضب، ومزاجي متقلب، وغريب، وسريع الانفعال، وخاصة مع أي موقف إنساني حتى لو مشاهدة موقف محزن في مسلسل أو عندما يخطب الإمام، ويكون الموقف مؤثرا، وأجلس، ويأخذ هذا فترة من تفكيري وأسرح بعيداً.
ماذا أفعل؟ لقد أثر كثيراً هذا الشرود الذهني والتفكير بالأوهام والمستقبل المليء بالسعادة الزائفة والقصور المبنية بالهواء علي وعلى أسرتي، ماذا أعمل بهذه العصبية الزائدة والأحاسيس الغريبة والمزاج السيئ والحساسية الزائدة؟ والحمد لله على ما أعطاني، والحمد لله حمدا كثيراً لما أنا به.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نضال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولاً: أنت ربما تعاني من بعض الاضطراب في الشخصية، مع بعض الشحنات الزائدة من القلق والتوتر، ربما يكون نتج عنها فقدان الدافعية، وشيء من الاكتئاب البسيط.
ثانياً: لابد أن لا تحاور نفسك بصورةٍ سلبية في تحديد الأسبقيات الشرعية، فأمر الصلاة أمرٌ هام، ومن لا يحافظ عليها ويؤديها بصورتها الصحيحة ربما يفقد حظه في الإسلام.
فالصلاة أخي هي قرة عين المؤمن، وهي ملجأه، ولا تكون ثقيلة إلا على المنافقين، ونحن وأنت -إن شاء الله- لسنا منهم.
ثالثاً: أنت محتاجٌ لأن تجلس مع أحد الإخوة المشايخ الأفاضل، وتلازمه بقدر ما تستطيع، -وإن شاء الله- ستجد منه كل الدعم والمساندة لما يحسّن من دافعيتك ورغبتك في تحديد أسبقياتك الشرعية واتباعها، كما هو مطلوب من كل مسلمٍ ومؤمن ملتزم، وسوف يعينك الله تعالى في ذلك بإذنه تعالى.
أخيراً: سنصف لك بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وستجد فيها خيراً كثيراً في إزالة هذه الأعراض التي تعاني منها، ومن أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ولمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
هذا العلاج -إن شاء الله- يزيل الاكتئاب والقلق والشعور بالإحباط، ويرفع كثيراً من الطاقات النفسية والجسدية، ويساعد الإنسان على الإقدام في عمل الأشياء بإذن الله.
أما بالنسبة للعصبية، وسمات الحساسية في الشخصية، فسوف يساعدك الدواء في ذلك كثيراً، ولكن أرجو أيضاً أن تدعمه بأن تفكر إيجابياً فيما أنجزته في الحياة، وتتجنب كتمان الأشياء في داخل نفسك؛ لأن التراكمات الداخلية تؤدي إلى احتقاناتٍ نفسية تزيد من القلق والعصبية، فعليك التفريغ عما في داخلك في نفس اللحظة.
لقد اتضح أيضاً وبما لا يدع مجالاً للشك أن ممارسة الرياضة سوف تساعد كثيراً في إزالة القلق والتوتر، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحافظ وتداوم على هذه الطريق العلاجية التي وُجد أنها فعالة ومفيدة جداً ( توجد أشرطة وكتيبات في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين ).
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 232,628 |
2005-01-25
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
أحلام اليقظة والدراسة
|
جزاكم الله خيراً!
أنا طالبة جامعية، وأحب التفوق بشدة! ولكن ما يعيق تفوقي أنني غارقة دائماً في أحلام اليقظة والخيالات! مع أني أقارب تجاوز العشرين من عمري! فمنذ طفولتي دائمة الخيال! ولكني عندما أصبحت شابة زادت أحلامي وطموحاتي! لا أدري لماذا يحدث لي ذلك!؟ ربما لإشباع حاجة نفسية! ولكن ذلك يعيق دراستي وبشدة!
وأستمتع كثيراً عندما أعيش مع هذه الخيالات! وأيضاً أنا من النوع الذي يسترجع تفاصيل يومي: ماذا فعلت؟ وأين ذهبت؟ فكيف أصبح واقعية أكثر!؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أحلام اليقظة هي من الظواهر الوجدانية الطبيعية التي يمر بها أي إنسان في مرحلةٍ ما من حياته، ولكنها تكثر في مرحلة اليفاعة والشباب، وقد وُجد أن الأشخاص الذين يحملون بعض السمات الوسواسية والنرجسية هم ربما يكونون أكثر عرضةً من غيرهم بما يعرف بأحلام اليقظة.
أرى في حالتك أنه من الأفضل لك أن توجّهي كل هذه الأحلام والآمال إلى التعليم، فيمكن أن تبدئي أو تدخلي في حوارات مع الذات، تكون لك دافعاً للحصول على أعلى الدرجات العلمية، مما يهيأ لك -إن شاء الله- المراكز العلمية والبحثية المرموقة، وفي مثل هذه الحالة ليس من المستبعد أبداً أن يتحول -بإذن الله- حلم اليقظة هذا إلى واقع، وإذا استطعت أن تحصري أحلام يقظتك في هذا الجانب فقط، فسوف يكون ذلك إن شاء الله دافعاً ومحفزاً لك من أجل النجاح.
من أجل أن نقلل من حدة هذه الظاهرة، وربما السمات الوسواسية المتعلقة بها، أود أن أصف لك أحد العلاجات الجيدة والفعالة، وهذا الدواء يُعرف باسم بروزاك، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقفي عنها.
لقد وُجد أيضاً أن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في امتصاص هذه الطاقات النفسية، التي ربما تكون مؤثرة سلباً على التركيز والصحة النفسية.
وبالله التوفيق.
|
د. محمد عبد العليم
| 232,427 |
2005-01-23
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
تخيل الأشياء السلبية والتفاعل الجسدي معها
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إني أعاني من عادة هي أني إذا تذكرت شيئاً أو تخيلت شيئاً غير طيب أتخيله أمامي وأقول: لا لا، الله لا يقدر! وأهز برأسي وكأني أشير برأسي، سواء أكان هذا الشيء غير الطيب لي أم لغيري، أفيدوني أفادكم الله.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
اعلم أن كل واحد منا قد يتعرض أثناء حياته اليومية إلى تغيير في فكره ومزاجه وتصرفاته وانفعالاته، ومن هذه التغيرات شعور بالحزن، بالقلق، بالتفكير الشديد، تخيل أشياء غريبة، تذكر أمور مفرحة وأمور محزنة، ولكن هذا الأمر لا يدوم، فقد يتغير بتغير المزاج والتصرف والسلوك وطبيعة التفاعل مع الآخرين.
وأريد أن أطمئنك ـ أخي خالد ـ أن هذا الأمر الذي تتكلم عنه ناتج عن شعور بالقلق أو الخوف من الحاضر والمستقبل، واعلم أنك لست وحدك الذي تشعر بهذا، فالكثير يعاني من هذا السلوك، وأنا أنصحك أن تبتعد عن التفكير السلبي، وتجعل أفكارك كلها إيجابية! وابحث عن البديل لهذه الأفكار، والتي تنتج من الفراغ، أو التعب الفكري، وأحياناً من شدة التفكير في صدمات مرت بك مضت؛ فتحاول أن تخرجها من اللاشعور، وتدخلها في الشعور ـ أي الواقع الذي تعيش ـ فيحدث لك هذه الهزة!
حاول أن تبتعد عن العزلة، وتكون في وسط اجتماعي يبعد عنك هذه الأفكار التسلطية الوساوسية! واعلم ـ أخي خالد ـ أن لديك طاقة إيمانية تستطيع بواسطتها أن تريح نفسك، وتغسل قلبك من الهموم، وفكرك من الأفكار التسلطية الوساوسية، وكما قال الشاعر:
فاشدد يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان
حاول ـ أخي ـ أن تتخلص من الخوف؛ لأنه يقضي على ثقتك بنفسك، وهو المثبط لهمتك، ويضيع هدفك في الحياة، ويستنفذ جهدك وتفكيرك، ولكي تزيل هذه الأفكار من عقلك عليك بالبرنامج التالي:
1- اربط علاقتك بخالقك! واعلم علم اليقين أنه هو المقدم، وهو المؤخر، وهو الضار، وهو النافع، فإذا رسخت في ذهنك هذه القاعدة، فكل شيء بعدها سيهون عندك.
2 - ابتعد عن التوتر، والقلق، والخوف!
3 - مارس التمارين الرياضية كل صباح!
4 - استبدل التوتر بالاسترخاء!
5 - اتخذ من الضحك والمرح سبيلا للخروج من التوتر والقلق والخوف!
وبالله التوفيق.
|
د/ العربي عطاء الله
| 230,373 |
2004-12-20
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
سمات الشخص المنطوي
|
أنا فتاة أبلغ من العمر12 سنة، حينما أكون وحدي في الغرفة أبدأ بتخيل أشياء لم تحصل، وأكلم نفسي، بل وأندمج في الكلام، فإذا كنت أقول كلاماً محزناً أبكي وبشدة، وأحياناً أضحك، فإذا دخلت علي أختي أقول لها اخرجي هيّ بسرعة، فجعلتني هذه الحالة أميل إلى الوحدة، ولقد بدأت أحاول ألا أكلم نفسي، وأحياناً أتخيل نفسي في دور معلمة أو والداي أو صديقتي أو أنا، وعندما لا أكلم نفسي أشعر بالضيق الشديد، والجميع يقول عني أنني وحيدة وأحب الوحدة.
ماذا أفعل للتخلص من هذه الحالة؟ وهل هي مرض نفسي؟
علماً بأنني حاولت التخلص من هذه الحالة فلم أستطيع، فما هو علاجها؟
ملاحظة:
عندما أكون مع أهلي أو أي أناس آخرين فإنني أكون مرحة جداً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحالة لتي تعيشينها أختي السائلة هي حالة الانطواء، أو ما يسمى بالانطوائية، وهو موقف يتخذه الفرد من المجتمع بحيث يتفادى الاحتكاك بالمجتمع والتأثر بسلوك الأفراد، وهي وسيلة للهروب من مواجهة المجتمع، واعلمي أن حالة الانطواء تبدو سهلة وطبيعية، ولكنها صعبة لسلبيتها وعزوف صاحبها عن الحياة، وتتميز سمات المنطوي بما يلي:
1- يميل إلى الهروب من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
2- متمركز حول ذاته.
3- تنقصه المرونة وسرعة التوافق الاجتماعي.
4- يغلب له الالتفات إلى ذاته ونفسه وصحته.
5- يعاني من الصراع بين نزعاته ورغباته، وبين القيم وتعاليم الدين.
يعتبر الانطواء مظهراً من مظاهر سوء التكيف الاجتماعي، ويحتاج إلى نوع من الإرشاد والتوجيه وعدم إهماله؛ حتى لا يتحول إلى عقدة نفسية، ويتمثل علاج هذه الظاهرة في اتباع الخطوات التالية:
1- إزالة الأسباب والعوامل التي سببت لك هذا الانطواء.
2- حاولي أن تحتكي بالمجتمع ولا تتركي نفسك في عزلة.
3- أشغلي وقت فراغك بالمطالعة والمشاركة في الأنشطة المفيدة.
4- حاولي أن تحتكي مع زميلاتك سواءً في المدرسة أو خارج المدرسة، وتتبادلين معهم الزيارات المفيدة.
واعلمي أن هذه الحالة ليست خطيرة، ولكن تحتاج إلى عقد العزم من طرفك وعدم الاستسلام لها، ومكافحتها بالخروج منها.
وبالله التوفيق.
|
د/ العربي عطاء الله
| 16,420 |
2004-06-13
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
التأثيرات الإيجابية والسلبية لأحلام اليقظة
|
هل لأحلام اليقظة تأثيرات إيجابية أو سلبية على الشخص الذي دائماً يفكر بأحلام اليقظة؟ أرجو الإجابة بأقرب وقت.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / Shadi taha حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي السائل تنقسم الأحلام إلى قسمين:
1- أحلام اليقظة.
2- الأحلام الحقيقية وهي التي يراها النائم أثناء نومه.
أما الذي يهمنا هنا هو أحلام اليقظة (أحلام النهار)، ولكن هي ليست بأحلام كما هو في المعنى الشائع لها، بل هي ضربٌ من ضروب الخيال يعمد إليها المرء في أوقات فراغه أي الوقت الذي لا يجد للعقل فيه ما يشغله من مهام الحياة، تتم فيه راحة الجسم وراحة العقل.
وهذه تعتبر من التأثيرات الإيجابية لأحلام اليقظة، وتعتبر أيضاً بمثابة رياضة للعقل تتيح له الفرصة للتحرر من قيود التفكير الجدي ومواجهة الحقيقة، وذلك لخلوها من النقد والرقابة، وعدم تعرضها للنقد الذاتي، وتعمل أيضاً على إشباع رغبات أو حاجات نفسية لا يمكنه العمل على إشباعها بطريقة حقيقية واقعية.
ولكن هناك تأثيرات سلبية لأحلام اليقظة، وذلك في حالات يكون الشخص مصاباً بالشذوذ النفسي أو عقلي حيث تأخذ الأحلام مجامع تفكيره وتستأثر معظم وقته.
وفقك الله لكل خير.
|
د/ العربي عطاء الله
| 2,920 |
2003-04-21
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
|
النوم والتثاؤب الكثير يصرفني عن المذاكرة، فماذا أفعل؟
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة ثانوية عامة، وأعاني من كثرة النوم والتثاؤب أثناء المذاكرة، بشكل غير طبيعي، على الرغم من أني أنام مبكراً، في الساعة العاشرة مساء، وأنهض الساعة السابعة، والموضوع يرهقني، وقد أثر على مذاكرتي، وأعتقد أن هذه الحالة تسمي النوم القهري، ولكني لست متأكدة، ويحدث لي كثيراً مثل رجفة تحدث في جسمي، ولا أستطيع أن أتحكم في عضلات جسمي أثناء هذه الرجفة.
كذلك يحدث لي انقطاع مؤقت في النفس، ويذهب، وأعاني من هذا الموضوع منذ فترة طويلة، ويؤثر ذلك على نشاطي اليومي، ومذاكرتي وتركيزي، بسبب حالة النوم غير الطبيعية، التي تحدث لي وتجعلني لا أنجز كل ما أريده في مذاكرتي، وهذا يتعبني نفسياً، وأريد أن أحسن من مستواي الدراسي، فأرجو رداً وحلاً لمشكلتي في أسرع وقت.
لكم جزيل الشكر والتقدير، حفظكم الله.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلسبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
هذا ليس بالنوم القهري، النوم القهري هو نوم لفترة قصيرة، ويأتي في شكل نوبات أو هجمات للإنسان، ولا يستطيع مقاومته، مثلًا نرى بعض الناس ينامون وهم في الإشارة الضوئية، حتى السائق الذي ينام، إذا كان لديه هذه العلة، والتي تسمى باللغة الإنجليزية ناركوليبسي (NERCOLBESY)، وهو بالفعل مزعج لصاحبه، والآن -الحمد لله- توجد أدوية منشطة، تعالج هذا النوع من النوم القهري.
أما حالتك فهي نوم زائد، لا تستطيعين مقاومته، هذا ربما يكون له أسباب مثل الإجهاد الجسدي، قد يكون لديك شيء من الاكتئاب الداخلي البسيط، وأنت ذكرت أنه يحدث لك نوع من التوترات، ونوع من اضطراب في التركيز وهكذا، وانقطاع في النفس، ولا تستطيعين التحكم في عضلاتك، إذاً هذا قد يكون نوعاً من القلق الداخلي، أو أنا أسميه القلق المقنع، الذي قد تنتج عنه مثل هذه الظواهر، ظاهرة النوم الشديد الذي لا نتوقعه.
أيتها الفاضلة الكريمة، الخطوة الأولى: أن تذهبي لطبيب الأسرة، أو طبيب المكتب الصحي، أو طبيب الباطنية، للقيام بإجراء وفحوصات عامة، لا بد أن تتأكدي من قوة الدم لديك، لأنه في بعض الأحيان فقر الدم قد يؤدي إلى هذا النوع من النوم، لا بد أيضًا أن تتأكدي من وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، أيضًا عجز إفراز الغدة الدرقية يؤدي إلى زيادة في النوم، يصعب على صاحبها مقاومتها، أيضًا تأكدي من مستوى فيتامين دال، ومستوى فيتامين ب 12، فهذه فحوصات أساسية، يجب أن نكون على يقين أن كل شيء صحيح، فهذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: عليك أن تتجنبي النوم النهاري بصفة عامة، وأن تنامي ليلًا مبكرًا، وأن تمارسي بعض التمارين الرياضية الليلية، فهي تقلل من النوم عموماً في فترة الصباح، أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة ستكون جيدة بالنسبة لك، بعد الاستيقاظ صباحًا وفي وقت مبكر، وأداء صلاة الفجر، بعد ذلك يمكنك أن تتناولي كوباً من القهوة المركزة، هذا جيد جدًا، وفاعل جدًا، وطبعاً بعد ذلك الاستحمام، شرب الشاي، الأذكار، وأن تقرئي وردك القرآني، ويمكن أن تدرسي لمدة ساعة مثلًا، قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي.
كذلك مع الساعة 10:00 أيضًا لو بالإمكان اشربي كوباً من القهوة أو الشاي المركز، وكذلك عند الساعة 4:00 مساء، مستوى الكافيين في الدم حين يكون في وضع مرتفع، أو وضع منضبط، يساعد كثيرًا على زيادة اليقظة، والتمارين الرياضية الصباحية بجانب التمارين المسائية أيضاً عمل جيد.
حين تجتهدين في دراستك، وتذاكرين صباحًا، هذا سيعطيك دافعاً إيجابياً جدًا، وسيتحسن مزاجك بصورة ممتازة، وهذا طبعاً يقلل من النوم المرضي، سيكون من المهم جدًا أن يكون نظامك الغذائي أيضًا نظاماً جيداً، هذا أيضاً مهم لإكمال الصحة.
إن كان لك أي نواقص في الدم أو في الفيتامينات، يجب أن تعوض، كذلك هرمون الغدة الدرقية نعتبره مهماً، هنالك دواء يعرف باسم ولبيوترين، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي ببريبيون، هو دواء خفيف مضاد للقلق، والاكتئاب البسيط، ويحسن من اليقظة عند الإنسان، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة الوزن أبدًا، بل على العكس قد يساعد على إنقاص الوزن، وفي بداية الوقت لا يتم أي نوع من ذلك.
إن كانت التدريبات السلوكية، وتنظيم الحياة الإيجابي الذي ذكرته لك لم يساعدك، يمكن أن تتناولي هذا الدواء، البعض أيضًا يستعمل عقار فلوكستين، والذي يعرف باسم بروزاك، هو مضاد للاكتئاب، لكنه يحسن اليقظة عند الإنسان، تناوليه بجرعة 20 مليجرام صباحًا، لكن ليس هنالك أي داع للأدوية.
أعتقد من خلال التنظيمات التي ذكرتها لك، ترتيب الحياة على الأطر التي ذكرناها لك -إن شاء الله تعالى- مع التأكد من أن الفحوصات سليمة، هذا سيؤدي إلى اليقظة المطلوبة.
بارك الله فيكم، وجزاك الله خيرًا.. وبالله التوفيق والسداد.
|
د. محمد عبد العليم
| 2,550,504 |
2024-10-13
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أمور أخرى متعلقة بالنوم
|
كيف يكون التوفيق بين النوم الصحي وصلاة الفجر؟
|
في كتاب "لماذا ننام" لكاتب إنجليزي، يتحدث عن أهمية النوم، ويركز فيه على أهمية ثبوت وقت الاستيقاظ، أهم من ثبوت وقت النوم، لتجنب أعراض كثيرة مرضية، وأهمية الالتزام بساعات نوم لا تقل عن 7:30، لضمان المرور على جميع مراحل النوم.
نحن المسلمين، وقت الفجر يتغير، ونستيقظ على حسب تغيره، وهذا يجعلنا نكسر قاعدة الاستيقاظ في وقت محدد، وغير متغير، بغض النظر عن المستحب قيام الليل الذي يتصادم مع قاعدة النوم المستمر، لتجنب الأعراض المرضية وعواقبها.
أريد أن أعرف كيف ألتزم بما يوصي به الكتاب، والحفاظ على صلاة الفجر في وقتها؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الممتع والملفت للنظر.
أخي الفاضل: ليس هناك تعارض بين أن نستيقظ نحن المسلمين عند صلاة الفجر، وبين ما ذكره هذا الكاتب الذي يقول: إن الأنسب تحديد ساعة الاستيقاظ، بدلًا من تحديد ساعة النوم.
ليس هناك تعارض، فتحديد ساعة الاستيقاظ لا يعني أن تكون ثابتة على مدار السنة، فهذا يمكن أن يتغيّر، ليس فقط في موضوع تغيُّر أوقات الفجر، وإنما أيضًا في تغيُّر أوقات أو طول النهار بين الشتاء والصيف.
لذلك -أخي الفاضل- المهم أن الإنسان إذا عرف أنه سيستيقظ على الساعة الرابعة فجرًا ليصلّي صلاة الفجر؛ فبالتالي يمكن أن يحسب أي ساعة يذهب فيها إلى النوم، وبالتالي يحصل على ساعات النوم المناسبة.
أخي الفاضل: تختلف ساعات النوم المناسبة من شخصٍ إلى آخر، وفق طبيعة حياته، وشخصيته وعمله، وأمور بيته، المهم أن يأخذ بشكل متوسط من سِتّ إلى ثمان ساعات، يزيد أو ينقص بحسب عمر الإنسان، وبعض الأمور في حياته الخاصة.
إذًا: ليس هناك تعارض، فأنت يمكنك أن تضبط ساعة الاستيقاظ، وهذا عادةً نجده ضمن ما يُسمّى sleep hygiene -أي النوم السليم، أو صحة النوم- حيث فيه تعليمات متعددة، منها: أن يحرص الإنسان على ألَّا يتناول وجبة عشاءٍ ثقيلة قبل النوم بوقتٍ قريبٍ، وإنما يُباعد بين العَشَاء وبين ساعة النوم، ومنها: أن يحرص على النوم في غرفةٍ ليس فيها ضوء شديد، وليس فيها ضوضاء، وحرارة الغرفة معتدلة.
أدعو الله تعالى أن يُعينك على أداء الصلاة على وقتها، وأن يُنعم عليك بنومٍ مُريح، كما قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]، وقال: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) [النبأ: 10].
وبالله التوفيق.
|
د. مأمون مبيض
| 2,548,354 |
2024-09-09
|
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أمور أخرى متعلقة بالنوم
|
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.